الإثنين, 29-أبريل-2013
الميثاق نت -   مطهر الأشموري -
< اعلان الزعيم علي عبدالله صالح عدم ترشيح نفسه لانتخابات 2006م مثل احراجاً لرئىس مصر آنذاك فخرج مبارك في احدى خطاباته ليقول: «لا احتاج لحركات بتاعت نصف كم أو لاخراج الناس للتظاهر من أجل ترشيح نفسي»..
فمبارك بات يحتاج لهذه «الحركات» نصف كم بتاع صالح اليمن، فالأفضل كان لمبارك وصالح أن لا يرشحا في انتخابات العقد الماضي وبحركات «نصف كم» أو بدونها.
بالاجمال فهناك أنظمة في المنطقة العربية تمنع التظاهرات وهناك أنظمة تسمح بالمظاهرات الموجهة وأنظمة ثالثة تسمح بقدر أقل من العنف وذلك يقاس في مثل اليمن ومصر.
المشهد العربي الأعم يطرح للمتابع الغربي تساؤلات مثل إذا هذا يجسد ديمقراطية حقيقية فلماذا لا تتظاهر الشعوب ضد الأنظمة وهل لرضاها عنها أو خوفاً من قمعها وبطشها.
وحين اعداد سيناريو محطة 2011م علينا التسليم بأخطاء الأنظمة وسقف قمعها حتى من قبل أفضل تلك الأنظمة وذلك يشكل أرضية الثورة داخلياً، لكنه وفي ذات الوقت يفترض في الاستيعاب وفي تفعيل الوعي في موازاة تفعيل الثورة لأي محطة بفلسطين والوجه الآخر اسرائيل وبأهداف أي اطراف دولية فاعلة في المنطقة وتمثل ثقلاً لها..
ليس المقصود أو المطلوب التراجع عن مطالب التغيير ولكن المطلوب والمفترض ان تكون الثورات هي الطرف الفاعل بتفعيل الوعي أساسياً ولاعباً أساسياً وليس طرفاً ملعوباً به أو عليه.
الطرف المفترض الذي يستحق أي تنازلات من ثورة ليس النظام في الداخل ولا اطراف الثقل الدولية وإنما الواقع العام الداخلي أو الشعب.
ما آلت إليه الأوضاع في اليمن أو مصر وسوريا ومن ثم البلدان الأخرى يؤكد ان محطة 2011م لا مهمة لها غير أداء دور أو تفعيل التثوير وليس لها قيادة واعية ولاتملك مشروعاً مستقبلياً.
حالة مصر الذي رتب للحل قدم البديل الواقعي بتسليم السلطة من مبارك حين يتنحى أو يجبر على التنحي لكن مثل هذا لم يوجد في الحالات الأخرى حتى في ظل افتراضنا موافقة حكام على تسليم السلطة.
القيادة في اليمن قبلت أو اضطرت- أو كلاهما- ليكون اللواء المنشق علي محسن زعيماً ثورياً، ولكنها لم تكن لتقبل به كبديل انتقالي ليكون «طنطاوي» اليمن.
السفير الأمريكي بصنعاء منذ الترتيب للحوار الشهير في منزل الرئيس عبدربه منصور هادي ظل يطالب المعارضة بأن تقدم له تصورها وبديلها للفترة الانتقالية وسيمارس تأثيره لدعم تصور وبديل المعارضة.
بيد أن اطراف المشترك لم تستطع التوافق على تصور للبديل كفترة انتقالية أو على مقترح رئيس من اطرافها كاصطفاف فإلى أين تقود الواقع من انقيادها؟
فإذا كان السفير الأمريكي هو الفاعل والمؤثر في التعامل مع الواقع العام ولا اعتراض أو رفض لذلك إلا بمستوى يعبر عن تباين الآراء واختلاف الرؤى كديمقراطية.
حتى هذا الدور الذي يؤديه مجلس الأمن والمجتمع الدولي كان يحتاج للتوافق السياسي وسلاسة وسلمية نقل السلطة.
ذلك يؤكد ان المشكلة لم تكن في تشبث بالسلطة أو رفض تسليمها وإنما كانت في وضع صراع قريب من الاشتعال والتفجر وفي رفض الترتيب والتوافق على بديل سلمي بما يناسب الواقع ويحول دون انزلاقه للحرب والاقتتال الأهلي.
وفي تقديري من أداء المشترك كمعارضة فالطبيعي رفضه للحوار منذ وصول محطة 2011م والطبيعي تطرفه في خيار «الحسم الثوري» ولم اكن لأتوقف أو استغرب إلاّ عند طرح أطراف خارجية الموازي لذلك «الرحيل الفوري».
إذا مصر ليست تونس في البديل الانتقالي فاليمن ليست تونس وليست مصر..
إذا سفير الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يمارس هذا التموضع من خلال الحل السياسي السلمي والبديل التوافقي الانتقالي فإني كمواطن يمارس بأي قدر المتابعة التحليلية واحترافية الصحافة عن بديل أمريكا لواقع اليمن كفترة انتقالية من فرضية الحسم الثوري والرحيل الفوري كتحقق أو متحقق؟
كيف لمثلي استقراء مثل هذا أو الثقة من وضع افغانستان والعراق في مسألتي الأمن والاستقرار؟
مواقف أمريكا خلال الفترة الانتقالية حتى الآن تؤكد أنها الأحرص وشديدة الحرص على استقرار اليمن وهذا ما يثير أكثر تساؤلي عن البديل الذي تصورته في ظل الحل الذي تبنته ودعمته كرحيل فوري؟!
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 08:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-31915.htm