الميثاق نت: -
< أدلى الأمين العام المساعد للمؤتمر الدكتور احمد عبيد بن دغر في مقابلة تلفزيونية لقناة «اليمن» الفضائية بتصريحات مهمة حول القضايا البارزة على الساحة الوطنية وموقف المؤتمر منها وللأهمية تنشر «الميثاق» نص المقابلة فيما يلي :
♢ كيف تقَّيم حتى هذه اللحظة كل مجريات الحوار الوطني خاصة بعد انعقاد الجلسة العامة الثانية للمؤتمر؟
- اعتقد وكثير من أعضاء الحوار يوافقني هذا الرأي أن جميع الفرق تسير على نحو طيب وهناك فارق في عمق القضايا التي يتناولها الحوار ولكن بشكل عام جميع القضايا تسير بالاتجاه الصحيح ونتوقع أن نصل الى نهاية الجلسة الثانية بنتائج طيبة- إن شاء الله-.
♢ باعتباركم عضو المؤتمر الشعبي العام وعضو فريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار.. برأيكم ما هي تصورات المؤتمر الشعبي العام لحل القضية الجنوبية؟
- نحن قلنا في المؤتمر الشعبي العام إن القضية الجنوبية هي قضية اليمن وتهمنا جميعاً ليس هناك في هذا الموضوع سلطة ومعارضة أو مشترك ومؤتمر وليس هناك من هم مؤمنون وغير مؤمنين بالقضية الوطنية أو بمصلحة الوطن العليا اعتقد أن الجميع في القضية اليمنية هم واحد وقضية واحدة فاذا نظرنا الى هذا الموضوع من هذه الزاوية أعتقد أننا سوف نقترب من حلول مناسبة ترضي أهلنا في المحافظات الجنوبية والشرقية نشأت القضية حقوقية والآن هي قضية سياسية بامتياز ولأنها نشأت على هذا النحو فأنا أتصور بأن معالجة القضايا ذات الطابع المطلبي قد أصبح ملحاً الآن ودون تأخير ولكن المسألة لا تتوقف عند هذا الحد فهي تتعلق ببناء الدولة ولم يعد بإمكان أهلنا في المحافظات الجنوبية أن يقبلوا بدولة على هذا النحو هذه الدولة التي أسسناها في 1990م لم تعد قادرة على احتضان اليمن كل اليمن ولكي يكون لدينا بلد موحد فلابد أن نختار الدولة المناسبة التي تحمي الأرض والشعب.
♢ هذا يعني أن رؤيتكم في المؤتمر الشعبي العام تنطلق من هذه النقطة وهي تطور الدولة المدنية الحديثة والجديدة لليمن؟
- ما من شك يعني بدون البحث في عمق المشكلة ومحتواها لن نصل الى حلول والبحث بهذا المستوى يتطلب بالضرورة بحثاً عن دولة مدنية تحمي مصالح الناس جميعاً دون استثناء.. حدثت مظالم في المحافظات الجنوبية والشرقية وحصل نوع من الاقصاء والتهميش لبعض الفئات والأحزاب لكن من المؤكد أن الجميع الآن مدركون بأننا نبحث تحت سقف واحد هو سقف الوحدة الوطنية وحدة اليمن.
♢ ألا ترى أن كل الأطياف السياسية لن تجمع على رأي واحد للقضية الجنوبية هذا الاختلاف كيف يؤثر على حل القضية الجنوبية؟
- أنا اعتقد أن جميع الرؤى تتقارب هناك بعض الرؤى تتقارب هناك بعض الرؤى تبدو بعيدة عن بعضها البعض هناك رؤية على سبيل المثال مازالت تدعو الى فك الارتباط وحق تقرير المصير وشيئاً من هذا القبيل ولكن ربما الرؤى التي طرحت حتى الآن أو تم الحديث فيها خاصة في اطار فريق القضية الجنوبية مقتنع على أنه ليس هناك من حل للقضية إلاّ في إطار الوحدة اليمنية هذا المسألة الاختلاف فيها شخصي وليس كلي والعقل سوف يسود في نهاية المطاف فيما يتعلق مع هذه القضية.
