الميثاق نت/حاوره-ثابت الأحمدي - جدد الأستاذ حسين حازب عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام عضو مؤتمر الحوار الوطني التأكيد على أن الأحداث التي شهدها اليمن في عام 2011 بأزمة، نوع من الخلاف السياسي بين القوى المسيطرة على البلد والتي راح ضحيتها شبابا أبرياء استغلتهم الأحزاب ومراكز القوى المعروفة والتي كانت تشغل أركان الحكم نفسه ومن يعدون شركاء أساسيين مع المؤتمر الشعبي منذ نشأته.
وانتقد حازب من يدعون أن ما حصل في 2011 بالثورة التي أسقطت النظام السابق مشيرا إلى أن نفس الأشخاص الذين يتولون الحكم الجديد خلال هذه المرحلة ويطلقون على أنفسهم بـــــــ"الثوار" هم أولئك الأشخاص أنفسهم الذين كانوا جزاء كبيرا من النظام السابق لكنهم اليوم جاءوا على دماء الشباب الذين ضحوا بأنفسهم من أجل التغيير ولكنهم لم يصلوا إلا أسوء تغيير تعرفه اليمن.!
وفي حواره مع صحيفة(الجمهورية) الرسمية والذي نشر اليوم الثلاثاء أكد القيادي ألمؤتمري حسين حازب أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل فرصة تاريخية للخروج بدولة جديدة وحديثة يتطلع إلى بناءه اليمنيين.
نص الحوار
*كيف ترى مؤتمر الحوار الوطني الشامل منذ بدء انطلاقه..رؤية أولية؟
-أسبوعان مرا على أول يوم للحوار الوطني.. الأسبوعان اللذان مرا من أول يوم للحوار الوطني مبشرة بكل خير حتى الآن، وقد أعطتني مزيداً من التفاؤل في أن يصنع اليمانيون حدثا جديداً كما هي عادتهم، ومهما قيل عن السلبيات الطارئة هنا أو هناك إلا أن ما سمعناه وما شهدناه وما لمسناه من اللقاءات الخاصة مع الإخوة المشاركين في المؤتمر يجعلني أقول: إننا متفائلون، وإن تحضيرات اللجنة الفنية رغم ما قيل عنها إلا أنها كانت في مستوى جيد، وقد كانت اللجنة على قدر عالٍ من المسئولية في أدائها رغم انتقاداتنا السابقة عليها، وهي طبعاً لجنة من مكونات مختلفة ومتنوعة، وما داموا وقد وصلوا إلى هذا المستوى فإن الأمر يعكس نفسه في المؤتمر ذي التنوع والتعدد الأكثر، العملية حتى الآن تبشر بخير، وإن شاء الله فالقادم أفضل. وأنا سعيد جداً اليوم أن يرأسنا كل يوم شخص ووجه جديد، يوم يرأسنا الإرياني، ويوم ياسين سعيد نعمان، ويوم عبدالوهاب الآنسي، ويوم صالح هبرة، ويوم أحمد بن فريد الصريمة، هذا تنوع جميل وخلاق أنا مرتاح له كثيراً جداً...
