- توفيق الشرعبي- منصور الغدرة
أكد الأخ/ أحمد النويرة عضو مؤتمر الحوار الوطني بأن ملامح الدولة القادمة بدأت تتشكل..
ودعا النويرة حكومة الوفاق إلى تحمل مسئوليتها تجاه الانفلات الحاصل والذي دفع بالمواطنين إلى التحصن بالقبيلة..
كما حذر الحكومة من الاقدام على تنفيذ جرعة سعرية لأنها ستساهم بشكل كبير في تدني مستوى معيشة الفرد وستقود إلى حالة أمنية غير مستقرة..
وقضايا اخرى تطرق لها في اللقاء التالي:
♢ ما قراءتكم لمشهد الحوار الوطني الذي دخل مرحلته الثانية؟
- في البدء كل الشكر والتقدير لصحيفة «الميثاق» وسعيد أن أتحدث عبرها.. وللرد على سؤالك فالحوار بدأ في 18 مارس من العام الجاري كأمل وحيد للخروج من الأزمة التي أُدخلت البلاد فيها.. وهو هدف كبير وسامٍ، وهو ليس بجديد فقد مارسه أبناء الشعب اليمني عبر العصور والدهور.. والمشهد الحاصل اليوم فخر لكل اليمنيين أن ينظر العالم إلى نموذجهم ويرقبه بإعجاب واندهاش..
الحكمة منتصرة
♢ برأيك هل ستنتصر الحكمة أم الحماقة في هذا المشهد؟
- أعتقد أن ما قطعه مؤتمر الحوار من شوط قد عكس طموح وتطلعات اليمنيين في مختلف المناطق.. وبدأت ملامح الدولة المدنية تتشكل أمام الجميع، وبهذا تكون الحكمة اليمانية هي التي ستنتصر على كل المشاريع المأزومة..
♢ ما الذي يحتاجه الحوار الوطني؟
- مؤتمر الحوار بحاجة الى إرادة لدى القوى السياسية ولدى المتحاورين، لأن الحلول متوافرة وممكنة، ولكن التمترس وراء المشاريع الصغيرة والضيقة هي وحدها التي ستفشل مؤتمر الحوار الوطني، وأعتقد أن كثيراً من المكونات قد تخلت عن ذلك..
نصوص توافقية
♢ أنتم في فريق الحقوق والحريات هل واجهتكم صعوبات في المرحلة الأولى من الحوار؟
- فريق الحريات من الفرق المنسجمة ولكن رغم ذلك واجهنا أثناء التصويت على مخرجات الفريق قوى - للأسف الشديد- رفعت شعار الدولة المدنية الحديثة ولا تريدها، فقد وجدناها رغم الشعارات الكثيرة في وسائل إعلامها المطالبة بالمدنية هي من تقف في الواقع ضد الدولة المدنية.. ضد الحياة الكريمة لأبناء الشعب.. ضد حق العمل للمرأة.. وضد المواطنة المتساوية.. وقد تجاوزنا بعض الصعوبات بنصوص توافقية وما لم نتوافق عليه أحلناه الى لجنة التوفيق.
♢ برأيك ما مصلحة هذه القوى من وراء مواقفها الرافضة والمعرقلة للمدنية؟
- أعتقد أن ثقافتها ترفض الدولة المدنية، ولا أظن أن تلك القوى قادرة على التخلص من ثقافتها تلك بسهولة، ومهما يكن فإرادة الشعب اليمني ستجعل تلك القوى تنحاز الى الأغلبية التي تسعى لبناء الدولة اليمنية الحديثة التي تنتصر لحرية وكرامة الانسان.
دولة مدنية حديثة
♢ هل بدأت ملامح الدولة التي ينشدها اليمنيون تتشكل؟
- ما تضمنته الرؤى المختلفة المقدمة من المكونات المتحاورة كشف في مجمله عن الدولة القادمة.. فالطموح الذي تنشده القوى والمكونات السياسية هو دولة مدنية حديثة.. حكومة برلمانية، نظام سياسي مرن، نظام انتخابي يتيح لكل اليمنيين الوصول الى التمثيل في قاعة البرلمان «نظام نسبي».
المؤسسة لا القبيلة
♢ أية دولة تتحدث عن الوصول اليها في ظل سيطرة القبيلة على كل مفاصل الدولة وعلى تحركات الاحزاب، بل وقد دخلت الى اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين ونقابة الصحفيين؟
- أنا أختلف مع هذا الطرح، وأعتقد أن المؤسسية هي التي تضمنا وليست القبيلة.. ومرجعيتنا اليوم هي المؤسسة السياسية التي ننتمي اليها.. وربما حالة الانفلات الحاصل على أرض الواقع أعاد القبيلة الى الواجهة، فالمواطن لم يجد سوى القبيلة ليتحصن بها مما يواجهه على الواقع بعد أن فقدت الدولة هيبتها.