♢ غياب بعض مكونات الحراك الجنوبي خاصة الموجودة في الخارج هل باعتقادك يؤثر سلباً على حل القضية الجنوبية؟
- بصراحة كنا نتمنى لو كانوا موجودين داخل مؤتمر الحوار يبحثون عن الحل من خارج اليمن وأتصور أن الحلول من خارج اليمن مستعصية ليس لأنها مستحيلة فقط ولكن لأن الشعب اليمني سيرفضها كل الاتجاهات في مؤتمر الحوار تؤكد أصالتها أولاً وانتمائها لليمن والذين يريدون الحوار من خارج اليمن عليهم أولاً أن يعودوا مرة ثانية الى أصولهم اليمنية أياً كانت دوافعهم أن هذه القضية هي قضية يمنية بدرجة أساسية لم تفضِ الى اطروحة منطقية كل الأطروحات حتى التي تستقطب الناس وأهلنا في المحافظات الجنوبية وتحظى باهتمامهم وتأييدهم هي في نهاية المطاف لن تقدم حلاً للمشكلة ليس هناك من حل يمكن أن يقال عنه.. ممكن اذا جاء تحت شعار فك الارتباط أو تحقيق الاستقلال كما يقال هذه الفئات أن تنضم ولو في وقت متأخر الى مؤتمر الحوار هي نوعان الذي يدعون بصراحة الى فك الارتباط هؤلاء.. اعتقد أنهم لن يأتوا الى مؤتمر الحوار ولكن هناك فئات تبدو وسطية ومعتدلة ولها رموزها هذا التيار أتوقع أن ينضم في مرحلة من مراحل الحوار الوطني وأعتقد أن أنضمامه سوف يشكل مكسباً له ولليمن وفي نفس الوقت سوف يساعد على اتخاذ حلول ترضي أغلبية كبيرة من أهلنا في الجنوب وفي واقع الأمر هناك عوامل أخرى تؤثر في القضية الجنوبية مثل التدخل الخارجي وعوامل التأثر بالآخرين وللأسف هذه العوامل مازالت تفعل فعلها حتى اللحظة.
♢ الحلول التي أنجزت حتى الآن فيما يتعلق بحل قضية مثل قضية الأراضي والمسرحين قسرياً باعتقادكم هل تمثل خطوة أو لبنة أولى في حل القضية الجنوبية؟
- علينا أن نقدر جهد الرئيس عبدربه منصور هادي في هذا الجانب هو يبذل جهداً استناداً الى توصيات رفعت اليه من اللجنة الفنية بما يتعلق بالنقاط العشر.. نحن أيضاً في المؤتمر الشعبي العام نشجعه أن يمضي نحو هذه الحلول دون أن ينتظر الحلول بالضرورة التي ستنتج عن مؤتمر الحوار الوطني، لكن من المهم جداً أن يعرف الناس بأن مشكلة الأراضي ليست مشكلات ناتجة عن الوحدة هي مشكلات ما قبل الوحدة ولها عمق تاريخي طويل حتى أن بعضها من قبل الاستقلال الوطني وخاصة الصراعات على الأراضي بين قبائل ومناطق هذه لها تاريخ زمني بعيد وتؤثر على هذه القضايا خاصة القضايا الزراعية أما ما يتعلق بقضية المساكن وخاصة في المدن الرئيسية أتصور أنها موجودة فقط في عدن.. المكلا قد تجاوزت هذه الاشكالية من وقت مبكر، أيضاً زنجبار والحوطة وسيئون والشحر قد تجاوزت هذه الاشكالية أو تكاد تتجاوزها ولا توجد مشكلة كبيرة.. الاشكالية في عدن وفي عدن يجب أن تكون الحلول لصالح الطرفين يعني يجب ألا يفهم بأن هناك حلولاً يمكن أن توضع خارج مصلحة المستأجرين والملاك لابد أن نجد طريقة ترضي بها الملاك وأخرى نحافظ فيها على استقرار الستأجرين.
