الإثنين, 29-أبريل-2013
الميثاق نت -   كلمة الميثاق -
قدم المؤتمر الشعبي العام رؤية موضوعية عميقة لجذور القضية الجنوبية استطاع من خلالها ان ينطلق من الأسباب والعوامل التي أدت إليها بشكل متلازم مع قضية الصراعات والاحتراب الداخلي الذي ساد اليمن كله، مقدماً في هذا المنحى تشخيصاً مبنياً على الوقائع والأحداث ومساراتها التي ترجع- كما أشارت هذه الرؤية- إلى ستينيات القرن الماضي، مروراً بالصراعات والحروب والتصفيات والملاحقات والاعتقالات التي سادت اليمن كله بعد اتخاذ الدولة الشطرية ملامحها بعد انقلاب 5 نوفمبر 1967م في الشمال ونيل الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م في الجنوب والتي سبقها صراع دامٍ بين الطرفين الرئيسيين للكفاح المسلح ونعني هنا الجبهة القومية وجبهة التحرير.. وتناولت رؤية المؤتمر الصراع الذي جرى في ذات الفترة في الشمال داخل الصف الجمهوري لينتج عن ذلك نزوح من الجنوب إلى الشمال ونزوح من الشمال إلى الجنوب نتيجة تداعيات تلك الصراعات.. وبتعاطٍ محايد يتواصل التحليل الموضوعي لجذور بروز القضية الجنوبية بتداخلاتها المتبادلة مع ما كان يجري في الشمال وما أنتجته من حروبٍ على مستوى كل شطر وما بين الدولتين الشطريتين، مستنتجةً في هذا السياق حقيقة أنه لا يمكن فصل القضية الجنوبية عن القضية اليمنية ككل.. ولمزيد من الحقائق نستعرض الورقة بصورة تحليلية نقدية لمجريات الأحداث في شطري اليمن في سبعينيات القرن الماضي..
حيث أشارت إلى النهايات التراجيديا التي تعرض لها ثلاثة رؤوساء يمنيين في سبعينيات القرن الماضي، وكل تلك الدماء أدت إلى تفجير حرب 79م بين الشطرين ويتواصل هذا الصراع ليبلغ الذروة في الشطر الجنوبي بأحداث 13 يناير 1986م المؤسفة داخل قيادة الحزب الاشتراكي، وما نجم عنها من حمامات دم وتصفيات ببطاقة الهوية نتج عنها الاستيلاء على السلطة من قبل الطرف المنتصر ونزوح عشرات الآلاف إلى الشطر الشمالي حينها.
وتخلص الرؤية للوضع الناشئ بعد أحداث 13 يناير إلى حقيقة أن الوحدة- ناهيك عن كونها حلماً تاريخياً وهدفاً استراتيجياً لثورتي سبتمبر وأكتوبر ونضالات الحركة الوطنية اليمنية- كانت بالنسبة للشعب اليمني كله بعد كل تلك الصراعات والحروب وما نجم عنها من مآسٍ وويلات هي من سيضع حداً لنزيف الدم اليمني وللحروب التي أهلكت الحرث والنسل..
وأبان المؤتمر الشعبي العام في رؤيته صحة وإمكانية تحقيق هذه الغاية لو أن القوى السياسية استوعبت عظمة هذا المنجز وعملت بنوايا صادقة وحريصة على أن تكون الوحدة هي المحطة النهائية لذلك الماضي المترع بمرارات العنف والثأر والانتقام..
ونوهت الرؤية إلى تعاطي بعض القوى السياسية القبلية الدينية الرافضة للوحدة ولدستورها منطلقة من منطق القوة التي تعتبر ان الشمال الأصل والجنوب الفرع، وبالتالي الوحدة التي تريدها لا تكون عبر حوار سياسي سلمي لأن المسألة بالنسبة لها عودة الفرع إلى الأصل كضم وإلحاق، هذا فيما اشترط فريق السلطة في الجنوب آنذاك خروج علي ناصر وعدم إشراك من خرجوا معه من السياسيين والعسكريين عقب احداث يناير 1986م في سلطة دولة الوحدة، مع أنهم كانوا ضحايا لصراع يُفترض أن يعالج عبر تصالح وتسامح حقيقي حتى تُبنى دولة الوحدة على أسس طي كل صفحات الماضي، ولكن هذا لم يحصل وكان بداية لصراع جديد انتهى بحرب صيف 94م بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية.
لقد تناول المؤتمر الشعبي العام الفترة التاريخية لجذور المشكلة بنظرة نقدية للأخطاء التي أدت إلى بروز تعقيدات في هذه القضية لكن دون أن يفصلها عن الأخطاء الكبرى التي حصلت على مستوى اليمن كله، وارتباط ذلك بقضية صعدة وارتباطها بظهور الحراك الجنوبي عام 2007م، لينتهي بتأثر اليمن بما يسمى بالربيع العربي الذي ظهرت قرونه في أحداث 2011م والتي انتهت بتسوية سياسية محورها الرئيسي الحوار الوطني الشامل، وتكون الخلاصة أنه لا يمكن حل القضية الجنوبية بمعزل عن حل القضايا التي يواجهها الوطن..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-31909.htm