الإثنين, 15-أبريل-2013
..! منصور الغدرة -توفيق الشرعبي- فيصل الحزمي -
الحوار الوطني الشامل الجاري بين مختلف مكونات القوى السياسية والاجتماعية تحمل قضايا ومشاريع تطرح على طاولة الحوار بحاجة الى مناقشة جادة وعرضها على المجتمع اليمني خاصة وان فرق العمل بدأت في اعداد الخطط لعملها المكتبي والميداني للالتقاء بالمجتمع المحلي والاستماع الى قضايا وآراء المواطنين. «الميثاق» تترجم رؤى اعضاء مؤتمر الحوار بكافة أطيافهم السياسية وتنقلها للرأي العام فإلى الحصيلة التالية :
الحوثي طلب استبعادنا من قضية صعدة والمؤتمر الشعبي وافق
أعرب عن ألمه الشديد لاستبعاده من فريق قضية صعدة.. وأكد أن حل قضية صعدة مرهون بتسليم الحوثي الأسلحة السيادية للدولة.. وقال عضو مؤتمر الحوار الوطني الشيخ صغير حمود عزيز: إن قضية صعدة بحاجة إلى قرارات رئاسية شجاعة لإعادة المحافظة إلى حظيرة الدولة.. وقضايا اخرى تطرق إليها في الحوار التالي:
- المؤشرات الأولية لمجريات الحوار الوطني.. هل تبشر بخير؟
- نحن متفائلون بنجاح مؤتمر الحوار الوطني بكل قضاياه.. هناك مشكلة حول قضية صعدة لأن اخواننا ممثلي الحوثي وأتباعه لايزالون متمسكين بآرائهم ولايزالون متزمتين في طرحهم، وهذا لا يخدم قضية صعدة ولا مؤتمر الحوار الوطني ولا يؤدي الى إنجاحه. نحن أتينا الى مؤتمر الحوار ومستعدون للتصالح والتسامح وطي صفحات الماضي بكل ما فيه وفتح صفحة جديدة ناصعة البياض من أجل الوطن وأمنه واستقراره. الملاحظ عن ممثلي الحوثي أن هناك نوعاً من الاشتراطات مثل: لا نريد أن نتحاور مع الشخص الفلاني أو مقابلة ذلك الشخص، وألا يدخل في قضيتنا فلان، وهكذا، وكأنهم لا يعلمون أن قضية صعدة مثلها مثل باقي القضايا ومن حق أيٍّ كان من الشعب اليمني المشاركة في حلها من أجل أن تعود صعدة وحرف سفيان الى حظيرة الدولة.
طلب الحوثيين
- لماذا تم استبعادكم من فريق صعدة رغم أنكم من أهم الأطراف فيها؟
- بطلب من قبل الحوثيين لدى الأخوة في المؤتمر الشعبي العام ولدى هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني بأننا مصدر توتر ويجب استبعادنا، وتجاوب المؤتمر الشعبي العام مع هذا الطلب.
- هل أثر هذا التجاوب على نفسيتكم الحوارية؟
- لقد تألمنا كثيراً من استبعادنا من قضيتنا الرئيسية لكننا لم نلُم المؤتمر الشعبي العام حول ذلك لأن المؤتمر الشعبي وقيادته حريصون كل الحرص على إنجاح الحوار الوطني، وبالتالي اعتبروا استبعادنا من قضية صعدة وتحويلنا الى فريق عمل آخر تعاوناً لإنجاح الحوار.. ولكنني ألوم الاخوة ممثلي الحوثي وأتباعه لأن هذا الطلب غير صحيح ودليل على أن نواياهم لاتزال سيئة.