♢ هناك أطروحات كثيرة على الساحة خاصة من قبل الشباب مثلاً أن من استفادوا من هذه المشاكل في الماضي هم متواجدون في الحوار.. كيف يمكنهم حل قضايا اليمن وهم أصلاً مشاركون في الاخطاء التي حدثت في الماضي؟
- اذا لم يحلها هؤلاء الناس فلن تحل هذه القضايا طالما وهم عاصروها وعاشوها وكان بعضهم على الأقل سبباً فيها فلن يستطيع أحدٌ حلها اذا لم يساهموا في حلها هذا جانب ومن جانب آخر يؤكد الترابط في المراحل التاريخية في اليمن هناك رموز قد أثرت في اليمن كانت في مراحل سابقة موجودة ومازالت حتى الآن تواصل نضالها وهو الأمر الذي يسهل عملية الحلول ولا يعقدها هؤلاء الناس على معرفة بتفاصيل هذه القضايا وتداعياتها وآفاقها ولذلك هم أقدر على حل هذه الاشكالية وأنا متأكد أن أطروحات جميع القوى السياسية هذه الرموز التي لا تنتمي الى أحزاب مستقلة أطروحاتهم فيما يتعلق ونظرتهم لهذه القضايا قد تغيرت وتطورت مع الوقت ومع الزمن وأنا أرجو أن تتغير نظرتنا تجاه هذه المسألة برمتها بمعنى أن ننظر الى هذه القضايا كقضايا يمنية تهمنا جميعاً لأن المشكلة في الجنوب التي نسميها اليوم قضية تؤرق الوحدة وتؤرق اليمن بشكل عام واذا لم نجمع على معالجات منطقية معقولة لها، فلن يستطيع أحد آخر أن يقدم لنا هذه الحلول.. في مؤتمر الحوار كل القوى الوطنية معنية بهذه القضية ابتداءً من الحراك وانتهاء بالقوى التي لم تمارس الحكم مباشرة وهناك قوى أيضاً دفعت قدراً في الحوار ولم تكن في يوم من الأيام شريكة ولكنها تشارك في صنع هذه الحلول هذا التنوع الكبير في الرؤى والمواقف والمكونات اعتقد أنه سيضع في نهاية المطاف حلولاً معقولة للمشكلة.
♢ باعتباركم الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام وكلنا نعلم أن المؤتمر له ثقله على الساحة السياسية اليمنية ولكن هناك أطروحات تقول إن المؤتمر الشعبي العام عندما كان الحاكم المطلق لليمن هناك الكثير من الاشكاليات والمشاكل التي حدثت وعلى رأسها القضية الجنوبية وقضية صعدة.. كيف ترى ذلك؟
- نحن في جذور ومحتوى القضية كان لنا رأي واضح أولاً أن هذه ليست قضية بين شمال اليمن وجنوبه بين شعب هنا وهناك هي قضيتنا المشتركة ومهم جداً هذه القضية هذه الرؤية يجب أن تترسخ لدى الجميع ثانياً نحن نعتقد وقد قلنا في الجلسة العامة السابقة وفي جلسات الحوار الخاصة بالقضية الجنوبية وبناء الدولة أن هذه الاشكاليات لها جذور قديمة دعنا نأخذ بعض الجوانب السياسية في القضية الجنوبية ليست الصراعات السياسية بنت 94م كما يقول بعض الزملاء أن جذرها يبدأ فقط من عام 94م في الواقع بعض المشكلات بدأت ما قبل 67م وقد كانت هناك حرب أهلية ونتج عنها أن طرفاً من الأطراف قد خسر المعركة وفر الى شمال الوطن ومن هناك بدأ يمارس عمله المعارض وعند الاستقلال حصلت هناك اشكاليات كبرى في اطار الحزب الاشتراكي والجبهة الوطنية والحزب الاشتراكي اليمني فيما بعد والأحزاب التي انتمت اليه في هذه الفترة من 67م وحتى تحقيق الوحدة حصلت مراحل صراع وعنف أدت الى إقصاء بعض الأطراف وهروبها الى الشمال والى خارج الجزيرة العربية كل هذه أضافت