إقبال علي عبدالله -
< سنضحك على أنفسنا قبل الآخرين إذا قلنا إن لدينا حكومة كباقي حكومات العالم حتى في البلدان الفقيرة جداً أو التي تعيش نزاعات مسلحة.. الجميع الصغير قبل الكبير يجمع على أن حكومة «الوفاق» التي يرأسها محمد سالم باسندوة ولدت ميتة منذ الاعلان عن تشكيلها في السابع من ديسمبر العام 2011م أي بعد اسبوعين من التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة لحل الأزمة السياسية المفتعلة من قبل أحزاب اللقاء المشترك وفي مقدمتها حزب الاصلاح بهدف الانقلاب على الشرعية الدستورية والسيطرة على السلطة دون إرادة الشعب والنظام وذلك تنفيذاً لمخطط ودعم خارجي كشفته الأيام بعد أن برهنت حكومة الوفاق ورئيسها فشلها الذريع في تسيير أمور البلاد ورعاية مصالح المواطنين.
هذا الاجماع الشعبي الواسع على فشل الحكومة وعجزها وخاصة بعد أن قدمت بيانها للبرلمان لنيل الثقة وهو بيان كان أكذوبة على الشعب والدول الخليجية والراعية للمبادرة بل اكذوبة على المجتمع الدولي بما فيه الدول المانحة التي استندت عليها الحكومة في بيانها (الاكذوبة) في تنفيذ برامجها والتزاماتها وفقاً للمبادرة الخليجية ولعل أبرزها إعادة الأمن والاستقرار إلى ما كان عليه الحال قبل الازمة مطلع العام 2011م.. هذا الاجماع ليس ناتجاً عن مكايدات سياسية كما تدعي الحكومة وتحديداً وزراء المشترك الذين يتناصفون مقاعد الحكومة مع المؤتمر الشعبي العام وحلفائه.. بل إجماعاً لما آلت اليه البلاد وأحوال الشعب في ظل استمرار هذه الحكومة العاجزة حتى عن إدارة نفسها.. أتحدى أن تقدم الحكومة العجوزة عكس ما نقوله وتثبت ماذا حققت قرابة العامين من تشكيلها لهذا الوطن والشعب الذي يصرخ اليوم من شدة معاناته ويقول نحن بلا حكومة.. نحن بلا أمن واستقرار ولا خدمات أساسية كالكهرباء والمياه والتعليم ومشاريع الطرقات والبنى التحتية التي هدمتها الأزمة ومليشات حزب الاصلاح المسلحة ولا حتى في الصحة الا من التطعيم من شلل الاطفال.
كل شيء صار في الوطن اليوم مشلولاً ومن يستطيع أن يقول عكس ذلك عليه أن يبرهن حقيقة واحدة.. ويقول إن الحكومة (الموقرة) ضبطت الأمن وقضت على الاخلالات الأمنية التي تتسع يوماً بعد يوم حتى تجاوزت عواصم المحافظات الرئيسية.. يقول إن الحكومة وفرت الكهرباء وأنقذت المواطنين خاصة في المحافظات الساحلية ومنها عدن والحديدة، لكن ها هي الانقطاعات لساعات في اليوم الواحد مستمرة في ظل الحر الشديد الذي صار أشبه بمحرقة «هتلر» النازية.
أتحدى أي مواطن أن يثبت أن حالته المعيشية تحسنت وأن حكومة الوفاق أوقفت الارتفاعات في الأسعار التي تهدد حياة الناس خاصة ونحن على أبواب رمضان المبارك.. اتحدى أن يقول وزير الداخلية الاصلاحي إنه ألقى القبض على مخرب واحد ممن تعرفهم الوزارة بأنهم يخربون أسلاك الكهرباء ويفجرون أنابيب النفط والغاز ويقطعون الطرقات، وقد أحيل هذا الارهابي للعدالة وليس تهريبه من البلاد.
صدقوني أقولها في الختام كما يقولها المواطنون والسياسيون والمثقفون: إننا في وطن بلا حكومة.. ولا أحد يحاسب أحداً!