رجاء الكحلاني -
عند الساعة التاسعة صباحاً واثناء تواجدي في مقر عملي سمعت نحيب وصراخ امرأة مقهورة تشكو الجوع والفقر وتحلف بأنها تعول أسرة ولا يجدون ما يأكلونه في البيت.. كانت الدموع تتساقط من عينيها وتظهر قهراً حقيقياً.
المرأة التي تُدعى (امريه مقبل شرغه) في العقد الخامس من العمر - وبعد ان سألنا عن حالها تبين انها ضمن حالات الضمان الاجتماعي المعتمدة لدى صندوق الرعاية الاجتماعية بالأمانة والمطالبين مسئولي الصندوق بتسليم مرتباتهم التي طال انتظارهم لها، ورغم ارتفاع صرخاتهم واستغاثاتهم الا انهم لم يجدوا من يسمعهم .
هذه المرأة ليست وحدها التي تشكو الفاقة والجوع بل ان هناك العديد من الحالات التي توقف مرتباتهم في كل ربع بدون ذكر أي اسباب .. والشيء الوحيد الذي يردده مسئولو الصندوق هو الوعود.. ولا نعلم متى سيصدقون ؟! كما لا نعلم الى متى سيظل اولئك البسطاء من الفقراء والمعوزين ينتظرون الفرج ويتجرعون لامبالاة المسؤولين؟!.
تُرى هل يستمتع مسئولو الصندوق برؤية دموع الأرامل والثكالى والمعوزين والفقراء، وهم يدركون في قرارة انفسهم أنهم السبب فيما يعانيه هؤلاء من جوع؟ فلماذا لا يتم مناقشة ما يُصرف لهؤلاء من رواتب ضئيلة لا تسد حاجتهم، ومحاسبة من يعرقل صرفها؟!.
هذه القصة حدثت يوم السبت الموافق(20- 4- 2013م)، ولذلك: نناشد كل الجهات المعنية بهذه الشريحة من الفقراء النظر الى حالتهم وتلمس ظروفهم والعمل على اعادة النظر في آلية الصرف المعتمدة لهم؟ وايضاً مناقشة الضمان هل هو ضمان يستطيع الفقير ان يستفيد منه ام انه مجرد دخل زيادة للمنتفعين منه من غير الفقراء؟ ولماذا لا يعطى للفقراء مساعدات مالية الى ان يتم صرف الضمان الاجتماعي، رغم انه كان في السابق مفعلاً وتم توقيفه.. فمن أين ستعول إمرية أسرتها حيث ان لا معيل لهم غيرها.. ولكم القرار الاخير في مصير هؤلاء الفقراء.