الميثاق نت - <br />

الإثنين, 10-يونيو-2013
حوار/ توفيق الشرعبي- منصور الغدرة -
محمد حسين العيدروس لـ«الميثاق»:أحزاب في المشترك تتمرد على المبادرة وتقف وراء الانفلات الأمني


أشار الأخ محمد حسين العيدروس عضو مؤتمر الحوار الوطني الى أن هناك توافقاً كبيراً بين الرؤى المقدمة من المكونات الى مؤتمر الحوار حول القضايا المنظورة أمام المؤتمر.
وقال في حوار مع «الميثاق»: إن نسبة 75% من مضمون الرؤى يكاد المتحاورون يتفقون عليها.. وأضاف: هناك إصرار عجيب من قبل المتحاورين لإنجاح مؤتمر الحوار مهما كانت العراقيل.. واعتبر العيدروس ما يحصل على الواقع من عقاب جماعي للشعب، توجهاً لدى بعض الاطراف لعرقلة الحوار الوطني.. وقضايا أخرى مهمة تطرق لها في الحوار التالي:
- في البداية هل المؤتمر يسير وفقاً لما هو مخطط له؟
- الحوار الوطني يلملم الامور من خلال فرق العمل واعتقد أن الفرق التسعة نفذت الى الآن ما رسمته في خططها.. وأعدت تقارير عن حصيلة ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية..
- أشرت الى أن الفرق أنجزت ما رسمته في خططها.. وهذا يعني أنه لا يوجد من يسعى لعرقلة الحوار؟
- هناك قوى داخلية وخارجية تدفع ببعض المكونات لعرقلة القضايا التوافقية داخل مؤتمر الحوار، وأعتقد أن انسحاب بعض القيادات من الحوار هو جزء من ذلك الدفع باتجاه عرقلة الحوار مهما كانت المبررات والأعذار.
قناعة وإصرار
- لماذا لا يجد دعاة إفشال الحوار أي تجاوب من قبل المشاركين؟
- الإرادة والقناعة جعلت أعضاء الحوار ثابتين ويبذلون جهوداً جبارة في سبيل إنجاح المهمة، ولذا نجدهم لا يتأثرون بدعوات وأعمال أعداء الحوار.. وبكل تأكيد أن إصرار القوى والمكونات المشاركة في الحوار على إنجاح أعماله قد أضعف المتربصين بالحوار، فبدأوا يتوارون أو يبحثون عن أساليب أخرى لنشر أفكارهم وتنفيذ مشاريعهم.
- برأيك لماذا لا يتفق الجنوبيون فيما بينهم لطرح قضيتهم بالشكل الصحيح والأمثل لتسهل مهمة حلها من قبل المتحاورين؟
- أنا من أبناء الجنوب، ومنذ أن نشأ الحزب الاشتراكي في الجنوب وقيادته هذه تعيش حالة خلافات لا نهاية لها.. فلا تستغرب أن نجد الآراء مختلفة، وما أتمناه منهم أن يحلوا مشاكلهم فيما بينهم ويتناسوا الماضي الذي صار بينهم قبل الوحدة ويتفقوا لكي يكون لهم تأثير في الشارع الجنوبي وكذلك في مؤتمر الحوار الوطني.
أسلوب تكتيكي
- لماذا جاءت الرؤى المقدمة الى مؤتمر الحوار من قبل المكونات متنافرة الآراء وغامضة في بعض المحتوى؟
- لو كانت الآراء متفقة والرؤى موحدة لما انعقد الحوار.. فمن الطبيعي أن نجد الرؤى متباينة وكل رؤية تحمل الخطة السياسية للمكون الذي قدمها.. أما الغموض فهو اسلوب تكتيكي لعدم كشف المواقف منذ البداية الأولى للحوار.
- قراءتك للرؤى المقدمة إليكم في فريق بناء الدولة من المكونات؟
- حقيقةً لم أكن أتوقع أن تتقارب الرؤى الى ذلك الحد، فحوالى 75% من مضمون الرؤى كانت متفقة، وهذا بكل تأكيد سيقودنا الى نتائج طيبة ومخارج مرضية.
