الميثاق نت -

الإثنين, 08-يوليو-2013
حوار: منصور الغدرة -
أوضح الأخ حسين حازب عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام عضو مؤتمر الحوار أن على الإخوان أن يحترموا الشرعية الثورية.
وقال في حوار أجرته معه «الميثاق» إن الوحدة أعادت الحقوق لأهلها وأنه لا يمكن التفريط بها مع الحرص على معالجة الاخطاء.. مضيفاً بأنه يجب على المؤتمر والاصلاح والاشتراكي الاعتراف بأخطائهم.
وأشار حازب بأن الذين جاءت بهم ثورات الربيع العربي أكثر ديكتاتورية وأن تكرار ثوراة مصر في اليمن ممكن اذا استمر الإقصاء والإلغاء.. فإلى نص الحوار:

♢ مؤتمر الحوار الوطني اصبح في مرحلته الثانية.. كيف تقيم مساراته؟
- المسارات الفنية والإدارية لمؤتمر الحوار الوطني تسير حتى الان بشكل جيد، أما بالنسبة للمسارات السياسية، الله يعلم الى أين تسير والى أين ستذهب بنا وبالبلاد.
♢ لماذا؟!!
- لا ارى في الأفق حتى الآن نوعاً من التفاهم او التقارب بين كل القوى السياسية بما في ذلك القوى الرئيسية في الحوار.. حيث مازلنا نسمع منها تلك الالفاظ والمصطلحات التي كانت تطلقها قبل بدء مؤتمر الحوار.. وكنت اعتقد ان الحوار سيكفينا شر هذه الاشكاليات.. لكن صراحة الى الآن لا أدري ما الذي يعيق مؤتمر الحوار، خاصة منذ ان تم تشكيل لجنة التوفيق التي لا ندري ماذا تعمل، وأنا مع الاسف اطلق عليها بالفرقة العاشرة فرق العمل التسعة تشتغل في الظاهر امام الناس، بينما الفرقة العاشرة هي لجنة التوفيق وسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية والتسوية السياسية.
لكن ما نؤمله بأن يتوصلوا الى حلول طيبة ويستحضروا ما قيل في الجلسة العامة الثانية لمؤتمر الحوار من ملاحظات مهمة قدمها اعضاء مؤتمر الحوار خاصة فيما يتعلق بالوحدة اليمنية وشكل الدولة، وفيما يتعلق بالقضايا الرئيسية للحوار..
حقيقة انا استغرب على البعض كيف يعطون لأنفسهم الحق بالحديث خارج اطار المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.. صحيح ان الفضاء مفتوح لأي شخص بأن يقول ما لديه في الحوار.. لكن يسمح له بالخروج عن السقف الذي حددته المبادرة الخليجية لاسيما ما يتعلق في الوحدة اليمنية هذا شيء غير جيد.. فكلمة او لفظ الانفصال لا اقبلها وتثير لديّ الاشمئزاز، وأنا أقول: ان الوحدة يجب الحفاظ عليها والتمسك بها، لكن في نفس الوقت يجب اصلاح الاخطاء التي ارتكبت خلال عهد الوحدة، وأما اذا ظللنا نحمل الوحدة المسئولية، فهذا هو الخطأ بذاته، واستغرب من سكوت الآخرين على هذا الكلام بحق وحدة هي ملك عامة اليمنيين.
♢ .. لكن يبدو ان الوحدة بدت مؤخراً من خلال تصريحات قيادات جنوبية انها واقع ومطلب للجميع، وبقي الحديث عن اطار شكل الدولة الحاضن لها والذي ما يزال غير موجود؟
- شكل الدولة الذي يضمن أن تظل اليمن بلداً مستقراً وأمنا لن يوجد، ما لم نصحح الاخطاء اولاً ثم نبحث بعد ذلك عن تلك الدولة التي يرنو إليها الشعب اليمني.
♢ لماذا..؟!
- لأننا نحن كقوى ونخب سياسية تجاهلنا الغريم الحقيقي للوحدة والإشكالية التي حصلت للوحدة اليمنية ونحاول اليوم ان نجعل الوحدة هي الغريم، وهذا أوقعنا في الخطأ.. واطروحات الفيدرالية والأقاليم وغيرها.. كلها انظمة وأشكال سياسية تؤدي الى التقسيم. بينما الاخطاء الفادحة كانت موجودة من فترة سابقة حتى قبل يوم قيام الوحدة اليمنية في الـ22 من مايو عام1990م.. الوحدة عملت على إعادة الحقوق لأهلها وإعادة الرؤساء والسياسيين المشردين من المنافي، والوحدة جمعت بين المتقاتلين في احداث يناير 1986م، لذلك اكرر وأقول ان الوحدة لم ترتكب الأخطاء، وإنما ارتكبها ابناؤها العاقون بحقها، وعلى المتحاورين ان يتكاشفوا ويتصارحوا ويقولوا للأبيض ابيض وللأسود أسود، ولمن أخطأ اخطأت، ولمن اصاب أصبت.. وعلى الساسة والمتحاورين ان يعترفوا بأخطائهم حتى نصل الى نتيجة وحلول للإشكاليات التي نعانيها الآن.. لان الكل أخطأ.
