الإثنين, 25-مارس-2013
الميثاق نت -    بقلم: سمير النمر -
< ما أحوجنا في هذه الظروف التي يعيشها اليمن خاصة مع انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الى ترك المناكفات السياسية والشحن الإعلامي، وتطهير النفوس من الاحقاد والضغائن من أجل تهيئة وتلطيف المناخات والأجواء السياسية الملبدة بالغيوم حتى تمر بنا سفينة الحوار الوطني بسهولة ويسر دون أن تعترضها أي عوائق لنصل باليمن الى بر الأمان، ولكن هذا الحرص على تهيئة الأجواء لا يمنعنا من تسليط الضوء والإشارة الى كل ما من شأنه أن يهدد الحوار ويعمل على تفخيخ الطريق أمامه وذلك لإدراكنا أن الحوار الوطني يمثل بالنسبة لليمنيين بمختلف أحزابهم وأطيافهم سفينة النجاة التي ستوصلنا الى شاطئ الأمان مما يحتم على الجميع الحفاظ على هذه السفينة وحمايتها من أية محاولة لتعطيل وعرقلة سيرها، لأن من يحاول عرقلتها سيكون أول الغارقين.. ولا يمكن لأية دولة أو حزب أو قبيلة أن يعصمه من الغرق مهما ظن أو توهم بأن قوارب النجاة ستنجيه لأن البحر حينها سيكون هائجاً متلاطم الأمواج وسيبتلع كل شيء أمامه، ولهذا فإن إيمان المؤتمر الشعبي العام بالحوار وأهميته كمخرج نستطيع من خلاله حل مشكلات اليمن لم يكن استجابة لظروف طارئة اقتضتها الضرورة السياسية الراهنة وإنما كان الحوار بمثابة خيار ونهج اختطه المؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه حتى اللحظة ومازال، ولطالما ظل المؤتمر يدعو القوى السياسية الاخرى الى طاولة الحوار لبحث الحلول لمختلف المشكلات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها بلادنا، لكنها لم تجب على هذه الدعوات وكان الرفض هو المفردة الوحيدة في قاموسها السياسي للرد على هذه الدعوات، وفي الاخير أدركت هذه القوى أنه لا مناص من الحوار سواء أكان بقناعة أو استجابة لظروف إقليمية ودولية وواقعية جعلتهم يقبلون بهذا الخيار والذي تبلور في صيغة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والتي كان انطلاق مؤتمر الحوار الوطني أحد بنودها والذي تفاءلنا بانطلاقه رغم تشاؤم البعض، وهذا التفاؤل نابع من إدراكنا بأن الحوار الوطني كفيل بإظهار من يحرص على أمن اليمن واستقراره وسيادته، ومن يسعى لخرابه.. وبمجرد صدور القرار الجمهوري بأسماء أعضاء مؤتمر الحوار الوطني بادرت بعض القوى السياسية والقبلية- التي نعلم يقيناً عدم إيمانها بالحوار- الى إعلان موقفها السلبي من الحوار والانسحاب منه قبل أن يبدأ ولم تترك لجماهير الشعب اليمني فرصة تقييمها والحكم عليها سلباً أو إيجاباً ولكنها أبت إلا تعلن عن جرمها وموقفها العدائي من الحوار بنفسها، هذه المواقف ظهرت بشكل واضح في انسحاب حميد الأحمر وتوكل كرمان وعدد من أعضاء الاصلاح بمبررات واهية وسخيفة تعبر عن استخفافهم بعقول الشعب اليمني الذي لا يمكن أن تنطلي عليه هذه السخافات والمبررات التي يسوقونها، تلاها موقف اليدومي كبيرهم الذي علَّمهم والذي أعلن انسحابه تحت مزاعم إيثاره بمقعده لشباب الثورة الذين سرق ثورتهم هو وحزبه وصعدوا على دمائهم وأشلائهم الى السلطة للسطو على ثروات البلد وسرقتها كما سرقوا ثورة الشباب، ناهيك عن التهديدات التي يطلقها صادق الأحمر وممارسات علي محسن ومليشياته الاجرامية التي نفذوها على مرأى ومسمع من العالم ضد الشباب في حي الجامعة في الذكرى الثانية لجريمة 18مارس وأسفرت عن استشهاد أحدهم وجرح آخرين.. هذه المواقف التي يظهر بها حزب الاصلاح بأجنحته المتعددة توضح وتؤكد للعالم وللشعب اليمني زيف الادعاءات والشعارات التي يتدثر بها هذا الحزب الذي نبت حظائر الخطيئة وشرب من مناهل الخيانة والعمالة وبرع بقدرة فائقة على ممارسة كل ما يناقض الشعارات التي يتدثر بها بصورة فاضحة تؤكد سعيهم الدؤوب لإفشال الحوار الوطني الذي لا يوجد له مكان في قاموسهم السياسي والفكري من خلال التنصل عن الاتفاقات التي قطعوها على أنفسهم أمام الشعب والعالم من أجل إعادة الوطن الى مربع العنف والفوضى تنفيذاً لأجندة قوى خارجية تعمل على زعزعة أمن اليمن واستقراره وسلمه الاجتماعي.. ومن هنا فإن جميع أطياف الشعب اليمني يقفون أمام خطر حقيقي يسعى لإفشال الحوار الوطني وهذا الخطر يحتم عليهم استشعار مسؤوليتهم الوطنية باتخاذ مواقف حازمة وقوية ضد هؤلاء المعرقلين من خلال تشكيل جبهة عريضة من التحالفات تضم كل القوى الوطنية والسياسية الحريصة على إنجاح الحوار، تتمكن خلالها من فرض حالة من العزل السياسي والشعبي للطرف الذي يعرقل الحوار والمطالبة بفرض العقوبات الرادعة عليه، كما يجب على كل القوى الوطنية والسياسية في البلد أن تستمد رهانها الحقيقي لنجاح الحوار الوطني من الإرادة الشعبية لكونها الضمان الحقيقي لنجاحه، وعدم المراهنة على أية قوى خارجية إقليمية أو دولية لأنها لا تنظر إلا الى مصالحها الخاصة ولا تضع أي اعتبار لمصلحة الشعب اليمني، ومن هنا فإن القوى والأحزاب السياسية الوطنية تقف في هذه اللحظة أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما أن تمضي لإنجاح الحوار بهمة عالية وإرادة صلبة وقوية من أجل تحقيق تطلعات وأحلام الشعب اليمني والوقوف ضد كل من يعرقل الحوار، أو أن يقفوا موقف المتفرج غير القادر على أن يمنع اليد العابثة بهذه السفينة التي تحملنا وحينها سنغرق جميعاً وسنكون مشاركين في غرق سفينة اليمن بسكوتنا وتخاذلنا.. وهذا ما نخشاه ولا نرجوه.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 03:13 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-31327.htm