تعقيدات مختلفة وربما زرعت جذوراً مختلفة للقضية الجنوبية والقول إن القضية الجنوبية بنت 94م فيه شيء من الخطأ هناك أخطاء نستطيع أن نعترف ويعترف بها الجميع حتى الآن نحن نقول يبدو لي هكذا مع أنه لم يصرح بوضوح أتصور أن هناك مكوناً أو مكونين داخل المؤتمر يعترفون بأننا عندما اخترنا طريق الوحدة في 30 نوفمبر 1989م لم نكن على قدر كبير من الحصافة بحيث نختار الدستور الذي يلائم بلدنا في ذلك الوقت وأنا أقول إن التجربة كانت لا تسمح في ذلك الوقت بمثل هذا التفكير اليوم بعد مضي ما يقارب خمساً وعشرين سنة من الوحدة تغير تفكيرنا السياسي وتطورت خبراتنا وخبرات القوى والأحزاب السياسية ولذلك لديها تفكير مختلف فيما يتعلق ببناء الدولة ولكن في حينها كان القرار صحيح وكان تنقصه بعض الخبرة السياسية وبعض الفقه في الدستور الجيد وصحيح ذلك الوقت كنا محكومين بظروف لا نستطيع اليوم نحن قد تطورنا وتغيرنا وأصبحنا أكثر نضجاً أن نسقط أفكارنا اليوم على ذلك الماضي هناك جملة من القضايا تعيد القضية الجنوبية الى ما قبل 67م والى الفترة التي امتدت من 67م الى 90م والى الفترة من 90-1994م ولا تنسوا أن هناك ثلاث قوى حكمت خلال هذه الفترة من 90-97م الاشتراكي والمؤتمر في حلف ثنائي حكم حتى 94م ثم فترة قصيرة من 93-94م الاشتراكي والمؤتمر والاصلاح ثم المؤتمر والاصلاح الى 97م كل هذه القوى مسئولة في الحقيقة عما حدث في المحافظات الجنوبية هذه الفترة بالذات من 70-90م في تقديري الشخصي أنه حصل فيه معظم الأخطاء التي مست القضية الجنوبية ومست أهلنا هناك وانتجت ما نتعارف عليه اليوم بالقضية الجنوبية.
♢ من خلال حديثكم أن جميع الأطراف كانت مشاركة في الأخطاء التي حدثت ألا ترى أنه كما يقول البعض من المهم أن تقدموا اعتذاراً بهذه الأخطاء لكافة أبناء الشعب ومن ثم الوصول الى حل سليم للقضية الجنوبية.
- أنا اقترحت على الحكومة أن تعتذر للشعب ولأهلنا في الجنوب واتصور أن الحكومة فيها كل الأطراف السياسية المعنية بالقضية فيها المؤتمر والاشتراكي والاصلاح وقوى أخرى ساهمت بشكل أو بآخر في خلق هذه الاشكاليات لكن الحكومة ليست مقتنعة حتى الآن أنها معنية بالاعتذار في هذه الحالة على القوى السياسية التي حكمت وان كانت في الحكومة أو خارج الحكومة عليها أن تفكر بالاعتذار جدياً لأهلنا في الجنوب اذا كانت الوحدة اليمنية تهمنا فالاعتذار مسألة ليست خطرة أو يمكن أن ينتج عنها ادانة لطرف سياسي معني اعتقد أن الجنوب يستحق منا مثل هذا الاعتذار واليمن الموحد يستحق منا أن نتنازل بعض الشيء وليس في هذا ما يعيب المؤتمر أو الاصلاح أو الاشتراكي حتى ولو اذا ما قدم هؤلاء المجتمعون اعتذاراً لأهلنا في المحافظات الجنوبية وتم ترضيتهم بهذا الاعتذار ولكن اخواننا في الجنوب لن يكفيهم هذا الاعتذار نحن بحاجة الى جملة من الاجراءات تؤسس لبناء دولة مدنية حديثة لا يشعر فيها الجنوبي ولا التهامي ولا الصعداوي بأي شكل من أشكال الظلم.. يجب أن نعيد سياسة كل شيء بحيث نؤسس مبادئ وقيماً يحترمها الجميع ولا يستطيع الخروج عليها في المستقبل أحد سواءً أكان حاكماً أم محكوماً.
