الميثاق نت -خاص: - شهدت الحركة الكشفية والإرشادية اليمنية في الآونة الأخيرة عدداً من الارهاصات والتباينات الخلافية في الرؤى ووجهات النظر بين عدد من الأطراف القيادية على مستوى مجلس الإدارة وارتفع صدى هذه التباينات عالياً حتى تجاوز حدود البيت الكشفي إلى أن أصبح يسمع في محيط الجوار أو يقرأ على صفحات الجرائد.. ولأن القاعدة تقول: إنه لايوجد دخان بدون نار، فإن مؤشرات هذه الأصداء الخلافية المتنامية باتت تنبئ يقيناً عن وجود أزمة حقيقية غير معلنة تعاني منها هذه المنظمة الشبابية، وبالتالي فإن ما نسمعه اليوم من أصداء ماهي إلاَّ بعض الأعراض الظاهرة لهذه الأزمة.. صحيفة »الميثاق« سعت الى الكشف عن جذور هذه الأزمة المفترضة وتشخيص أسبابها بهدف المساعدة لتسهيل مهمة من يقرر نوع الدواء.. ولكي يكون التشخيص سليماً وعلى قدر أكبر من الدقة فقد اقتضى الأمر الاستعانة بأحد الخبراء المختصين بالشأن الكشفي والإرشادي.. ووجدنا هذه الصفات تتوافر عند القائدة الكشفية السابقة/ نسيم أحمد المليكي التي اجابت بهدوء المطلع الواثق والحصيف عن مختلف التساؤلات بشكل موجز وقالت: إن مايحدث في أوساط العمل والنشاط الكشفي اليوم هو أمر متوقع باعتباره نتاجاً لاختلالات أخرى تجمعت بشكل تراكمي وأعاقت هذه المنظمة عن تطوير نشاطها وتحقيق أهدافها وتسببت في كثرة مشاكلها وخلافات القائمين عليها، ولعل من أبرز أسباب هذه الاختلالات مايلي: أولاً: سيطرة بعض العقليات القيادية المعتقة على كل مفاصل العمل الكشفي والإرشادي لأكثر من عقد من الزمان دون أي تجديد في القيادات أو في أساليب العمل والنشاط بشكل عام، هذا إلى جانب تهميش القيادات المؤهلة وخصوصاً في المحافظات الأخرى خارج العاصمة أو قطع الطريق عليها عند مستوى معين لايتجاوز حدود الميدان مهما كانت الكفاءة والخبرة التي تتوافر لديها، بالإضافة إلى غياب البرامج الجادة والطموحة في جانب التأهيل والتدريب الذي يواكب تطورات العصر الحديث. ثانياً: غياب روح التطوع في العمل الكشفي والإرشادي وسيطرة الجانب المادي على عملية التحفيز لأي عمل أو نشاط مثلما حدث في كل الأنشطة الماضية التي موَّلتها بعض الصناديق مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان وصندوق رعاية النشء والشباب.. وهذا الأمر المتعلق بالجانب المادي تسبب في دخول عدد كبير من المتطفلين والمنتفعين إلى مختلف تكوينات الحركة الكشفية والإرشادية.. حتى أصبحت هناك بعض بؤر للفساد التي يستفيد منها عدد ضئىل يمثلون أنفسهم لاغير. ثالثاً: عدم العمل في جانب التوظيف الجيد للأنشطة الشبابية المستديمة، وغياب الديمقراطية الداخلية وعدم تنظيم الانتخابات الدورية لاختيار مجلس إدارة الجمعية وتغييب دور الجمعية العمومية في رسم السياسات العامة وفي ممارسة دور الرقابة والمحاسبة.. وهنا نجد أيضاً أن العمل المالي يعاني من التكتم والسرية الشديدة وليس هناك أي نوع من الشفافية في الجانب المالي حتى أمام بعض القيادات الفاعلة في إدارة النشاط الكشفي والإرشادي. رابعاً: إن حرص البعض على ربط جمعية الكشافة والمرشدات بشكل مباشر ورسمي مع وزارة الشباب قد أفقد الجمعية طابعها الأهلي التطوعي وأفقدها مصادر القرار الداخلي المستقل كمنظمة غير حكومية وأسهم في بقاء عدد من القيادات »المعنية بقرار« لسنوات طويلة تتجاوز العمر الافتراضي لشغل أي منصب في أية منظمة مماثلة.. وهنا لابد من التأكيد أولاً على استقلالية المنظمة باعتبارها منظمة أهلية، والأمر الآخر على ضرورة تنظيم الانتخابات الكشفية والإرشادية مثلما هو معمول به في المنظمات الكشفية والإرشادية العربية والدولية، وهذا الأمر أيضاً يقتضي تصحيح اللوائح والهياكل والأنظمة الداخلية وإتاحة الفرصة للكوادر الشابة »أقل من 35 سنة« ولا مانع من الاستفادة بنسبة معينة من الكفاءات والخبرات القديمة في اللجان الاستشارية والفنية ولجان التأهيل والتدريب وبرامج تنمية الراشدين.. والتخطيط الاستراتيجي طويل المدى. وأخيراً لاننسى هنا أهمية الدور الكبير الذي يمكن أن تقوم به وزارة الشباب والرياضة في جانب التحديث والتطوير وإعادة تصحيح البناء المؤسسي للحركة الكشفية والإرشادية، وذلك انطلاقاً من مسئولياتها واختصاصها كجهة راعية رسمية لهذه الحركة، وثانياً من جانب دورها الإشرافي والرقابي لعمل ونشاط هذه الحركة لصالح الشباب والمجتمع بشكل عام. وأعود إلى التأكيد مرة أخرى على أهمية الانتخابات لدورها الفاعل في معالجة الكثير من مشاكل الحركة الكشفية والإرشادية في اليمن.. حتى وإن أسفرت عن عودة نفس القيادات السابقة لكنها ستبقى مكسباً يرسي القواعد الثابتة للتغيير والتطوير والتجديد في القيادات وفي البرامج وفي أساليب التخطيط والإدارة لتحقيق الأهداف النبيلة للحركة الكشفية والإرشادية اليمنية. وقبل أن نصل إلى نهاية المطاف في هذا الحديث، لم يغب عن بال الأخت نسيم المليكي أن تعبّر عن اعتزازها وافتخارها بأنها كانت إحدى القيادات الشبابية التي انتخبتها الحركة الكشفية والإرشادية، وان ما وصلت إليه من منصب رفيع في العمل الأولمبي قد تحقق بفضل ما تعلمته وما اكتسبته من خبرة ونشاط في العمل الكشفي والإرشادي.. وتضيف: بالإشارة إلى أنها تعتز وتقدر كل من يعملون بإخلاص لصالح هذه الحركة الشبابية الرائدة. يشار الى أن الأخت نسيم المليكي، كان قد سبق لها العمل في المجال الكشفي والارشادي لفترة طويلة وقد تدرجت في السلم القيادي لهذا المجال الى أن وصلت الى المستوى القيادي المتقدم، ثم ابتعدت عنه مؤخراً بشكل رسمي نظراً لطبيعة انشغالها بالعمل في المجال الأولمبي الذي أصبحت تشغل فيه منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية، وهو أعلى منصب رياضي وطني تتبوأه امرأة في اليمن. |