* ما هي الرؤية التي دخلتم بها المؤتمر الوطني الشامل أنتم في المؤتمر الشعبي العام؟
-الرؤية التي ستقدم للحوار الوطني في قضاياها التسع لم تقدم حتى الآن، لكني أقول لك رأيي بشأن توجه المؤتمر بشكل عام أن المؤتمر مع وحدة اليمن، المؤتمر مع معالجة كل القضايا وإزالة كل مظاهر الظلم، والحفاظ على اليمن موحداً وأيضاً حل القضية الجنوبية التي أصبحت اليوم قضية القضايا، ولن تحل إلا في إطار الوحدة اليمنية، التي يحثنا عليها العالم أجمع، الانفصال وفك الارتباك لن يحل مشكلة أبداً... ما نمط الحكم السياسي القادم الذي تسعون إليه؟تشتي الخلاصة من بدوي؟.. نعم.على من في المركز وعلى من في الحكم أن يعدل في السلطة والثروة وليحكم كيفما يريد، وبأي شكل، الجميع يريد حقه في السلطة والثروة وعليهم أن يحسموا هذا الأمر بعدالة وأن يسود القانون على الصغير والكبير، ولنا في تاريخنا عبرة أنه لا تستقر اليمن إلا في ظل وحدة وشراكة، اليمن يحكم تشاركياً، الأقاليم اليوم إشكالية، مع أن المحافظات اليوم هي أقاليم، الإقليمية تجر إلى الانفصال، أنا مع حكم كامل الصلاحيات، يحكم الناس أنفسهم بأنفسهم... أقصد ما هي رؤيتكم المدروسة الموحدة التي دخلتم بها الحوار؟لدينا وجهات نظر مختلفة، لكننا اتفقنا على أن نوحد هذه الاختلافات في وجهة نظر واحدة ستقدم من خلال المؤتمر، وهي رؤية لا أحبذ الحديث عنها اليوم قبل أن يتم إقرارها، ورؤية المؤتمر الشعبي العام بحل مشاكل الوطن واضحة وضوح الشمس من خلال برامجه السياسية وتوجهاته التي حصلت منذ بداية الأزمة، المؤتمر مع وحدة اليمن، ومع حل كل قضاياه، ومع إزالة المظالم، ومع أن يتقاسم الناس السلطة والثروة، ومع أن يتحمل الجميع في هذا المؤتمر مسئولية ما آلت إليه الأمور، ومسئولية الأخطاء السابقة، باعتبار أن الجميع كان شريكاً في الحكم، ولا يزالون موجودين حتى من حكم عام 62م لا يزال موجوداً، سواء في الشمال أو في الجنوب، لابد أن يتحمل الجميع المسئولية... للمؤتمر المغنم ولغيره المغرم.. أي تقاسمون الآخرين الضحك، وتريدون من الآخرين أن يقاسموكم البكاء.. معادلة طردية..
*أليس المؤتمر هو الحزب الحاكم وحده؟
-المؤتمر لم يحكم لوحده، حكم مع الحزب الاشتراكي أربع سنوات، وحكم مع التجمع اليمني للإصلاح سنوات عديدة بعد ذلك، وقبل ذلك كان الإخوان المسلمون مشاركون في الحكم، وحكم مع مختلف القوى الأخرى كذلك بالتشارك، المؤتمر كان مظلة للناس كلها، ولا تنس أن ثمة كثيراً من القضايا التي تراكمت من عام 62م في الشمال أو 63م في الجنوب إلى اليوم وتريدون أن تحملوها المؤتمر الشعبي العام لوحده، يا أخي الجميع أخطأ والجميع أصاب، بمعنى أن على الجميع أن يتحمل المسئولية ويتحمل دوره في معالجة الأخطاء... هل أنتم معترفون في المؤتمر الشعبي العام بالفشل الذريع الذي حققتموه وأنتم تديرون الدولة؟نحن على أساس أن الحوار ينجح على الجميع أن يعترف بالخطأ، حصل قصور في الأداء، في الشمال والجنوب قبل الوحدة، وحصل قصور كبير بعد الوحدة، والجميع اشتركوا في عدم إقامة دولة مؤسسية حديثة، لكنني لست مع أن نحمل جميع الأخطاء شخص واحد أو جهة ما لأنه كان في الصدارة، الجميع شركاء في بناء الوطن، والجميع شركاء فيما حصل من السابق... لم تعترف بالفشل الذي منيتم به؟أنا شخصياً أعترف بالفشل الذريع الذي حصل في عدم بناء مؤسسات الدولة، وفيما يتعلق بعدم تغليب القانون على غيره، لم يحصل عمل مؤسسي، ولم يسد النظام والقانون، ظل المؤتمر وحتى من قبله يحكمون بالواقعية، ووحده الحزب الاشتراكي الذي حكم بالقانون فقط، أما الآخرون قبل الوحدة وبعدها فكانوا يحكمون بالواقعية...