♢ قضية صعدة من القضايا المهمة في مؤتمر الحوار برأيكم ماهي اسباب قضية صعدة وماهي الحلول المناسبة لهذه القضية؟
- في الظاهر تبدو قضية صعدة قضية تمرد وكثير من الشخصيات في قراءتهم للاحداث ان هناك اشياء تراكمت على المستوى المادي والمعنوي والمذهبي وانتجت مانعرفه اليوم بقضية صعدة وهي قضية معقدة ومستوى تعقيدها يصل الى مستوى القضية الجنوبية لكن مرة اخرى ليس هناك حلول فردية لايمكن لأحد اطلاقاً ان يحمل له فيها حلاً ويقول هذا هو الحل الوحيد لقضية صعدة.. قضية صعدة هي قضية اليمن وهناك ستة حروب في صعدة ومآسي وضحايا ليس فقط في المواطنين ولكن في الجيش والأمن وهناك خسائر لحقت بالمواطنين وبيوت دمرت ومصالح تعطلت كل هذه القضايا تستحق منا نفس الاهتمام الذي نبديه للقضية الجنوبية والغموض في هذه القضية بالنسبة لي ان الاخوان في صعدة اقول لهم فقط كونوا واضحين تجاه الجمهورية واكون انا معكم ولكن هناك غموض في هذه القضية يجعل الواحد يحاول ان يبقى على قدر مسافة بينه وبين الاتفاق التام والاطروحات التي يراد لها معالجة صعدة..
قضية صعدة ذات طابع سياسي وطابع تاريخي ولايمكن لأحد ان ينكر ان الطابع التاريخي يبدو الى انه يسيطر على تفكير قادتهم.
♢ الغموض من الذي تعنيه هل هو من جهة اهل صعدة ام من الحكومة وتعاملها مع قضية صعدة؟
- لا هو من جهة الحركة الحوثية انا اعتقد ان فيها قدر من الغموض السياسي لم يتبلور بعد حتى نستطيع نحن ان نقول والله يكفي ظلم لها ولا الناس لكننا نذهب نحو حل يحافظ على اليمن موحداً نحو دولة مدنية حديثة لايشعر فيها أحد انه سيد والآخرون من العبيد، لا يمكن العودة الى اطروحات من هذا النوع اعرف بعض اصدقائي من الحوثيين سيغضبون مني اليوم ولكن الادعاء بالحق الالهي بالحكم مسألة لم تعد مقبولة لدى الشعب اليمني ولذلك اطروحاتهم يجب ان تكون مقبولة ومعقولة نحن نرفض اي شكل من اشكال الظلم عليهم أو ان يعاملوا معاملة سيئة وفي نفس الوقت عليهم ان يكونوا واضحين تجاه القضايا الكبرى في البلد الاخوة من الحوثيين لست ادري بماذا يسمون انفسهم لأنهم لم يعلنوا عن انفسهم كحزب كما انهم لم يقولوا انهم حركة يطلق عليهم هكذا الحوثيون لكن في جميع الاحوال كلما كانوا واضحين في مطالبهم السياسية فانهم سيكونون اقرب الى الحلول والى الناس والى كل اليمنيين..
♢ كيف تنظر الى مستقبل الوحدة اليمنية في ظل الظروف التي تمر بها اليمن خاصة مع تعالي بعض الاصوات المطالبة بفك الارتباط؟
- هي مطالب موجودة في الجنوب اكثر اهلنا في الشمال مازالوا يتمسكون بالوحدة ويعتبرونها اهم واعظم انجاز في تاريخهم المعاصر هم يقدسون الوحدة وهذه المشاعر الطيبة والرائعة يجب ان يتم الحفاظ عليها في الشمال والجنوب.
لكن هذه المشاعر تضررت في الجنوب بعد حرب 94م هذه المسألة ليس هناك مايقلق بالاعتراف بها والمأساة في كيفية ان يستفيد اهلنا في الجنوب نستعيد نفسياتهم التي كانت متوهجة لتحقيق الوحدة اليمنية كانوا في غاية الحماس لتحقيق الوحدة الآن هذه النفسية تأثرت مهمة اهلنا في الشمال هو الا يغضبوا ولايشعروا بأن واجبهم قد انتهى عليهم ايضاً ان يناضلوا للحفاظ على اهلهم هناك، نحن شعب واحد وقضية واحدة وازمة واحدة وعلينا ان نتجاوزها كلنا الكتلة السكانية الكبيرة في المحافظات الشمالية وهي تشكل ما نسبته 75% من السكان على الاقل هذه الكتلة اشعر بان وفاءها للوحدة مازال عظيماً.
