الإثنين, 06-مايو-2013
الميثاق نت -    أحمد مهدي سالم -
< أتاك الربيع الطلق يختالُ ضاحكاً.. قف يا بحتري.. يختال ضاحكاً، ويخرج لسانه هادئاً على من؟!.. أكيد على خيباتنا وسذاجاتنا وصراعاتنا الدونكشوتية.
ربيعكم غير، حامل أزكى العبير، وناضحٌ بجماليات التعبير، ومتهلل الوجه ومنشرح الأسارير، وربيعنا تغيير ليس فيه خير، غارقٌ في التدمير، ومليء بعبوات التفجير، ومكلل بالإساءة للغير، ومخالف لقواعد السير، تتراجع فيه الخيول، وتتقدم البغال والحمير.
ربيعٌ زائفٌ خائب كالحمل الكاذب.. فصل مأساوي.. قص جذور الانتماء من الأعماق، وأعمى نظرات الأحداق، وعذّب كل الأحباب والعشّاق، وهز كل القيم والأخلاق.
ربيعٌ ظلاميٌ ضرب معاقل العلم وحول طلابه الى طلاب شهادة وعشاق انتحار، وتوقٍ جارف، وفتنةٍ وافتتانٍ بالحوريات في العالم الآخر.. انتحارات في غير مواضعها، ولا ننسى أن الانتحار جريمة.. في المساجد في الاسواق، وفي المدارس والجامعات، والتجمعات.. ويقتل مسلمون موحدون باسم الجهاد، أي جهادٍ هذا؟ ومن الطرافة أن نذكر هنا أن الشاعر العذري جميل بثينة قيل له: جاهد فأنشد متغزلاً بمحبوبته:
يموت الهوى منّي إذا ما لقيتها
ويحيا إذا فارقتها فيعودُ
يقولون: جاهد يا جميل بغزوةٍ
وأي جهاد غيرهنّ أريدُ؟!
يا ربيع المخازي والمآسي.. يا من فتكت بأهلي وناسي.. أقدّم إليك أوراق التماسي، وأنا بكامل حواسي.. بأن ترشّد من غلواء عشاق الكراسي.. اليوم أناديك بتلطُّف لأنك في أوج عنفوانك، وغداً شعبي يحاكمك على كل ما اقترفت.
وقد تواترت أخبارٌ وكشفت دراسات أن اليهود كانوا خلال العامين الماضيين أكثر شعوب العالم سعادة وحبّاً وانغماساً في متع الدنيا ولذائذها العديدة.
دماؤنا تسيل، وجراحاتنا مفتوحة: مسيرات جنائزية وأضغانٌ تُستنبت وأحقادٌ تترسخ، ومضمونٌ فتكها بأحفاد الأحفاد.
في المشهد..فرحٌ اسرائيلي صاخب يجمع الطفل والحسناء والراهب على ضوء الشمعة الشاحب، مرخٌ يشرق في وجوه لمعان الكؤوس، وتتصافح القلوب وتتعانق النفوس، ونحن نجترّ مآسي البسوس.. في مشهدٍ كارثي عبوس.. اقتربنا من الوضع الميئوس.
عن أي ربيع تثرثرون وتنظرون يا كهنة الثقافة الدولارية، وأرباب الأفكار الماسونية، وموقدي شرارة النزعات العدائية، ومثيري الحروب والفتن الطائفية؟!.. كله باسم الحرية والديمقراطية، قهركم الله أضعاف ما قهرتمونا.. أهلاً بالديمقراطية والتعددية لكن ليس عن طريقكم، ولا بوساطة طرائقكم ولا عبر خلائفكم.
الوطن العربي الكبير من المحيط الهادئ الى الخليج الثائر.. يئنّ ، يكاد يختنق.. ما لاقاه خلال سنتين لم يواجهه طيلة عشرات السنين.. من هجمات الغزاة الطامعين.. وفي هذا الربيع طلع المستعمر الداخلي..
المستعمر السري أفظع وأفتك من المستعمر الخارجي.. صدقت يا رائينا العظيم:
وهل تدرين يا صنعاء
من المستعمر السريْ
غزاة لا أشاهدهمُ
وسيف الغزو في صدري
حقاً ما من حدثٍ مرّ على العرب والمسلمين وأثخن جراحاتهم دون أساطيل ومنظومات تدخل تقليدية مثل هذا الحدث وله العديد من الألقاب والتسميات.. فعلٌ ربيعيٌ ذابح.. نشير الى عددٍ من التوصيفات التي أطلقت:
- ربيع التفكيك، ربيع الفوضى، ربيع الظلام، ربيع التخريب والتدمير، ربيع زرع الحقد ورعاية الضغائن من المهد الى اللحد، ربيع الدمار الممنهج والدين المؤدلج، ربيع قتل العرب.. بالعرب، ربيع ذبح الإسلام بسواطير أبناء الإسلام، ربيع التحرش الجنسي والاغتصاب الجماعي، ربيع الفجور والفقر والإفقار، ربيع بيع الذمم واغتيال الهمم، ربيع الكذب من النخب الى أصغر فئات الشعب، ربيع تدمير الاقتصاد وإذلال العباد، ربيع إيقاف الإنتاج وإكثار الصخب والإزعاج، ربيع الجريمة والكبرياء الجريحة والعزة المفقودة، وربيع الورش والندوات المشرعنة للتدخلات.
لقطات
< في المشهد.. دول تتحلل وأنظمة تتهاوى، وشرائح تتآكل، وأخلاق تتفكك، وفتن تسير على قدمين وتتمايل في مشيها وهز أردافها مثل عارضات الأزياء.. حيّا الله الربيع.
< هناك خيط رفيع بين النقد والقذف لكن مقذوفات الربيع مزقت هذا الخيط، وأحلّت وحللت القذف تحت ستار النقد وحرية التعبير.
< في اليمن.. بعد إنجاز هيكلة الجيش.. تأتي مشكلة رغيف العيش.
< الزعم باستكمال أهداف الثورة.. ثورة مضادة مبطنة ترتدي ثياب المطالبة بالإصلاح والعدالة.
< في مصر.. القضاء مؤسسة عائلية وفي اليمن.. حوار عائلي، وفي ليبيا وشائج قربى وصهارات بين القبائل الفاعلة، وضابط إيقاع تموجات الربيع.. عائلات حاكمة، وملياراتها ترفع وتخفض.
< من المنتجات الربيعية.. تشويش، تشويه، تشريد، تسفيه، تشهير، تشكيك، تشميت.
< ادعت انتفاضات الربيع بثورتها وثيرانها على مكامن الفساد؛ فإذا ببؤر الفساد تتكاثر وتتزايد وتخرس أكبر مزايد.
< في دول الربيع.. أوضاعها مهتزة، مترنحة، إعلامها ونخبها وقيادات فيها.. تتحدث عن الثورة المضادة، وهذي هي الأخطر لصدورها عن النصف الآخر لقوى التغيير التي ثارت.
< «مصر عندما تقف يقعد الجميع».
- إبراهيم الدراوي: كاتب ومحلل مصري-
- تعليقنا: زمان .. نعم، اليوم عندما تقف قطر أول دولة تقعد هي مصر ثم تتبعها البقيات غير الصالحات.
< الشائعات سلاح فتاك، الشائعات الكاذبة أسقطت دولة راشدة:
خلافة ذي النورين.
آخر الكلام
لئن بسط الزمان يدي لئيم
فصبراً للذي فعل الزمانُ
فقد تعلو على الرأس الذنابى
كما يعلو على النار الدخانُ
شاعر قديم
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 10:40 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-32006.htm