الإثنين, 24-يونيو-2013
الميثاق نت -   علي عمر الصيعري -
(كشفت مصادر خاصة عن قيام جهات ناقمة على الثورة والتغيير بالإعداد الحثيث والترتيب لحالة من الفوضى عبر الاستعانة بجيش من الميليشيا الخاصة والمدربة وذلك لتنفيذ سيناريو قائم على العنف في محاولة لإسقاط حكومة الوفاق الوطني وضرب سمعة الأحزاب السياسية في حكومة الوفاق).
هذا ما صدرته الصفحة الرئيسية في صحيفة «مأرب برس» لعددها الصادر يوم السبت الماضي ،وما نشره موقعها الالكتروني التابع وإياها للجنرال "علي محسن " ، حيث أضافت لهذا الزيف قولها : (ونقلت صحيفة "مأرب برس" عن مصدر يعمل في جهاز الاستخبارات القول بأن الجهات الأمنية كشفت عن غرفة عمليات يشرف عليها مقربون من الرئيس السابق تشرف على إعداد هذا المخطط وشخصيات وصفها بالنافذة في النظام السابق فقدت مصالحها ومراكزها، بالتعاون مع عناصر الحوثي في العاصمة صنعاء وعدد من محافظات الجمهورية).
فأي عاقل ، محلل سياسي أو صحفي كان، يسمح لنفسه بقول هذا الهراء ونشره في جريدته وموقعه ؟! .. غير أنني لا أستغرب على هاتين الوسيلتين "الجريدة والموقع" نشر مثل هذه الأقاويل التي عادة ما يكون مصدرها ضابطاً في الأمن السياسي، طلب عدم نشر اسمه ، وفي الواقع لا وجود له إلا في مخيلة رئيس تحريرهما المشوشة !! والسؤال يقول هنا : ولماذا كل هذا التجييش والمليشيات الخاصة وغرفة العمليات ، وهناك نصف الحكومة من وزراء النظام السابق في مقدورهم أن يطيحوا بالحكومة إذا قدموا كلهم استقالاتهم للأخ الرئيس ،من دون إراقة قطرة دم.. أليس هذا الجهل بالمهنية الصحفية كافياً لأن يحكم المواطن العادي على هذه الجريدة ، وذلك الموقع ؟!.. ثم أن هذا المقال وما سبقه من مقالات وتقارير إخبارية يُعتبر تحدياً سافراً لتوجيهات رئيس الجمهورية ومقررات مؤتمر الحوار الوطني الرامية للمحافظة على الأجواء الآمنة لمؤتمر الحوار ، وعدم الانجرار وراء الأهواء الصحفية الذاتية أو الانصياع لتوجيهات ملاكها الذين يبيتون مرامي لعرقلة هذا المؤتمر ، بل والحفاظ على ما تبقى من هامش الاستقرار الداخلي .
كما نشر الموقع ذاته يوم السبت الماضي تقريراً جاء فيه : (إن اللواء علي محسن الذي ارتضاه الرئيس هادي مستشارًا لشئون الأمن والدفاع؛ يعلم - أكثر من غيره - أنه أحد أصدق رجال المرحلة، وأقوى أصمّتها، وأنه أشجع الرجال وأوفاهم في الملمات التي تعصف بالوطن على امتداد معرفته به ........ الخ) فبنظرة سريعة على صياغة هذه الفقرة من التقرير الزائف ــ على سبيل المثال ــ يتضح للقارئ أن علي محسن هو المادح نفسه فيها . إذ كان من المفترض أن تأتي الصياغة على النحو التالي : (إن الرئيس هادي الذي رضي عن اللواء علي محسن وعينه مستشاراً ، يعلم ــ أكثر من غيره ــ أنه احد اصدق ......... الخ) وهكذا ليحاول أن يقنع عباد الله بأنه ــ أي اللواء ــ الدرع الحصين للأخ الرئيس هادي ،ويختتم قوله بـ(.. لكن هيهات أن يتخلى الفارس عن درعه ولو كانت ثقيلة الوزن.) ، ألا تشمون رائحة النفاق والزيف ،والفقر المهني الذي لازم هذا الموقع وسيلازمه مادام من يقوده ويقود جريدته مفلس وجاهل بأسس وأصول الأسلوب الصحفي ، ومهنية صياغة التقارير الصحفية ؟! .. إنني أرثي أمثال هؤلاء الدخلاء على مهنة الصحافة في وطن دمروه ويدمرونه بجهلهم ورداءة أقلامهم .
قال الشاعر :
رأيتُ جماعات من الناس أولعت
بإثبات أشياء استحال ثبوتها
فقد أخبَرت،عن غيها، سنواتُها
كما أخبرت آحادها وسبوتها
وما هي إلا النار تُوقد مرةً
فتذكو، وتاراتٍ يحين خبوتُها
(المعري)
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-32910.htm