لست رافضاً لها
- هل أنت ممن رفض ترؤس نبيلة الزبير لفريق قضية صعدة؟
- نحن مع أن يرأس فريق صعدة أي شخص تم انتخابه سواءً أكانت امرأة أم رجلاً، نحن قبلنا بالتغيير وبالديمقراطية وبالتالي لا يهمنا من يكون رئيس الفريق، وما يهمنا هو أن يكون الفريق متماسكاً ومتفاهماً ومتعاوناً ومتفائلاً من أجل إيجاد حلول لقضية صعدة، وليس من يرأس الفريق. وأنا شخصياً ليس لديّ أي اعتراض أو تحفظ نحو من سيرأس الفريق سواءً أكانت الأخت نبيلة الزبير أو غيرها.. ما نرفضه أن تكون رئاسة الفريق فرضاً أو حصراً على طرف معين أو مكوّن بعينه.
- ما المدخل لحل قضية صعدة؟
- هو التقارب، وكان من المفترض قبل أن نبدأ بالتحاور أن يظهر الحوثي وأتباعه النوايا الصادقة الجادة وذلك من خلال تسليم السلاح السيادي الذي هو ملك للدولة، ولا يحق لشخص أو جماعة أن تمتلكه، كان يفترض على الحوثي أن يثبت حسن النوايا للحوار بتسليمه تلك الأسلحة.
- لماذا تكرر كلمة «الحوثي» وهم في الحوار تحت مسمى أنصار الله؟
- أنا معترض على كلمة أنصار الله حتى يعيدوا ما نهبوه وأخذوه من حقوق وممتلكات المواطنين وأن يتركوا ممارساتهم الاجرامية بحق أبناء صعدة وحرف سفيان.
يثبت العكس!!
- برأيك هل لدى الحوثي مطامع سلطوية؟
- إذا أراد أن يثبت عكس ذلك فعليه أن يسلم الاسلحة السيادية ويقدم مقترحه بالحلول الناجعة لقضية صعدة.
- هل سيكون لك مساهمة في حل القضية بعد أن تم استبعادك من فريق العمل فيها؟
- لابد أن نساهم .. لأننا أصحاب القضية، نحن مشردون ولدينا أكثر من 250 أسرة مشردة من حرف سفيان وكذلك أكثر من 12000 ألف أسرة مشردة من محافظة صعدة.. إذاً نحن أصحاب قضية ولابد أن يكون لنا مشاركة فاعلة في حلها سواءً أكنا مشاركين في مؤتمر العمل أو خارج الفريق.
- هل لايزال الحوثي يمنع النازحين من العودة الى قراهم وبيوتهم وممتلكاتهم؟
- نعم لايزالون مشردين وممنوعين من قبل الحوثي وأتباعهم من العودة الى منازلهم، وهذا ايضاً دليل على أن الحوثي وأتباعه لم يحسنوا النوايا لحل القضية.
- هل تتوقع أن تتباين الرؤى وتتصادم الإرادات بين فريق عمل صعدة؟
- إذا ظل الحوثي وممثلوه متمسكين بآرائهم ومتمترسين وراء مواقفهم والضغط لفرض آرائهم بالقوة على أبناء صعدة وحرف سفيان فسيكون هناك تصادم بلا أدنى شك.
أم القضايا!!
- برأيك ما أعقد القضايا أمام مؤتمر الحوار الوطني؟
- قضية صعدة بكل تأكيد ما دام الحوثي متمسكاً بآرائه وفرضها بالقوة على الأرض وعلى المواطنين، ولكن بإذن الله وبإرادة المخلصين ستحل القضية..
- في نهاية المطاف هل أنت متفائل بنجاح مؤتمر الحوار؟
- إن شاء الله سينجح ما دامت الإرادة الشعبية ملتفة خلف المتحاورين وخلف القيادة السياسية ممثلة بالأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، فالشعب حريص على الأمن والاستقرار في إطار الوطن الموحد ولن يسمح لأيٍّ كان بإفشال الحوار.
- تعليقك على قرارات رئيس الجمهورية الأخيرة؟
بالنسبة لقرارات رئيس الجمهورية فهي صائبة وليس عليها غبار، وكل الشعب مؤيد لها.
