الإثنين, 21-مايو-2007
قسم‮ ‬التحقيقات -
يتغنى أبناء الشعب اليمني بوحدتهم.. بفرحة وسعادة غامرة.. تتلون السماء.. وتتنوع الألحان والكلمات والحركات الراقصة.. لتشكل في مجملها لوحة وحدة.. ولتكون هذه الطقوس العيدية هي مفاجأة العيد نفسه كما في أوبريت (عرس الوطن الأخضر) لهذا العام وغيره من الأعمال الفنية الابداعية. في محافظة إب ثمة خشبة واحدة تجمع فناني اليمن.. وثمة اكثر من حفل غنائي وأوبريت راقص يقدم في الاحتفال بعيد الجمهورية اليمنية. والسؤال المطروح هذه الأعمال وان كانت من أجل الوحدة الى أي مدى ساهمت في اثراء الساحة الفنية وهل عملت على اشهار والحفاظ وتطوير‮ ‬الموروث‮ ‬الشعبي‮ ‬الفني‮ ‬والفلكلوري‮.. ‬وما‮ ‬الدور‮ ‬الذي‮ ‬تلعبه‮ ‬في‮ ‬ابراز‮ ‬الجانب‮ ‬الثقافي‮ ‬لليمن؟‮!‬ يؤكد الشاعر عباس الديلمي أن الفعاليات الفنية التي تحيا في المناسبات الوطنية تعتبر خطوة جيدة كون أغلبها يعمل على توثيق وتجديد الموروث الشعبي الغنائي والفلكلوري ومسح الغبار عما تمتلكه اليمن من كنوز فنية. لكن الديلمي استدرك قائلاً : نأمل ان تكون هذه الأعمال للتطوير وليس للمسخ والتشويه وألا ترتبط بالآنية والمناسباتية من خلال الشعر خاصة وانه اتفق عليها الملايين بحيث ينبغي ان يستخدمها الاجيال من بعدنا وفي جميع المناسبات. واضاف : لو نظرنا الى ماتم انجازه من اوبريهات وأعمال غنائية خلال اعياد الوحدة اليمنية وخاصة في محافظات حضرموت وتعز ومحافظة إب حالياً لوجدنا ان هناك خطوة ايجابية على صعيد التوثيق لما نملكه من موروث شعبي والعمل على تجديده.. وأملنا ان تسير هذه الأعمال على هذا النسق‮.‬ مشيراً الى ان اليمن من أغنى دول المنطقة ان لم يكن من أغنى دول الوطن العربي في الموروث الشعبي الغنائي والفلكلوري وهذا مايشهد به الكثير من الفنانين العرب امثال الفنان الموسيقار السوري صباح فخري الذي قال ذات يوم (انه لا يوجد موروث شعبي فلكلوري متكامل في دول الجزيرة‮ ‬والخليج‮ ‬العربي‮ ‬إلاّ‮ ‬في‮ ‬اليمن‮).‬ كم‮ ‬شهد‮ ‬بذلك‮ ‬الموسيقار‮ ‬العربي‮ ‬سهيل‮ ‬عرفات‮..‬ ايضاً موسيقار الاجيال الفنان محمد عبدالوهاب الذي قال قبل وفاته : (ان الفلكلور والموروث الغنائي الشعبي في اليمن يتميز عما سواه وبالذات في الجانب الايقاعي).. لندع هذه الشهادات ولننظر الى الواقع حيث تشهد الدلالات على ذلك ومنها اغتراف الكثير من الفنانين في دول‮ ‬الخليج‮ ‬وحتى‮ ‬في‮ ‬لبنان‮ ‬من‮ ‬الألحان‮ ‬الشعبية‮ ‬اليمنية‮.‬ ومن الشواهد ايضاً ان حياً سكنياً واحداً في العاصمة صنعاء هو (بير العزب) توجد به أربع رقصات شعبية.. وإذا كان هذا شأن المدينة فما بالنا بالريف الذي هو المنبع لجميع التراث الفلكلوري.. ولهذا فالاعمال الغنائية التي تقام في المناسبات الوطنية لابد ان تخلد بحيث تستخدمها‮ ‬الاجيال‮ ‬من‮ ‬بعدنا‮.