الإثنين, 25-مارس-2013
الميثاق نت -   إقبال علي عبدالله -

< لا يختلف اثنان في هذا الوطن حتى أولئك الذين ينظرون إليه من خلال نظارات سوداء يضعونها على أعينهم.. أقول إن لا أحد يختلف على أن الجميع سواء في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب يعانون وتزداد معاناتهم يوماً بعد يوم في شتى مجالات الحياة المعيشية والخدمية، ناهيك عن المعاناة السياسية التي دون شك تنعكس بدورها على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية.
من هنا فإنني مع من يؤكد -وهم الغالبية- أن بالحوار الوطني الشامل سيجد المواطن مخرجاً من معاناته بدلاً من حوار يبدأ بالكلمات وينتهي باللكمات وتظل المعاناة كما هي ان لم تتسع وتزداد، وهو ما نلمسه حالياً خاصة منذ الأزمة السياسية التي مازالت تطعن البلاد في شتى المجالات.. وحقيقةً ان ما نسمعه في جلسات الحوار من كلمات أشبه بخطب رنانة ومعظمها ثورية ولا تحمل شيئاً يلامس الهدف الذي انطلق من أجله هذا الحوار.. تقول هيئة رئاسة مؤتمر الحوار: إن الحوار لم يبدأ بعد وان هذه الكلمات لسماع ما يريد أن يقوله المشاركون في الحوار وهم يمثلون مختلف المكونات السياسية والشرائح الاجتماعية المتنوعة.. أي أن الوطن ومعاناته وتطلعاته الى المستقبل الجديد ممثلاً في هذا الحوار الذي يتوقع أن يستمر قرابة نصف عام.
من هنا ونحن بعد اسبوع من هذا المؤتمر نقول وكما يقوله بعض السياسيين والكثير من المهتمين بشأن هذا الحوار إن التشاؤم مازال هو السائد خاصة وأن التحديات التي تواجه أعمال المؤتمر- وسبق الإشارة الى بعض منها في مواضيع سابقة- مازالت قائمة بل بدأت بالبروز منذ أول يوم انطلق فيه الحوار.. لعل أبرز هذه التحديات القضية الجنوبية التي تزايد الكثير من كلمات عدد من المشاركين بها والذين وجدوا فرصة في عدم تهيئة الأجواء والأرضية المناسبة قبل الحوار حول هذه القضية المهمة الى جانب قضايا صعدة وتوحيد الجيش والامن وكذلك معالجة الأوضاع الاقتصادية المتردية بعد أن فشلت حكومة الوفاق في تنفيذ وعودها الكاذبة أمام البرلمان بأنها خلال عام ستخرج البلاد من أزمته خاصة الأمنية والاقتصادية، تلك والكثير من القضايا التي يعول عليها المواطنون من هذا الحوار لبناء اليمن الجديد.. يجب أن يكون إجماع المتحاورين حولها والبدء في الحوار بدلاً من أوبريت الكلمات التي بعضها تعمق روح الكراهية نحو اليمن الموحد.
على المتحاورين أن يكبروا في أطروحاتهم مثلما هي كبيرة القضايا التي أمامهم.. عليهم أن يدركوا أن هناك بعض القوى الخارجية المعروفة بعدائها لليمن تراهن على فشل الحوار وتمييع القضايا المهمة لإدراكها أن في حلها سوف ننطلق الى يمن جديد على أساس الحكم الرشيد والعدالة والمساواة.. وهذا ما لا تريده تلك القوى الحاقدة.
إن الحديث حول مؤتمر الحوار الوطني الشامل سيظل مستمراً حتى يدرك المتحاورون ما يأمل منهم المواطنون في أن يؤسسوا لدولة مدنية حديثة لليمن.. وأن يعملوا على تحويل مخرجات هذا المؤتمر الى واقع ملموس وكفى ما يعانيه المواطن من أزمات تطال حياته وقوته وخدماته الأساسية الضرورية.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:39 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-31331.htm