- ألا ترى أن قضية صعدة بحاجة الى قرارات جريئة؟
- كلنا بانتظار قرارات جريئة تخص محافظة صعدة وتعيدها الى حظيرة الدولة.. يُفترض أن تكون هناك قرارات شجاعة تخص المواطنين في صعدة وتعيد النازحين الى بيوتهم وقراهم آمنين تحت اشراف الدولة ومؤتمر الحوار الوطني والمشرفين على التسوية السياسية في اليمن من الاشقاء والاصدقاء .. قضية صعدة أم القضايا، وقد جعلت من «الثعل» نمراً.
استشعروا معاناة النازحين
- كلمة أخيرة؟
- أقول لكافة أعضاء مؤتمر الحوار إنه يجب علينا أن نتعاون ونتآزر ونجتهد من أجل حلول صادقة ومناسبة لكل القضايا على الساحة الوطنية، وأن يعيروا النازحين من أبناء صعدة أو أية محافظة أخرى اهتماماً خاصاً ويستشعروا معاناتهم وبعدهم عن منازلهم وقراهم وممتلكاتهم لسنوات.
محسن النقيب عضو مؤتمر الحوار لـ«الميثاق»:
الجيش الموحد ضامن لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني
أبدى عضو مؤتمر الحوار الوطني الاخ محسن النقيب تفاؤله بالحوار لاخراج اليمن من أزمته.. وقال في حوار مع «الميثاق» ان الحوار سيخرج بحلول جذرية لمختلف القضايا في اطار الوطن الموحد.. تفاصيل لقضايا أخرى في الحوار التالي :
- نبدأ معك من القرارات الاخيرة لرئيس الجمهورية بشأن هيكلة الجيش كيف تقرأ هذه القرارات..؟
- في البدء نحن متفائلون بالحوار الوطني ومصدر تفاؤلنا تلك القرارات الشجاعة التي اصدرها فخامة الاخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة باستكمال اعادة هيكلة الجيش وهذه القرارات ستعطي دفعة للحوار وستزيل الشكوك والملابسات.
- ما الاجراءات التي اعددتموها للبدء بمناقشة قضية صعدة التي أنت عضو في فريقها؟
- نواصل اجتماعاتنا منذ السبت ونناقش المسائل التطبيقية بحيث نصل خلال فترة وجيزة لاعداد خطة مكتبية وترافقها خطة للنزول الميداني الى محافظة صعدة للاطلاع على مايدور على الارض والالتقاء بالشخصيات والمواطنين وملامسة القضية على الواقع لمعرفة حجم الاضرار وماذا يريد الناس.. وبعدها سنرفع تقريرنا الى هيئة الرئاسة ونحن متفائلون بتكاتف وتعاون الجميع للخروج بحلول جذرية للقضية.
- هل حسمتم أمر رئاسة الفريق؟
- ان شاء الله، وقد بدأنا بالمرحلة الثانية المتمثلة بإعداد الخطط.
- هل تشكيل الفرق كان عند مستوى القضايا أم انه خضع للرغبات الشخصية؟
- اعتقد ان كل اعضاء مؤتمر الحوار يحملون قضية الوطن العامة، وقد شكلت الفرق بدقة وهي قادرة على تحمل المسئولية بكفاءة واقتدار.
- أنت من أبناء الجنوب وضمن فريق صعدة.. هل ستساهم في معالجة القضيتين؟
- للقضية الجنوبية فريق خاص بها وهو جدير بإيجاد حلول جذرية لها، وقضية صعدة لها فريقها وانا ضمنهم سنبذل جهودنا للاستماع لكل اطراف القضية وتقديم الحلول والرفع بها الى رئاسة المؤتمر لمناقشتها واضافة او حذف ما سيتم التوافق عليه.
- هل لديك رؤية شخصية لحل القضية الجنوبية او للنظام السياسي المناسب لليمن؟
- شخصياً أنا مع دولة اتحادية بأقاليم متعددة.
