الميثاق نت -

الإثنين, 17-يونيو-2013
حاوره/ توفيق الشرعبي- منصور الغدرة -
حماية السيادة اليمنية وحفظ أمن المواطن وكرامته أينما وطئت قدماه او حيثما حل رحاله، يتطلب بناء جيش وأمن على أسس وطنية وعلمية ومهنية.. وهي الثلاثية التي قصمت ظهر المؤسستين الدفاعية والأمنية اليمنية وأدت الى انشقاقها خلال الأزمة السياسية التي شهدتها اليمن مؤخراً.
من أجل إعادة بناء الجيش والأمن على أسس وطنية ومهنية يعمل فريق عمل أسس بناء الجيش والأمن في مؤتمر الحوار الوطني الشامل على هذه المهمة من خلال اعادة صياغة نصوص دستورية وقانونية.
الدكتور قاسم لبوزة عضو فريق عمل أسس بناء الجيش عضو مؤتمر الحوار يكشف لــ«الميثاق» تفاصيل مهمتهم، وما حجم الخطوات التي قطعوها في هذه المهمة..
الدكتور لبوزة قيادي مؤتمري ويتبوأ موقع وكيل محافظة الضالع، بدا حريصاً على إبعاد الجيش والأمن عن العمل السياسي والحزبي..
♢ فريق بناء الجيش والأمن الى أين وصل في إنجاز مهامه؟
- في البدء نشكرصحيفة «الميثاق» على أدائها المتميز تجاه مؤتمر الحوار الوطني ونقل الصورة كما هي للجمهور.. أما بالنسبة لمهامنا في فريق بناء الجيش، فقد قسمنا الفريق الى أربع مجموعات وكل الفرق أعدت تقاريرها واستخلصنا إشكالات خلال العمل وقد تم تجاوزها في حينه.
♢ من خلال نزولاتكم الميدانية كيف وجدتم الهيكلة.. بمعنى هل هي متوافقة مع أسس بناء الجيش وطنياً ومهنياً؟
- أثناء نزولنا الميداني أطلعنا على كل شيء ووجدنا أن الاجراءات التي تمت كلها فوقية خاصة بوزارة الدفاع ووصلت الى تقسيم مسرح العمليات الى المناطق.. وحقيقة ما تم الى الآن نحن راضون عنه كفريق ونشعر أنه يتوافق مع الأسس التي حددناها بنسبة تفوق على 95%.. وفترة الهيكلة ستكون طويلة وقد تصل الى أدنى حلقة من حلقات الهيكلة.
♢ كيف ستعالجون التجنيد الذي حصل خلال الأزمة بناء على معايير حزبية؟
- التراكمات التي حصلت خلال الأزمة وما قبلها أي منذ ثورة سبتمبر واكتوبر ألقت وأثقلت بكاهلها على الجيش، واعتقد أن تراكمات الأزمة الأخيرة كانت مجرد القشة التي قصمت ظهر البعير.
ومهمتنا كفريق هو وضع أسس مستقبلية ومحاولة تحديد بعض الإجراءات التي تواكب العقد الاجتماعي الجديد.. وقد اتفقنا على تثبيت مادة في الدستور الجديد تجرم العمل الحزبي أو الانتماء الحزبي في صفوف القوات المسلحة خلال الخدمة.. ومادة أخرى تجرم أي نشاط حزبي داخل القوات المسلحة، وإن شاء الله سيتم إعلان ذلك، وعلى أي فرد منتسب لهذه المؤسسة الوطنية وهو ينتمي لحزب معين أن يختار بين العمل الحزبي أو العسكري ومن حق أي شخص أن يختار ما يناسبه لخدمة وطنه.
♢ أعتقد أن هذه المواد كانت موجودة في الدستور النافذ؟
- مواد الدستور النافذ تحرم العمل الحزبي في المؤسسة العسكرية، أما ما ذكرناه فهو تجريم أي سيتم اتخاذ عقوبات كسحب الرتبة والطرد من القوات المسلحة واعتبار ذلك خيانة عظمى.
♢ وماذا عن عقوبة الحزب الذي ينشط داخل المؤسسة العسكرية؟
- التجميد والحل.. وقريباً سنعقد ندوة في التوجيه المعنوي يشترك فيها وزارة الدفاع وفريق بناء الجيش والامن في مؤتمر الحوار الوطني للخروج بميثاق شرف نحدد فيه وبشكل واضح الرؤية والموقف الذي يجب أن يتفق عليه الجميع.
