توفيق الشرعبي- فيصل الحزمي -
- بداية حدثونا عن طبيعة القضايا المطلوب من فريق عمل القضايا الخاصة؟
- لجنة استقلالية الهيئات والقضايا الخاصة وبحسب جدول أعمال مؤتمر الحوار تهتم بالقضايا التي تتعلق بفصل السلطات ومنح بعض الهيئات استقلالية تامة بحيث لا تكون تحت أية سلطة حزبية وتقوم بمهامها لخدمة المجتمع بشكل رئيسي: منها على سبيل الذكر وزارة الخدمة المدنية والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ومكافحة الفساد واللجنة العليا للانتخابات وهيئة المقاييس وغيرها، وبصراحة الشكاوى ارتفعت الى حد كبير من سيطرة الحزبية على هذه الجهات والهيئات وأثرت بشكل كبير على أداء مهامها، وهناك العديد من الدول قد سبقتنا بهذه التجربة استقلالية الهيئات، وأصبح التوظيف في كثير من الدول يتم من خلال هيئات مستقلة تغطي احتياجات المؤسسات والوزارات والسوق بشكل عام من الكادر البشري بحسب المؤهلات والخبرات، ولدينا في لجنة استقلالية الهيئات والقضايا الخاصة سبع مجموعات كل مجموعة حددت لها قضية من القضايا مثل الأوقاف والارشاد ومن ضمن مهام هذه المجموعة النظر في موضوع الجانب الزكوي الذي يعد رأس مال كبير جداً متحركاً يؤخذ من المكلفين ويصرف في غير مصارفه، ومجموعة العمل التي تولت هذا الموضوع لها مقترح إنشاء صندوق خاص بالموارد الزكوية تحت اشراف مستقل، ومن القضايا المطلوب معالجتها في لجنة القضايا الخاصة الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والذي يفترض أن يخضع لمجلس النواب كما هو في التجربة الكندية باعتبار أن مجلس النواب جهة تشريعية ورقابية على مختلف الاجهزة التنفيذية، وبالنسبة للمجموعة الرابعة فهي مجموعة خاصة بالاحزاب السياسية والنظام الانتخابي، وهذا الموضوع شائك وكبير جداً، وهناك تداخل في مناقشة هذا الموضوع مع عدد من اللجان في مؤتمر الحوار، ونحن نناقش هذا الموضوع مع الامانة العامة للحوار لتحديد اللجنة المسؤولة عن اللجان الانتخابية أو حتى يتم تشكيل لجنة خاصة بهذا الموضوع.. أعود للحديث عن عمل باقي المجموعات في لجنة القضايا الخاصة التي لم نتطرق لها وهي المجموعة التي تتولى البيئة والمياه والقات وهي تتعلق بالمشاكل الاجتماعية وقد شكلت لها مجموعة خاصة تتولى عملية البحث عن التحديات التي تواجه هذه القضايا ومطلوب أن توضح الاسباب وتضع المعالجات، ولدينا ايضاً مجموعة الثأر والجماعات المسلحة، وهذه المجموعة أمامها عمل كبير وشاق - وكان الله في عونها، فهي بوابة الدولة المدنية الحديثة ولا يمكن الانتقال الى الدولة المدنية في ظل انتشار السلاح وظاهرة الثأر، ومطلوب من هذه المجموعات تقديم دراسات، وبدأنا بالمرحلة الاولى المتمثلة بتجميع الوثائق.
والملاحظ في مجموعات العمل انها استوعبت مهامها وما الذي يستوجب عليها لمعالجة القضايا التي تناقشها.
بحوث ودراسات
- ما هي أهم التوصيات التي تتوقع أن تخرج بها مجموعات العمل في لجنة القضايا الخاصة؟
- بداية هي ستخرج ببحوث ودراسات يتمخض عنها رؤى ومقترحات ستقدم للجنة الدستورية بشأن القضايا المنظورة في لجنة القضايا الخاصة والتي يتطلب معالجتها نصاً دستورياً.. هذه المقترحات ستقدم بعد صياغتها صياغة قانونية أو دستورية والحوار بشكل عام يجرنا الى هذه النقطة.
