الميثاق نت -

الأربعاء, 15-مايو-2013
مطهر الأشموري -
< المبعوث الدولي جمال بن عمر قال في تصريح له تابعته في فضائية «الميادين» بأنه ليس هناك ما يمنع أن يرشح الرئيس السابق صالح نفسه أو أن يرشح نجله في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة.
إنهاء الأزمة أو «الثورة» في اليمن عام 2011م باتفاق سياسي بسقف قرار دولي وتسليم الرئيس علي عبدالله صالح السلطة لرئيس منتخب شعبياً يجعل ما طرحه جمال بن عمر من بدهيات الفهم وكأنما لم نكن بحاجة لتصريحه أو توضيحه في هذا السياق والذي نفى ما قاله أمس الأول وهو نفي لا يمكن ان نقرأه إلا على أنه تأكيد لإيصال رسالة لأطراف سياسية..
ومع ذلك ولوضوح الفهم نقول بأن إنهاء الأحداث في اليمن 2011م باتفاق سياسي يؤكد أن تلك الاحداث كانت «أزمة» ولكن التعامل مع تطبيق الاتفاق يلح على تقديم أحداث 2011م على أنها ثورة.. فماذا يعني ذلك؟
ذلك يعني أن أحداث 2011م كانت واقعياً وداخلياً «أزمة»، فيما المحطة كأرضية وأثقال خارجية فرضت لها توصيف «ثورة».
الاتفاقات السياسية بين أطراف داخلية أو مع طرف خارجي فإن أول ما تفرضه وتتعامل على أساس الالتزام به هو «التهدئة الاعلامية» فيما هذا أول اتفاق سياسي لم يلتزم فيه بهذه القاعدة أو البداهة.
فإذا الإعلام الرسمي اُتهم بالانحياز الكامل للحاكم والحزب الحاكم خلال أحداث 2011م في مواجهة «الجزيرة» وفضائيات باتت أكثر وأوسع تأثيراً خلال عام 2011م، فالمشترك ومنذ تسلمه الإعلام الرسمي وبما بات يقارب العامين استخدم هذا الاعلام ضد شريكه في الاتفاق السياسي المؤتمر الشعبي العام ورئيسه.
مثل هذا التفعيل لا يتوقع أن يقبل به طرف هو شريك في اتفاق خلال تطبيقه، ولكنه في اليمن بات واقعاً أو أمراً واقعياً بتلقائية التعامل مع الاتفاق السياسي وتطبيقه.
أي محلل سياسي لا يمكنه إلا أن يعيد هذا التفعيل الى محطة 2011م في سياق المتغيرات والتموضع الدولي.
فإذا الاتفاق السياسي والحل السياسي الذي فرضه الواقع الداخلي في الداخل وعلى الخارج كأمر واقع فالمحطة التي تتبنى ما يُعرف بـ«الربيع العربي» ربما لم تكن تريد إظهار أن هذا العنوان في المدلول أو التفعيل انكسر في اليمن..
إما أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر والمؤتمر تعرض لضغوط قوية من الخارج للقبول بهذا التعامل مع تطبيق الاتفاق أو تم التوافق على ذلك، وقد يرتبط بذلك هذا التموضع للاخوان في الحكم الانتقالي في إطار تطبيق الاتفاق السياسي ذاته، بل لعل خروج وبروز فضائية «اليمن اليوم» يرتبط بهذه التوافقات والتفاهمات.
الزعيم علي عبدالله صالح خلال عقود حكمه تمرَّس على تحمل نقده بحدة من أطراف داخلية وخارجية حتى أصبحت أفضلية لديه لا يكشفها بالطبع لأن ينتقد ويظل الواجهة والهدف للنقد وإن لم يتوافر ذلك بتلقائية الصراعات، فقد يسعى اليه بأشكال غير مباشرة.
ولذلك لا يوجد حاكم عربي انتقد خلال فترة حكمه داخلياً وخارجياً بما يمثل 20% مما حدث مع الزعيم صالح، كما هو أول حاكم هو طرف في اتفاق سياسي لحل أزمة في الواقع ويطبق هذا الاتفاق الذي هو طرف فيه كثورة ضده.
