عبدالله الصعفاني -
سئلت حوّاء : هذا آدم هل تتزوجينه؟ ردت بعفوية : ليش.. وهل في غيره؟ العبارة من وحي خيال قائلها.. لكنها تختزل معنى أن لا تكون هناك خيارات فإما الحوار بدون سقف أو القتال الذي يفضي إلى الحتف.
♢ والشاهد لم يكن أمام اليمنيين سوى التسوية السياسية والقبول بشتى صور الوصاية.. فلقد جربنا التعايش مع مبدأ «ويبقى الحال على ما هو عليه» فضاقت البلاد بفساد الحكومات وشطط مراكز النفوذ وتواري النفوس اللوّامة أمام طغيان النفوس الأمّارة بالسوء.
♢ جرّبنا الحروب في أكثر من محطة تاريخية لنكتشف أنه «ما تحرق النار إلا رجل واطيها».. حيث كان الفاسد والعابث والمترهل وآكل السحت ومشعل الحرب يخرج من كل مواجهة كما تخرج الشعرة من العجينة.. وجربنا إدارة الأمور «بالطبطبة» فتحول أراذل القوم إلى كائنات اخطبوطية تمد أذرعها إلى كل شيء.. فكان ما كان ولا يزال كائناً.
♢ ولكل ما سبق فإن الأنظار لا تزال تتجه إلى هضبة ظهر حمير شرق العاصمة.. حيث (565) ناقص المنسحبين والمعلقين والمتغيبين يحاولون البحث عن بنية تشريعية جديدة تصل ما انقطع وترمم ما تهدم.. وتفتح نافذة في هذه الجدران العازلة.
♢ غير أن نجاح هؤلاء في مهمتهم مشروط باستجابتهم لفعل الأمر والرجاء «صفّوا النيّة».. فبدون نوايا صافية ستكون هزيمة الفعل أمام القول «كبر مقتاً أن تقولوا ما لا تفعلون».. وبدون استحضار الصدق ستحل على الفندق وَمَنْ فيه سحابة التكاذب.
♢ وباستثناء الذين لم يلحقوا الأذى ببلادهم بعد.. وفي المقدمة غالبية بنات حوّاء وبعض الشباب الذين لم تلوثهم مكايد الأحزاب فإن غالبية الوجوه وأبرزها في منصة هيئة الرئاسة والقاعة ومايكرفون الرياضة الكلامية كانوا جزءاً أصيلاً في المشكلة ومتهماً في الذي لحق بالناس من الظلم.
♢ وليس لهؤلاء داخل الحوار وأولئك خارجه إلا الإنصات للأصوات الغيورة التي تقول لهم بحسم : كنتم ولا تزالون المشكلة فكونوا جزءاً من الحل..!!