وهيبة أحمد -
وبلادنا تحتفل بالعيد الوطني الـ23 لقيام الجمهورية اليمنية التي تحققت في الـ22 من مايو 1990م بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل كل الشرفاء والمخلصين من أبناء هذا الوطن وفي مقدمتهم الوالد الزعيم علي عبدالله صالح الرئيس السابق. فما شهدته اليمن بعد هذا التاريخ والمنجز العظيم من تطورات وإنجازات ومكاسب وطنية خير دليل على أن الوحدة فيها من الخير لبلادنا ما يجعل كل أبناء الوطن يتكاتفون ويلتفون حولها ويصححون مسارها إذا كان هناك شوائب قد علقت بها أو ممارسات وأخطاء أساءت لها من قريب أو بعيد. ليس من العدل أو الوطنية أن يخرج مجموعة أشخاص مغرر بهم من قبل قيادات كان لها الفضل أيضاً في تحقيق هذا الحلم الذي رواد الأجيال منذ تاريخ بعيد وحلم الآباء والأجداد أن تحقق على أيديهم أو في عصرهم.. ليس من العدل والوطنية أن يخرج هؤلاء مطالبين بفك الارتباط أو تقرير المصير أو التهكم والتهجم على وحدتنا المباركة. من حق هؤلاء أن يعبروا عن آرائهم ومطالبهم وحقوقهم ويتظلموا ولكن ليس من حقهم أن يسيئوا للوطن ووحدته وقياداته وجماهير الشعب.. ليس من حقهم أن يتمترسوا وراء مواقف وآراء ضيقة ويرتمون في أحضان الأجنبي ليجيشوا ويألبوا على هذه الوحدة التي تعد من أعظم ما يفاخر بها كل يمني على مستوى العالم. ولعل ما تشهده المرأة اليمنية من نقلة نوعية في وضعها الاجتماعي والسياسي والثقافي يأتي بفضل الوحدة التي فتحت للمرأة باباً لتعبر عن آرائها وتطالب بحقوقها وفي مقدمتها مساواتها بأخيها الرجل في بناء المجتمع وخدمة الوطن ولا يخفى على أحد صوت المرأة اليوم في مؤتمر الحوار الوطني وهي تطالب بأن تكون كل القضايا تحت سقف الوحدة المباركة وتدفع نحو بناء دولة مدنية حديثة في إطار الوحدة. إن من خيرات وحدتنا ونحن نعيش ذكراها الـ23 ذلك الكم من المواقع الذي وصلت اليه المرأة في قيادة فرق عمل مؤتمر الحوار الوطني وهذا بحده كافٍ لأن تحتشد أصوات وآراء ومواقف المرأة وتتحد الجهود الداعمة للوحدة والمطالبة بشدة في تضمين الدستور الجديد مواد ونصوص تثبت الوحدة في أعماق الارض والوجدان. والأروع في الحدث الراهن الذي تشهده اليمن ذلك الوقوف الأممي مع بقاء الوحدة اليمنية والعمل على تطويرها بحيث تكون جاذبة لكل أبناء اليمن وأن ترسخ في الوعي المجتمعي كسلوك وثقافة راقية. ومن المؤسف أن يكون هذا هو موقف المجتمع الدولي تجاه الوحدة اليمنية في الوقت الذي نسمع فيه أصوات يمنية نشاز تطالب بالانفصال وكأنهم لا يعلمون أن الوحدة أصبحت أسرة وعائلة يمنية ومن الصعب جداً تفكيك أسرة متعاضدة. المجد للوطن والبقاء للوحدة والنصر للشرفاء والرحمة للشهداء، ولا نامت أعين الخونة والعملاء.