بقلم/ نعمت عيسى -
إن من أعظم الأمثلة على وجه الأرض تجسد إيجازاً عن معنى التعاون في العمل هو ما نشاهده يومياً عند مراقبتنا سير النمل في وقت أدائها للعمل لخدمة مملكتها وكذا نشاطها العجيب في جمع أكبر قدر من الطعام بمختلف أنواعه وأحجامه دون الخروج عن مجال سيرها..
ومن خلال البحوث العلمية الأخيرة توصل المهتمون بمتابعة سلوك النمل خصوصاً في سلوك سيره المنتظم الى نتائج علمية تؤكد بأن هناك مادة يخرجها النمل من جسمه تكون كمؤشر لمتابعة مصدرها فينتج عن هذه العملية الحسية شكلاً منظماً بصورة طابور النمل باستجابته لها.
فيا سبحان الله الخبير في شؤون خلقه، فتخيلوا أن أمكن لنملة سماعنا لتنظم معنا في حملة الحماية للمواقع الأثرية والمعالم التاريخية، لكنت سارعت الخطى اقتراباً منها لأهمس في أذنها قائلة لها:
سيري قدماً نحو المدن التاريخية ليتبع الجميع من النمل رائحتك وبعد تأكدك من انتظام سيرهم خلفك قولي لهم ان يحملوا ذرات الرمل وفتات الحصى وكرات الطين وكسرات الجص» لتعملوا معاً على ترميم هذه المدن من العبث الذي طالها..
وبعد إنجازكم لهذا العمل الثمين قوموا بازالة الشوائب التي تراكمت حول هذه المنجزات التاريخية بحفرها وأكلها لتصبح رذاذاً منثوراً، ويعود لهذه المحميات أمجادها حتى لا تكون عرضة فيما بعد لأصحاب النفوس الخبيثة والمصالح الذاتية في الترويج عن إهمالها سعياً منهم لإخراجها من موسوعة المحميات العالمية والتاريخية، كما نرى مؤخراً مؤشرات احتمالية سحب أسماء هذه المواقع من فهرس اليونسكو ان استمر هذا العبث والاهمال مستمراً.
فهذه دعوة نوجهها لأصحاب القرار الأمناء على حقوق اليمن وتاريخه ولأصحاب الأقلام والآراء السديدة في الانضمام لحملة حماية المواقع التاريخية حتى تكون نحن أصحاب التفسير الحقيقي بنقل اليمن من الأفضل الى الأفضل بإذن الله.