♢ .. لكن هذا يتوجب على المؤتمر ان يعترف ويعتذر عن اخطائه؟
- ليس هناك مشكلة لدى المؤتمر ان يعترف بأخطائه.. على المؤتمر الشعبي والحزب الاشتراكي اليمني الموقعين على الوحدة الاعتراف بأخطائهما المرتكبة منذ عام 90-1994م، وعليهما الاثنين ومعهما حزب الإصلاح والجناح المنهزم في حرب 86م، الاعتراف بأخطائهم التي ارتكبوها منذ عام 94م وحتى اليوم- سواء تلك الاخطاء المرتكبة في مصادرة حقوق ونهب الاراضي والعقارات، أو في موضوع تسريح الموظفين العسكريين والمدنيين من الوظيفة العامة.. هؤلاء كانوا وما زالوا موجودين وهم الذين أخطأوا، وبالتالي عليهم ان يعترفوا بهذه الأخطاء، وان يضعوا ضوابط دستورية وقانونية لمنع تكرارها عندها سيصل الجميع الى نتيجة سليمة.
أما بالنسبة للوحدة، فاليمن على مر التاريخ لم يعرف الاستقرار إلا بتحقيق شرطين اساسيين هما الوحدة والشراكة الحقيقية في السلطة والثروة، وأنا اضيف شرطا ثالثاً عليهما وهو: دولة قوية، فلا يمكن ان يحكم اليمن إلا بوجود دولة قوية. وأما ما يتعلق بشكل الدولة والرؤى المطروحة، انا شخصياً لديّ موقف وأنت تعرف ان لي تحفظات من رؤية المؤتمر الشعبي الخاصة بشكل وبناء الدولة.
♢ تتحدث عن عدم الالتزام بنصوص المبادرة الخليجية- ممكن توضح لنا أكثر حول ذلك؟
- المبادرة الخليجية وآليتها وقّع عليها طرفان سياسيان، هما المؤتمر وحلفاؤه والمشترك وشركاؤه.. لكن الذي حصل على ارض الواقع ما بعد تاريخ 21 فبراير2012م أن المؤتمر الشعبي العام يمثل في حكومة الوفاق كمؤسسة تنظيمية وسياسية وغير ممثل في الجيش ولا في الامن.
♢ ألم تجدوا حلولاً للاشكاليات في المؤتمر الشعبي؟
- هناك الف حل وليس حلاً واحداً.. لكن لم يسمعنا احد، فلم نجد آذاناً صائغة، ومازال البعض يعيش بعقلية عام2010 و2009م، رغم أنه قد حصل تغيير في اشياء كثيرة، لكن العقلية فيما يتعلق بأمور تسيير عمل المؤتمر الشعبي العام، ظلت كما هي بالآلية والإدارة القديمتين..
♢ هل ممثلو المؤتمر في الحكومة مقصرون وهل للأطراف الاخرى علاقة بذلك؟
- ممثلو المؤتمر في الحكومة ليسوا مقصرين، بل انهم من اكفأ الكوادر الوطنية.. لكنهم لم يجدوا احداً من قيادة المؤتمر يتحدثون له ويطرحون عليه همومهم، والخلل هنا يعود الى غياب التنظيم، وانا اضمن على وزراء المؤتمر بأن يقوموا بدورهم على اكمل وجه اذا ما تلقوا توجيهات واضحة وغير ملتبسة من قيادات المؤتمر.
♢ لماذا يتهم المؤتمر اطرافاً في التسوية وبالذات حزب الاصلاح بإقصاء كوادره من الوظيفة؟
- ليست تهمة فقط، وإنما قد اصبحت حقيقة دامغة ومشاهدة على ارض الواقع.
♢ .. وأين هو نصفكم في الحكومة؟
- النصف الآخر خائف من أن يتخذ أي اجراء او قرار دون الرجوع الى قيادته.