*ما هي هذه الواقعية التي تشير إليها؟
-يعني الشيء الممكن في نفس اللحظة، كان البعض يرى أنه لو طبق القانون فإنه سيصطدم بالواقع، كما كان يعتقد رغم أن الناس مهيئون للحكم بالقانون... عفواً أكثر من ثلاثين سنة وأنتم تحكمون بالواقعية كما تذكر، ولم تستطيعوا أن تحكموا بالقانون؟يا أخي أعضاء المؤتمر الشعبي العام دخلوا للحكم ولم يحكموا ولم يشاركوا في الحكم من قبل، وقد يكون هذا الكلام نظرياً، المؤتمر الشعبي العام موجود نظرياً، لكن الذي كان يحكم فيه ويديره مرة الإخوان المسلمون، مرةً الناصريون، مرة البعثيون، مرة الاشتراكيون، الذين دخلوا المؤتمر ولم يكن لهم انتماء سابق لأي من هذه الأحزاب لم يحكموا حتى الآن، نحن في المؤتمر الشعبي العام لم نحكم حتى الآن...
*عفواً إذا كان هذا منطقكم في المؤتمر الشعبي العام أنكم لم تحكموا حتى الآن، فنحن الشباب لنا منطقنا الموازي أيضاً أننا لم نقم بثورة أيضاً إلى حد الآن!! هذا من جهة، ومن جهة ثانية أفهم من طبيعة كلامك أنك تحمل علي عبدالله صالح بصورة غير مباشرة مسئولية الأخطاء منفرداً كونه من كان يستبد بالأمر داخل المؤتمر وحده، أما أنتم فلا حول لكم ولا قوة؟
-لا. لا. علي عبدالله صالح من الحكام الذين أداروا اليمن واستطاع أن يبقى هذه الفترة كلها لأنه كان يشارك الآخرين الحكم، وهذا هو سر نجاحه، ولم يكن منفرداً بالسلطة... أي نجاح يا عزيزي حققه علي عبدالله صالح وقد كانت نهايته بئيسة يشفق عليه الخصوم قبل الأصدقاء؟ الأمور بخواتيمها كما يقال؟لا نستطيع القول إن علي عبدالله فيما يتعلق ببعض القضايا أنه فشل، صحيح أنه لم تبنَ دولة مؤسسات، لكني لا أعتقد أن السبب هو علي عبدالله صالح، وأقول لك: علي عبدالله صالح مثلاً يطرح قانون حمل السلاح وتنظيمه لأكثر من مرة منذ فترة طويلة، لكن هناك قوى وجهات متنفذة تقف ضد هذا المشروع وضد هذا التوجه بقوة، ولا تريد لهذا القانون أن ينجح... من هي هذه القوى أو الجهات؟القوى التي شاركت في الحكم وأعلنت أنها ثائرة، أما عن قولك إنكم الشباب لم تقوموا بثورة فأنا معك فعلاً أنتم لم تقوموا بثورة إلى حد الآن، لأنه لو قامت ثورة بمعنى الثورة، لما حصلت المبادرة الخليجية ولا حصل اتفاق سياسي، بدليل أن العالم من حولنا كله اتفق على إيجاد حلول ومخارج سياسية بين القوى السياسية التي كانت تشكل وجه النظام، صحيح أضافوا الشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني والحراك لكن لو أنكم قمتم بثورة لما كانت هناك مبادرة أصلاً، وأنا أقول: إن ما حصل نوع من الخلاف السياسي بين القوى المسيطرة على البلد، استغلوا ما حصل وخرجوا بالتسوية الحاصلة... الذين خرجوا للساحات وثاروا هم الشباب وليس القوى السياسية؟