مركزية غير مبررة
- كيف تقيمون سير أعمال مؤتمر الحوار بشكل عام؟
- يفترض أن تطلع كل لجنة على عمل اللجان الأخرى، ولكن لقصور عمل الامانة العامة وهيئة رئاسة المؤتمر فكل لجنة معزولة عن الاخرى ويفترض أن تحصل كل لجنة في نهاية الاسبوع على ملخص عمل مختلف اللجان لتكون على علم ودراية، وما هي القضايا التي عولجت وما هي التي تواجه صعوبات بحيث تطلع كل لجنة على كل ما يدور في الحوار.. أحياناً تظهر مشكلة أمام لجنة من اللجان تعيق عملها في حين لدى مشارك في لجنة أخرى رؤية وحل بسيط، الأمر الآخر اننا نعاني في مؤتمر الحوار الوطني من المركزية غير المبررة جئنا الى هنا لنعالج المركزية وأسبابها، فوجدنا أنفسنا نواجه مركزية هيئة الرئاسة والامانة العامة للحوار، والمشكلة انهم يعتقدون أن هذا الاسلوب هو الصحيح أو أن الخصوصية ستؤدي الى نتائج أفضل، وهناك ملاحظة أخرى حول غياب بعض الشخصيات الكبيرة بدون ذكر أسماء، وأنا أعذرها كونها مرتبطة بأعمال كثيرة، ولكن كان ينبغي أن تترك فرصة لغيرهم.
استوعبوا الدرس
- من وجهة نظركم ما هي أبرز القضايا المعقدة أمام مؤتمر الحوار؟
- هناك قضايا ظهرت وأتوقع ظهور قضايا أخرى ستواجهنا في المستقبل وخصوصاً ما يتعلق بالخليط الاجتماعي الموجود في مؤتمر الحوار، وبالذات باللجنةالتي ستتولى صياغة الدستور، بالإضافة الى صعوبة تقبل المشائخ متطلبات الدولة المدنية خاصة وأنها ستفرض عليهم تقديم تنازلات كبيرة وعديدة قد يعجز بعضهم تقبلها وأجدها فرصة خلال صحيفة «الميثاق» أن أقدم شكري الجزيل لكل من استوعب عملية هيكلة الجيش وقبل بقناعة وتنازل عن المواقع الرئيسية لصالح اليمن وحقن دماء اليمنيين وعلى الاطراف الاخرى أن تستوعب الدرس وأن تدرك أن هذا التنازل لم يكن عن ضعف أو خوف من أحد وإنما حباً لليمن وحقناً للدماء.. أعود للحديث عن القضايا التي أتوقع أن نواجهها مستقبلاً منها التخلي عن الثأر وهذه من القضايا التي سنواجهها مستقبلاً عند تنفيذ القوانين.
عليها أن تتقبل
- هل هناك ضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار؟
- إذا اتفقت كل القوى السياسية والأطراف اللاعبة في الميدان السياسي واتفقت الشخصيات الاجتماعية المؤثرة فهذه كلها ضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار، واعتقد أن الدول الراعية للمبادرة الخليجية سيكون لها دور اساسي في ضمان مخرجات الحوار، وستمارس ضغوطات من أجل ذلك، وأعتقد أن مراكز القوى في اليمن ستقبل وتلتزم بمخرجات الحوار قبل أن تفرض عليها.
لنا ولأجيالنا
- ما هي رسالتكم للمشاركين في مؤتمر الحوار الوطني؟
- أدعو المتحاورين أن ينزعوا من أنفسهم ومن أفكارهم العصبية وحب الذات وأن يغلبوا مصلحة الوطن فوق كل المصالح ويجب أن يعالجوا مختلف القضايا بعيداً عن العباية الحزبية والتعصب الديني والمذهبي، وعليهم أن يتقبلوا آراء الآخرين بصدور واسعة ورحبة وقبل هذا وذاك عليهم أن يبرّوا باليمن الذي أقسموا على أنفسهم الالتزام به ويتذكروا أنهم مسؤولون أمام الله والشعب ومنوط بهم الخروج بما يلبي تطلعات اليمنيين ويحقق آمالهم وصولاً الى يمن جديد لنا ولأجيالنا.
|