استطلاع/ نجيب شجاع الدين - يحتفل أبناء الشعب اليمني بمناسبة هي الأغلى على قلوبهم والأكثر اشراقاً في سماء التاريخ العربي هي ذكرى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م.. واليوم تتجه الأنظار صوب محافظة إب باعتبارها المحطة الثالثة للوقوف أمام ما شكلته الوحدة المباركة خلال سنواتها التنموية المتلاحقة-17 عاماً- من قاعدة لمواصلة النهوض بالوطن والإنسان إلى المستويات القادرة على صناعة التنمية والبناء في مختلف المجالات. في أعياد الجمهورية اليمنية لم تعد طقوس الاحتفال تقتصر على الفعاليات الفنية والخطابية.. فقط بل يتم ذلك الآن وبجوارها بهاء إنجاز مئات المشاريع الخدمية. يُجمع الكثيرون بأن قرار فخامة الرئىس علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية بتوجيه الاحتفال بعيد الوحدة إلى الجانب التنموي وتنفيذ المشاريع وتخصيص محافظة واحدة في كل عام لاحتضان الجانب الأكبر من هذ النشاط.. يُجمع الكثيرون بأن هذا القرار أدى إلى إحداث حراك اقتصادي واجتماعي وثقافي وسياسي وسياحي شامل نقل الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية إلى آفاق جديدة.. وقد بدت النتائج تتحقق من خلال ما جسدته المشاريع والاحتفالات السابقة في محافظتي حضرموت والحديدة. تالياً في هذا الاستطلاع آراء عدد من المواطنين حول قراءتهم لهذا القرار في عامه الثالث فإلى الحصيلة.. تحريك التنمية > في البداية يصف محافظ محافظة الحديدة رئىس المجلس المحلي الأخ محمد صالح شملان.. إقامة الاحتفالات بعيد الوحدة الوطنية كل عام في محافظة بالفكرة الرائعة التي اختطتها القيادة السياسية بزعامة فخامة الرئىس علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية خاصة إذا ما تم إعتماد المشاريع التي تحتاجها المحافظة وليس على مستوى عاصمة المحافظة بل على مستوى مختلف المديريات وفقاً لخطة مسبقة رفعها المجلس المحلي. ولفت شملان إلى أن عملية الاحتفالات تشكل أهمية كبيرة للمحافظات في تحريك عجلة التنمية في مختلف المجالات التنموية والثقافية والاقتصادية واستيعاب تشغيل الأيادي العاملة ويجب أن تكون وفق خطة ودراسات وتصاميم حتى تكون لها فائدة أكبر. وأضاف: لقد كان لمحافظة الحديدة شرف احتضان احتفالات بلادنا بالعيد الوطني السادس عشر الذي وصفه فخامة الأخ الرئىس علي عبدالله صالح أنه كان احتفالاً رائعاً ومهيباً أسعد اليمنيين في الداخل والخارج. مؤكداً على أهمية أن يكون هناك تميز ومبادرات يتمثل في أن تظهر كل محافظة تفوق وإبداعات لأول مرة. مبدأ التماسك والتلاحم > ويرى الأخ الدكتور يحيى بشر- جامعة إب- بأن هذا القرار الحكيم الصادر عن القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية جاء لتحقيق مبدأ التنمية الشاملة في المحافظات وأن يعم الخير والرخاء والاستقرار وأن يفرح جميع أبناء الشعب اليمني بمنجزات الثورة والوحدة اليمنية المباركة. وقال: يتضح ذلك من خلال معايشتنا لما يحصل في المحافظات وما نلمسه في هذه الأيام بمحافظة إب حيث تتحقق مشاريع عملاقة لم نكن نحلم بها إلاَّ من خلال هذا التوجه الحكيم للقيادة السياسية بمنح هذه المحافظة وسام شرف لها ولأبنائها بأن تحتضن احتفالات العيد السابع عشر للوحدة المباركة. وأضاف: على سبيل المثال نجد أن محافظة إب تزخر بالمشاريع التي جاءت ضمن الخطة الاستثنائية والتي كانت هذه المحافظة في أمس الحاجة إليها فغدت اليوم مدينة إب مدينة حضارية مقارنة بما كانت عليه سابقاً- أي قبل الوحدة- إب كانت تفتقر لمقومات السياحة حتى جاءها هذا التوجه فهي اليوم تتميز بأغلبية المقومات التي تؤهلها لأن تكون العاصمة السياحية. كما اعتبر بشر قرار تحويل التوجه بالاحتفالات نحو التنمية يأتي