أنا أعرف، لكن بعد ذلك جاءت الأحزاب وسيطرت على الشباب وخطفوا ثورتهم، في شهر فبراير 2011م .. الذين كانوا في الساحات هم الشباب المستقلون أصحاب الحقوق الصحيحة، الذين يتطلعون إلى مستقبل أفضل، والذين ضاعوا في الزحمة، وأعرف أن أحمد سيف حاشد هذا الرجل المثالي والجيد أول من نصب خيمة في الساحة، وضاع في زحمة الأحزاب، الأحزاب دخلت الثورة مثلما كانت تدخل الانتخابات السابقة بغرض الوصول إلى السلطة، الانتخابات لم توصلها إلى السلطة فجاءت هذه الأحداث فرصة ودخلوها من أجل أنفسهم، ولم يصلوا من أجل التغيير الصحيح، دخلوا من أجل الحصول على السلطة، وهذا تغيير ولكن على طريقتهم طبعا، أن تهدم البيت على ساكنيه هذا تغيير، وأن ترممه بطريقة جيدة أيضا تغيير. يا أخي لا يُستبعد أن تكون بعض قيادات المعارضة التي التحقت بالساحات أن يكون علي عبدالله صالح هو الذي أرسلهم إليها، كل شيء جائز.. ما الذي حصل في المشهد السياسي قبل 2011م وبعده؟ كل مافي الأمر اتفاقيات سياسية بين الأطراف المتصارعة ليس إلا!! اتفاقيات قبل الثورة واتفاقيات بعدها!! هل هذه ثورة؟ أطراف السلطة والسيطرة تتفاوض وتتحاور من قبل ومن بعد!!.. لو لا هذه الاتفاقيات لكنت أنت ونظراؤك ورأس النظام السابق أيضاً الآن في السجن لا في فندق خمسة نجوم تحاورون وتناورن؟وهذا كلام صحيح، وأنا أستغرب منك ومن أمثالك حين ترددون كلمة ثورة وليس لكم من الثورة إلا الاسم. الثورة مشروعك أنت كشباب، فهل ما آلت إليه الأمور وخرج به المشهد السياسي يمثلك؟ وهل يمثل طموحك الذي خرجت من أجله؟ لا أظن. الثورة تقضي على النظام السابق بكل مكوناته سواء كانت على حق أو على باطل، على الأقل إن لم نكن في السجون سنكون في المعارضة، لا طرفاً من أطراف التسوية وجزءاً من الحكومة...
*برأيك مكمن الخلل في الثورة أين يقع؟
-مكمن الخلل في التقليد ونقل ما لدى الآخرين إلينا مباشرة بلا تفكير، بمعنى أن لك واقعك ولك ظروفك وسمعت بما جرى في تونس وبما جرى في مصر، وتأتي لتحاكيه بالحرف الواحد، ما كان يجب أن تكون الأمور بهذا الشكل، مكمن الخلل أيضاً أن الثورة أصبحت وكأنها “مغسلة” من التحق بها من الفاسدين عاد كمن ولدته أمه، وقد منحتموه صك غفران!! أعتقد أن هذا مكمن الخلل. وأيضا القوى الشبابية في الساحة لم توحد مواقفها في موقف ورؤية واحدة، القوى الشبابية انقادت ولم تقد، على الشباب أن يذهبوا إلى الموت وعلى قيادة الأحزاب أن تذهب إلى كراسي الحكم. هناك قوى كثيرة من المحسوبين على الثورة همهم التغيير على طريقتهم وهو إبعاد النظام السابق والحلول محله بنفس الآلية، وقد يكون بآلية أسوأ،هذا هو الواقع اليوم... تعيشون الآن في منزلة بين المنزلتين فيما يتعلق برئاسة المؤتمر الشعبي العام..
*اللائحة الداخلية تنص على أن رئيس الجمهورية هو رئيس المؤتمر الشعبي العام، لكنكم خالفتم النص اليوم؟ من الذي يخالف اللائحة الداخلية اليوم؟
-الذي مخالف للائحة علي عبدالله صالح وعبد ربه منصور هادي والأمناء العموم المساعدون، وليس نحن. هما المخالفان للائحة، والنظام الداخلي للمؤتمر الشعبي العام يحدد آلية عملنا وإجراءاتنا، وبالتالي فهما المخالفان وغير الملتزمين. وهي خلافات محتملة...
*اللائحة تنص على أن رئيس الجمهورية هو رئيس المؤتمر؟
-هذا الكلام غير صحيح...
بل هو كذلك؟
لا. غير صحيح، لا يوجد في النظام الداخلي هذا النص، وأيضاً هذه النقطة ليست محل خلاف داخل المؤتمر، وعبد ربه لم يقل لنا إلى اليوم: إنه يريد أن يكون رئيساً للمؤتمر أبداً...