- هل تتوقع أن تنقلب بعض القوى والمكونات على رؤاها في المستقبل القريب كما عهدناها تنقلب على الاتفاقات؟
- اعتقد أن الوضع لم يعد كما كان عليه في الأول، وإذا كان لدى أي مكون توجه من هذا القبيل أو يرى أنه يستطيع فلن يدخل الحوار من أصله.. هناك جهد في كل رؤية، وهذا يدل على أن كل مكون يعمل بجد لأن ليس أمامه إلا أن يثبت ذاته من خلال الحوار..
إذا كان المتحدث مجنوناً...؟!
- أشرت الى أن وراء كل رؤية جهداً، لكن هناك من يقول بأن رؤاكم في المؤتمر الشعبي العام تصاغ من قبل أشخاص لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين وهم من يدفع بها الى مؤتمر الحوار.. ما تعليقك؟
- هذا كلام طائش.. ولا يحتاج الى رد، وما دمت قد سألت فأؤكد لك أن كل رؤية يقدمها المؤتمر الشعبي العام جاءت بعد مخاض طويل وبحث ودراسة.. فمنذ نوفمبر من العام الماضي ونحن في المؤتمر الشعبي نشتغل على هذه الرؤى ميدانياً ومن خلال المنظمات المدنية ومن خلال الأكاديميين في الجامعات- وكانوا أكثر من 80 أكاديمياً في مختلف التخصصات- ومن خلال استطلاعات للرأي في أوساط المواطنين، ومن ثم جُمعت الآراء والمقترحات وشُكّل لها فريق من الاكاديميين المتخصصين في معهد الميثاق وقد صهروا كل ذلك في قالب واحد وحددوا المحاور ومن ثم رفعوها الى اللجنة العامة والتي بدورها أخذت وقتاً كبيراً في دراسة الرؤى بعمق ومراجعتها بدقة ومناقشتها باستفاضة وبلورتها بصيغتها النهائية وأقرتها، مع فرق الاسناد التي شكلها المؤتمر الشعبي العام لهذا الهدف.. ونؤكد أن الرؤى المقدمة نابعة من قواعدنا وكوادرنا وكوادر أحزاب التحالف من كل المحافظات بل وقد اعتمدنا فيها على بعض الآراء من الأحزاب الأخرى التي تتفق مع المصلحة العامة.. نحن قدمنا مشاريع لبناء وطن وقد أدركت كل المكونات ذلك.. ومن يقول إنها صيغت من قبل عدد من الاشخاص فهو يستغبي نفسه قبل الآخرين الذين يقرأون الرؤى ويدركون عمقها ودقتها.
- بدأ المشترك في الآونة الأخيرة أسلوب التصعيد الذي يتناقض مع مجريات الحوار الوطني.. برأيك ما الغرض من ذلك؟
- بعض أحزاب المشترك وليست كلها هي التي تتمرد على المبادرة الخليجية وآليتها وتستفز الاطراف الاخرى وتسيئ للمؤتمر الشعبي العام ولقياداته العليا، وهي بعملها هذا تريد عرقلة الحوار والتسوية السياسية برمتها..
هنود وصومال؟!
- أنتم تتحاورون وكأنكم في معزل عن الواقع.. لا كهرباء.. لا أمن.. لا استقرار.. الناس يُقتلون في الشوارع.. ما دوركم تجاه كل هذه القضايا التي لا تحتمل انتظار فترة تحاوركم؟
- حقيقةً أتحدث معك الآن ونفسيتي منكسرة، لأنهم يتصلون بي من سيئون بأن الكهرباء مقطوعة تماماً والحرارة أكثر من 45 درجة - أمي - اخواني - أولادي - أهلي، أبناء منطقتي يعيشون في وضع مناخي حارق.
وكذلك الناس في عدن الذين خرجوا الى الشارع من فرط ما فعلت بهم الكهرباء ويقابلهم وزير الكهرباء بقوله: هؤلاء هنود وصومال!! وحتى لو كانوا كذلك أليسوا بشراً؟!
- والحل برأيك لمواجهة ما يحدث ووضع حد له؟
- ما يحدث ليس عرضياً.. هناك قوى سياسية تمارس تصرفات ممنهجة ومدروسة بعناية لفرض عقاب جماعي وتطفيش الناس من الحوار، وتوسيع قاعدة الخلل الأمني في كل منطقة من مناطق الجمهورية اليمنية.. هذه القوى تسعى حثيثاً لإرباك جهود الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية.
