الثلاثاء, 22-مايو-2007
الميثاق نت -  احمد ناصر الشريف -
يحتفل شعبنا اليمني يوم غد الثلاثاء الموافق 22 مايو 2007م بالعيد الوطني السابع عشر للجمهورية اليمنية.. وهو اليوم الذي انتصرت فيه الارادة الوطنية اليمنية بقيادة الزعيم الوحدوي الرمز علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية -رئيس المؤتمر الشعبي العام من خلال اعادة تحقيق الوحدة، وهو انجاز اقرب ما يكون الى الاعجاز التاريخي اذا ما قورن بتحقيق أغلى أهداف الثورة اليمنية الخالدة »سبتمبر واكتوبر« في ظروف اقليمية ودولية استثنائية اتسمت حينها بالتعقيد والتحولات الجذرية بمسار التاريخ المعاصر الذي شهد انهيار امبراطوريات وتفكك دول‮.‬
وكلما زاد هذا الانجاز التاريخي الذي حققه اليمنيون ابتعاداً عن لحظة انطلاقه توغلاً في سفر التاريخ، كلما تجلت عظمته واهميته وابعاده الوطنية والاقليمية والقومية، لأنه انجاز غير مسبوق في تاريخ اليمن الحديث ينمو ويتفاعل ويكبر كل عام. ولا نعتقد نحن اليمنيين ابداً أن يوماً آخر في حياة كل ابناء الشعب اليمني يمكن أن يصبح بالنسبة لهم بأهمية هذا اليوم وذلك لما له من أبعاد داخلية وابعاد اقليمية ودولية.. ومازلت في هذه المناسبة اتذكر قول الدكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية في مقابلة أجريتها معه قبل‮ ‬عدة‮ ‬سنوات‮ ‬وهو‮ ‬يصف‮ ‬اهمية‮ ‬هذا‮ ‬الانجاز‮ ‬الوحدوي‮ ‬قائلاً‮:‬
- »لقد جاء هذا الحدث غير المسبوق في وقت كانت توجد فيه بؤرة مشتعلة اشتعالاً دائماً وهي العلاقة بين ما كان يسمى بالشمال والجنوب والتي كانت عرضة للانفجار في أية لحظة.. وقد انفجرت فعلاً أكثر من مرة فجاءت الوحدة لتنزع فتيل صراع داخلي حتى ولو كان بين دولتين مستقلتين، لكنه في النهاية يظل صراعاً يمنياً-يمنياً، وهذا البعد لا يقدر مداه إلاّ أبناء الشعب اليمني الذين يدركون كيف كنا نعيش في عالم صراعات وفي حالة تنافس للمزايدة.. لكن الوحدة جاءت ونزعت فتيل هذه البؤرة المشتعلة من خلال التوحد الجغرافي والديمغرافي وتوحيد الامكانات‮ ‬والموارد‮ ‬فخلقت‮ ‬الوحدة‮ ‬وضعاً‮ ‬لا‮ ‬يقارن‮ ‬بما‮ ‬نحن‮ ‬عليه‮ ‬اليوم‮ ‬لو‮ ‬ظللنا‮ ‬دولتين‮ ‬منفصلتين‮«.‬
اذاً فإننا اليوم وبعد مرور 17 عاماً من الوحدة الوطنية وفي ظل المتغيرات الكونية الراهنة وتحدياتها المصيرية المختلفة المحيقة بالأمة العربية والاسلامية وصلنا الى درجة اليقين من أن الوحدة ورديفها الديمقراطية قد مثَّلتا نتاجاً حتمياً بصواب ودقة القيادة السياسية اليمنية في استقراء المستقبل وحكمها في التعاطي الايجابي مع متغيراته وكذلك رؤيتها لطبيعة المخاطر والتحديات منذ وقت مبكر والتي تمكنت اليمن بالوحدة والديمقراطية خلال الـ17 عاماً الماضية من تجاوزها، وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان الرئيس علي عبدالله صالح‮ ‬هو‮ ‬من‮ ‬القادة‮ ‬الموهوبين‮ ‬الذين‮ ‬يرون‮ ‬برؤية‮ ‬لا‮ ‬يراها‮ ‬عامة‮ ‬الناس‮.. ‬وبدون‮ ‬هذه‮ ‬الرؤية‮ ‬الحكيمة‮ ‬ما‮ ‬كان‮ ‬لليمن‮ ‬أن‮ ‬يستقر‮ ‬في‮ ‬مرحلة‮ ‬تتفجر‮ ‬فيها‮ ‬الأرض‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ ‬حمماً‮ ‬وبركاناً‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:15 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-3210.htm