- كيف يمكن حل القضايا المعقدة كالقضية الجنوبية وصعدة؟
- بعض القضايا بحاجة الى مشروع سياسي يتبعه قرارات رئاسية جريئة.
- انسحاب أو تغيب أو مقاطعة بعض القيادات لمؤتمر الحوار هل ستؤثر على أعمال المتحاورين؟
- باب الحوار مفتوح لكل من اراد المشاركة.. والمؤتمر اتخذ قراراً في جلسته الاخيرة وترك الباب مفتوحاً لكل من يريد ان يشارك في المؤتمر وتم تشكيل لجنة للتواصل مع القيادات في الداخل او في الخارج ومنتظرين تقريرها بخصوص ما توصلت اليه معهم.
- هل سنسمع مستقبلاً من البعض انه تم اقصاؤه من المشاركة في الحوار؟
- لايوجد شخص واحد تم اقصاؤه من المشاركة.. وهناك قيادات لايزال جمال بن عمر يتواصل معها لاقناعها بالمشاركة.
- هناك اكثر من نظام حكم مطروح لليمن.. ألا ترى أن بعضها سيؤدي الى تمزيق الوطن اذا ما تم التوافق عليه؟
- نحن لانريد ان نستبق الأمور، ولكن أؤكد أن اليمن ستبقى موحدة ولن يكون هناك سوى اصلاحات ولكنها جريئة وفي اطار الوحدة.
- تقييمك لمدى تفاعل المكونات المتحاورة مع القضايا المطروحة؟
- التفاعل ممتاز ويكاد الكل يجمع على القضية العامة قضية اليمن ومهما كانت الأراء مختلفة فهناك هدف عام لدى الجميع.
- هل سيفضي الحوار الى تحالفات جديدة او احياء تكتلات قديمة؟
- لا أتوقع ذلك وقد يكون هناك توافقات في بعض الآراء.
- في ظل مطالبة بعض الاعضاء بتطبيق النقاط العشرين.. من المسئول عن البت في هذه المطالب؟
- الموضوع مطروح أمام رئيس الجمهورية.
- لماذا لم تقر إذاً؟
-الرئيس شكل لجاناً لحصر الاراضي وللمبعدين وربما يريد ان يخرج النقاط دفعة، دفعة.
- هل تتوقع ان تسعى بعض القوى التقليدية لعرقلة الحوار؟
- لا أعتقد ذلك لان اعضاء مؤتمر الحوار من كافة شرائح الشعب ومن كل المكونات السياسية والمنظمات المدنية، ولان الشعب اليمني قد حسم أمره نحو دولة مدنية حديثة بالاضافة الى الارادة الدولية المساندة لذلك.. ولن تسمح الارادة المحلية والدولية لاشخاص بان يعرقلوا الحوار.
- هل تتوقع بأن تسعى الارستقراطية المشيخية للتحكم بالنظام السياسي القادم كما فعلت منذ خمسين عاماً؟
- أتوقع ان تكون هناك انفراجة تامة لليمنيين، والمشيخة مشاركة معنا في الحوار، وانا لا أدعو الى انهاء المشيخة في اليمن وانما الى تفعيل القانون على الجميع وارساء دولة العدالة والقضاء المستقل الذي يساوي بين المواطنين ولايفرق بين كبير وصغير.. شيخ أو مواطن.
- تمسكك ببقاء المشائخ.. هل هو نابع من كونك أحد أبناء المشائخ الجنوبيين؟
- خلاص نحن قد تمدَّنا من زمان.
- ألا تخشى ان يعمق الحوار بعض الخلافات؟
- لا أعتقد ذلك ولايمكن ان يحصل.. لديَّ تفاؤل كبير بأن الحوار سينجح بامتياز وستكون مخرجاته مرضية لكل الناس، من كان يتوقع ان يصدر الاخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية تلك القرارات الشجاعة والتاريخية والاستراتيجية التي طمأنت المواطنين بتوحيد الجيش وولدت لدى المتحاورين ثقة بنجاح مؤتمرهم وضمان تنفيذ مخرجاته.