- في اجتماع أخير لرئيس الجمهورية برئيس الوزراء وبعض المسؤولين وجه فخامته بسرعة إعادة الكهرباء لسيئون والمكلا.. أين ذهبت تلك التوجيهات؟
- ليست هذه التوجيهات فقط هي التي لم تنفذ فقد سبق له التوجيه بدفع مستحقات المستثمرين في مجال الطاقة الكهربائية ولم تنفذها حكومة الوفاق.. هذه الحكومة لم تخطُ خطوة واحدة الى الأمام سواءً قبل مؤتمر الحوار أو أثناء انعقاده، رئيس الحكومة لم يقدّر الجلسة الافتتاحية للحوار ويحضرها كناحية معنوية وهذا يعني أن له وجهة نظر تجاه الحوار، ولهذا لم نجد الى الآن عملاً واحداً للحكومة يدل على أنها تدعم الحوار وتشارك في إنجاحه.
الناس يتحاورون من أجل اليمن.. من أجل الأمن والاستقرار.. من أجل وحدة الوطن.. من أجل دولة مدنية حديثة يتساوى فيها الجميع، وهذا ما لا تريد الحكومة استيعابه أو العمل من أجله.
- هل يعني هذا أن ما يحصل الآن من انفلات أمني وقطع للكهرباء وغيره من العقاب الجماعي مخطط له مسبقاً؟
- ما يحصل كله مفتعل.. وتبريرات الحكومة أسوأ مما يحصل .. غالبية المواطنين أصبحوا مدركين تماماً ما يحصل ومن يقف وراءه وما الغرض منه.. حقيقة نحن نتألم كثيراً لمعاناة الشعب وللأرواح التي تستهدف خصوصاً تلك القيادات العسكرية التي تسقط ضحية للغدر والمؤامرة التي تحاك ضد الأبطال من أبناء القوات المسلحة ممن خسرت عليهم الدولة الكثير من قوت الشعب ليصبحوا بتلك القدرات العالية والكفاءة النادرة.
هناك سياسة قذرة تمارس على الواقع بأشكال مختلفة تستهدف الكفاءات.. سياسة الاغتيالات.. سياسة الاقصاء..سياسة التهميش.. سياسة الترهيب.. هناك طرف اعتبر المرحلة الانتقالية فرصة للسيطرة والتثبيت الحزبي والتحكم بمصائر الناس وخدماتهم وهذه سياسة لا تمت بصلة للمبادرة الخليجية وآليتها.
هناك استثمارات حكومية في المجهول، وعقود ضخمة لا وجود لها في الواقع.. ولا نستبعد أن يكون تخريب الكهرباء وقطع النفط عمل ممنهج بعلم حكومي.
- موقفكم في المؤتمر الشعبي العام إزاء كل هذه المأساة خصوصاً وأن الحكومة تحملكم جزءاً مما يجري وتتهم قيادات المؤتمر في الوقوف وراء كثير من الاختلالات الحاصلة؟
- نحن في المؤتمر الشعبي العام صبرنا كثيراً ونصبر وسنصبر وسنقدم التنازلات كلما كانت المصلحة الوطنية تدعونا الى ذلك.. وهذا لا يعني أننا نتخلى عن الشعب ونتهاون أمام معاناته، المؤتمر الشعبي لا يفرط بقضايا الوطن والشعب ولا ينجر الى المربع الذي يسعى الآخرون حشره فيه.. وسيظل المؤتمر الشعبي واقفاً بثبات مع الوطن ومع أبناء الشعب ومسانداً قوياً وداعماً اساسياً لفخامة الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية خصوصاً وأن المؤتمر الشعبي يدرك حجم المؤامرة التي تحيكها بعض الأطراف السياسية لإفشال جهود الرئيس عبدربه منصور هادي.
وها هو الواقع يكشف للجميع أن هناك وزراء لا يلتزمون بتوجيهات رئيس الجمهورية ولا ينفذون قراراته.