♢ هل يعني أن منتسبي القوات المسلحة ستكون مهمتهم بعيدة عن الانخراط في التعددية الحزبية والسياسية؟
- بكل تأكيد وقد ثبتنا مادة تنص على أنه لا يحق لأي منتسب للقوات المسلحة أن يترشح أو ينتخب في الانتخابات العامة.
♢ حتى المشاركة؟
- نعم منعنا مشاركة أي شخص عسكري من الانتخابات أو الاستفتاء حتى يتم إبعاد الجيش تماماً عن الاختراق الحزبي.. نؤكد أننا سنخرج في الدستور الجديد بمواد رادعة سواءً للأشخاص الذين يمارسون الحزبية في الجيش أو للأحزاب التي تنشط فيه.
♢ ألا ترى بأن هذه الإجراءات تحتاج الى وقت طويل لترسيخها؟
- لابد أن تكون هذه الاجراءات آنية وتشريع للمستقبل.. يجب أن تتم هذه الخطوات الآن وبأسرع وقت لمنع أي فرد ينتسب للجيش التسجيل في السجل الانتخابي الجديد..
♢ هل كل مكونات الفريق متجاوبة مع هذا التوجه؟
- الكل متجاوب ومتفاعل مع هذا التوجه، وإذا كان هناك من رفض فه أنا لأنني ضابط في الجيش وأعمل رئيساً لفرع المؤتمر الشعبي العام في محافظة لحج.. لكنني رضخت للأغلبية.
♢ هل طرحتم في تقريركم تصوراً محدداً لحجم الجيش اليمني؟
- سيكون هناك حجم وفق مقاييس عالمية.. ربما نقر أن يكون عدد الجيش من واحد ونص الى اثنين في المائة من عدد السكان، بالإضافة الى نسبة الاحتياط في وقت السلم وزيادة الجيش في وقت الحرب.. قد يصل في وقت الحرب الى 350 ألفاً ثم ينقص الى 250 ألفاً في السلم.
♢ ما الهدف من هذا التحجيم؟
- نحن نريد جيشاً صغيراً مدرباً وحرفياً وقوياً وقادراً على حماية البلاد ومكاسبها الوطنية.
♢ وماذا عن الأعداد الأخرى التي سيتم استبعادها من الجيش؟
- سنشكرهم على ما قدموه سواءً كانوا وهميين أو يقومون بمهمات أخرى وسيتم استيعاب البعض في الاحتياط والبعض في حرس الحدود والأمن والبعض الى التقاعد.. جميعهم سيتم حماية حقوقهم ولن يكون هناك أي قلق عليهم.
♢ هل هذه الإجراءات تضع في الاعتبار الحفاظ على منظومة قوات الحرس الجمهوري سابقاً التي تعد وفقاً لخبراء عسكريين من أمهر القوات المدربة؟
- إذا تكلمنا على بناء جيش وطني ووحدات مدربة ومؤهلة على أسس وطنية وعلمية فهي موجودة معنا ويجب أن نحافظ عليها بعيداً عن المناكفات السياسية.. هذا الجيش الذي نطمح اليه موجود في الحرس الجمهوري ويجب أن نحافظ عليه وأي تفريط به يمثل خسارة كبيرة للقوات المسلحة.
يجب ألا نجعل الصراعات والخلافات السياسية والحزبية تعمينا وتلهينا عما هو إيجابي.. الحرس الجمهوري تجربة إيجابية وللعلم أن الخبراء الأردنيين الذين يشاركون في هيكلة وبناء الجيش اليمني هم أنفسهم الخبراء الذين كانوا موجودين وشاركوا وأشرفوا وعملوا على تأسيس هذه الوحدات المبنية على أسس علمية ومهنية ووطنية.. وإذا كان هناك أي ملاحظات موضوعية حول تموضع هذه الوحدات فلا مانع من طرحها ولكن يجب أن نحافظ على هذه المنظومة القتالية التي تعتبر من أهم المكاسب الوطنية والتفريط بها تحت مبررات سياسية ضيقة خيانة للقوات المسلحة وللوطن والشعب.
ولا أعتقد أن هناك شخصاً وطنياً مخلصاً أو عسكرياً مهنياً يشكك بقدرات قوات الحرس الجمهوري أو مهاراتها أو مهنيتها أو وطنيتها.. هذه الوحدات يجب أن تكون محل فخر واعتزاز كل اليمنيين بعيداً عن المناكفات الحزبية والسياسية.
