الميثاق نت -

الإثنين, 03-يونيو-2013
كتب - بليغ الحطابي -
أثارت اجراءات- نقل اللواء الثالث مشاه جبلي من محافظة مأرب ومحاولة تفكيكه- حفيظة المواطنين بعد أن تمكن مؤخراً من تحقيق الاستقرار الامني داخل المحافظة من خلال مجموعة الاجراءات التي نفذها لتأمين عمليات نقل الطاقة الكهربائية ومنع استهداف انابيب النفط والتجول بالأسلحة.. واعتبر مراقبون ما تعرض له اللواء يندرج ضمن استهداف المؤسسة الدفاعية والامنية التي تجرى بشكل ممنهج في ظل تواطئ حكومي مع مرتكبي الجرائم التخريبية.

كما ان تفاقم أعمال التخريب للمصالح العامة والمنشات الحيوية كالكهرباء والنفط وشبكة الاتصالات وقطع الطرقات كان يجب التصدي له بقوة وحزم، بيد ان عدم اكتراث الحكومة والوزراء المعنيين اصاب المجتمع بخيبة أمل، حيث أن الحكومة تقف موقف المتفرج.. ولعل أحداث الايام الماضية أعطت صورة واضحة عن ذلك التواطؤ، الذي لم يجد له المواطن تفسيراً..
خسائر.. والقائمة تطول..!!
الأعمال التخريبية كلفت الدولة مليارات الدولارات ..فالكهرباء قدرت خسائرها بأكثر من خمسين مليار ريال جراء الاعتداءات التي تعرضت لها وخطوط نقل الطاقة من مارب الى العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات ..وهذا المبلغ يكفي لانشاء محطة لانتاج الطاقة..ربما تتجاوز قدرة انتاج المحطة القائمة اليوم..
وحسب مصدر بالوزارة فقد بلغ إجمالي الاعتداءات التي طالت خطوط نقل الطاقة الكهربائية 154 اعتداء خلال عامين أما بالنسبة لانابيب النفط وتصدير الغاز فحدث ولاحرج...فالضرر أبلغ من الخبطات والالم والجرح فيها تتجاوز خسارته نحو عشرة مليارات..
مهازل «وفاقية»..
مراقبون يرون أن ما تتعرض الكهرباء والنفط والغاز هو نتيجة الاسفاف والاستهتار والمهزلة التي يجب ان يضع لها حد من قبل حكومة الوفاق، التي لم تتحمل مسؤولياتها بصدق واخلاص وتتهاون مع القتلة والمجرمين وكل من له علاقة بعقاب الشعب جماعياً من خلال محاصرته وحرمانه من ابسط الحقوق الأساسية..
مجلس الوزراء سبق له في مارس، ان وجه وزارتي الدفاع والداخلية التحرك العاجل لحماية أنابيب النفط وأبراج الكهرباء، وفوض المجلس رئيس الوزراء والنائب العام ووزيري الدفاع والداخلية باتخاذ الإجراءات الضرورية لضبط الاوضاع الامنية ومعالجة كافة الإختلالات على النحو المبين في خطة شاملة للجيش والأمن..لكن لاأثر لذلك..
سقوط المكلا..
وتهرول عجلة الانفلات الامني على نحو مخيف في ظل تزايد او استمرار الاغتيالات للقادة الامنيين والعسكريين وبالذات في محافظة حضرموت ..الامر الذي يؤكد مخاوف السفير الفرنسي في صنعاء الذي حذر الأسبوع الماضي الحكومة من مخطط للقاعدة للسيطرة على حضرموت .. وأعرب السفير فرانك جيله عن قلقه من انتشار مجاميع إرهابية في مدينة المكلا تحاول إخضاع المنطقة تحت سيطرتها ..
وفي تطوير خطير على الانفلات الأمني استشهد امس الاول ضابطان في حضرموت وعدد من مرافقيهم في عمليات نفذتها القاعدة.. كما أصيب ضابط وجنديان في انفجار نفذه تنظيم القاعدة واستهدف مركبة للجيش في وادي حضرموت الثلاثاء.