*ألا ترى أهمية نقل رئاسة المؤتمر اليوم إلى رئيس الجمهورية؟
-هناك من ينادي، لكن لا عبد ربه ولا المؤتمر ينادون بهذا الكلام. نحن لدينا نظام داخلي وآليات لانتخاب القيادات، ونحن نحتكم إليه...
*لماذا أجّلتم المؤتمر العام الثامن؟
-لم نؤجله...
*بل أجلتموه وأنا متأكد من ذلك؟
-كل الناس مؤجلون لمؤتمراتهم بسبب ظروف الأحداث الحاصلة. وسنعقد المؤتمر بعد انتهاء الحوار، وأؤكد لك أن المؤتمر الشعبي العام هو سيد الموقف في هذه القضايا، ومن أراد أن يترشح لقيادة الحزب فمكانه قاعة المؤتمر، والمؤتمر يعرف رجاله. وللعلم فكل قيادات المؤتمر لا تفريط لديها لا بعبد ربه منصور هادي، ولا بعلي عبدالله صالح، ولن يحدث أي خلاف بذلك، عبدربه منصور هادي ندين له بالولاء الدستوري والقانوني كرئيس للجمهورية من عند علي عبدالله صالح إلى أدنى واحد فينا، وندين بالولاء التنظيمي لقيادة المؤتمر الشعبي العام، وأنا أؤكد على هذا الكلام، لا تفريط لدينا بالرجلين...
*هل أنت مع نقل رئاسة المؤتمر الشعبي العام إلى عبدربه منصور هادي؟
-أنا مع ما يقوله المؤتمر العام في هذا الموضوع، ومصلحتنا في الاحتكام لنظامنا الداخلي...
*ماذا عن نظرتكم المستقبلية لعلاقتكم باللقاء المشترك وشركائه؟
-أنا شخصياً وأنا أنادي على المؤتمر وعلى المشترك باعتبارهما الحاصل الرئيس لما نحن فيه، وكانا طرفين في الحكم سابقاً أنادي عليهما بضرورة أن يلتقوا، وأن يتجاوزوا الحساسيات فيما بينهما، وأن يرتقوا إلى مستوى الوطن، لأن مصلحة المؤتمر ومصلحة المشترك أن يلتقوا معاً في نقطة واحدة على القضايا الوطنية، وعليهم أن يؤجلوا مشاريعهم الحزبية، والمشاريع الخاصة، وبدون هذا الكلام سينسفهم الشارع، وسينسفهم الشعب جميعاً. نحن نشعر اليوم في مؤتمر الحوار الوطني أننا ننتمي إلى الوطن لا إلى الأحزاب، فأقول: يجب أن نتفق على القضايا المصيرية للبلد، على المصلحة العامة، وأنا على ثقة بأن بيننا مشتركات كثيرة ولا نختلف إلا نادراً...
*هناك قوى تقليدية وربما سياسية داخل المؤتمر الشعبي العام لا تريد للحوار الوطني أن ينجح، ولا تريد للدولة أن تقوم؟
-هذا لا يوجد، ولم أسمع أي شخص في المؤتمر يقول بذلك، يا أخي من هذه القوى التقليدية التي تتحدث عنها؟ قيادة المؤتمر الشعبي العام موجودة اليوم داخل مؤتمر الحوار، فهل معنى هذا أنهم لا يريدون نجاح الحوار؟ رئيس الجمهورية وعلي عبدالله صالح يدعواننا إلى التمسك بالحوار حتى لو بقينا في القاعة وحدنا. الحوار مطلب رئيس بالنسبة لنا...
*هناك قوى ظلامية متخلفة من مصلحتها ألا ينجح الحوار أو تقوم الدولة؟
-مثل هذه القوى قد تكون في المؤتمر وفي الإصلاح وفي غيره. لكنهم غير مؤثرين والقافلة تمشي اليوم...
