الميثاق نت -

الإثنين, 06-مايو-2013
منصور الغدرة -توفيق الشرعبي -
- قراءتك للرؤى المقدمة من المكونات السياسية لتشخيص جذور القضية الجنوبية؟
- كل حزب أو مكون قدّم رؤيته من الجانب الذي يراه مناسباً له، ومن خلال طرح كل مكون نرى أن كل واحد لامس القضية الجنوبية، لكن الرؤى لم تصل الى ما يحتاجه المواطن في المحافظات الجنوبية.. كل مكون طرح ما يلامسه السياسي في الجنوب وغفل عما يلامس المواطن.
- أليس السياسي يحمل هم المواطن؟
- السياسي يرى مصلحته أو مصلحة حزبه وهذا ما يعاب على المكونات التي طرحت رؤاها حول القضية الجنوبية وجذورها.
- جذور القضية الجنوبية برأيك.. هي كما جاءت في رؤى المكونات في الحوار؟
- هناك رؤى أرجعت جذور القضية الى عام 67م مستندين الى أن القضية كل فترة تثار، ففي عام 1990م سعى اخواننا الجنوبيون الذين وقعوا على الوحدة الى إقصاء البعض وزعموا أنهم هم الممثلون للجنوب- أي أقصوا الجنوبيين الذين خرجوا في السبعينيات وفي 86م ورفضوا الاعتراف بهم أو إدخالهم في المكونات السياسية.
وفي 1994م أثيرت القضية من جديد ودخلت البلاد في حرب أفضت الى إقصاء المقصيين السابقين لمن أقصوهم وأثيرت بعدها عام 2004م و2007م ومازلنا في صراع.. وإذا لم نحل القضية من جذورها بالنظر الى المتضررين من المواطنين أو بعض الكيانات السياسية التي لم تقدر على إيصال صوتها.. فلابد عند حل القضية من احتواء كل أبناء الجنوب على مر الصراعات التي حدثت في المحافظات الجنوبية.
مزايدة
- هل ارتقت الرؤى المطروحة الى مستوى القضية الجنوبية؟
- لم تكن عند مستوى ما يأمله أبناء المحافظات الجنوبية.. فهناك رؤى حاول أصحابها استقطاب فصيل من الفصائل.. ورغم أن غالبية من طرحوا الرؤى كانوا شركاء في الحكم السابق ولكنهم سعوا الى تبرئة أنفسهم من أسباب القضية رغم أنهم حكموا سواءً في الشمال أم في الجنوب ولم يكن هناك داعٍ لأن يزايدوا في رؤاهم.
- هل المطلوب من المتحاورين التعامل مع الرؤى المقدمة إليهم أم الإصغاء لصوت الشارع الملتهب في المحافظات الجنوبية؟
- يجب التوفيق بين هذا وذاك وربما هناك طرح متطرف ولا يرتقي حتى الى المستوى الذي تأمله الفئة الصامتة في الجنوب أو يلبي احتياجها.. ويجب التعامل مع صوت الشارع ومع ما احتوته الرؤى ولكن في حدود أن الاثنين ليسوا هم كل أبناء المحافظات الجنوبية أو الممثلين عنهم، فلا الحراك الانفصالي وصي على المحافظات الجنوبية ولا من وضعوا الرؤى ناطقين باسم أبناء الجنوب.
ومن يخرجون الى الشارع ليسوا كل الجنوب وهم مدفوعون من قبل قوى سياسية فقدت مصالحها ومحسوبة أنها هُمشت وأُقصيت وتضررت من الحكم.
حس وطني
- وكيف تنظر الى من شارك في مؤتمر الحوار من فصائل الحراك؟
- هؤلاء يحملون مسؤولية ولديهم روح وطنية ولديهم رؤية ومن أجلها أتوا الى صنعاء لطرح وشرح ما يدور في محافظاتهم، وفعلاً لديهم حس وطني ويستحقون الشكر والتقدير.
- وماذا عن الذين رفضوا أو قاطعوا الحوار الوطني؟
- أولئك ارتهنوا الى الخارج ولن يأتوا الى مؤتمر الحوار إلا بعد أن يؤذن لهم ممن ارتهنوا إليهم.