لتجسيد مبدأ التماسك الوحدوي الوطني والتلاحم والحب الذي نلحظه من خلال المشاركين في المناسبة الذين يأتون من كافة المحافظات.. لذا نجد القرار يعمق الوحدة الوطنية نتيجة للزيارات المتواصلة لجميع أبناء المحافظات كي يشاركون ويتعرفون على جزء مهم من وطنهم المحافظة المحتضنة للعيد. كما أنه أي القرار قد جعل حتماً على الاقتصاديين ورجال المال والأعمال أن يشاركوا في المناسبة ولاشك بأنهم يقرأون تفاصيل الاستثمار في هذه أو تلك من المحافظات التي تحتضن الحدث بمعنى أنهم يتعرفون على المواقع الاستثمارية من خلال فرصة المشاركة في الاحتفالات بالعيد الوطني. وقال: ما أتمناه من المسئولين في الحكومة أن يضعوا في حسبانهم تجاوز القصور الذي يحدث في المحافظة المستضيفة للاحتفالات في المحافظة القادمة ويعملون على تلافي السلبيات إن وجدت ويبدأون منذ وقت مبكر في عملية التخطيط حتى يكون هناك الاتقان في كل شيء يأتي من خلال هذا التوجه الصائب. يحكمون عليها > في حين يؤكد الشاعر عثمان أبو ماهر أن هذا القرار السياسي ينطلق من مفهوم تنموي شامل.. باعتبار التنمية في المجتمع جزءاً من سياسة الدولة التي تهدف إلى وجودها. وقال: كان بإمكان الدولة أن ترسم خططها التنموية بدون مواسم لها ومع ذلك فإن التظاهرة الثقافية والاجتماعية في كل محافظة من محافظات اليمن هي تجمع كل اليمنيين في يوم شاء الله في ساعة من سويعاته أن تزول البراميل الحدودية التي فرقت بين اليمن لفترة لاتزيد عن ثلاثين عاماً، ولكن المجتمع اليمني وأبناء المحافظات التي تقرر أن يكون العيد في كل عام في محافظة هم الذين يرون ويعايشون المشاريع الخدمية والتنموية ويحكمون عليها، أما من يحكم على هذه المشاريع والانجازات عن بعد فإنه يكون في حكم المجازفة. أما بالنسبة للذين ينظرون إلى مثل هذا القرار من زاوية ضيقة يقول أبو ماهر: الناس ليسوا سواء وكذلك الشعراء فهناك منهم من جبلوا على النفور والتناول المزاجي دون أن ينصفوا الحقيقة وهذه المشاعر سرعان ما تتلاشى من أسماع الناس الذين يرون الحقيقة بأم أعينهم وارضاء الناس غاية لاتدرك. وعن الوقت المحدد لتنفيذ الخطط الاستثنائية في المحافظة التي تحتضن الاحتفالات ما إذا كان كافياً يعتقد أبوماهر ان هذا الموضوع يحكم فيه رجال الاختصاص والسياسة الذين يرسمون الخطط ويعرفون الوقت الزمني المعين الذي تحتاجه للتنفيذ. الارتباط بالأرض > أما الأخت الدكتورة فوزية الشرعبي- جامعة تعز- فتنظر إلى القرار من ناحية نفسية واقتصادية وسياسية.. وقالت: من الجانب النفسي عمل قرار فخامة الأخ الرئىس علي عبدالله صالح بشكل قوي على ترسيخ الوحدة في نفس كل فرد من أفراد المجتمع كون التخصيص للاحتفال بالعيد الوطني في محافظة ما يعطي الفرد ارتباطاً وثيقاً بالأرض وافتخاره بتحقيق وصناعة المنجزات. وأكدت فوزية أن هذا القرار قادر إلى حدٍ بعيد على ترسيخ الوحدة في التكوينات النفسية للفرد والمجتمع، وفي الجانب الاقتصادي لاشك بأن القرار الموجه بتحويل الاحتفالات إلى الجوانب الخدمية ينعش الاقتصاد في المحافظة التي تحتضنه سواءً في البنية التحتية أو في تقوية هذا الاقتصاد بشكل عام من خلال هذه البنية وبالتالي عندما يشاهد الفرد هذا الحراك التنموي والخدمي ويعايشه بالطبع سيعمل بإصرار على المحافظة عليه لأنه تكون مع هذا المنجز الوحدوي الذي يؤدي إلى ترابط المجتمع. وأشارت إلى توافد أبناء المجتمع في العام قبل الماضي إلى محافظة حضرموت للمشاركة في احتفالات العيد الوطني الذي احتضنته رغم المسافات الطويلة التي قطعوها وبالتالي فإن كل فرد من هؤلاء كان يشعر في قرارة نفسه ويحس احساساً تاماً بالاستقرار.. وأنه لم يعد هناك مجالاً للتقوقع في منطقة معينة أو الانزواء في بقعة