- كيف تقرأ حادثة اختطاف الشيخ محمد سالم عكوش عضو مؤتمر الحوار وطريقة تعامل الحكومة مع ذلك؟
- ما حدث لزميلنا عكوش يؤكد أن أطرافاً في الحكومة تلعب على أكثر من حبل وأنها تحل المشاكل بمشاكل أدهى وأمر وأن فقدت هيبتها وتعمل وفقاً لتوجيهات بعض الأطراف الحزبية.. وأنها عجزت عن حماية المواطنين وجعلتهم لا يستطيعون الإبلاغ عن المجرم وهو أمام أعينهم.
وأؤكد بأن وزارة الداخلية أصبحت مخترقة وأنها فقدت القدرة تماماً على القيام بدورها تجاه المواطنين ولا حتى حماية أفرادها وضباطها وأنها أصبحت تحتمي بحزب معين وتتحرك وفقاً لإرادته.
- نجدك تتحدث عن الحكومة وكأن ليس للمؤتمر نصفها؟
- بعض مواقف وزرائنا سلبية وفي بعض المواقف عدمهم أفضل من وجودهم.
- هناك قيادات كبيرة من الإصلاح انسحبت من مؤتمر الحوار وبالتحديد رئيس الاصلاح ذاته.. هل أثر ذلك على الحوار؟
- الانسحاب يؤثر على المنسحب ذاته، أما مؤتمر الحوار فليس مرهوناً بزيد أو عبيد.. عندما تكون رئيس حزب أو أميناً عاماً لحزب وأنت موقع على المبادرة الخليجية وآليتها وتشارك في الحوار طواعية دون فرض أحدٍ ومن ثم تنسحب تحت مبرر واهٍ هذا التصرف بالتأكيد لا يخدمك أمام وطنك ولا أمام حزبك.. القائد يكون في المقدمة ومن العيب أن يتراجع الى المؤخرة.
متفائلون رغم الأخطار
- هل مؤتمر الحوار الوطني يواجه أخطاراً تتربص به؟
- الأخطار تحدق باليمن بشكل عام والمتربصون يتأبطون شراً لأمنه واستقراره ووحدته ومن البدهي أن هناك من يتربص لإفشال مؤتمر الحوار.. ولكن الإرادة القوية لأعضاء مؤتمر الحوار والجهود المبذولة والمتابعة الحثيثة والرعاية الكاملة من قبل فخامة الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية رئيس مؤتمر الحوار، وكذلك المجتمع الدولي كل هذا يدفع باتجاه إنجاح الحوار الوطني.
- هل أنت متفائل بنجاح الحوار؟
- الأجواء المفعمة بالإخاء والتآلف والإصرار بالمضي قدماً من قبل كل المكونات المشاركة في مؤتمر الحوار تجعلنا متفائلين جداً، والمصلحة العامة تفرض علينا جميعاً أن نخرج بنتائج إيجابية من أجل أجيالنا القادمة..
- هل هناك مآخذ على مجريات مؤتمر الحوار يمكن نقدها برأيك؟
- من المؤسف جداً أن ترى أعضاء في مؤتمر الحوار الوطني يخرجون الى الشارع ليحرضوا الناس ويقودوا مظاهرات تخالف بنود المبادرة الخليجية.
الناس ينظرون الى أعضاء مؤتمر الحوار على أنهم صفوة المجتمع ويجب أن يكونوا كذلك وعند مستوى المهمة الموكلة اليهم وليس من العدل أن يأتي أحد المشاركين ويكون في مؤتمر الحوار شيئاً وفي الشارع شيئاً آخر.. مؤتمر الحوار أفسح مساحة للجميع ليعبروا عن تضامنهم مع أية قضية من خلال وقفات احتجاجية.. وبطريقة حضارية تسوغ للدولة اتخاذ الإجراءات والقيام بما يجب القيام به تجاه القضايا..
- كلمة أخيرة؟
- أشكر صحيفة «الميثاق» على تغطيتها الرائعة لمجريات مؤتمر الحوار وإفساحها مساحة للرأي والرأي الآخر.
وأتمنى أن تستمر في تطوير أدائها ومواكبتها للقضايا الوطنية.. وأن تظل كما عهدناها متحلية بالجد والصدق في الطرح والدقة في المعلومة لما من شأنه جمع الناس على كلمة سواء.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 10:11 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-32565.htm