الميثاق نت - النائب سنان العجي يكتب/ الميثاق نت

الجمعة, 17-مايو-2013
بقلم الشيخ/ سنان عبدالولي العجي -
وأنا امر على ما كتبه الزعيم علي عبدالله صالح حفظه الله في مقاله الاخير حول حادث جامع الرئاسة في اول جمعة من رجب والتي تصادف اليوم الذكرى الثانية لذلك الحادث الاليم ، شدني ما كتبه الزعيم خاصة واني لم اقراء ما في السطور فحسب ولكني حاولت جاهدا باحساس المحب الذي يعرف الزعيم عن قرب ان اقراء ما بين السطور من احاسيس حب فياضه وتسامح لا حدود له .

ومما جاء في مقال فخامته : (ووجهنا بعدم تحويل جمعة رجب الى تاريخ بداية حرب شاملة، وكانت قياداتنا العسكرية والمدنية عاقلة، ومن ورائها شعبنا فابطل خطط المقامرين.
اليوم، ننظر بثقة وأيمان، بأن هذا البلد محفوظ بحفظ الله، وسيبقى خلافنا وصراعنا سياسي، وسيخرج المقامرون بالخزي والعار) .

انها عبارات صادقة تدل على ترفع صاحبها عن الصغائر وليست الصغائر عنده هي تلك المهاترات والمجادلات والعنتريات التي يمارسها البعض ونسميها صغائر بل لقد جعل من حياته وروحه واحدة من الصغائر امام الوطن الكبير متناسيا الجراح مترفعا فوق الالم لا يهمه سوى امن واستقرار البلاد وعدم استشراء الفتنه حتى ولو كان الثمن حياته - لا غرابة فهو الزعيم الصالح وهو ذلك الكبير المترفع منذ ان عرفناه مهما جهل البعض في حقه فإنهم دون شك عائدون يوما ليندبوا حظهم ويعضوا اصابع الندم على ما فعلوه وما ارتكبوه في حق قائد بذل روحه رخيصة من اول يوم لتوليه الحكم وحتى آخر يوم له في السلطة من اجل اليمن وابناء اليمن .

تمر الايام ويطول المدى او يقصر لكن الحق يظهره الله والباطل يذهب الى مزبلة التاريخ – فحادثة جامع الرئاسة هي جريمة لا يرضاها عاقل ولا يقرها دين ولا يؤيدها شرع .

بحكم عيشنا لسنين طويلة في حاضرة التاريخ وأم المدن (صنعاء) نعرف ويعرف الجميع ما تعنيه الجمعة الاولى من رجب لليمنيين بشكل عام ولأهل صنعاء بشكل خاص، فالجمعة الاولى من رجب هي عيد من الاعياد الهامة والتي يحرص معظم الآباء على ادخال كل طقوس العيد على اسرته فيها من عبادة وطعام وشراب وملبس وفرحة وغير ذلك ويسمّى شهر رجب بالأصبّ لأنّه تصبّ فيه الرحمة والمغفرة من الله سبحانه وتعالى إلى العباد، ويسمّى بالأصمّ أيضاً لعدم سماع صوت القتال وقعقعة السلاح فيه، ولم تكن العرب تغزو فيه ولا ترى الحرب وسفك الدماء. وإنّما سمّيت الأشهر الحرم لأنّ أهل الجاهلية كانوا يحرّمون فيها القتال تعظيماً لها فلمّا جاء الإسلام لم يزدها إلاّ حرمة وتعظيماً ، فهل من قاموا وخططوا ورضوا بذلك الحادث الاجرامي لرئيس واركان الدولة في جامع الرئاسة قبل عامين هم مسلمون ؟؟؟

لقد سعوا الى تحويل يوم الجمعة الاولى من رجب من يوم عيد وفرحة الى يوم نحس وتعاسة وموت واشلاء وفي احد البيوت التي أمر الله تعالى ان يذكر فيها اسمه ، مثل هؤلاء ليسوا فقط مجرمون لكنهم تشربوا الاجرام ورضعوه كحليب امهاتهم ان كانوا فعلا قد رضعوا من امهاتهم .

وامام كل ذلك لا نملك الا القول اننا لا نستغرب على هذا الزعيم القائد المؤسس ان يكون راعيا للغة التسامح والتصالح ولا نستغرب عندما نرى ان الجميع عادوا الى ما دعاهم اليه قبل الازمة وقبل ان يحدث ما حدث فقد عاد الجميع الى الحوار وهو ما دعى اليه الزعيم قبل الازمة وخلالها لكن الحقد والمرض اعمى بعض النفوس فكان ما كان .

لن نكون كأولئك المرضى في مثل هذا اليوم العظيم ولكننا سنكون مثل الزعيم ونتناسى الجراح والآلام ونقول للجميع عيدكم سعيد وسنعايد بعضنا كما كنا وما زلنا نفعل وستظل الجمعة الاولى من رجب عيدنا وعيد اولادنا وعيد كل اليمنيين ففيها دخل الاسلام بعظمته وتسامحه وحكمته وموعظته الحسنة الى اليمن - الاسلام الذي عرفه اجدادنا وابائنا وتشربناه بحب وصدق وسنعلمه لأولادنا وأحفادنا كما هو بدون غلو او تطرف او عصبية.

للزعيم الصالح ولكل ابناء الوطن الشرفاء نقول كل عام وانتم والوطن بألف خير وندعو الله العلي القدير ان يرحم شهدائنا الابرار الذين قدموا ارواحهم رخيصة من اجل هذا الوطن العظيم وفي مقدمتهم الشهيد/ عبدالعزيز عبد الغني وكل رفاقه الشهداء الذين عطروا بدمائهم سماء اليمن ونشروا السلام في ربوعه ولا نامت اعين الجبناء .
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 11:16 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-32197.htm