كتب/محمد محمد أنعم - ونحن نحتفل بالعيد الوطني السابع عشر لقيام الجمهورية اليمنية وإعلان التعددية السياسية والديمقرطية في البلاد.. علينا أن نضع حزمة من التساؤلات في محاولة لكشف صور من فساد بعض الأحزاب والتنظيمات السياسية، أو بعبارة أصح وأدق بعض قياداتها... فالذين يعتقدون أن تجار حروب التشطير وخريجي مدرسة »بوب دينار« وميليشيات »بول بوت« و»جيفارا« والخونة من أولاد العلقمي قد التزموا بالديمقراطية وأغلقوا دكاكين الارتزاق وعطفوا »سامانهم« والتزموا بالديمقراطية وصناديق الانتخابات، أو أن تلك الرؤوس التي تحمل عقولاً مقفلة وأفكاراً سوداء لا تختلف عن »الغرارة« بأنها قد قبلت بالجمهورية والوحدة والديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة، لو خُيل لنا ذلك نكون قد كذبنا على أنفسنا وعلى التاريخ وأجيال المستقبل.. > علينا أن نعترف لأولئك الأبطال الذين ما برحوا يجودون بأرواحهم ودمائهم الطاهرة دفاعاً عن الوحدة وأمن واستقرار الوطن وحماية مكاسب ومنجزات وطن الـ٢٢ من مايو ٠٩٩١م. إن أعداء شعبنا ومنهم بقايا الارهابيين في بعض مناطق صعدة قد استغلوا التعددية الحزبية والديمقراطية لتنفيذ مخططات تآمرية قذرة لم تعد تستهدف النظام الجمهوري ولا الوحدة أو الديمقراطية وإنما دماء وحياة كل مواطن يمني.. مؤامرة تسعى الى تأجيج نيران الفتنة بإثارة النعرات بين اليمنيين، بنفس ذلك المخطط الذي يتعاون على تنفيذه وبصورة مشتركة الصهاينة والصليبيون والمجوس في العراق الشقيق. ومثلهم الإرهابيون الذين يتخفون في بعض كهوف صعدة يتآمرون على ديننا الاسلامي ويسعون أيضاً الى قيادة محاولة »انفصالية« لتمزيق صفوفنا حتى عند أداء فروض الصلوات داخل المساجد. > علينا أن نكشف للشعب أن شرذمة الارهابيين والطابور الخامس الذي يقف معهم عندما رفعوا شعارات معادية ضد أمريكا واسرائيل إنما كانوا يقومون بتنفيذ صفقة قذرة أو عملية »بساط الريح« جديدة هدفها الحصول على المال المدنس مقابل تهجيرهم لبقايا المواطنين اليمنيين من طائفة اليهود الى اسرائيل لتحقيق أهداف الصهاينة بزيادة عدد سكان دولتهم المحتلة لفلسطين.. وضياع القدس الشريف مسرى الرسول الأعظم »صلى الله عليه وسلم« وهو ما يسعون لتحقيقه منذ عدة قرون. > آن الأوان اليوم أن يقف كل يمني أمام عشرات من الشواهد والحقائق التاريخية التي تكشف عن مواقف بعض قيادات الأحزاب في المعارضة والذين يقفون داعمين ومساندين لأعمال الارهابيين ويشكلون معاً وكراً واحداً وفكراً رافضياً مشتركاً للجمهورية والوحدة والديمقراطية والتعددية السياسية. > إننا نحتفل بالعيد الوطني السابع عشر فيما هم يقفون في الجانب الآخر وأياديهم تقطر من دماء ابناء الشعب الذين يسقطون شهداء في هذا اليوم بسبب دعمهم إعلامياً وسياسياً للجرائم التي يرتكبها الارهابيون في صعدة. > إن حماية مكتسبات الجمهورية اليمنية توجب على قيادة المؤتمر الشعبي العام وكل قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية غير المتورطة مع ارهابيي صعدة الوقوف بجدية ومسئولية وطنية أمام هذه التجاوزات والتصدي لهذه الخروقات التي تسعى لتمزيق الوحدة الوطنية من خلال هذا الطابور الخامس الذي يحتمي بالديمقراطية والتعددية وحرية الرأي.. فلو طال صمتنا فلن تقتصر الكارثة على مشكلة دعوى البحث عن إمام يحكم اليمن، وإنما في انهيار حضاري يستهدف تمزيق اليمن الى فُسيفساء واعادة توزيعها بين الأئمة.. ومن ثم تحقيق الانفصال في الصلاة واعادة ممارسة العزل العنصري بين المواطنين. > الواجب يفرض علينا أن نحمي اليمن.. والديمقراطية والتعددية السياسية، لا أن يتحول هذا النهج الحضاري العظيم الى وكر لتسمين وحماية اعداء الشعب ومصدر لاستنساخ فرق الموت. وليس عيباً أن نقول للناس الحقيقة بأن الديمقراطية عجزت أن تغير من ممارساتهم السياسية طوال السنوات الماضية.. فهذه ليست مشكلة الديمقراطية وإنما المشكلة في العقول التي تشبعت بثقافة سلاح الدروع وأصوات جنازير الدبابات والتي لا يمكن إلاّ أن تظل تفكر بعقلية الارهابيين في صعدة. > وهنا وجدت من الضرورة أن أنقل لكم ما قاله الاستاذ الدكتور ابراهيم ابراشي استاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر: »عندما تختلف الأمة على الثوابت والمرجعيات يصبح من المباح لكل من هب ودب أن يتحدث باسم الأمة أو الشعب، وليمارس ما يريد باسم مصلحة الأمة«.. في ظل هكذا أجواء يفصَّل الوطن ويصاغ حسب مشيئة وايديولوجية كل حزب أو جماعة أو حتى شخص، وباسم المصلحة الوطنية الموهومة تخرج مظاهرات وتحدث ثورات وانقلابات«. وأضاف قائلاً: »إن وحدة الشعب والدولة تتعرض لتهديد حقيقي.. بسبب الارتباط بمرجعيات خارجية أو ضعف الولاء الوطني.. الخ. كلها أمور تتجاوز كونها تعبيراً عن حرية الرأي والتعبير أو حق الاختلاف«. أخيراً: أمام الضمير الوطني وللتاريخ نطرح هذه القضية. |