فائقة السيد - الأخوة/ اعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل
لا أستطيع وانا أقف على المنبر ان انقل اليكم ايها الزملاء والزميلات تلك اللحظات والمعاناة الطويلة والمريرة التي عشتها بعيدا عن عدن والجنوب بشكل عام مريرة مرارة البعد, كنت انتظر من الرفاق لحظة يراجعون فيها موقفهم من الوحدة الوطنية الجنوبية, حالة من الفصام اصابتنا نحن ابناء الجنوب العائشين فى الشمال, نهوى الجنوب الذي صار بعيدا جدا ونكن للشمال اسمى آيات الحب والعرفان الذي لم شتاتنا و أوانا وحقق لنا العيش الكريم.
كنا ننتظر ان يسود منطق العقل قبل الوحدة وان يتداعى الجنوبيون للدخول الى الوحدة موحدين, منطق التفرد بالقرار الوطني ظل واعتقد انه مازال, كانت اللحظات التي سبقت اعلان الوحدة موحشة قلقة مليئة بالتوحد والحذر, انعدمت الرؤيا وغادرتنا القيادة ممثلة بالزعيم الوطني البارز الرئيس/علي ناصر محمد الى الخارج, لم تصلنا رسالة من الرفاق فى عدن تطمئنا وتشعرنا بالأمن, مما زاد شرودنا السياسي و الوطني, تخيلنا صور شتى وسيناريوهات دموية تخيلنا كل شئ وعلم الوحدة يرفرف فى عدن.
27 عاما فى الشمال كانت كافية للاقتناع بعدم التفريط بالوحدة بعد ان تحققت.
تجاهلنا الرفاق المنتصرون حتى نشبت حرب 1994م,اصابنا الانفصام مره اخرى فقدنا التوازن مره اخرى وجدنا انفسنا مع الجيش المتقدم نحو عدن تحت شعار الحفاظ و الدفاع على الوحدة وكل طلقة نحو الجنوب تبكينا وتدمينا, عشنا تراجيدية صراعا داخليا فضيعا انكسر رفاق الأمس, فعقد الشعب صلحا وتسامحا ولأنهم لم يستوعبوا درس الانكسار عادوا مرة اخرى الى اناهم وعدنا مرة اخرى الى شرودنا الوطني, إلى مخاوفنا السابقة بل اكثر منها, ان نتهم بخيانة الجنوب! تمر فى مخيلتي صور الشعوب كثيرة تصالحت مع نفسها الا نحن لا نغتنم فرصة اتاحها لنا الزمن اكثر من مرة.
انني هنا اجدد الدعوة الى وحدة جنوبية نعيد الثقة الى جنوبنا الذي انكسر وانكسرنا معه مرارا ومازلنا نمد ايدينا بحلم من نزف جل عمره في الانتظار سعيا لترسيخ وحدة حقيقية لدولة اليمن الكبرى فى العصر الحديث.
*عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل
* الكلمة التي القتها يوم الاثنين الموافق 24/6/2013م مستشارة الاخ رئيس الجمهورية لشؤون المرأة السيدة فائقة السيد في مؤتمر الحوار الوطني الشامل في فندق الموفنبيك
|