متابعة : أمين الوائلي -
تزامناً مع ذهاب اللجنة التي شكلها مؤتمر علماء اليمن إلى محافظة صعدة في جهد ينشد إلجام الفتنة وإقناع عناصرها بالاستفادة من »الفرصة الأخيرة« -بحسب وصف الدكتور غالب القرشي - التي ضمنها لهم العلماء بتفويض كامل من رئيس الجمهورية، وبالتقارب مع حلول العيد الوطني السابع عشر للجمهورية اليمنية.. صعدت أحزاب اللقاء المشترك، في لحظة منتقاة بقصدية مكثفة، في حدة الخطاب السياسي والاعلامي باتجاه التأزيم الانفعالي واعتماد الارجاف السياسي كخيار تقليدي دأب عليه فرقاء المجلس الأعلى للقاء المشترك خلال الفترات الماضية وفي مناسبات وطنية مشابهة.
> ففي حين أبدت الأوساط الشعبية والجماهيرية تفاؤلها ومباركتها لموقف علماء اليمن والجهود المبذولة وما حمله بيان مؤتمر العلماء- مؤخراً- من تأكيدات حازمة وحاسمة في رفض الفتنة وادانة التمرد والخروج على الجماعة والاجماع، وتجريم الخروج المسلح على الدولة والنظام الدستوري، ودعوة العناصر المنخرطة في أعمال الفتنة والتمرد الى إلقاء السلاح والتفاوض عبر وساطة العلماء.. حقناً للدماء ودرءاً للفتنة، أبدت قيادات »المشترك« امتعاضاً كبيراً وذهبت الى تصغير وتجاهل موقف وتحركات العلماء والضمانات الحقيقية التي قدمها مؤتمر علماء اليمن للعناصر التخريبية، وهي الضمانات المستخلصة من التفويض الذي أعطاه رئيس الجمهورية للعلماء في افتتاح أعمال مؤتمرهم بصنعاء الاسبوع الماضي للبحث في أسباب ومطالب العناصر الارهابية وتقرير مايراه العلماء مناسباً حيالها على ان تلتزم الدولة بما يترجح لديهم.
وكان رئيس الهيئة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك محمد الصبري قد انتقد بيان علماء اليمن وموقفهم المعلن، وقال الصبري ان البيان »يهدد التعددية الحزبية« حسب زعمه!
عبث وتبديد
> وفي محاولة للتشعيب وتشتيت الاهتمام والجهد الوطني المبذول، ابتدعت احزاب اللقاء المشترك كياناً دعائياً مجهداً حيث اعلنت عن تشكيل مادعته »هيئة لمعالجة قضية صعدة وايقاف الحرب«.. وهو ما اعتبره المراقبون »عبثاً بدائياً لاتنفك الاحزاب تذكر باستسلامها لمحرقته التبديدية البائسة.
وإذا زاد المشترك بأن دعا »الجميع« الى المشاركة في الهيئة المفترضة يتساءل سياسيون عن العقلية التي يمكن لها ان تجمع في وقت واحد بين مهادنة المتمردين والتواطؤ مع عناصر التخريب والارهاب من جهة- كما هو معروف ومتواتر عن المشترك واثنين من احزابه بصورة رئيسية، وبين دعاوى ودعايات تروج لكيانات عدمية لمعالجة القضية وايقاف الحرب؟!
> مصدر مسئول في الدائرة الاعلامية للمؤتمر الشعبي العام أسف لمحاولات المشترك افتعال معارك هامشية وخصوصاً في الوقت الذي يتزامن واحتفالات شعبنا بالعيد الوطني السابع عشر »وكأنهم يريدون بذلك التنغيص على تلك الفرحة واثارة زوابع لامعنى لها«.
وقال انه ليس غريباً هذا الموقف غير المسئول والمتعاطف من بعض أحزاب المشترك وخصوصاً »الاشتراكي« و»القوى الشعبية« مع العناصر الارهابية التي اشعلت الفتنة ورفعت السلاح في وجه المؤسسات الدستورية وخالفت النظام والقانون.
مفارقات..
> البيان الختامي الصادر عن لقاء قيادات المشترك مطلع الاسبوع الجاري لم يتضمن اشارة واحدة الى عناصر الارهاب والتمرد، واكتفى- كالعادة- بتحميل السلطة والدولة المسئولية كاملة وكأن الحرب من طرف واحد او بين الدولة ونفسها! طالما ولا ذكر للطرف الآخر الذي خرج على الدولة واشعل الحرب.
إلاّ ان البيان ذاته اورد اعترافاً بأن استمرار حرب صعدة »تهديد« للسلام الاجتماعي والوحدة الوطنية الأمر الذي يستتبع بالضرورة الزام المشترك الكف عن التواطؤ مع ومهادنة العناصر الارهابية التي اشعلت هذه الحرب.
> إلى ذلك أكد القيادي في »الاصلاح« الدكتور غالب القرشي عضو جمعية علماء اليمن ان موقف العلماء انطلق من منطلق »الحق والحقيقة« وان »هناك خروجاً مسلحاً وحرباً لاتدل الظواهر على ان سببها ان الدولة معتدية وان الخروج على الدولة حقيقة موجودة في افكار عناصر الفتنة والتمرد.. نافياً ان يكون العلماء بنوا موقفهم بالاعتماد على أطراف اخرى.
ودعا القرشي حزب الاصلاح واحزاب المشترك بان يحمدوا الله على نعمة الوحدة وان يحافظوا عليها »بالسلوك الحسن«.
> من جانبه قال عضو لجنة الوساطة الشيخ عبدالله الشبيبة انه في حال رفض المتمردين لدعوة العلماء فإن اللجنة ستبين للعلماء وللشعب موقف المتمردين، وان الواجب حينها على العلماء هو النزول الميداني الى كافة قرى ومناطق الجمهورية وحشد الناس لمواجهة هذا التمرد المسلح.
فيما حسن زيد استبعد - مسبقاً- ان يتجاوب المتمردون مع دعوة رسالة العلماء..
سؤال الجثث؟!
> في اتجاه آخر وفي اطار التصعيد الانفعالي وافتعال أزمات متشعبة هرب المشترك الى التاريخ لاستجرار القضايا واحياء جراح طواها الزمن عبر مطالبته باعادة »جثامين« المحكومين قضائياً في مؤامرة انقلاب 78م.
المصدر المؤتمري في الدائرة الاعلامية استغرب من التساؤل المتكرر حول مصير جثث من قاموا بمحاولة الانقلاب على النظام والشرعية الدستورية في اكتوبر 1978م والذين تمت محاكمتهم وتنفيذ حكم القضاء فيهم، مضيفاً بان التساؤل لا حاجة له لأنهم يعرفون بأن جثث هؤلاء قد دفنت في مقبرة خزيمة بصنعاء..
وقال بأن المئات يتساءلون عن مصير أقاربهم الذين ذهبوا في احداث يناير 1986م وعن جثث من أعدموا في »سجن المنصورة« وسجن »فتح« او عن جثة »سالم ربيع علي ورفاقه وعن جثة مطيع«؟!
|