♢ هناك من يقول إن الجيش أصبح مخترقاً من قبل الأحزاب والقوى المتطرفة؟
- عندما تحدث الأزمات والمشاحنات والتعبئة الحزبية تحصل مثل هذه الاختراقات.. ولكن عبر التاريخ الجيش دائماً منحاز الى جانب الوطن والقضايا الوطنية.. وأؤكد أن كل المجندين حزبياً عندما يجدون أنفسهم وسط جيش مهني وطني يقف الى جانب قضايا الشعب والوطن سيكونون حينها أكثر ولاءً له من الأحزاب أو المصالح وسيتخلون عمن سعى لجرهم الى صراعات سياسية أو عقائدية.
♢ هل فعلاً أنكم في فريق بناء الجيش والامن اقترحتم بأن يكون حرس الحدود تابع لوزارة الداخلية بدلاً عن الدفاع؟
- هناك مجموعة من الفريق ترى بأن يكون حرس الحدود تابع لوزارة الداخلية لأن مهامها أمنية أكثر مما هي عسكرية أو يضم خفر السواحل الى القوات المسلحة لأن ما يواجه بلادنا هو التهريب الذي يبدأ من البحر وينتهي في البر، وبالتالي العمل مشترك، وهناك ازدواج في المهام وهذا يتطلب أن تكون قوات حرس الحدود وخفر السواحل تابعة لجهة واحدة، وبرأيي الشخصي أن تكون تابعة لوزارة الداخلية لأن مهامها أمنية أكثر من كونها عسكرية.
♢ أنت حالياً رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة لحج وأيضاً ضابطاً في القوات المسلحة .. أليس من البديهي أن تكون أنموذجاً للتخلي عن الحزبية من الجيش؟
- أنا سأقدم استقالتي من الجيش وسأبقى في المؤتمر الشعبي الى أن أموت إن شاء الله، وأنا عملياً الآن منتدب وليس لي في الجيش إلا الراتب وسأعمل على نقله الى الجهة التي أعمل فيها مدنياً كي أبقى ناشطاً سياسياً وسأحث زملائي ليحذو حذوي في هذا الجانب.
♢ متى ستتخذ هذه الخطوة؟
- في أقرب فرصة.
♢ لو عدنا الى نسبة حجم الجيش هل ستكون النسبة الكبيرة من أعداد الأفراد في البرية أم البحرية أم الجوية أم حرس الحدود؟
- من الطبيعي أن يكون العدد الأكبر في القوات البرية وسنعمل على رفع أعداد القوات البحرية نتيجة للتحديات التي تواجه البلاد من هذا الاتجاه وفي مقدمتها التهريب.
♢ هل أنت مع عودة المبعدين والمتقاعدين الى الجيش أم أن هناك خياراً آخراً لترتيب أوضاعهم برأيك؟
- أنا مع عودة كل المبعدين والمتقاعدين قسرياً، وبالذات المقصيين بعد حرب 94م ومع استيعابهم في إجراءات الهيكلة ومن كان قائد لواء يعود قائد لواء.. ومن كان أركان لواء يعود أركان لواء وهكذا يكون التعامل مع الكل.
♢ هل بدأوا بالعودة الى معسكراتهم بعد توجيه رئيس الجمهورية بذلك؟
- الى الآن لا.. لأنه لا توجد مناصب شاغرة ولكن مع الهيكلة والاستحداثات الجديدة سيتم استيعابهم حتى يكونوا فاعلين على الواقع.
♢ كيف وجدتم الجيش خلال نزولاتكم الميدانية بمعنى هل هو من كل المحافظات؟
- دعنا نكون صادقين.. من بعد 94م هناك مناطق مقصية تماماً من الجيش.. وكانت المناطقية طاغية بعد هذا التاريخ، وقد وضعنا مواداً تكفل أن يكون ا لجيش وطنياً أي من كل محافظات ومناطق اليمن 50% جغرافياً و50% وفقاً للنمو السكاني، وهذا إجراء سيطبق في التجنيد والقبول بالكليات والمعاهد والمنح الدراسية.
♢ متى ستبدأ القوات المسلحة بإخلاء المدن من معسكراتها؟
- عندما تخلي القوى المدنية ميليشياتها من ذات المدن.
♢ القوى المدنية جميعها تمتلك السلاح وتكدسه في مخازنها وباستطاعتها ايجاد المليشيات كلما دعت الحاجة لذلك؟
- فريق بناءالجيش والأمن وضع مادة في تقريره النهائي وتم التصويت عليها هذه المادة تجرم امتلاك أي حزب أو جماعة أو قبيلة أو فرد أسلحة متوسطة أو ثقيلة..
