الثلاثاء, 22-مايو-2007
كتب - المحرر السياسي: -
بات تقليداً سائداً، أنه مع كل مناسبة يحتفي بها الشعب، دينية كانت أم وطنية، تنبري أصوات في أحزاب "المشترك" لإطلاق معزوفة متهالكة يمتزج فيها النحيب مع الضجيج سبيلاً للتنغيص. وكل طرف لديه دوافعه الخاصة. فبالنسبة إلى الحزب الاشتراكي اليمني ومعه الأحزاب التي ترقص على إيقاعاته فإن يوم الـ22 من مايو مناسبة تثير لديهم الكثير من الألم، وذلك بالطبع ليس من دون سبب، فالاشتراكي الذي حاز على فرصة التطهر من اثامه بدخوله شريكاً في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، ثم نكص عنها‮ ‬بإعلانه‮ ‬الانفصال‮ ‬واشعال‮ ‬الحرب،‮ ‬لايزال‮ ‬شعوره‮ ‬بوطأة‮ ‬الهزيمة‮ ‬غالباً‮.‬ ومنذ خروجه إلى المعارضة في حربه الخاسرة ضد الوحدة صيف 1994م متدثراً فضيحة الانفصال الفاشل، يعيش الحزب الاشتراكي عداءً دائماً مع الوطن، كما أنه لايبدو شيئاً لافتاً وقد تلطخ تاريخه بجرائم لاحصر لها أن يجاهر بممالاة الأعمال الارهابية التي تستهدف بعض مناطق البلاد لاسيما تلك الدائرة في محافظة صعدة، وكذلك مساندته للتوجهات المعادية للثورة والنظام الجمهوري واصطفافه مع قوى التخلف والظلام، وهو من ناحية يرد الجميل لأولئك الذين ساندوا مشروعه الإنفصالي الفاشل عام 94م، ومن ناحية اخرى يمارس الحزب احقاده الدفينة ضد الوطن. لكن‮ ‬الواقع‮ ‬الذي‮ ‬بات‮ ‬عليه‮ ‬هذا‮ ‬الحزب‮ ‬بماهو‮ ‬عليه‮ ‬من‮ ‬تضعضع‮ ‬وانهيار‮ ‬يجعل‮ ‬كل‮ ‬معاركه‮ ‬مجرد‮ ‬زوابع‮ ‬هوائية‮ ‬لاتثير‮ ‬سوى‮ ‬الغبار‮ ‬الذي‮ ‬لايترتب‮ ‬عليه‮ ‬شيء‮.‬ اللهم لاشماتة، فقد وصل حزب "الرفاق" إلى النتيجة الحتمية التي تتطابق مع مقدماتها، ذلك أنه أسرف في الدماء وإزهاق الأرواح واغتيال الأبرياء أيام قبضته الحديدية على المحافظات الجنوبية إبان حكمه الذي امتد لأكثر من عقدين.. غير أن حالة الموت السريري التي يعيشها لاتعفيه‮ ‬من‮ ‬المساءلة‮ ‬عن‮ ‬الجرائم‮ ‬التي‮ ‬اقترفها‮ ‬ضد‮ ‬أبناء‮ ‬هذا‮ ‬الوطن‮ ‬والمذابح‮ ‬العلنية‮ ‬والسرية‮.‬ إن عدالة الـ22 من مايو تقتضي التفكير الجدي في مساءلة الحزب عن مصير العشرات من المناضلين الذين سحلهم، ومساءلته عن مصير قائمة من الجثث التي تبحث عنها الأسر الثكالى أمثال: عبد الفتاح إسماعيل، علي عنتر، صالح مصلح، على شايع، محمود عشيش، أحمد عبد الرحمن، عبدالله شرف، فاروق علي أحمد، سعيد الخيبة، إسماعيل شيباني، محمد ناجي سعيد، على أسعد، ثابت عبد، فرحان العيسي، منصور قائد، لحمان، عبد الملك شمبره، عبد الواسع السقاف، بكيل هاشم، محمود صالح، عبد الرحمن بلجون، احمد سالم الحنكي، هادي أحمد ناصر، زكي بركات، العوسجي، حاجب،‮ ‬مطلق‮ ‬عبدالله،‮ ‬علي‮ ‬أسعد،‮ ‬الناشري‮ ‬فاروق‮ ‬رفعت،‮ ‬عبدالكافي،‮ ‬والكثير‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬الذين‮ ‬سقطوا‮ ‬نتيجة‮ ‬المؤامرات‮ ‬التي‮ ‬عرف‮ ‬بها‮ ‬الحزب‮ ‬خلال‮ ‬تاريخه‮ ‬والتي‮ ‬لاشيء‮ ‬يميزه‮ ‬سواها‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-3209.htm