*ماذا عن طبيعة علاقتك الشخصية بعلي عبدالله صالح خلال الفترة الماضية، كان البعض يؤمل عليك موقفا إيجابيا تجاه الثورة إلا أنك بقيت متمسكاً بعلي عبدالله صالح حتى الآن؟
*أولاً لأني لم أجد ثورة صحيحة تستهدف التغيير الذي ننشده كلنا، الشيء الثاني: قبل انتخاب عبد ربه منصور هادي كان الولاء الشرعي لعلي عبدالله صالح وأنا عندي القضية قضية شرعية، الشيء الثالث أن في علي عبدالله صالح من الإيجابيات ما يقنعني بالاستمرار معه. المسألة مسألة مبدأ. نحن دخلنا المؤتمر لقناعة وبقينا فيه، وعلي عبدالله صالح صاحب إنجازات يعتز الشخص بها، ولم أكن نادماً على علاقتي به أبداً، مع أن العلاقة بيني وبينه ليست عميقة، هي علاقة عمل بالدرجة الأولى...
*لماذا لا تنتمي للشعب وإلى خيارات الجماهير؟
-لو أحسست أن علي عبدالله صالح ضد واحدة من الثوابت الوطنية فسأتركه...
*ألم يفرط علي عبدالله صالح في الثوابت الوطنية؟
-هذا الكلام هو كبير، وأنت الآن تتهمه بالخيانة العظمى. والخيانة العظمي تستوجب محاكمته، قد يكون حفاظه على الثوابت الوطنية سبباً لما ناله. هناك من أراد منه ألا يذهب إلى الوحدة أو يوقع عليها وهي من الثوابت الوطنية إلا أنه صمم وذهب وحقق الوحدة اليمنية المباركة. هناك من حاول ألا يحقق الديمقراطية وهي من الإنجازات الوطنية إلا أنه صمم على تحقيقها. هناك من أراد منه ألا يحاور فحاور وتنازل للشعب. حرصه على الثوابت الوطنية سبب للانقلاب عليه...
*هل احتكم علي عبدالله صالح للنظام يوماً ما حتى على الصعيد التنظيمي لديكم؟
-علي عبدالله صالح كان يأتي أحياناً ومعه مشروع قرار في اللجنة العامة فنعمل على تغييره، علي عبدالله صالح ديمقراطي إلى أبعد الحدود...
*حادث دار الرئاسة غير معروف حتى الآن لماذا لا تطالبون أنتم في المؤتمر الشعبي العام بمحاكمة من حاول قتل رئيسكم ومعه معظم قيادات الدولة؟
-حادثة دار الرئاسة مؤلمة جداً، وكان سيؤدي بالبلاد إلى كارثة كبيرة، لولا تعقل علي عبدالله صالح وهو أول المصابين فيه وكذا رباطة جأش عبد ربه منصور هادي وقدرته على السيطرة على الموقف وقيادة البلاد بحنكة، وأنا أفضل أن تكون هذه القضية في إطارها القانوني بعيداً عن التأثير الإعلامي...
*الشعب يريد أن يعرف من الذي حاول أن يغتال رئيسه وقياداته السياسية؟ وقتل بعضاً منهم بالفعل؟
-أنا مع هذا الكلام، لكن تظل الإجراءات المنظمة لهذه الأمور هي الأهم، ولابد أن يعرف الشعب يوماً ما، وعلينا أن نطالب بمعرفة القتلة كلهم من أية جهة كانوا، وألا نميز بين شهيد وشهيد أبداً، سواء من شهداء حادثة الرئاسة أو جمعة الكرامة، أو شهداء السبعين، أو غيرهم، كلهم شهداء، وكلهم يمنيون. هذه دماء مقدسة على الدولة مقاضاة كل من له يد في إهدارها. أما إذا بقيت في دهاليز السياسية فإن كثيراً من الحقوق ستضيع...
*على ما يبدو أن الكثير من الجهات لا تسعى للكشف عنها أو لا تريد الشعب أن يعرفها؟
-لا أظن ذلك، القضية الآن بين يدي الأجهزة القضائية ونأمل أن تأخذ طريقها إلى العدالة. ولا أفضل الخوض فيها إعلامياً...
