الإثنين, 27-مايو-2013
الميثاق نت -    د.علي العثربي -
< التناولات الإعلامية في فترة الأزمة السياسية منذ بداية 2011م وحتى اليوم لم تؤدِ دورها المهني الموضوعي تجاه المجتمع، ويظهر من خلال أداء بعض الوسائل الاعلامية الداخلية والخارجية أن القائمين على تلك الوسائل لم يكونوا يدركون خطورة ما ينفذونه من أجندة خارجية، لابد لهم من رسم سيناريوهاتها، وقَبِل البعض من أولئك الإعلاميين في تلك الوسائل المشبوهة على أنفسهم أن يكونوا مجرد أدوات ينفذون ما يُملى عليهم من الغير دون أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، الأمر الذي أخل إخلالاً كبيراً بالموضوعية المهنية، وتحولت وسائل الإعلام من أداة تنوير الى أدوات تجهيل وتضليل تخدم أجندة لا صلة لها بدين ولا قيم ولا أعراف، ولا عادات ولا تقاليد، وتجرد الأداء الإعلامي لبعض تلك الوسائل من الانتماء للدين والوطن والأخلاق الانسانية، وبات يروج لمفهوم الغاية تبرر الوسيلة التي استباحت الدماء والأعراض والاموال فرسمت مشهداً شديد الخطورة ظهرت فيه الأحقاد والكراهية، وزاد فيه الفساد وضمت تجار الحروب والفتن ومنتهكي حقوق الإنسان وجعلت منهم أبطالاً وأتاحت لهم فرصة استغلال الشعوب ونهب مقدراتها. إن الحالة المأساوية التي خلفتها رياح الفوضى الخلاقة العدوانية على آدمية الانسان لن يزول أثرها بين عشية وضحاها، وقد أراد راسمو سيناريوهاتها الفاجرة أن يطول أثرها الاجتماعي والسياسي والديني ليتيحوا الفرصة لأعداء الأمة لرسم سيناريوهات جديدة لاستكمال تمزيق جسد الأمة العربية والإسلامية، وقد تمكن راسمو تلك المخططات العدوانية من إحكام السيطرة على بعض وسائل الإعلام وجعلوها مسيرة وليست مخيرة تفعل ما يريده راسمو الفوضى لا ما يريده العقل والمنطق والحكمة.. والمؤسف حقاً أن نجد بعض وسائل الإعلام المحلية والوطنية بالذات تجر نفسها الى ذلك السوق المليئ بالوحل والانحطاط، ولم تدرك أو يدرك القائمون عليها أن لهم وطناً وعقيدة وهوية لا تقبل التقليد الأعمى ولا تقبل بمن يريد تمزيق وحدة الوطن اليمني الواحد، ولم يدرك ذلك البعض الذي باع نفسه للشيطان أن صوت العقل والإيمان والحكمة سيقف أمام تنفيذ هذه الحملة الممنهجة ضد يمن الإيمان والحكمة. إن المشهد السياسي والثقافي القائم اليوم مليئ بالتناقضات والشحناء والبغضاء والحقد والكراهية، وهذا من ثمار الفوضى الخلاقة التي سوقها العدو الى أرض الجنتين، والتي يهدف من ورائها الى منع اليمنيين من التوحد وقتل النزعة القومية التي عُرف بها اليمنيون الذين يتوقون لوحدة الأمة العربية والاسلامية ويسعون الى إعلان وحدة العرب الشاملة في القريب العاجل، ولم يكن يدرك المخططون لهذا التدمير الشامل أن العرب والمسلمين الذين جعلوا من الاسلام عقيدة وشريعة سيتنبهون لخطورة المخطط ويفوتون على العدو الفرصة من خلال اعتمادهم على الإيمان والحكمة والانحناء للعاصفة ومنع تداعياتها الكارثية، وكان العدو يرى الاسلام في أولئك الأدعياء الذين باعوا الدين بالدنيا، ولم يدرك أن أولئك مجرد أدعياء لا يمثلون الاسلام ولا يمثلون أبناء اليمن النواة الأولى للإسلام، وأن الاسلام عقيدة وشريعة هو منهاج حياة الشعب الذي اعتصم بحبل الله المتين وحافظ على الشرعية الدستورية وحنب البلاد مخاطر «الفوضى الخلاقة» المرسومة من أعداء الأمة. إن إزالة آثار الدمار الشامل الذي أحدثته الأزمة السياسية المنطلقة من مشروع الفوضى العدوانية الصهيونية سيزول وبنفس الأدوات التي استخدمها أعداء الأمة، وهي الإعلام، وذلك بالعودة المهنية والموضوعية والانحياز الى مكارم الأخلاق والاعتزاز بالهوية الوطنية والقومية والإسلامية لتصنع غداً أكثر إشراقاً بإذن الله.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 10:49 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-32354.htm