♢ ما قراءتك للمشهد السياسي وما يجري في بلدان الربيع العربي، وخاصة في جمهورية مصر.. هل يمكن ان يؤثر ذلك على مجريات التسوية في اليمن؟
- صورة المشهد السياسي في بلدان ما يسمى بثورات الربيع العربي، تظهر لنا صورة واحدة ونتيجة واحدة مفادها ان من وصل الى الحكم والسلطة عبر ما يسمى بهذه الثورات، عليه ان يجسد الشراكة مع الآخرين وألا يتحول الى ظالم وديكتاتور اكثر من الحاكم الذي كان يشتكي منه.. انت تقول انك مظلوم وكنت تشكو من الظلم الذي كان يمارس عليك، لكنك اليوم تمارس الظلم بأبشع صوره وبشكل اكبر وافظع، وتمارس الاقصاءات والتعسفات والإبعاد من الوظيفة العامة بحق الكل بما في ذلك بحق زملائك الذي كانوا معك في الثورة.. هذا امر مرفوض، ولا يمكن القبول به من أي طرف..
وأقول إن الذي يحصل الآن في مصر وبلدان ثورات الربيع العربي يعيد الامور الى نصابها والأوضاع الى طريقها الصحيح، لان الذين وصلوا الى السلطة زادوا في الديكتاتورية وإلغاء الآخر، وهو ما لم يكن مقبولاً لدى الشعوب والحشود التي رفضت في السابق من كانوا اقوى منهم وأكثر مالاً وسيطرة، وها هي الحشود الشعبية تخرج اليوم مرة اخرى الى الشوارع والميادين لإسقاط الديكتاتوريين الجدد.
♢ هل هذا يعني فشل جماعة الاخوان المسلمين في ادارة شؤون الحكم؟
- جماعة الاخوان المسلمين كان عليهم ان يستوعبوا تشخيص الاستاذ محمد حسنين هيكل عندما قال" ان جماعة الاخوان المسلمين في جميع الدول اصحاب فكر عقائدي وخطب وليسوا اصحاب سياسة ونظام"، لأنهم خلقوا وتربوا وتأهلوا على هذا المنهج، وفي نفس الوقت لديهم قناعة وثقافة مترسخة انهم على صواب وغيرهم على خطأ.. وبالتالي وقعوا في اخطاء فادحة خلال فترة عام فقط من حكمهم لمصر ليكشفوا حقيقة نواياهم تجاه المجتمعات والشعوب.. ومرسي في كل خطاباته وآخرها الخطاب الذي ألقاه بعد مرور 24 ساعة من المهلة التي منحه اياها الجيش المصري، ظهر وكأنه يخطب داخل جماعة الاخوان والى اعضاء الجماعة، أي انه بدا وكأنه رئيس للجماعة وليس لكل ابناء شعب مصر العريق.
وما جرى ويجري في مصر قد يحدث في أي مكان آخر، اذا ما انتهج كل من يصل الى الحكم سياسة الالغاء للآخر ومارس التفرد بالسلطة لوحده.
♢ هل يمكن ان يحدث في اليمن؟
- نحن في اليمن نمر بمرحلة انتقالية، والإخوان لم يصلوا بعد الى الحكم، فضلاً عن انهم في اليمن ليسوا كإخوان مصر.. حيث ان ما عملوه بمؤسسات الدولة في مصر شيء مرعب ومخيف، فمصر دولة مؤسسات واهم مؤسسة فيها هي السلطة القضائية، والنظام الاخواني في مصر حاول تدمير وإلغاء هذه المؤسسة التي تعتبر الملاذ الآمن للمواطن والشعب المصري، بينما عندنا في اليمن لاتوجد مثل هذه المؤسسة وحل محلها ثور الهجر والبندق، فالبندق ينفع والثور ينفع والجنبية تنفع والهجر ينفع في حل المشاكل والنزاعات بين الناس.. لكن لا ينفع ذلك في مصر إلا القضاء والقانون، والرئيس المخلوع محمد مرسي، تجرأ على الله والقضاء والقانون، فضلاً عن الحالة المعيشية للمواطن في مصر.
♢ لكن مرسي متمسك بما يقول انها شرعية الصندوق؟
- كل الرؤساء الذين سبقوه كان لهم ايضاً شرعية فالرئيس السابق محمد حسني مبارك كانت له شرعية انتخب بالاقتراع الحر والمباشر عبر الصندوق، والرئيس السابق علي عبدالله صالح كانت له كذلك شرعية وانتخب في انتخابات مباشرة وحرة عبر الصندوق.. لكن قالوا لهما- حينها- المرحلة هي مرحلة شرعية الشارع أو الشرعية الثورية، وليس شرعية الصندوق، لذلك نقول للاخوان الآن أنتم أمام شرعية الشعب وشرعية الشارع، وعليكم ان تشربوا من نفس الكأس الذي استقيتموه للآخرين.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-33225.htm