بعينها.. حقيقة هذا القرار جسد الحرية الكاملة عن طريق التنقل وإعلانه للفرد هذا وطنك فتعرَّف عليه. وأضافت: إن من يفكر بهذا القرار سيجده بلاشك سليماً لأنه يجسد عملية التطوير لشيء وجد ليبقى ويستمر.. هذا التطور السليم يؤدي إلى بناء الدولة الحديثة »اليمن الحديث« المواكب للتطور العالمي. إذاً تخصيص الاحتفال بالعيد الوطني للوحدة المباركة هو الطريق الأمثل لتطوير المجتمع من خلال افراده وترسيخ الوازع النفسي للحفاظ على هذه التطورات. وبالنسبة لمن يقول بأن الوقت الزمني غير كافٍ لتنفيذ الخطة الاستثنائية نؤكد له بأن الدولة لديها خطة خمسية شاملة ولديها أيضاً خطط جزئية لأن لكل محافظة خطتها ولها متطلباتها التي تلبي احتياجاتها فعلى سبيل المثال هناك محافظة تحتاج إلى بنية تحتية في مجال الطرقات وأخرى لاتحتاج هذا الجانب وبالتالي يتضح لنا جميعاً كم هو صائب هذا القرار الذي من خلاله تستطيع المحافظة المحتضنة للاحتفال أن تحقق الخطة الجزئية التي تأتي ضمن الخطة الشاملة، وتلبي احتياجاتها الخاصة التي ربما لاتحتاجها محافظة أخرى. رؤية مستقبلية > ويقول الأخ محمد عبدالعزيز: إن قرار التوجه نحو جعل الاحتفالات بالعيد الوطني للوحدة المباركة تنحو تجاه الجوانب التنموية والخدمية والبنى التحتية لم يأتِ اعتباطاً وإنما من دراسة ذات أبعاد ورؤى مستقبلية تكفل لكل محافظة حقها من التطور والانتماء لهذا الحدث العظيم الذي ما تأتي الأيام إلاَّ ويكسوها بأحداث جديدة تدفع بوطننا تجاه السباق العصري ومواكبة التطورات الحاصلة اليوم.. وحقيقة أنا اعتقد جازماً أن هذا التوجه للاحتفالات سيفيد كثيراً المحافظات الصغيرة حيث ستركز الخطة الاستثنائىة للمشاريع الخدمية على البنية التحتية لهذه المحافظة النائية- أي الطرقات والكهرباء و.. و... من الضروريات التي ربما أن بعض المحافظات الكبيرة والعواصم الرسمية قد استكفت منها، وهذا القرار أصبح عزاءً وحيداً تنتظره المحافظات النائية لتخرج مماهي فيه- ليس تجاهلاً لها من قبل الحكومة- وإنما بعدها عن العواصم والمحافظات الكبيرة هذا البعد يجعل متطلباتها صعبة التحقيق في فترة وجيزة- إلاَّ أن هذا القرار الحكيم من فخامة الرئىس علي عبدالله صالح- حفظه الله- سيجعل كل المحافظات النائية تنطلق خلال عام بحراك تنموي كبير يدفع بها تجاه المحافظات الكبيرة، ويفتحها كسِفْرٍ استثماري أمام رجال المال والأعمال الذين يأتون إلى هذه المحافظات المحتضنة للعيد ولابد أن يخرجوا بوجهات نظر استثمارية في المحافظات النائية. قطع المسافات من أقرب الطرق < وعن الموضوع ذاته يرى الاخ علي غالب محمد -مدير ثانوية عمر بن عبدالعزيز بالحديدة بأن هذا التوجه للقيادة السياسية ممثلة بالاخ علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية -حفظه الله- ستختصر كثيراً من الزمن لتجاوز ماخلفه الماضي الأسود سواءً الامامي او الاستعماري من حرمان وتأخر لهذه المحافظات في كافة المجالات التنموية.. وإذا كانت الوحدة كأحد أهم الاحداث العظيمة في بلادنا والتي عملت على الدفع بعجلة التنمية نحو الأمام، كان لزاماً ان تنظر القيادة السياسية نظرة ثاقبة لقطع المسافات التنموية من أقرب الطرق فجسد هذا القرار الاحتفائي التنموي تلك الرؤية التي من شأنها ان تجعل كل المحافظات تأخذ نصيبها الفرائحي والتنموي في آنٍ معاً.. ويضيف علي غالب مامن شك ان قرار تخصيص الاحتفال بالعيد الوطني لإعادة الوحدة كل عام في محافظة فرض على كل فرد في المجتمع مهما كان وأياً كان ان يعايش الحدث ويؤمن بعظمته ويأخذ نصيبه الكافي من خيراته سواء التنموية او الديمقراطية او الاستقرار والأمن والحرية من خلال المشاركة الفعلية والوجدانية في المحافظة المحتضنة او في المحافظات الاخرى. |