- يعني ان الجيش سيضمن تنفيذ مخرجات الحوار؟
- قبل القرارات كان هناك خلل واضح في الجيش وهذا الخلل كان يهدد مستقبل الحوار، ولكن بعد توحيده بتلك القرارات لم يعد هناك ما يخشاه الناس بهذا الخصوص، وعندما تكون هناك دولة مدنية حديثة يتساوى فيها الجميع ستتلاشى القضايا تماماً وستزول الاحتقانات وسيندمج الكل مع المدنية الحديثة وسيضمن كل ذي حقٍ حقه، فإيجاد الدولة المدنية وتوحيد الجيش ضامن أساسي لإنجاح الحوار.
- كلمة أخيرة..
- اشكر صحيفة «الميثاق» لاهتمامها بالقضايا الوطنية واتمنى من كل اليمنيين ان يتابعوا مجريات الحوار ويراقبوا كل تفاصيله ويدفعوا باتجاه انجاحه. d
فريق القضية الجنوبية يطالب بإجراءات لبناء الثقة
أقر فريق العمل الخاص بالقضية الجنوبية بمؤتمر الحوار الوطني الشامل جملة من الاجراءات والتدابير التي قال انها «لبناء الثقة وخلق بيئة ملائمة لحل القضية الجنوبية». وتضمنت الاجراءات التي طالب الفريق ،رئاسة مؤتمر الحوار الوطني بتحقيقها «ادانة أي فتاوي تكفيريه صدرت في حرب عام 1994م. وضرورة «الافراج عن المعتقلين على ذمة الحراك السلمي ورفع الاستحداثات العسكرية في عدن وحضرموت ،ووقف اعمال العنف اي كان مصدره ضد الفعاليات السلمية واعتبار ضحايا الحراك شهداء وعلاج الجرحى». وشدد فريق القضية الجنوبية على سرعة انجاز اللجنتين المشكلتين للنظر في قضايا الموظفين المدنيين والعسكريين والامنيين المبعدين قسريا عن وظائفهم عقب حرب 94م وتعويضهم التعويض العادل، كما طالب بـ»الوقف الفوري لصر ف الاراضي في محافظة عدن وبقية المحافظات الجنوبيه».. وكذااستعادة كل المنشأة النفطية المؤجرة بما فيها منشأة حجيف الي الدولة والغاء كافة العقود الاحتكارية في مجال نقل المنتجات والمشتقات النفطية ، والغاء أية عقود مشابهة كذلك ايقاف بيع المنشآت والمرافق السياحية والعامة.. وكذلك مراجعة كل الاجراءات والترتيبات المتعلقة بحماية الشركات للخدمات النفطية والتي تحتوي على فرض الاتاوات لصالح قوى متنفذه. يأتي هذا في وقت دعا فيه الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية خلال زيارته الاخيرة لموسكو البرلمان الروسي لاختيار بعض من أعضائه بالإضافة إلى خبراء في القانون لزيارة اليمن وإعطاء فكرة عن الدولة الاتحادية وكيفية إدارة الأقاليم المتعددة وإدارة المركز للاستفادة من هذه التجربة ضمن التجارب المطروحة على طاولة الحوار الوطني الشامل. الى ذلك اكد وزير الخارجية أبوبكر القربي إن المجتمع الدولي لن يقبل بالانفصال مضيفاً ان اتفاق نقل السلطة القائم على المبادرة الخليجية متمسك بالوحدة اليمنية. وقال القربي في حوار مع صحيفة «عكاظ» «إذا كانت لدى الجنوبيين مطالبات بسبب سوء الإدارة في الجنوب أو حدوث مظالم فإن الدولة اليمنية الجديدة ستعالج كل هذه القضايا وستحل المظالم في الجنوب ولا يمكن العودة لمرحلة ما قبل الوحدة». يذكر أن الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمستشار الخاص للأمين العام جمال بن عمر أحاط مجلس الأمن بالأوضاع في اليمن، مشيرا الى ان كثير من اليمنيين يتفقون على حل القضية الجنوبية كمفتاح لنجاح العملية الانتقالية. وقال: لقد غابت بعض فصائل الحراك عن مؤتمر الحوار. بينما انضم آخرون بحذر، متوقعين أن يتعاطى المؤتمر مع مصالحهم بنزاهة واحترام. وأضاف: لا أزال أتواصل مع قيادات جنوبية. وقد أكدت مراراً أن الوسيلة الوحيدة للحل هي عبر الحوار. ويسرني أن أبلغكم أن كثيرين أكدوا لي نبذهم العنف والتزامهم الحوار. وقال: يجب على الحكومة اليمنية اتخاذ إجراءات فورية لبناء الثقة في الجنوب لمعالجة المظالم المزمنة للجنوبيين المتعلقة بالمصادرة غير القانونية أو غير المشروعة للممتلكات والتسريح القسري من الجيش والخدمة المدنية.

التعامل السليم مع الجنوب وقضيته
فائز سالم بن عمرو كثيراً ما تهرب الأمم والشعوب إلى المجهول للقفز على واقعها الصعب ومشاكلها المتراكمة ، فالتبرير حاجة إنسانية ونفسية ، فإذا وقع الشخص في مشكلة هو تسبب فيها ، أو أهملها حتى صارت كبيرة وعصية تتحكم بمستقبله وتنسج بخيوطها على واقعه ، فان الحل الأسهل ان يتهم الآخرين بفشله وعجزه وتقصيره ، ويرمي اللوم والتقصير عليهم ، ويتوهم بأنهم مصدر الكون، وبأن لا شغل للبشرية والدول إلا التآمر عليه ومحاولة عرقلته، « المؤامرة لا تصنع التاريخ ، ولكنها تؤثر فيه « .
هذه المقدمة البسيطة تنطبق على واقعنا في التعامل مع قضية الجنوب المعقَّدة ، فما زال الكثيرون ينظرون إليها نظرة شمولية وعامة مرجعها تفاسير دينية أو اجتماعية أو مذهبية أو سياسية . كل هذه التصورات والنظرات تبعدنا عن فهم أصل القضية، وتفاعلها تاريخيا وسياسيا واجتماعيا ، وطريقة معالجتها دون تقصير أو مبالغة.. لقد تطايرت كقطرات المطر الندوات والورش والمحاضرات عن إبعاد القضية الجنوبية وأسبابها وطرق حلها ، لكن هذا الإسراف والاهتمام لم يعطِ إلا ثماراً إعلامية هزيلة ، وتنتهي الفعالية كما بدأت يتيمة لا تعرف هدفها ولا غايتها ، يكفي ان ترجع إلى شبكة الانترنت لتبحث عن إبعاد القضية الجنوبية ، فتجد نتف متفرقة ومقتطفات وتغطيات خبرية لا تغني ولا تسمن من جوع ، فضلاً عن ان تجيب على أسئلة وتفكك واقع معقد ومتراكم من المشكلات والتجاهل السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، والسبب يعود في رأيي الى أنه تم التعامل مع قضية الجنوب بمنظور ثنائية شديدة التناقض والأطراف، فأحدهم يؤيد القضية فيصب انطباعاته وتفسيراته السلبية عليها ويصل بها لعنان السماء تشددا ، وآخر رافض يحاول شيطنة الجنوب وأهله ، ويحملهم تراكم الفشل لمسار دولة الوحدة ، ويحرض عليهم واصفهم بأنهم معول هدم وتكسير الوطن وتفريق وحدته ، والسبب الآخر في هذا الإخفاق غياب المنهاج العلمي والنظرة العملية المحايدة والتي تتعامل مع القضية