‬ وعن اوبريت (خيلت براقاً لمع) قال الديلمي : لقد عملنا على تقسيم اليمن الى 6 أقاليم فنية واخترنا من كل اقليم فني أشهر الالحان الموجودة فيه وايضاً اشتمل هذا الاوبريت على ما يضمن تثبيت تلك الالحان والرقصات الفنية كما تناول كل ما اردنا قوله دون ان نرتبط بالآنية والمناسباتية ولعل هذا ما جعل (خيلت براقاً لمع) يحصل على جائزتين ذهبيتين الاولى من مهرجان القاهرة الدولي كأفضل عمل استعراضي عام 2001م والثانية جائزة التميز والابداع الشعري من اتحاد العرب 2006م. الفرصة‮ ‬الوحيدة‮ ‬للفن‮ ‬والغناء في حين اعتبر الفنان عبدالرحمن الاخفش الذي يحيي حفلة غنائية مساء اليوم ٢٢ مايو بمحافظة إب.. الاحتفالات والاعياد الوطنية الوسيلة الوحيدة للتعريف بالموروث الفني الشعبي على مستوى اليمن والوطن العربي والدولي بشكل عام. كما اعتبر هذه المهرجانات الوطنية بمثابة المتنفس‮ ‬الوحيد‮ ‬للفن‮ ‬والفنان‮ ‬اليمني‮ ‬ان‮ ‬يقدم‮ ‬شتى‮ ‬ألوان‮ ‬التراث‮ ‬الغنائي‮ ‬اليمني‮.‬ وقال‮ ‬الاخفش‮ : ‬انها‮ ‬مناسبات‮ ‬موسمية‮ ‬ينتهز‮ ‬فيها‮ ‬الفنان‮ ‬خاصة‮ ‬في‮ ‬عيد‮ ‬الوحدة‮ ‬المباركة‮.. ‬فرصة‮ ‬الحضور‮ ‬الجماهيري‮ ‬الكبير‮ ‬للاستماع‮ ‬اليه‮.‬ لافتاً الى ان الأمر يتعدى الجمهور المحلي داخل البلد حيث تنتظر الكثير من الجاليات اليمنية في العالم فعاليات حفل الــ ٢٢ من مايو التي تقام في المحافظات للاستماع ومشاهدة الأعمال الفنية الابداعية الجديدة وبذلك تنتشر الاغنية اليمنية على مستوى عالمي ويبرز الجانب‮ ‬الثقافي‮ ‬لليمن‮.‬ واكد عبدالرحمن الاخفش ان الاغاني الشعبية والاوبريتات التي تقدم في اعياد الوحدة المباركة اسهمت في تعريف المستمع العربي عن الموروث الفني الذي تتميز به اليمن ولكن يجب ان يكون العمل منظماً حتى يظهر على الساحة العربية ويكون له الاهتمام اما اذا اردنا تطوير التراث فهو ليس بحاجة الى تطوير اضف الى ذلك لايوجد لدينا الكوادر القادرة على تشكيل اضافة نوعية لهذا الموروث.. وقال : ان اوبريت (خيلت براقاً لمع) كان من أنجح الأعمال الفنية الشعبية التي خرجت الى المستمع العربي وحصل على عدة جوائز وكان محط اعجاب الكثير من المستمعين‮ ‬والمشاهدين‮ ‬العرب‮ ‬وذلك‮ ‬لان‮ ‬العمل‮ ‬جيد‮ ‬وعمل‮ ‬وطني‮ ‬ثم‮ ‬الاعداد‮ ‬بشكل‮ ‬صحيح‮.‬ واكد الاخفش ان تغني الفنانين والشعراء والادباء بالوحدة لم يأت تحت أوامر أية جهة او من أجل مصلحة معينة وانما ينبع ذلك من صدق وفرحة الفرد بهذا المنجز الكبير فكل فنان وحدوي لديه احساس بأنه يجب عليه ان يقدم مايستطيع للوحدة وكثيرون هم الذين تغنوا بها. واضاف‮ : ‬ياحبذا‮ ‬ألا‮ ‬تقتصر‮ ‬المهرجانات‮ ‬الغنائية‮ ‬على‮ ‬المناسبات‮ ‬الوطنية‮ ‬فقط‮ ‬وان‮ ‬تقوم‮ ‬الشركات‮ ‬الخاصة‮ ‬بدعم‮ ‬الحفلات‮ ‬الاخرى‮ ‬كي‮ ‬تقدم‮ ‬بأسلوب‮ ‬مميز‮ ‬كمهرجان‮ ‬صيف‮ ‬صنعاء‮ ‬ومهرجان‮ ‬حضرموت‮ ‬ومهرجان‮ ‬إب‮ ‬السياحي‮.