♢ هذا الكلام مطروح في مشروع قانون مؤجل منذ برلمان ما بعد الوحدة؟
- أنت تقصد قانون حيازة السلاح.. نحن وضعنا مادة دستورية بدلاً من العجين في هذا القانون.
♢ هل أنت متفائل بنجاح الحوار؟
- مائة في المائة.. لأن هذه فرصة تاريخية لم تعط لمن سبقونا.
♢ ماذا عن المقاطعين لمؤتمر الحوار ومدى تأثيرهم؟
- فاتهم القطار.. فاتهم القطار.
♢ هل الفترة المتبقية للحوار كافية؟
- نعم لأن القناعة والإرادة متوافرة عند الجميع لبناء يمن جديد في إطار الوحدة التي بدونها لن يكون هناك يمن جديد ولا قديم!!
♢ ألا ترى بأنكم لن تكملوا الحوار إلا وقد تم اغتيال غالبية القادة العسكريين في ظل الانفلات الأمني؟
- هذا شيء مزعج جداً، ولا نريد أن نكون واقعين في الجدل البيزنطي دون أن ندرك ذلك.. يجب أن يسير الحوار مع الإجراءات الحكومية بشكل متوازنٍ، حتى لا ينعكس ما يجري من الواقع على مجريات الحوار الوطني.. رغم أننا ندرك أن لكل حرب ضحاياها.
♢ لماذا برأيك أكثر الضحايا هم من الجيش رغم أن الحرب سياسية وليست عسكرية؟
- لأن هذه المؤسسة الوطنية لم تسلم من التآمر منذ تأسيسها وستستمر هذه المؤامرة عليها، وكلما كانت صلبة ومتماسكة ستتكسر عليها كل المؤامرات.. والانفلات الأمني الحاصل سهل المهمة للقاعدة لتقوم بارتكاب جرائمها الارهابية من خلال استهدافها للقيادات العسكرية التي جمعت معلومات عن عناصر هذا التنظيم.. وأعتقد أنه بعد فترة وجيزة سنجد عناصر من تنظيم القاعدة يتجولون في الشوارع ولا أحد يعرفهم لأن الذين لديهم معلومات عنهم قد تم تصفيتهم في ظل هذا الانفلات الأمني..
♢ هل يعني هذا أن وزارة الداخلية فشلت في أداء مهامها؟
- الواقع يقول هذا، ولو كنت مكان وزير الداخلية لقدمت استقالتي فوراً.. إلا إذا كانت هذه هي أجندته فهذا شيء آخر..
♢ رسالة توجهها في ختام هذا اللقاء لزملائك في مؤتمر الحوار الوطني؟
- أتينا نمثل أحزاباً وتنظيمات ومنظمات مدنية ومرأة وشباب، لكن في الأخير نحن 565 شخصاً تحملنا الأمانة التي تبرأت منها الجبال، فعلينا أن نترك كل عقد الماضي ومآسيه ونضع نصب أعيننا اليمن ولا يوجد هناك سقف للمصارحة ولكن يجب أن يكون هناك نية صادقة وعزم لأن نخرج بعقد اجتماعي جديد يؤسس لحياة مدنية آمنة ومستقرة.. وأنا أثق أن هذا الشعور موجود لدى أعضاء مؤتمر الحوار الوطني.
♢ رسالتك لأبناء المحافظات الجنوبية؟
- اسألوا أنفسكم سؤالاً واحداً.. لماذا أبناء المناضلين العظماء ممن ضحوا بأنفسهم من ثورة سبتمبر واكتوبر هم متواجدون في مؤتمر الحوار الوطني.
وعليهم أن يسألوا ايضاً لماذا ضحى الأحرار من أبناء الجنوب والشمال بأرواحهم.. أليس من أجل الوحدة اليمنية، فكيف يقبل الأبناء اليوم على أنفسهم أن يعملوا ضد أقدس أهداف وأحلام آبائهم.
كما اتوجه برسالة لأبناء المحافظات الشمالية وأقول سلوا أنفسكم لماذا الجنوبيون أصبحوا أعداء بجنون للوحدة وهم كانوا عشاقاً مجانين لها؟
وإذا سألوا أنفسهم بهذا سيقبلون بأي حل يبقي الوحدة.. هناك ضيم.. هناك ظلم.. هناك قهر وغبن .. هناك ضرر.
يجب أن نعيد للوحدة بريقها وألقها في ظل دولة مدنية يتساوى فيه المواطنون وتحترم فيها الحقوق والحريات.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 10:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-32727.htm