امين الوائلي -
قيل إن «الحوار» شيء رائع.. وزاد آخرون: لا بل أروع، ولذلك زفوا لجموع «المطنشين» بشارة استئناف الحوار «قريباً».
كان هذا قبل أسابيع ثلاثة وعقب رفع جلسات حوار كان بدأ لتوه بين المؤتمر وأحزاب المعارضة الممثلة في البرلمان ـ اليمني طبعاً، وليس غيره!.
حسناً.. لأسبوعين فقط، وبمعدل جلسة واحدة كل اسبوع، جلسوا للتحاور.. قلنا بكل حفاوة: أحسنتم ورب الكعبة، وبعد اسبوعين وجلستين فقط علقوا الحوار، وقيل لم يعلق بل «رُفع» وقيل لم يرفع بل انفض السامُر دون «طحين» والبعض خالف آراء الجميع وقال: «فشل».
حوقلنا بأسف وقلنا: متى بدأتم حتى تنتهوا، أو ترفعوا، أو تعلقوا.. أو تفشلوا؟!.
بعدها بأسابيع تناقلت المواقع والصحف أنهم سوف يعاودون الحوار «قريباً» انتظرنا كثيراً، ولم تجئ «قريباً» هذه حتى الساعة كان البعض يعتقدها «أقرب» من ذلك، ووحدي لم أعتقد، ولن أعتقد.
لعلهم تناسوا الموعد أو الفكرة برمتها ، صاحب الدباب «المشقدف» يرجح بأنهم لم يتناسوا بل نسوا.
صحافي مجتهد ـ إلا خمسة أرباع! ـ خمَّن بأن «الخُبرة» رقدوا على بطونهم! وخمَّن أنا بأن الصحافي كان يهذي لا أكثر!.
رئيس الجمهورية وفي بيانه إلى الشعب عشية عيد الوحدة دعا الأحزاب إلى «حوار جاد حول كل ما هو وطني» وأكد رعايته لهذا الحوار، ومن المهرجان الشبابي في مدينة إب جدد الرئيس الدعوة إلى الحوار، وأعاد التأكيد عليها أكثر من مرة، الرئيس أكثر من جاد.. والدعوة أكثر من مسؤولة.
الأحزاب تململت بين ترحيب حذر أو متوجس أو متحفظ.. قيادات اللقاء المشترك فوضت أمرها للناطق الإعلامي باسمها، والذي غالب أمره واجتهد فوق المستطاع في إنجاز تصريح متفاءل حيال الدعوة.
وللعجب فقد جاء متشائماً ومتفائلاً في الوقت ذاته.. رحب وحذر معاً.. قال ولم يقل، كل شيء وأي شاء، إلا شيئاً واحداً غاب أو غفل عنه، وهو بالتأكيد: ما موقف المشترك من دعوة الرئىس إلى حوار بين الأحزاب على كل ماهو مشترك وطني؟!.
قيادات الأحزاب، رغم أنها فوضت أمرها للناطق آنف الذكر، إلا أنها تعاملت لاحقاً بطريقة «المفوض وغير المفوض».. فراحت تسهب في التعليق على دعوة الحوار، وتباينت الآراء بين رافض على استحياء، ومرحب بلا حياء.. يكر ويفر، دون خلاصة مقنعة!.
قبل انقضاء آخر يومي الأسبوع، كانت المواقع تتقاذب الخبر الطازج: الأحزاب توافقت فيما بينها.. وتستأنف الحوار «قريباً» مرة أخرى.
«قريباً» سرعان ما تبدلت إلى شيء أدق، صارت «خلال أسبوع» بدا وكأن أخبار المواقع جادة فيما تقول.
المشكلة هي أن الأحزاب غير جادة فيما تقول ولا تقول: أحدهم تطوع حالفاً بالمحرمات: «كاميرا خفية» لم نضحك.
قبل انقضاء الجمعة - آخر الاسبوع - كان الخبر أنصع وأكثر بشارة.. «خلال اسبوع» انكمشت إلى شيء أكثر دقة وحصراً: «خلال يومين» كموعد أقصى لاستئناف الحوار، يومان مرا ..ثلاثة وما جدّ جديد .. صرنا في الخامس.. وغداً السادس، ولا حوار.. ما الذي حدث، ومتى يعودون إلى «الحوار»؟!.
قيل.. قالوا.. إن الحوار رائع وممتاز.. الأحزاب تكذب، أو أنها لا تقول الحق، لا خيار ثالث يمكن احتماله باستثناء أننا لا نفهم!.
ثم ماذا؟! المعارضة تحاور نفسها.. أحزاب المشترك أفشلت الحوار بطريقة احتمالية أو أنها توقعت ذلك، هي تندد وتحذر وتندب حظها وشقوتنا.. مستنكرة، فشلاً ذريعاً آل إليه الحوار الذي يقال إنه سوف يستأنف قريباً ولمايزل في بطن «قريباً» !!
بالله.. «أستحلفكم» قريباً هذه.. أين تذهب ولا تعود؟!.
شكراً لأنكم تبتسمون