محمد انعم - التصريحات التي اطلقها الشيخ سلطان البركاني والتي اعلن فيها بشجاعة صحة المؤامرة التي استهدفت حياة الاخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية جاءت لتفاقم المخاوف بعد ان ازداد القلق في الشارع اليمني بشكل واضح على حياة الرئيس منذ يوم الاحد الماضي عقب اكتشاف تلك العبوة الناسفة في نفق شارع الستين ...
ولعل التفاصيل التي ذكرها الشيخ البركاني تظهر حجم الخطر الذي يهدد بلادنا وشعبنا من وراء استهداف حياة الرئيس من قبل تلك العناصر التي ترفض التسوية السياسية وتصر على تحدي الارادة الوطنية والاقليمية والدولية عبر اللجوء للاغتيالات والتصفيات الوحشية..
تهمنا جدا حياة رئيس الجمهورية باعتباره ولي امر ورمز وطني ..فحياته لا تعنيه فقط بل هي حياة شعب ومستقبل وطن ..لذا لا يجب السكوت عما حدث اطلاقا ..ولابد ان يعاد الاعتبار لهيبة للرئاسة مهما كان الثمن .. خصوصا والرئيس هادي يقود في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا الوطني امال وتطلعات شعبنا الذي منحه الثقة في انتخابات ديمقراطية شارك فيها الجميع وسلموه الرايات كقائد منقذ للبلاد والشعب من الازمة الطاحنة التي انهكته وكادت ان تجر اليمن الى حرب اهلية لا تبق ولا تذر..
لا اعتقد ان اختيار بداية شهر رجب هذه المرة جاء من باب المصادفة ابدا ..بدليل ان عبوة شارع الستين تشبه كثيراً وتحمل بصمات منفذي ذلك المخطط التأمري البشع الذي نفذ قبل عامين في مسجد دار الرئاسة واستهدف حياة كبار قيادة الدولة والمؤتمر الشعبي العام وفي مقدمتهم الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق خاصة وقد تحدث المصدر الأمني عن خطورة العبوة الناسفة التي وضعت في نفق شارع الستين وذكر انها اعدت للتفجير عبر شرائح .. وتوقف هنا وكأن حياة الرئيس لا تعنيه.. بينما نجد تصريح الشيخ سلطان البركاني قد اتسم بشجاعة وطنية نادرة حيث حرص على كشف اخطر تفاصيل مؤامرة محاولة اغتيال الرئيس هادي، بهدف الاستيلاء على السلطة بالقوة.
ان التساهل امام مؤامرات كهذه وعدم التعامل معها بمسؤولية وطنية .. ستقود البلاد بكل تأكيد الى كارثة كبيرة.. خصوصاً عندما تخضع هذه المؤامرات الخطرة للعواطف الشخصية والامزجة والاهواء.. ويتجاهل الجميع ان رئيس الجمهورية يعد رمزا وطنيا والاعتداء عليه لا يجب ان يصنف كقضية شخصية او خلاف قبلي او ثار او غير ذلك..
يكفي ان الشخصنة قد جعلت جريمة مسجد دار الرئاسة وكأنها حدث عابر وليس محاولة اغتيال لرموز وطنية وقيادات بارزة في البلاد، بل مازالت تصور وكأنها اقتتال بين مواطنين عاديين.. للأسف هذا التعامل السلبي سلب الرئاسة هيبتها .. وجعل منصب القائد الاول في البلاد مسرحا لعبث المتأمرين وتطاول المتطاولين ..
واذا كانت ايادي الاجرام قد طالت الابرياء في بيت الله بجامع دار الرئاسة ، بالتأكيد لن تتردد هذه القوى من تكرار محاولة الاغتيال للرئيس هادي ولن تتردد ولو وصل الامر لديها الى اقتحام غرف النوم ..
ان الرئيس هادي مطالب بحكم مسؤوليته الوطنية وان يوجه بضبط كل المتورطين بهذه المؤامرة ويقدمهم للقضاء دون مهادنة .. خصوصا وان مخططهم كما ذكر الشيخ البركاني قد ركز على رئاسة البرلمان ورئاسة الجمهورية في ان واحد ..وما مشاركتهم في الحوار الا لمجرد التموية .. |