أمين الوائلي - صحف حزبية، و»حزبية مستقلة«، وأخرى مستقلة أو »مُستَغَلَّة« وثالثة »مُستَغِلَّة«.. جميعها واكبت المناسبة الوطنية- العيد الـ17 للجمهورية اليمنية، باتجاهين متناقضين في الوقت عينه:
- الأول: إفراد عدد كبير من صفحاتها ومساحاتها الداخلية للإعلانات والتهاني بالمناسبة، وجميعها ضاعفت عدد الصفحات للغرض ذاته، وهي فائدة كبيرة تعود على الصحف بالكثير من المال.. ولايمكن إنكار أنه حتى عند هذه المفردة من التقييم تكون خيرات وعطايا الوحدة حاضرة فاعلة، بقدر أو بآخر.
- الثاني: أفردت الصحف ذاتها مساحات متفاوتة من ذات العدد، لكتابات وتناولات موجهة، يجمعها دائماً أنها لاتقدر المناسبة، وتحاول جاهدة التهوين من حجم وقيمة الذكرى، وسلبها أهم علامات التوهج والإنجاز، وكأنها لاتتعامل مع منجز عظيم بحجم الوحدة وفعلها الحضاري والإنساني في حاضر ومستقبل الشعب والأمة.
^ من ناحية تفتح الصحفُ صفحاتها للمزيد من التهاني والمباركات مدفوعة الأجر، وبأثمان مغرية، ويفتح أصحابها جيوبهم والخزنات الحديدية للمزيد من »أمهات ألف« جديد لنج، وجزء منها يذهب مباشرة إلى الحساب في بنوك عدة بعضها »إسلامي« وحلال (..) دون شك فإن هذا الخير الوفير والنعم الجزيلة.. ما كان لها أن تكون وتصل إلى »الخُبرة« و»خُبرتهم« لولا الوحدة وأفضالها المشهودة على الجميع.
عند هذا المستوى، يقر ويعترف الملاَّك وأصحاب الامتياز وحتى الأحزاب وصحفها الناطقة، بأن الوحدة عموماً والمناسبة الحالية خصوصاً »خير عظيم« ويجب الاحتفال بها.. ونشر التهاني (..)..
^ من ناحية أخرى.. يتناسون كل ذلك الخير والغزارة »الزلطية«، ويتنكرون للمناسبة، حتى أن من يهتم ويكلف نفسه مشقة القراءة للمواد والمواضيع المرافقة، يعتقد أنهم يشبهون حالة »الأروغ« الذي يأكل من المائدة ويملأ جيوبه وصرته من خيراتها، ثم يخرج وهو يتأفف ويعلن استياءه وتضجره وتذمره، لأن المائدة ليست له وحده! أو أنه »ما بش فائدة« ولا »شبعت له بطن«! أمثال هذا، لا أشبع الله لهم بطناً.
^ أعرف أن »عاق والديه.. عاق والديه«، وأنه »لا يملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب«.. وأن من يهمه نشر الإعلانات بزلط، يهمه أيضاً نشر أي شيء آخر لأجل الزلط وإنْ بطريقة غير مباشرة، يعني بالضحك أو بالبهررة!.
|