الميثاق نت -

الأحد, 21-أبريل-2013
أحمد يحيى الديلمي -
أخيرا استطاع الأستاذ عبدالحميد الحدّي عضو مجلس الشورى أن يتنفس الصعداء بالتعبير عن وجهة نظره ورؤاه الذاتية تجاه الكثير من قضايا الوطن الراهنة ويعكس تجربته المخزونة في رفوف ذاكرته عبر الحلول التي أقرتها كما ور في المقابلةالتي أجرتها معه صحيفة (الميثاق)
لسان حال المؤتمر الشعبي العام والذي عاصر ميلاد هذا الكيان السياسي ولعب دورا مشهودا في إخراجه إلى صعيد الواقع عندما حاولت مناقشة الرجل عن أفكاره المنشورة لم يتردد عن إعلان مخاوفه من إقدام البعض على تجيير أفكاره الذاتية لصالح المؤتمر الشعبي العام أو النظر إليها على أنها تسريبات مؤتمرية.
التوجس الذي أفصح عنه الرجل ذكرني بمواقف بعض القيادات المؤتمرية في الماضي إذ كانت تحتسب مواقفه وأفكاره باعتبارها تجسيداً لاتجاهات حزب البعث العربي الاشتراكي، الحقيقة أن الرجل يباهي بانتمائه القومي إلى حد انه لبس فكر البعث وتبنى شعاراته دون أن ينظم إلى الحزب فرع قطر اليمن ، وكان الأمر مثار الدهشة للكثيرين بعد انتهاج التعددية السياسية وخروج الأحزاب السياسية من أقبية الخوف مع أن صديق عمره رجل الأعمال المعروف والمثقف الحصيف الأستاذ عبدالله حمود الحسيني جاهر ببعثيته وتقلد عدة مناصب في القيادة القطرية إلا أنه تمسك بعضويته للمؤتمر، من هذه المفارقة يمكننا فهم أبعاد تمسك الرجل ببقاء الحلول في إطار الحفاظ على وحدة الوطن وكيانه السياسي ورفضه المطلق للفيدرالية بحيث تطرق إلى الجزئيات التي كانت سبب المشاكل فتحدث عن السلبيات وأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والجغرافية منوها بالآليات الكفيلة بتجاوزها والتغلب عليها.
كما قال أحد الأصدقاء مع أن صحيفة (الميثاق) لم تعد بنفس الروح التي كانت عليه في الماضي إلا أن المقابلة لفتت انتباه الكثيرين لما اشتملت عليه من رؤية وطنية لحل مشاكل اليمن العالقة ولأنها أكدت على أهمية بقاء الحلول في نطاق الحفاظ على وحدة الوطن اليمني كإنجاز تاريخي عظيم لا علاقة له بالأخطاء والتجاوزات العبثية التي رافقت المسيرة الوحدوية على أرض الواقع موضحا في هذا الصدد الثغرات والمخاوف المتصلة بمشاريع الفدرلة وكل التوجهات التي تثير العواطف وتصبح المشاعر بنفس الاتجاه محددا الآليات الكفيلة بتمكين أبناء الوطن من الاسهام الفاعل في بناء اليمن الجديد والتغلب على كافة الظواهر السلبية .. وتجاوز كافة التعقيدات والصعاب في إطار التمسك بالهوية الوطنية والحفاظ عليها كلما توافرت قواعد العدالة وحقوق المواطنة المتساوية لكل أبناء الشعب اليمني من المهرة إلى صعدة.
كما اشتملت المقابلة على الكثير من المعاني والدلالات العميقة ذات الصلة بتموين المجتمع اليمني ورسم الصورة الذهنية للفكرة بمفهوم توعوي يحفز كل أبناء الوطن على التقارب والحوار كأساس للقيام بأعباء المسؤولية الوطنية ولإثراء الذاكرة الشعبية وإحياء الهوية الوطنية وبيان دورها والتصدي لكل مشwاريع التفتيت والتجزئة فيكون كل مواطن يمني أينما كان موقعه على درجة عالية من الوعي بما يحاك ضد اليمن من مؤامرات .. مما لاخلاف حوله أن الرؤية قدمت دلالات بالغة الأهمية عكست وجهة نظر فردية ناتجة عن تجربة ذاتية وسواء اتفقنا أو اختلفنا معها فإن ذلك لا يقلل من أهميتها .. وطالما أن السجالات لا تزال قائمة في أروقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل لماذا لا تؤخذ وجهة النظر هذه وغيرها من الأفكار وتنشر في وسائل الإعلام وآليات التواصل المختلفة وتوزع على اللجان المختصة وتكون في نطاق الاستنارة ومعرفة ما يدور في الشارع اليمني من أفكار وتجاذبات وبالتالي يمكن لفرق العمل أن تعتبرها أرضية للنقاش والتفاهم حول الكثير من القضايا التي تكتنفها الحساسية بحيث يكون للإعلام الرسمي والحزبي والأهلي وآليات التواصل المختلفة دور بارز في نقل أدق التفاصيل عن أحلام وتطلعات المواطنين على كافة المستويات مما يسهم في اكتمال الصورة الذهنية عن الواقع لدى أعضاء الفرق المعنية بالحوار.. كأساس لتخطي العقبات والتحديات في هذا السياق لا بد أن يتم الفرز الدقيق لمعرفة الغث من السمين والتركيز على وجهات النظر والأفكار المبتكرة والخلاقة التي تمثل إضافة جديدة قابلة للتطور والارتقاء بأذهان المتحاورين إلى مستوى ملامسة قضايا الوطن وهموم أبنائه ببعد يمني شامل وانتماء وطني صادق متجرد من كافة الأهواء والانتماءات الضيقة.
على ذات الصعيد تبرز أهمية الاستفادة القصوى من الأفكار ذات الدلالة المعبرة عن انتماء صادق والمجسدة للرغبة الحقيقية في الخروج بالوطن إلى بر الأمان إذا كانت تحمل نفس الجدية التي اتسمت بها وجهة نظر الأستاذ عبدالحميد الحدي مع اختلافي معه في بعض ما ورد فيها إلا أنني اعتقد أنها ستمثل دفعة قوية لخدمة الحوار وتوفر الأرضية المناسبة للنجاح.
وإذا كان العلماء قد عرفوا الحكمة فقالوا: ( الحكمة تعني وضع الشيء في موضعه والإصابة في القول والعمل).. فإن هذا يتطلب من كل إنسان أن لا يستكمل نفسه وأن يراها على حقيقتها ويقتدي بقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم (الحكمة ضالة المؤمن أنّا وجدها فهو أحق بها)
ساعتئذٍ فإنه وكما يقال كل باحث عن الحقيقة لا يمكن أن يهتدي إليها إذا تفرد برأيه ولم يستفد من أفكار وتجارب الآخرين.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:58 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-31778.htm