وانا اقول لهم ان هناك من يبادلكم هذه المشاعر، الآن في هذه اللحظة في المحافظات الجنوبية فلا تيئسوا ولا تتخلوا عن الوحدة لأنها مشروعنا الوطني ومشروعنا القومي في المستقبل القريب ينتظرنا.
ان تصمد هذه الوحدة هي املهم الوحيد الآن في هذه الظروف الصعبة والزمن العربي الرديء مثالهم وأنموذجهم هو الوحدة اليمنية فإن سقط هذا المشروع فاعتقد اننا سوف نتأثر جميعاً بالاضافة الى اننا لن نستطيع ان نصنع دولة كما نريدها لأن الشمال لن يصبح شمالاً ولا الجنوباً جنوباً هناك متغيرات حدثت كثيرة والظروف التي انتجت دولة 1967م في الجنوب لن تتكرر اطلاقاً وكذلك الظروف التي انتجت دولة 1918م في الشمال ايضاً لن تتكرر ولم يظهر موحد آخر مثل الامام يحيى ولا تظهر جبهة قومية اخرى توحد ثلاثاً وعشرين مشيخة وسلطنة صارت مياه كثيرة في النهر.
وعلينا ان ندرك ان هذا الجيل بالذات وربما جيلكم انتم الشباب معني بالحفاظ على الوحدة اكثر من غيركم عليكم ان تقنعوا اهلكم في الجنوب حتى وان تخاطبوهم بما يرضيهم وبما يجعلهم باقين في اطار اليمن الموحد، وبدون شك هي مهمة صعبة امام الشباب وامام القوى وامام الرئيس عبدربه منصور هادي هي مسئوليته هو ايضاً عميقة وكبيرة وحمله ثقيل في هذا الموضوع ونحن نشعر بهذا الحمل ولكن ليس هناك من خيارات نخوض نضالاً طويلاً للحفاظ على اليمن موحداً ليس امامنا خيار آخر، وان لانسقط هذا الانجاز العظيم والرائع الذي تحقق في اليمن عام 1990م ويجب ان لانسمح للافكار الظلامية التي تحاول ان تقنعنا بأننا يمنان واننا شعبان واننا هويتان ان تسود هذه الافكار ليس فقط مضللة ولكنها خارجة عن أي منطق وأي عقل.
♢ كيف ترون شكل الدولة اليمنية القادمة في ظل الاطروحات الكثيرة الموجودة على طاولة الحوار؟
- نحن في المؤتمر الشعبي العام خضنا نقاشات عميقة حول هذا الموضوع منذ وقت مبكر منذ سنوات مضت وبعد نقاشات تحدثنا حول كل الاطروحات ودرسنا تجارب الآخرين وقيمنا الوضع في بلادنا.. وصلنا الى اننا ربما نحتاج الى دولة اتحادية بمجموعة اقاليم وبنظام برلماني وقائمة نسبية حول هذه الاطروحات هذه الاطروحة تكشف شكل الدولة المستقبلية التي نتصورها نحن وكل القوى الخيرة شكل هذه الدولة القائمة على هذه الاطروحة العميقة الكبيرة لم تتبلور صورتها التي نتصورها في المؤتمر في يوم وليلة وحتى لم يكن بعض الناس راضين عنها حتى الآن.
