الإثنين, 10-يونيو-2013
الميثاق نت -   د.علي العثربي -
< إن إصرار بعض القوى السياسية التي تنتهك التسوية السياسية بفجور لا مثيل له - على استغفال العقل البشري وإهانة الفكر الانساني وامتهان الآدمية والأخلاق بات اليوم مفضوحاً ولا يحتاج الى عناء في سبيل إثباته على أرض الواقع، ولعل من أبرز علامات ذلك الانتهاك الفاجر ان تلك القوى التي لا تؤمن بالديمقراطية والتعددية السياسية تمارس التعدي على التسوية السياسية بسفور فاضح من خلال الأعمال المنافية تماماً للتسوية ومن أبرزها محاولات إفشال الحوار من خلال الممارسات الغوغائية والهمجية والادعاءات الباطلة واستخدام المصطلحات الفاجرة التي لا تعترف بالتسوية وتعلن الانقلاب على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وهذا الاتجاه واضح في وسائل الاعلام الرسمية التي تصر على استخدام المصطلحات النارية المثيرة للفتنة، بل أن وسائل الاعلام الرسمية باتت وسيلة بيد عناصر الفتنة التي لا تريد لليمن أمناً واستقراراً ولا تقبل بالتعددية ولا تريد الوصول الى الانتخابات بقدر ما تريد الزج بالشعب في أتون التناقضات الباحثة عن الفواجع المستمرة.
إن استغفال العقل والاستهانة بإرادة الشعب الذي تمارسه القوى الرافضة للتسوية السياسية والمتمردة على المبادرة الخليجية يتضح من خلال تدبيج بيانات الانقلاب على المبادرة بكلمات التبجيل للتسوية السياسية وزعمهم: «ان التسوية السياسية تجربة نموذجية في إنجاز عملية التغيير والنقل السلمي للسلطة»، وبعد ذلك تظهر كلمات والمكر والكيد والتدبير الشيطاني لإرضاء الشيطان تأتي في بقية الاقوال منافية تماماً لما بدأت به تلك القوى من الأقوال، وسأضرب بمثال واحد في هذا السياق وهو بيان ما عرف بالكتل البرلمانية لأحزاب اللقاء المشترك، ففي البداية تم الاشادة بالتسوية وانها نموذج والاعتراف بأن ما يسمى «بثورات الربيع العربي قد انتكست وأصبحت وبالاً على شعوبها.. الخ يأتي بعد ذلك السفور البين في الانقلاب على التسوية السياسية من القول بأن مجلس النواب فاقد للشرعية الدستورية والقانونية ولم يدركوا بأنه مجلس النواب هو الذي منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني.
إنها فضيحة كبرى لأن هذه القوى لم تفلح في تقديم المفيد النافع للبلاد والعباد، ولم تفلح غير في إحداث الانقلابات والنكوث بالعهود والمواثيق، وكنا ... نخاطب العالم الذي يغتر ببيانات تلك القوى بأن هذه القوى لا تجيد أكثر من الفتنة ولا ترغب في التصالح مع الشعب، وكلما قرب الشعب من الانتخابات صنعت فتنة جديدة من أجل إعاقة الشعب ومنعه من امتلاك السلطة ولن تقبل بأي عمل يقود الى الحرية والتعددية السياسية، وستظل تنتقص عقل الانسان وتدعي أفضليتها وأن الشعب ينبغي أن يكون مسيراً وليس مخيراً، وها هي تقدم يومياً براهين الانتهاكات.
إن المتابع الحصيف يدرك أن التسوية السياسية التي تريدها أحزاب في اللقاء المشترك هي الوصول الى منع الشعب من امتلاك السلطة وأن الوفاق الذي تريده هو تمرير ما يخدم تسلط تلك القوى على مقدرات الشعب وإذلاله لإرادتها فقط.
إن الوقائع التي تبرهن على ذلك عديدة وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، ومن باب التذكير فقط فإن مجلس النواب شرعي إذا شرعن لصالح تلك القوى وإذا رفض تجاوز الإرادة الكلية فإنه ليس شرعياً كما حدث في قانون الجامعات التي أرادت فرضه على مجلس النواب لخدمة مصالحها وليس مصلحة الشعب، ولما رفضه المجلس ها هي تنقلب على الشرعية الدستورية من جديد، أليس هذا استغفال للعقل.. وتحد سافر للإرادة الكلية للشعب؟
إن الأمل مازال في قوى الفعل الوطني الموجودة في تكتل اللقاء المشترك التي ينبغي أن تمنع هذا العبث والاستهانة بإرادة الشعب من أجل إنجاح الحوار والوصول الى رسم معالم المستقبل بإذن الله.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-32574.htm