- برأيك إلامَ تحتاج القضية الجنوبية لحلها؟
- تحتاج الى مشروع سياسي وقرارت جريئة وإرادة وطنية.. القضية بحاجة الى مشروع سياسي من أجل رؤية مستقبلية لليمن بشكل عام والجنوب جزء من هذا.
وكذلك القضية بحاجة الى قرارات جريئة، فمثلاً نحن بحاجة الى قرارات تشمل المبعدين والأراضي والمقصيين..
هناك مظالم وحقوق بحاجة الى قرارات لتكميم أفواه المزايدين بها.. المطلوب بشكل عاجل من فخامة الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اتخاذ قرارات جريئة ترجع الحقوق الى أصحابها من أراضي وموظفين ومبعدين ومقصيين ومتقاعدين..
وبهذا يكون قد سد باب الذريعة على المزايدين وأدعياء الوصاية، وإذا توصلنا الى نظام سياسي قائم على العدالة والمساواة نكون بذلك قد حلينا القضية الجنوبية من جذورها.
- هل هناك من يسعى لعرقلة حل القضية الجنوبية سواء من داخل الحوار أو خارجه؟
- ربما هناك في الخارج من يريد ألا تخرج القضية الى حلول، لكن نرى أن كل المكونات الجنوبية المشاركة في الحوار الوطني لديها حس وطني وتريد حل القضية ولكن كل واحد من منظوره السياسي ولاحظنا من خلال آرائهم وطرحهم أنهم حريصون على حلها.
- برأيك.. ما النظام السياسي للحكم الذي يصلح لمستقبل اليمن؟
- الحكم الذي يناسب الشارع اليمني سواءً في الشمال أو في الجنوب يمكن في إطار الوحدة التي تقوم على العدالة والمساواة ورد الحقوق الى أهلها وإنصاف المظلومين.
- مقاطعة قيادات جنوبية بارزة وانسحاب البعض عن مؤتمر الحوار.. هل سيؤثر على القضية الجنوبية؟
- إذا توافرت الإرادة القوية من قبل الموجودين فلا أظن أنه سيكون للمقاطعين أو المنسحبين أي تأثير، وإذا كان هناك تأثير فسيكون تأثيراً نسبياً وآنياً وسيتلاشى.
واصلوا النضال
- رسالتك للمواطنين في المحافظات الجنوبية؟
- رسالتي الى اخواني في المحافظات الجنوبية وكل من يريد للقضية الجنوبية أن تنجح أن يستمروا في نضالهم السلمي الذي عهدناه منهم، فقد قدموا بنضالهم السلمي قيمة حضارية عظيمة وقد علموا الآخرين معاني ودلالات النضال السلمي وقد استفاد الآخرون من تجربتهم وتحملهم عناء النضال لفترة طويلة.
الفرصة سانحة
- وماذا تقول لزملائك المتحاورين؟
- اتركوا الحزبية وراء ظهوركم، فوالله ما وصلنا الى هذا إلا بسبب التشتت والفرقة والحزبية وتمترس البعض خلف مواقف أحزابهم.
الوطن يمر بمرحلة إذا لم نتكاتف ونضع وحدة وأمن واستقرار الوطن ومستقبل أبنائنا نصب أعيننا فلن نخرج من هذا الحوار بنتيجة.. وإذا لم نصل الى حلول مرضية للجميع في مختلف مناطق اليمن سنظل على هذا المنوال عشرات السنين كما كان حاصل في الجنوب سابقاً.
وإذا لم نحسم القضايا بما يلبي تطلعات الشارع فسندخل في صراعات مستقبلية من الصعب حينها السيطرة عليها.. فالفرصة سانحة والتاريخ يصوب رواته باتجاهنا لتدوين لحظات المجد العظيم الذي مُنحنا شرف صناعته وإن شاء الله سنتوفق في مهمتنا بتكاتف الجميع وسنصل الى دولة مدنية حديثة.

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-32017.htm