بعض الزملاء يشوبهم بعض القلق والخوف من ان هذه الطريقة في الطرح وهذا التصور للدولة قد يؤدي الى تمزيق اليمن نحن نقدر هذه المشاعر لهم ولا نلومهم ان لديهم هذا القلق على العكس احياناً هذا القلق مطلوب للحفاظ على الوحدة لكننا نشعر في ظل الاوضاع الراهنة في المحافظات الجنوبية وفي صعدة وأوضاع أمنية غير مستقرة لانشعر بأن هناك حلولاً غير الدولة الاتحادية من مجموعة من الاقاليم وبنظام برلماني لانشعر بأن هناك حلولاً أقرب الى احتواء الاشكالية في اليمن اقرب من مضامينها المختلفة ان يكون مناسباً وبديلاً للدولة القائمة التي تتهاوى وتسقط وتتفكك امامنا ولايستطيع آحد ان ينكر علاقته بما يحدث، من يريد ان يساهم في العملية الوطنية وان يساهم في الحلول عليه ان يغوص في هذه المشكلات وان يقدم رأياً فيما يتعلق بمضمون وشكل الدولة وبالصيغة التي تحدثت عنها دولة تحترم فيها الحقوق الفردية قبل الجماعية فإن غمط حق الفرد فان حقوق الجماعة سوف تغمط ايضاً، كذلك حقوق الفرد أولاً وقبل كل شيء.
♢ في ظل الأوضاع الامنية وما يحدث من الاعتداء المتكرر على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط والاغتيالات لعدد من العناصر الامنية برأيكم كيف يمكن ان تؤثر هذه الأوضاع على مؤتمر الحوار الوطني؟
- هي حاضرة في مؤتمر الحوار الوطني وهي موجودة يومياً على طاولة الرئيس عبدربه منصور هادي وموجودة على طاولة حكومة الوفاق الوطني وتبدو الحكومة في وضع حرج والانتقادات التي توجه للحكومة هي الى حدٍ ما صحيحة ان الدولة لم تستطع ان تتخذ اجراءات حازمة تجاه الاعتداءات المتكررة على الكهرباء والنفط مع ذلك أقول ان المعالجات التي تتخذ هي الى حد ما فيها قدر من الحسم وقدر من الموضوعية.. في ظل انهيار الدولة وتفككها لايمكن الحديث عن امن شامل يعم كل البلد واحترام كامل للدستور والقوانين، عندما تتفكك الدولة دائماً تكون الحكومات ضعيفة وتكون السلطة حتى في أعلى مستوياتها، اتصور ان هناك مفتاحين للوصول الى مخرجات منطقية اما ان يأتي هذا الحل من فريق القضية الجنوبية فيقدم لنا دولة نرتضيها جميعاً في جميع مناطق اليمن بمعنى تأخذ بخصوصيات الجنوب ويرتضيها اهلنا في الجنوب ولايشعرون فيها بالغبن وفي نفس الوقت يرضى عنها اخواننا في الشمال والتنوع في الشمال اكثر عمقاً من التنوع في الجنوب، هناك تنوع سياسي وديني واقتصادي واجتماعي واذا استطعنا ان نوجد حلاً للقضية الجنوبية فسيكون حلاً لبقية القضايا، ايضاً هناك حل آخر او مفتاح آخر يكون في فريق بناء الدولة اي نقترب من شكل دولة اتحادية قائمة من عدة اقاليم ونظام برلماني وقائمة نسبية.
ايضاً يشوب عملها بعض الضعف نحن بالكاد خرجنا من الأزمة وخرجنا بصورة ابداعية في اليمن ونحمد الله اننا لم نسلك طريق ليبيا او طريق سوريا ولا الطريقين الآخرين في تونس ومصر نحن وجدنا طريقة تتناسب مع ظروفنا مع ذلك هذه القضايا لايجب السكوت عنها، انا استغرب احياناً نختلف على قضايا اقل اهمية عندما تقطع الكهرباء على الناس ولفترات طويلة بل يفترض ان تتوحد المواقف حولها لا ان تختلف ولاترمى التهمة على هذا الحزب او ذاك، يفترض ان يتوحد الناس على هذا الموقف لا ان يكون فيها اختلاف لأن المماحكات السياسية تزيد الأمور تعقيداً.
يجب ان نفهم وندرك ان النفط هو مصدر دخلنا الرئيسي وبدونه نكون في وضع في غاية الصعوبة وقد لانستطيع ان ندفع مرتبات الناس ماذا سيحدث اذا وصلنا الى هذه المرحلة الناتجة عن الاضطرابات ستصعد الى أعلى مستوياتها وسوف تسقط هذه الدولة وتنهار.. لهذا اتصور انه لايجوز ان يكون هناك معارضة وسلطة في هذه القضايا كما انه لايجوز ان يكون كذلك في القضية الجنوبية او قضية صعدة، حان الوقت لكي نتوحد جميعاً دون استثناء حول هذه القضايا وان نسقط كل اطروحاتنا الصغيرة المتعلقة بهذه المواضيع لكي نحافظ على اليمن كما نريده في المستقبل.