وينشط تنظيم القاعدة بقوة في حضرموت خصوصا في غيل باوزير والشحر ووادي حضرموت حيث يضاعف الاعتداءات على الجيش والأمن، كما تشير التقارير.. والذي يعاني من عدم توازن بسبب عمليات الإقصاء التي تطال قادة وعدداً من الألوية والوحدات الأمنية والعسكرية تحت دعاوى الهيكلة.
الرئيس عبدربه منصور هادي وفي لقائه بعضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور جون ماكين ناقش الإجراءات المتخذة في سبيل مواجهة تنظيم القاعدة الإرهابي في أبين وعدد من المناطق الذي توافدت عناصره من مختلف البلدان مستغلة الظروف الصعبة وانقسام الجيش والأمن وحاولت إقامة إمارة إسلامية في ابين .. وقال :» إن قوة من الجيش انتدبت لضرب وطرد القاعدة من أبين وشبوه كانت عمليات السيوف الذهبية التي أطاحت بشراذم تنظيم القاعدة «.. وأكد ان هزيمة القاعدة ستمثل بداية النهاية لإنهائها من جزيرة العرب.
حكاية الطائرات..
والأخطر من ذلك هو تواصل مخطط ضرب الطائرات الحربية التي تقيد ضد مجهول لعدم نية الحكومة كشف من يقف خلف استهدافها رغم ان الجميع يدركون من المسفيد من ضرب وتدمير القوات الجوية والتي باتت هدفاً مباشراً لعناصر تنظيم القاعدة، حيث قال مصدر محلي في رداع محافظة البيضاء الثلاثاء: إن طائرة مروحية عسكرية « هليكوبتر « تعرضت لإطلاق نار من قبل مسلحين من عناصر تنظيم القاعدة قبل هبوطها بمعسكر جبل الثعالب بمديريةالقريشية قيفة.. وكانت طائرة مروحية تقل مشاركين أعضاء بمؤتمر الحوار الوطني قد تعرضت لإطلاق نار بمنطقة ريام مديرية الشرية محافظة البيضاء منتصف مايو الماضي.. إضافة إلى أن طائرة اخرى تعرضت لاعتداء وأجبرت على الهبوط في ذمار.
صعود القبيلة..
إن تجاهل الحكومة وعدم تسجيلها أي موقف ايجابي تجاه معاناة المواطن وهمومه» والتي تظهر في غياب القانون وضعف هيبتها وانتزاع سلطاتها الدستورية من قبل مليشيات مسلحة.. فتحت الابواب امام صعود نجم القبيلة بعد ان كان قد عول اليمنيين على انحساره وأفوله.
عودة جزئية..
وللأسف ها هي الوساطة القبلية تلعب دور الحكومة وتحاول السماح بإعادة التيار الكهربائي وهذا يعني ان الحكومة غير جادة في ايقاف المهازل وحالة الاستهتار التي تلقي بكاهلها على المواطن اليمني وتكبده خسائر فادحة.. والامر سيان بين ضبط سلطة وهيبة الدولة وفرض قوانينها وبين مفاوضة القبائل الذين باتت اليوم بأيديهم سلطة الحل والعقد ولم يتورع مؤخراً المسلحون وهم من عشيرة جرادان ان يطالبوا الحكومة بإطلاق سراح أحد أبنائهم مسجون منذ سنوات في المكلا على خلفية قضية جنائية.. كما سبق ولبت الحكومة مطالب مماثلة لمحكومين بقضايا جنائية في نهم.
سخط شعبي..
ويتفاقم السخط الشعبي إزاء استمرار انقطاع التيار الكهربائي حيث نفذ عدد من المواطنين في مدينة عدن، وقفة احتجاجية للتنديد بانقطاع الكهرباء أمام منزل محافظ المحافظة.. وأشعلوا شموعاً للتعبير عن سخطهم من انقطاع الكهرباء.
للأسف نجد ان التهديدات اطلقت مؤخراً لمستهدفى خطوط الكهرباء وأنابيب النفط، لم تمنع استمرار دخول البلاد في ظلام دامس تجاوز الحد المعقول ومازالت إلى اليوم.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-32458.htm