الأربعاء, 30-مايو-2007
الميثاق نت -  ابن النيل -
يبدو‮ ‬أن‮ ‬الوجع‮ ‬الفلسطيني‮ ‬لم‮ ‬يشأ‮ ‬أن‮ ‬يتوقف‮ ‬عند‮ ‬حد‮ ‬بعينه،‮ ‬منذ‮ ‬كانت‮ ‬النكبة‮ ‬الأولى‮ ‬وإلى‮ ‬يومنا‮ ‬هذا،‮ ‬وليس‮ ‬أدل‮ ‬على‮ ‬ذلك‮ ‬مما‮ ‬نلامسه‮ ‬بأم‮ ‬أعيننا‮ ‬في‮ ‬الآونة‮ ‬الأخيرة‮.‬
فمن اقتتال مدمر بين رفاق السلاح في قطاع غزة وغيره من المناطق الخاضعة لإدارة السلطة الفلسطينية هناك، إلى ما يتعرض له الفلسطينيون في بلاد الرافدين، وقد تمكن من بقي على قيد الحياة منهم من مغادرة العاصمة العراقية »بغداد« إلى حيث الحدود البرية للعراق مع كل من الأردن‮ ‬وسوريا،‮ ‬هرباً‮ ‬من‮ ‬جحيم‮ ‬مايتعرضون‮ ‬له‮ ‬في‮ ‬بلد‮ ‬عربي‮ ‬شقيق‮ ‬طال‮ ‬أمد‮ ‬استضافتهم‮ ‬بين‮ ‬ربوعه‮ ‬قبل‮ ‬غزوه‮ ‬واحتلاله‮.‬
ومن سعير الموت الذي تحمله طائرات بني صهيون في أحشائها مع كل غارة جوية تستهدف ترويع الأبرياء من أهلنا المحاصرين في الوطن المحتل، إلى ماحدث مؤخراً في مخيم نهر البارد شمالي لبنان، إلى غير ذلك من شواهد امتدادات هذا الجرح الذي لايندمل.
وعلى بشاعة ما أصاب بني قومنا من لاجئي مخيم نهر البارد إياه، تحت وطأة تبادل اطلاق النار بين قوات الجيش اللبناني ومسلحين من تنظيم أطلق عليه أصحابه تسمية »فتح الإسلام«، وبغض النظر عن موقفنا المبدئي من هذا الذي حدث ولايزال، فقد استوقفني إلى حد بعيد.. ما بادر به اخوة لنا في القرى اللبنانية القريبة من المخيم ذاته.. متمثلاً في طيب إصرارهم على استضافة أشقائهم النازحين من سكانه، حال سريان الهدنة الإنسانية المتفق عليها لبنانياً وفلسطينياً، بحثاً عن متسع للأمن والأمان من حواليهم، تاركين منازلهم وأشياءهم الأليفة على مرمى‮ ‬حجر‮ ‬من‮ ‬نيران‮ ‬الجانبين‮ ‬المتقاتلين،‮ ‬وكأنما‮ ‬نحن‮ ‬العرب‮ ‬قد‮ ‬تحولنا‮ ‬بقدرة‮ ‬قادر‮ ‬إلى‮ ‬مجرد‮ ‬أداة‮ ‬لتحقيق‮ ‬مايسعى‮ ‬إلى‮ ‬تحقيقه‮ ‬أعداؤنا‮ ‬وأعداء‮ ‬أمتنا‮.. ‬وإلى‮ ‬حديثٍ‮ ‬آخر‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:58 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-3309.htm