ذلك لا يستطيع عليه إلا المتمرس في تحمل وامتصاص نقده بل واستهدافه إعلامياً.
طارق السويدان بين الأسماء التي لمعت ولعلعت في التثوير المتطرف والمدمر للواقع وليس فقط ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
السويدان حين قال مؤخراً إن ما جرى في اليمن هو ربع ثورة فقط فذلك استفز «الاخوان» الى مستوى «هستيريا» كأنما اقتربت من الإفتاء بتصفيته.
الاخوان في مصر أو اليمن يرون إما أنهم هم الثورة أو أن الثورة هي ملك وتمليك لهم من المحطة كخط أمريكي جديد في المنطقة.
ومع ذلك لا أستطيع القول عن «الاخوان» في مصر كما عن الاخوان في اليمن لأن الاخوان في اليمن كانوا وظلوا ثقل النظام حتى تنازل الرئيس السابق عن السلطة ثم بعد ذلك وحتى الآن وذلك ما يحسه الواقع ويشهد به ويتعايش معه.
ولذلك يفترض فهم أو تفهم الحساسية الزائدة للأخوان حين مجرد اشارة انتقاص «الثورة» حتى وإن من باب «المزحة» من سويدانهم الذي طالما هللوا له وهو يفتي بتدمير الواقع وتعطيل الحياة في اليمن
ما علاقة كل هذا بتصريح بن عمر عن حق الرئيس السابق علي عبدالله صالح في الترشيح خلال الانتخابات القادمة؟
إنني لا أعرف بالضبط ما إذا كان هذا التصريح جاء كرد على أسئلة صحفية إعلامية مع جمال بن عمر وما دوافع مثل هذا التصريح إن لم يكن الأمر كذلك؟!
ما أعرفه وأثق فيه هو أن الرئيس السابق صالح لم يعد يريد ترشيحاً أو ترشحاً ولن يقبل ذلك من أي فرضية وتحت أي ظرف.
أياً كان ما دفع «بن عمر لهذا التصريح، فالذي يريده من خلاله هو معالجة مشكلة أخرى لدى أو من أطراف أخرى.
فإذا أطراف في الحوار تمعن في التطرف والتحجر مثلاً، فمضمون تصريح بن عمر كمدلول أو استنتاج رسالة لهذه الأطراف تقول «لا تنسوا أن ما حدث في اليمن هو أزمة وليس «ثورة»، والثورة التي منحتم لقبها كما الجهاد والمجاهدين تستوجب توافق المسؤولية في الحوار الوطني، أما إن أحلتم هذا الحوار الى أزماتية وأزمة فذلك يجبرنا على إعادة الانطلاق من الأرضية الواقعية لأحداث اليمن 2011م كأزمة.
كل ما حدث من هذا التوصيف هو أن علي عبدالله صالح من واقع ووضع أزمة دعا الى انتخابات مبكرة تدخلت المبادرة الخليجية والقرار الدولي في التعامل معها من خلال الديمقراطية والانتخابات..
أسلّم بأن ما طرحت مجرد اجتهاد كتحليل قد يصيب أو يخطئ بأي قدر، ولكن الذي يرجح الخطأ أو الصواب فيما ذهبت اليه هو تقديم اجتهادات وتحليلات أخرى لاستقراء وتفكيك مثل هذا التصريح شديد الأهمية للممثل الأممي في اليمن جمال بن عمر.
في الحوار المبكر والشهير في منزل الرئيس الحالي خرج السفير الامريكي وضمن تصريحاته يقول بأن المعارضة في اليمن هي أغبى معارضة.
لا أريد فهماً ولا استنتاجاً من تصريح جمال بن عمر ذات السياق أو النتيجة، لأنه يعنيني أن تفهم أطراف الحوار وتهتم بالأهم في صراعات واقع اليمن أو متغيرات العالم.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 10:14 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-32157.htm