الأربعاء, 22-مايو-2013
الميثاق نت -  د.علي العثربي -


ذكرى إعادة لحمة الوطن اليمني الواحد تأتي هذا العام متزامنة مع انطلاق الحوار الوطني الشامل الذي يهدف الى حل المشكلات التي يعاني منها اليمن بهدف تعزيز الوحدة الوطنية وتجميع عناصر بناء القوة للجمهورية اليمنية، ويأتي التئام الحوار الوطني الشامل الذي جمع فرقاء العمل السياسي تحت سقف واحد على تراب اليمن الغالي بعد أزمة سياسية راهن فيها أعداء اليمن على تمزيق وحدة الأرض وتدمير مقومات الدولة ووأد أحلام العرب الوحدوية، وقد استغل أعداء الوحدة العربية الخلافات البسيطة في المجتمع لاشعال نار الفتنة ليس في اليمن فحسب ولكن في الوطن العربي كله لمنع ظهور قوة العرب التي تستعيد الحقوق المسلوبة وتحرر المقدسات الدينية التي تعبث بها الصهيونية في فلسطين المغتصبة. إن البراهين على رعب الصهيونية من الاستقرار في الوطن العربي لم تعد تحتاج بذل العناء، لأنها واضحة وضوح الشمس، فقد كانت الصهيونية تشعر بخطورة الاستقرار الذي شهده العراق في عهد صدام حسين وقدرته في الاعتماد على مقدراته، فأوهمت الصهيونية العالم بامتلاكه لأسلحة الدمار الشامل وألبت المجتمع الدولي ضد العراق، ولم تقنع الا بإذلال العراق، وها هي اليوم تفعل الشيء نفسه بسوريا لتؤمن البعد الاستراتيجي لأمن الصهيونية، وما حدث من إشعال نار الفتنة في اليمن لم يكن بعيداً عن هذا الاتجاه، بل كانت اليمن في عمق المخطط التخريبي الذي يؤمن الصهيونية ويتيح لها فرض عنصريتها على الوطن العربي، لأن اليمن أعاد لحمته في 22مايو 1990م وعلى مدى 23 عاماً أثبتت الوحدة اليمنية أنها عامل أمن واستقرار للمنطقة العربية والعالم، وأن اليمنيين دعاة محبة وسلام ويرفضون العدوان على الغير ولا يقبلون بعدوان الغير على الوطن العربي ومقدساته الدينية، ولأن الصهيونية في فلسطين تفتقر الى شرعية امتلاك الارض فإنها ترى في وحدة اليمن بداية لوحدة اليمن مع دول مجلس التعاون الخليجي الذي سيقود الجميع الى الوحدة العربية، وهذا التوحد سيجعل رأي العرب أمام العالم قوياً في مساندة حق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه المغتصبة وإعادة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ولذلك تحاول إفشال الوحدة اليمنية من خلال الآتي: - تخويف جيران اليمن من الوحدة اليمنية، الا أن اليمن تعامل مع هذه القضية بشفافية مطلقة وبعث لأشقائه في الخليج برسائل عملية أبرزها حل الخلافات على الحدود مع المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، الأمر الذي اسقط المخاوف التي حاولت الصهيونية استغلالها لإحداث الفتنة بين اليمن وجيرانه. - لم تكتف الصهيونية بذلك المشروع العدواني، بل حاولت محاصرة الوحدة اليمنية من قبل البحر الاحمر من خلال استغلال اريتريا موقعها لاحتلال جزيرة في ارخبيل حنيش اليمني بهدف جر اليمن الى حرب في البحر الاحمر تستطيع من خلالها إقناع العالم بأن الوحدة اليمنية خطر على الملاحة الدولية في البحر الاحمر والبحر العربي، وقد أدرك اليمن الفخ الذي كانت تنصبه القوى الصهيونية له وتعامل مع ملف جزيرة حنيش بحنكة وحكمة اكسبته احترام العالم من خلال اللجوء الى التحكيم الدولي الذي أجمع على سيادة اليمن على أرخبيل حنيش الأمر الذي أفشل المخطط الصهيوني. - مارست القوى الصهيونية الضغط على العالم في الأمم المتحدة في حرب صيف 1994م لضرب الوحدة اليمنية ومساندة الانفصال، الا أن اليمن تمكن من تفويت هذه الفرصة على العدو وبرهن للعالم بأن وحدة اليمن عامل أمن واستقرار للعالم بأسره وأن ما يحدث في اليمن شأن داخلي وأن اليمن يحترم مبدأ عدم التدخل في شؤون الغير وعلى العالم احترام نفس المبدأ. تلك كانت السيناريوهات الصهيونية المتعلقة بمحاولة ضرب الوحدة اليمنية، والتي استطاع اليمن إفشالها وقدم بياناً عملياً للعالم بأن اليمن وأبناءه دعاة سلام واستقرار وليس لديهم اطماع عدوانية ويؤمنون بوحدة الأصل الانساني «من سلالة من طين» ويرفض عدوان الإنسان على أخيه الانسان، ولذلك لجأت الى البدء من شمال الجزيرة العربية بدلاً من جنوبها لاجهاض الوحدة العربية من خلال الفوضى الخلاقة واستثأرت بنصيب الأسد لتدمير اليمن في هذا المشروع العدواني مستغلة القوى الهزيلة في الوطن العربي التي تريد الوصول الى السلطة بأي ثمن كان، وطرقت ذلك الباب ظناً منها أنه أنجع مشروع لإذلال اليمن ومنع نزوعه الوحدوي ففشلت الصهيونية في إقناع العالم بجدوى مخططها في اليمن وبفضل الله ها هو العالم مع وحدة اليمن وأمنه واستقراره، ولذلك فإن احتفالنا اليوم بهذه المناسبة يأتي في هذا الإطار انتصاراً للحكمة والحنكة اليمانية.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 11:08 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-32279.htm