*رافقت علي عبدالله صالح خلال فترة الثورة والأزمة.. تقييمك له عن قرب؟
-أخشى أن يقول البعض: إن كلامي تزلف، ولن أقول إلا ما أنا مسئول عليه أمام الله، كنت ألاحظ على هذا الرجل أنه كان حريصا على عدم إراقة قطرة دم واحدة، وكنت أجد له رغبة في الحوار والتفاهم، كنت أرى فيه رغبة للتسوية والمصالحة ولم الشمل، رأيته ينتمي للوطن أكثر من الحزب، وسمعت منه كلاماً وتأنيباً للأجهزة المختصة على حوادث ما مزعجة فعلاً، لم ير نفسه خصماً لمن هو ضده...
*لو سألتك عن أبرز سلبيات علي عبدالله صالح، لاسيما وقد ذكرت إيجابياته الآن؟
-من الأخطاء التي حصلت منه مثلاً أثناء الأزمة إقالة الحكومة وعدم تشكيل حكومة بديلة عنها، هذه أدت إلى أخطاء، أيضاً سكوته عن أخطاء لقيادات أمنية وعسكرية أدى هذا السكوت إلى نتائج سلبية، وأيضاً اعتماده في المشورة والرأي على أشخاص لا يرون المصلحة العامة ولا مصلحة الشعب مقدمة على مصالحهم. أيضاً ما أحب منه أن يسمح للإعلام المؤتمري أن يتناول عبد ربه منصور هادي والعلاقة بينهما... هذا يوحي أن ثمة خلافات بينهما؟لا. ليست خلافات لكن ما كنت أود منه أن يسكت حين يرى صحيفة ما تتبع المؤتمر الشعبي العام تهاجم عبدربه منصور هادي، هو لا علم له أصلاً، وأتوقع أنه لا يعرف هذه الصحف،عليه أن يمنع كل ما يثير أية خلافات بيننا...
*القضية المأربية اليوم.. نغمة جديدة نسمعها.. ما هي القضية المأربية تحديداً؟
-القضية المأربية، ما كنت أود السؤال عنها حتى لا تثير في الجروح، القضية المأربية تجاهل لأهل مأرب في السلطة والمعارضة قبل الأزمة وبعدها...
*قد نعرف طبيعة إهمال السلطة، لكن ماذا عن طبيعة إهمال المعارضة؟
-المعارضة يا عزيزي.. لم نسمع أصواتهم من أجلنا أبداً، ولم نر أنهم رأوا أن لمأرب عليهم حقاً بعد أن وصلوا إلى السلطة، القضية المأربية، تتعلق بحقوق أهمها أن أهل مأرب يتعرضون لأمراض فتاكة بسبب مخلفات النفط ولم تحل هذه المشكلة، أهل مأرب تنقصهم الخدمات البسيطة ومأرب هي مصدر رزق الجميع، وهي سبب خلافات السلطة، مأرب مظلومة لأنه تأخر فيها التعليم، وكان بودنا أن يكون هناك مشروع “مارشال” لمأرب من عائدات النفط منذ ثلاثين سنة. مأرب تستبعد في الوظائف والتعليم والمنح، الدولة والقوى السياسية لا تريد من مأرب إلا أن ينصروهم في قضاياهم فقط، لكن أن يقدموا لهم حقوقهم فهذا غير حاصل...
*اليمن كله مأرب، وهذا نتاج حكمكم أكثر من ثلاثين سنة؟
-صدقني لو كان النفط في محافظة ثانية لكانوا قد أعطوها ما تريد، أهل شبوة أعطوهم جزءًا من حقوقهم لكن أهل مأرب لم يعطوهم شيئا يذكر. نحن لم تنظر إلينا السلطة بعين المساواة، بل ذهبوا للتفريق بيننا، كانت السلطة تقول: احذروا يا عبيدة من القبائل الثانية...
*من الذي كان يقول هذا الكلام؟
-القوى السياسية، السابقة والحالية...
*تتهم الآن رئيس الجمهورية بالتحريض بين أبناء الشعب وهذه تهمة خيانة؟
-الرئيس عبدربه منصور هادي لا يذهب في هذا الاتجاه، ولا يسعى للتفريق بين أهل مأرب ولا للحرشة بينهم ولا التدخل في شئونهم، الرجل يريد أن يحل مشاكل مأرب لكن من يساعده؟ ربما يرسلون قادة عسكرية لمساعدتهم في حل المشاكل فيذهب وبدلاً من أن يحل مشكلة يرجع بأربع مشاكل...