‬ إحياء‮ ‬الأغنية‮ ‬الشعبية وبخصوص الدور الذي تلعبه اوبريهات الاحتفالات بأعياد الوحدة في احياء وابراز ومعالجة الموروث الشعبي اليمني تحدث الفنان جابر علي احمد مدير عام مركز التراث الموسيقي اليمني قائلاً : من المعروف ان اليمن تختزل كثيراً من عناصر الموروث الغنائي الشعبي وهذا التنوع تأسس‮ ‬على‮ ‬خلفيات‮ ‬التنوع‮ ‬المناخي‮ ‬والمناطقي‮ ‬الذي‮ ‬تتمتع‮ ‬به‮ ‬اليمن،‮ ‬وذلك‮ ‬في‮ ‬مساحة‮ ‬تبلغ‮ ‬555‮ ‬ألف‮ ‬كم‮٢ ‬من‮ ‬الواضح‮ ‬انها‮ ‬مساحة‮ ‬واسعة‮ ‬جداً‮ ‬سمحت‮ ‬لوجود‮ ‬هذا‮ ‬التنوع‮ ‬الغزير‮.‬ ويضيف جابر: ان الاحتفالات عندما اصبحت تقام في كل عام في محافظة، فقد شكل هذا مدخلاً للفنانين المعنيين بإعداد المواد الفنية لهذه الاحتفالات من ان يغترفوا من نبع الموروث الغنائي الشعبي وفي هذا الصدد اسمحوا لي ان استعرض تجربة ذاتية حصلت في الاحتفالات الوطنية بالعيد الـ16 لإعادة تحقيق الوحدة المباركة في الحديدة العام الماضي.. حيث قمت بما يشبه المسح الميداني للعناصر التراثية الغنائية الشعبية المصاحبة للرقصات، وتمكنت من خلال هذا النزول في وسط وشمال وجنوب تهامة من السيطرة على كثير من الاغاني والرقصات وقمت بعد تدوينها‮ ‬بمعالجتها‮ ‬موسيقياً‮ ‬وكانت‮ ‬هذه‮ ‬فرصة‮ ‬اتاحها‮ ‬الاحتفال‮ ‬لجمع‮ ‬هذه‮ ‬المادة‮ ‬وابرازها‮ ‬للمشاهدين‮ ‬ليتعرفوا‮ ‬على‮ ‬هذا‮ ‬الموروث‮.‬ ويشير‮ ‬الفنان‮ ‬جابر‮ ‬علي‮ ‬الى‮ ‬أنواع‮ ‬الرقصات‮ ‬التي‮ ‬جمعها‮ ‬بقوله‮ : ‬هناك‮ ‬رقصات‮ »‬الدمكة‮ ‬والفرساني‮ - ‬العطا،‮ ‬الويدان،‮ ‬الحقفة،‮ ‬الردفة،‮ ‬الوزبة‮« ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬الرقصات‮ ‬التي‮ ‬تتحرك‮ ‬في‮ ‬محيط‮ ‬تهامة‮.‬ ويضيف جابر بقوله : اذاً من الواضح ان الاحتفالات بأعياد الوحدة المباركة صارت فرصة لاحياء المواد الغنائية الشعبية الملازمة للرقصات واعتقد ان هذا ايضاً حصل في محافظة حضرموت وكما أتوقع حصوله في العيد الحالي بمحافظة إب هذا العام. كما قال مدير عام مركز التراث الموسيقي اليمني : وبهذه المناسبة اتمنى على الجهات المعنية الاهتمام بهذا الملمح والدفع بالمكلفين بتجهيز الأعمال الفنية من الاحاطة بالمكونات التراثية الشعبية في أية محافظة يتم اختيارها من قبل القيادة السياسية ممثلة بالاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية كأمكنة للاحتفالات المقبلة، وبصفتي مدير عام مركز التراث الموسيقي اليمني أجدها فرصة لأن أتابع مثل هذه الاحتفالات وسنقوم بتسجيلها كملمح من ملامح الموروث الغنائي الشعبي في بلادنا.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 05:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-3203.htm