♢ ألم تكن القبيلة وراء فقدان الدولة لهيبتها؟
- مشاكلنا في اليمن كثيرة ومعقدة، وربما تكون القبيلة واحدة من تلك المشاكل ولكنها ليست كلها، وإذا وُجدت الدولة القوية القادرة على حماية وتأمين المواطن فلن يكون هناك مكان للقبيلة إطلاقاً ولن تجد شخصاً يلجأ إليها.
رؤى متقدمة
♢ بما أنك عضو لجنة عامة للمؤتمر الشعبي العام كيف تقيم أداء المؤتمر الشعبي في فرق عمل مؤتمر الحوار الوطني؟
- ربما حديثي سيعتبره البعض تعصباً للمؤتمر الشعبي العام، وما لا يستطيع أحد إنكاره هو خبرة هذا التنظيم التي انعكست في رؤاه المقدمة الى فرق مؤتمر الحوار.. وقد تجلت الخبرة المتراكمة في رجاله أثناء النقاش والطرح وكان لهم جهد جبار في تقريب وجهات النظر وتعزيز الشراكة، وفي إبداء كثير من الملاحظات الدستورية المهمة.. والرؤية التي قدمها المؤتمر الشعبي في فريق الحقوق والحريات على سبيل المثال كانت متقدمة على كل الرؤى..
♢ هل الأحداث التي تدور في الشارع تؤثر سلباً على أداء مؤتمر الحوار؟
- اعتقد- وهذا رأيي الشخصي- أن الأحداث تعزز لدينا أنه يجب أن نخرج من مؤتمر الحوار الوطني منتصرين لهذا الشعب الذي يعول على مؤتمر الحوار مستقبلاً آمناً ومستقراً.. وحقيقةً أن الاحداث في الشارع تزيدني مسؤولية في قاعة الحوار وتزيدني إيماناً بأن يكون دوري ايجابياً ويعزز الشراكة مع القوى السياسية.. ضرورة العمل على إنجاح الحوار بكل الوسائل.
جرعة مقيل!؟
♢ يتردد في الأوساط السياسية والوسائل الاعلامية اعتزام حكومة الوفاق تنفيذ جرعة سعرية.. هل سيكون لمؤتمر الحوار موقف إزاء ذلك؟
- أعتقد أن الحكومة - وللأسف الشديد- لا تفكر ولا تتعامل مع الواقع ولا مع الظروف الانسانية التي يعيشها المواطنون.. لاشك أن رفع الدعم عن المشتقات النفطية مشكلة قديمة وليست حديثة، ومن خلال عملي في مجلس النواب كانت هناك أحياناً لدى الحكومات السابقة رؤية حول رفع الدعم عن المشتقات النفطية ولكن القرار لم يكن يأتي نتاج جلسة أو مقيل أو قرار فردي.. كانت هناك مكونات تدرس هذا التوجه بعمق سواءً المجلس الاقتصادي الاعلى - أو مجلس الوزراء واللجان المتخصصة بمجلس النواب، وبالتالي كانت الرؤية بأن يتم رفع الدعم بالتدريج.. وللأسف الشديد- أن حكومة الوفاق تتعامل وكأنها ليست مسؤولة عن هذا الشعب، وكأنها تحكم دولة أخرى وليست اليمن..
فالمواطن لايزال يدفع الثمن باهظاً جراء الزيادة في أسعار المشتقات النفطية التي أقرتها الحكومة العام الماضي بنسبة تزيد عن 100%، وبالتالي إذا أقدمت حكومة الوفاق اليوم على اتخاذ هذا القرار وفي هذا الظرف فأعتقد أنها ستساهم بشكل كبير في تدني مستوى معيشة الفرد وقد يقود هذا الى حالة أمنية غير مستقرة والى فوضى.
♢ في السابق كنتم تطالبون برفع الدعم عن المشتقات النفطية واليوم ترفضون إقدام حكومة الوفاق على هذا التوجه.. فهل المسألة تبادل أدوار؟
- كلامي واضح وليس فيه ما يشير الى أننا نرفض رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وأنا أؤكد أن تحرير المشتقات النفطية أمر ضروري ولكن يجب أن تتخذ القرارات بهذا الصدد وفقاً للظروف ووفقاً لدراسات اقتصادية عميقة للواقع.. أي تحريراً تدريجياً ضمن برنامج زمني واضح.. حتى يكون له أثر إيجابي على مستوى التنمية وعلى مستوى معيشة الفرد وسعر العملة.
ما يؤسف له أن حكومة الوفاق تحرر النفط ليس لصالح المواطن وإنما لتجنيد الميليشيات وللتوظيف الحزبي والفئوي والقبلي، وبالتالي إذا لم يوجه التحرير للتنمية الاقتصادية فأنا أعارضه وأرفضه.
الحل الحقيقي
♢ مدى تفاؤلك بمؤتمر الحوار الوطني؟
- نحن متفائلون جداً، رغم أن هناك قضايا شائكة ومنها القضية الجنوبية وقضية صعدة وهما مفتاح الحل الحقيقي للقضايا ونجاح مؤتمر الحوار الوطني.
♢ كلمة أخيرة؟
- نؤكد أن المرحلة القادمة هي الحاسمة في شكل الدولة..
|