*لماذا تعمدت السلطة السابقة تهميشكم إلى هذا الحد الذي تتحدث عنه؟
-هذا السؤال يوجه لها وليس لي...
*أنت واحد من أركان السلطة السابقة، وأنت عضو اللجنة العامة في الحزب الحاكم سابقاً؟
-طبعاً هم استغلوا الخلافات التي بين أهل مأرب، واستخدموا معنا سياسة “فرق تسد”، رغم أننا لم نعترض المصالح ولم نعمل المشاكل، منذ 2006م قلت: إن حقوقنا في البونية في صنعاء وليست في صافر، وربما قلت هذا الكلام لك أنت، وقلت: صافر ملك اليمن كله...
*لم تجبني عن سؤالي.. لماذا السلطة السابقة همشتكم واتبعت سياسة “فرق تسد” معكم؟
-ليس فينا ما يستوجب ما عملوه فينا. ولذلك المفروض أن تسألهم هم. وحين كنت عضواً في اللجنة العامة فإني واحد في مجموعة، قضية مأرب حصل تقصير من حقها وحصل تقصير من الدولة، المواطن لم يعرف أن يطالب بحقوقه، والمفترض على الدولة أن تبصرني بحقوقي لا أن تعمل لي مشكلة وتخلق لي العراقيل...
*طيب أنتم يا أبناء مأرب لماذا تفجرون أنابيب النفط وتضربون أبراج الكهرباء؟
-نحن لا نفجر الأنابيب ولا نضرب الكهرباء ونستنكر وندين هذا الفعل، وهذا يضر بسمعة أبناء مأرب وأهل المنطقة كلهم، ولو اتفق أهل مأرب على ضرب الكهرباء أو تفجير أنابيب النفط لكانوا طردوا العاملين في صافر وانتهى الأمر، هذه أفعال فردية، يتم استغلالها من هنا أو هناك فقط، الدولة أخطأت قبل الأزمة وبعدها لأنها تعاملت مع من ارتكب هذه الجريمة بأنه صاحب قضية ولا تتعامل معه على أنه خارج عن القانون وأنه معتدٍ على الدولة وعلى الناس. كان هناك ناس ينصحون علي عبدالله صالح في مجلس النواب وفي الحكومة، وفي غيرها بالتعامل مع هؤلاء على أنهم أصحاب قضايا. أهل مأرب كانوا ملتزمين بالنظام والقانون في الثمانينيات أحسن من اليوم، بدأ الحفر على البترول في مأرب وفي مأرب كلها كتيبة واحدة فقط والأمن أحسن من اليوم، كان على الحكومة أن تفكر في حاجات أهل مأرب وتحل المشاكل كلها أولاً بأول...
*هل ترى أن ضرب أبراج الكهرباء وأنابيب النفط مسيسة من أطراف ما؟مسيسة وفيها مصالح بامتياز...
-من قبل من؟
*من قبل أناس اعتادوا أنهم لا يعيشون إلا في المشاكل، يريدون أن يعملوا مشكلة للرئيس والحكومة، ويريدون أن توجه التهمة لزيد وعبيد...
أين الدولة إذن؟
هذا هو السؤال الذي أود أن أطرحه. أين فاعلية أكثر من اثني عشر لواء داخل مأرب؟ وأهل مأرب ليسوا مع المخربين أبدا، هناك مسئولون عسكريون ينزلون لحل مشكلة فيعودون ومعهم مشاكل ثانية، لا أحد يستحسن الرسول...
*كيف تنظر إلى أداء المحافظ الجديد سلطان العرادة؟
-المحافظ الجديد جاء في ظل دوشة وحوشة، ولا أستطيع أن أحكم عليه اليوم بشيء، وأنصحه أن يظل كما عهدناه، وألا يسمع زيداً في عمرو، فرحنا به ولم نعترض عليه أبداً، ونتمنى له النجاح في عمله.
|