الجنوبية عن طريق أسباب من الظلم والإهمال السياسي والاجتماعي ، وإبعادهم عن المشاركة في السلطة والثروة والذي أدى إلى نتائج ترفض الظلم باسم الوحدة والوطن والديمقراطية ، فمقتضيات البحث العلمي تستوجب تشخيص المشكلة واستقراء الواقع التاريخي الذي مرت به الدولة المركزية « دولة الوحدة « ، فالتشخيص السليم والواسع والملم بالتفاصيل وخفايا القضايا بالضرورة يؤدي لنتائج سليمة ومقاربة غير مقاطعة للواقع ، فالحكم عن الشيء فرع عن تصوره ، كما يقول علماء أصول الفقه . التعامل السليم مع قضايانا ومنها قضية الجنوب يكون بالاعتراف بأننا فشلنا وعجزنا عن تحقق مشاركة الجميع في السلطة والثروة، وان فشلنا في إدارة دولة الوحدة، ويتضح ذلك فيما يسميه البعض ثورة الربيع العربي.. لا يعني إطلاقا بأننا قوم فاشلون لا نستطيع إدارة شؤوننا إلا بوصاية الآخر الذي يفرض علينا مشاريعه واتجاهاته ، بل يعني ببساطة بأننا امة حية ومتفاعلة ترفض الظلم والفشل ، وتبحث عن صيغ عيش مشترك يحقق تطلعات وآمال جميع أبناء اليمن الجديد الذي سنبنيه بتوافق ومشاركة وتفاعل الجميع ، ولن يكون في يمننا الجديد المدني الحديث إقصاء أية شريحة أو فئة أو مكان عن دولتنا التي تحكمها المواطنة المتساوية وإتاحة الفرص المتكافئة في اتخاذ قراراتنا وحل مشاكلنا وقضايانا دون تدخل أو استقواء من مشاريع إقليمية أو خارجية . من عجائب المشهد اليمني المأزوم والمتداخل في خطوطه واستراتيجياته والمتقاطع مع المشاريع القديمة والإقليمية والخارجية ان نكرر أخطاءنا بإصرار غريب على عدم التعلم واستيعاب الماضي ومآسيه التي كادت تعصف بوطننا وتجعلنا أمماً وفرقاً وشيعاً وطوائف متصارعة ومتنازعة بأسباب دينية ومذهبية ومناطقية.. فالمتابع للخطاب الموجه الى أبناء المحافظات الجنوبية يجده خطاباً شديد العدائية والتطرف ، ويقوم على توزيع التهم ، مثل: أن الجنوبيين يريدون تجزئة الوطن وتقسيمه ، وأنهم يستجيبين للمشاريع الإقليمية والأجنبية لتقسيم وتمزيق اليمن ، وآخر يرفع سيفه برد الجنوبيين لبيت الطاعة وملحقاته الدينية ، ويهدد بإعادة الماضي من سيل فتاوى التكفير والتطهير. ان أي خطاب متشدد وغير مسؤول سيعود بنا لا محالة إلى المربع الاول من التناحر والصراع وسيرسخ ثقافة الكره والحقد والتفرقة الذي اذا ساد بين الأطراف المتنازعة سيشعل اليمن حروباً وأحقاداً وكراهية.. لذا لابد من التركيز على الخطاب الايجابي والمبشر والذي يجمع القلوب ويعترف بالمشاكل ولا يتجاوزها ويبحث عن الحلول لها فهو الوسيلة لتفكيك كل واقع متشدد وصلب.. نحتاج الى الخطاب الهادئ والسليم فهو مفتاح القلوب، والطريق لتأسيس ثقافة التوافق والاعتراف بالآخر واستيعابه لبناء يمن جديد حديث يتحدث بلسان كل أبنائه وشرائحه ومكوناته .

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:23 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-31683.htm