♢ كيف تنظرون الى قانون العدالة الانتقالية خاصة أننا سمعنا ان هناك من يتهم المؤتمر الشعبي العام انه يقف امام تطبيق هذا القانون؟
- اولاً هذا هو النص الاصلي في المبادرة الخليجية ومن ناحية اخرى انا اتفق مع الشباب الذين يركزون على موضوع العدالة لهم الحق في الحصول على العدالة الانتقالية لفترة السنتين الماضيتين ولنا جميعاً الحق في الحصول على عدالة للتجاوزات التي مرت بها اليمن خلال الفترة من لحظة بناء الدولة الاولى حتى اليوم، وهذه المسألة التي نحن بصددها هي واجب علينا جميعاً كقوى سياسية ان نؤمنه للجميع الذين تضرروا من الاحداث السابقة بمختلف مراحلها علينا ان نجبر الضرر بالنسبة للذين تضرروا وان نحصل على رضاهم فيما يتعلق بهذا الموضوع اي ان نحقق لهم العدالة كاملة سواء في جنوب الوطن او في شرقه او غربه لأنه ايضاً هناك مظالم في تهامة ويستحق الناس الحصول على عدالة وكذلك في صعدة بالاضافة الى المحافظات الجنوبية والشرقية ولكن لن نستطيع ان نحقق عدالة إلا في ظل مصالحة وطنية.. المصالحة الوطنية في نظري هي القضية الأكثر إلحاحاً سينجح مؤتمر الحوار الوطني وسوف تتقدم الفرق التي ستأتي بحلول معقولة ومقبولة لجميع الاطراف وسنصل الى دستور مناسب وسنحقق حكماً رشيداً وسنضع اسساً جديدة للتنمية لكننا في نهاية المطاف لن نستطيع ان نحقق هذه الدولة دون ان نلتفت بصورة خاصة وموضوعية الى موضوع المصالحة الوطنية.. الذي يجري على الساحة، هو اننا نتحاور ونتناقش حول بناء الدولة، وقد بدأنا في وضع اسس الدولة الجديدة، لكن في ظل الخصومة كيف نتصور تحقيق العدالة وبناء الدولة بدون المصالحة الوطنية فان الحديث عن العدالة وعن بناء الدولة يظل امراً مفترضاً والمصالحة الوطنية في تقديري يجب ان تخوض فيها، واتمنى من رئاسة المؤتمر ان تخصص لها جلسات خاصة وان تعطيها الحكومة ورئاسة الدولة اهتماماً خاصاً يجب ان نضع حداً للخلافات التي كانت سبباً من اسباب الازمة وان نضع حداً للشرارات التي تظهر بين حين وآخر.
يجب ان لانرهن مستقبل اليمن في التناقضات التي كانت ومازالت سبباً في الاشكالية الحاضرة في اليمن هناك قضايا مطروحة بقوة منها قضية الكرامة ومسجد الرئاسة وهي نضعها جميعاً بانها جرائم لكن اليمن اكبر من كل هذه القضايا ويستحق منا جميعاً التضحية ويستحق من الجميع ان يتخلوا عن ثأرهم الشخصي وحقوقهم الخاصة من أجل اليمن، نعم انا مع جبر الضرر ومع ان لايبقى هناك متضرر علينا ان نجد طريقة لتأمين المجتمع من أي اطروحات لاحقة اذا لم نحقق مصالحة وطنية تنهي جميع الثأرات القبلية والدينية والسياسية اليوم فان نجاح المؤتمر سيظل مرهوناً بالرغبات وحتى لاتظل نتائج المؤتمر معلقة في الهواء والدستور مجرد كتابة على ورق يجب ان يكون هناك رغبة حقيقية في القيام بعمل كبير هو المصالحة الوطنية، أنا اقول هذا الرأي وهو رأيي الشخصي وليس رأي المؤتمر الشعبي العام.
|