الإثنين, 06-مايو-2013
الميثاق نت -   علي عمر الصيعري -


وإلى أن تستكمل المرحلة الانتقالية مهامها وتتوج بالانتخابات القادمة عام 2014م، يستعد المؤتمر الشعبي العام للتحضير لعقد مؤتمره العام الثامن.. وعلى ما يبدو أنه يفكر في طرح مشروع إعلانه كحزب سياسي من طراز جديد بديلاً عن كونه تنظيماً سياسياً كما عُرف عنه.
وبنظرة فاحصة لمسار تاريخ هذا التنظيم الرائد وتجربته طوال ثلاثة عقود ونيف، وتحديداً منذ الإعلان عن قيام التعددية السياسية في العام 1990م وإلى يومنا هذا ، يتبين لنا أن هذا التنظيم السياسي بفضل رؤى وأفكار وحنكة زعيمه الفذ علي عبدالله صالح ، دأب على تطوير مقوماته التنظيمية والفكرية والسياسية التي في مقدورها أن تؤهله إلى التحول من تنظيم سياسي إلى حزب سياسي يمتلك الأسس والعناصر التي تتوافر في الحزب حتى يستحق أن يُطلق عليه صفة الحزب السياسي.. وقبل أن نشير إلى هذه المقومات نرى ان نعرض لنماذج من تعريفات الحزب السياسي ، مستندين على ما أورده المفكرون الباحثون والمحللون السياسيون ، على النحو التالي :
عرّف الكاتب البريطاني «إدموند بيرك» الحزب السياسي بأنه «مجموعة من الأفراد اتحدت بجهودها الذاتية لترقية المصلحة الوطنية على أساس مبدأ معين متفق عليه بين المجتمع».. أما كولمان J.S.Colman فقد عرّف الأحزاب السياسية بأنها اتحادات وجمعيات منظّمة بصفة رسمية ولها هدف واضح ومعلن يتمثل في حصولها، أو احتفاظها بالقيادة أو الإدارة الشرعية على الأشخاص أو السياسة الحكومية لدولة ذات سيادة حالية أو مرتقبة، سواء حصلت على هذه القيادة بمفردها أو عن طريق ائتلافي أو عن طريق المنافسة الانتخابية مع غيرها من الاتحادات أو الجمعيات المماثلة.. وقد اعتبر William Cross الأحزاب السياسية من أهم مرتكزات الديمقراطية حيث يمكن بواسطتها اختيار رئيس الوزراء والوزراء والمناصب السيادية والسلطات التشريعية، وتقرر القضايا المصيرية للبلاد..
أما المفكرون العرب فقد جاءت تعريفاتهم لمعنى الحزب السياسي متشابهة لتعريفات الغرب.. فقد جاء تعريفه في «موسوعة السياسة» بأنه مجموعة من المواطنين يؤمنون بأهداف سياسية وإيديولوجية مشتركة وينظمون أنفسهم بهدف الوصول إلى السلطة.
ويرى المفكرون والسياسيون- الذين إليهم أشرنا- ضرورة تواجد أربعة مقومات أو عناصر ينبغي أن تتوافر في الحزب السياسي، نلخصها على النحو التالي:
1) وجود أعضاء ومؤيدين وجماهير وأنصار لهذا الحزب
2) وجود إطار فكري يربط مجموعة الأفراد هذه رابطة فكرية، بمعنى أنه يجب أن يجتمع هؤلاء الأفراد على بعض المبادئ والأفكار ويكون لهم برنامج واضح المعالم.
3) الرابط التنظيمي شرط أساس للحزب فلا بد من وجود نوع من العلاقة التنظيمية بين أفراد الحزب، إذ إن الحزب يهدف إلى كسب أكبر عدد ممكن من الجماهير إلى صفوفه، وهذا يقتضي وجود قوالب وأشكال تنظيمية تستوعب هؤلاء الناس وتوظف طاقاتهم وتوزّع الأدوار بينهم.
4) الهدف السياسي: وهو الوصول إلى السلطة.. ويعد هذا العنصر الأساسي الذي يميز الحزب السياسي عن غيره من التنظيمات؛ فهناك تنظيمات عدة تشترك مع الحزب في العناصر السابقة مثل الجمعيات الثقافية والنقابات المهنية وجماعات الضغط التي هي كلها عبارة عن مجاميع من الأفراد يجتمعون على بعض المبادئ، وقد توجد روابط تنظيمية بينهم، ولكن ما يميز الحزب عن هذه التنظيمات هو أن هذه المجاميع لا تسعى للوصول إلى السلطة؛ فهذه الجمعيات تسعى لنيل حقوق شريحة معينة مثلاً كما هو الحال في النقابات المهنية، أو تسعى لحل بعض المشاكل والأزمات الآنية..
وعليه فإن المعيار الوحيد للفرق بين الحزب السياسي وغيره من التنظيمات هو الهدف السياسي.
وبنظرة مقاربة بين ما وصل إليه المؤتمر الشعبي العام حالياً من تطور واستحداث لمقومات الحزب السياسي ، نتوصل إلى حقيقة مفادها أن في مقدوره أن يتحول إلى حزب سياسي بالمعنى الحقيقي، ويستكمله بنظام داخلي وبرنامج عمل سياسي، إلى جانب الضوابط التنظيمية التي يستوجبها الحزب السياسي في قيادته لأعضائه وجماهيره..
طوبى لهذا التنظيم السياسي الرائد.. لأن يتحول إلى حزب سياسي من طراز جديد على مستوى الجزيرة والوطن العربي.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 10:16 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-32007.htm