الإثنين, 08-يوليو-2013
استطلاع/ عبدالكريم المدي -
نستقبل رمضان الكريم ووضع المواطنين تعد الأسوأ.. الفقر والجوع يتسع كالسرطان في الجسد اليمني.. اضافة الى الارتفاع المخيف في أسعار السلع الغذائية وغياب الرقابة عليها وكذا جودة السلع ومطابقتها للمواصفات وهذه بحذ ذاتها كارثة على كافة المستويات المعيشية والمادية والصحية والاجتماعية والأمنية.
العديد من ممثلي المنظمات المدنية والمثقفين وغيرهم أكدوا في تصريحات لـ«الميثاق» أن السوق مشتعلة بجحيم الأسعار في وجوه المواطنين الذين صاروا أمامها عاجزين عن توفير ما نسبته حتى 20% من متطلبات الشهر الكريم، ناهيك عن احتكار بعض المواد الغذائية والسلع المهمة وبيع كميات كبيرة منها - ايضاً- وهي مهربة للسوق اليمنية، وقد مضى عليها في مخازن بعض التجار في الدول المجاورة أو تلك المخزونة في بلادنا فترات طويلة، ما يجعل منها سلعاً سامة وقاتلة محذرين في الوقت ذاته من اندلاع ثورة جياع وانهيار الحكومة وكان لنا هذا الاستطلاع.. فإلى الحصيلة..
♢ قال الاستاذ/ عبدالمجيد الحنش - عضو مؤتمر الحوار الوطني - الأمين العام لاتحاد شباب اليمن: يستقبل اليمنيون شهر رمضان المبارك هذا العام وسط معاناة شديدة وجحيم لا يطاق وغليان غير مسبوق في ارتفاع الأسعار التي تصيب الأسر الفقيرة والمسحوقة التي تمثل أكثر من 75% من المجتمع بالإحباط والمعاناة والعجز الحقيقي في توفير متطلبات الشهر الكريم من المواد الغذائية الضرورية.. أضف الى ذلك أن هناك سلعاً غذائية تم دخولها الى البلاد بصورة مخالفة ومعظمها قد شارفت على انتهاء الصلاحية أو قد انتهت في الطرقات والصحارى بسبب سوء التخزين وارتفاع درجات الحرارة وغيره.
مؤكداً الى أن غياب الرقابة من قبل الأجهزة المختصة بسبب كوارث صحية وضحايا في صفوف المجتمع.
وأضاف: أعتقد أن معاناة المجتمع اليمني هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار هي الأعلى.. وهذا بدوره يخلق مشاكل وتصدعات وانهيارات متعددة المستويات والأوجه، لأن الفقر كافر لا يرحم.
ولفت الحنش الى أهمية تبني هذه القضية المهمة من منظمات المجتمع المدني وتفاعلها من أجل حماية الأسرة اليمنية من الانهيار والمعاناة، الى جانب حث الحكومة على حماية الأسرة والعمل على وضع حد للارتفاع المخيف في الأسعار.
جحيم الأسعار
♢ أكد الدكتور محمد النظاري أن الارتفاع المستمر في قيمة السلع والمواد الغذائية في مجتمع فقير كمجتمعنا يعد كارثة وحرباً نفسية واقتصادية بشعة لا يستطيع المواطنون مقاومتها أو تحمل نتائجها.
وقال: كيف سيصوم اليمنيون هذا العام شهر رمضان، وأعني باليمنيين الأسرة اليمنية الفقيرة التي تمثل السواد الأعظم من قوام وتعداد المجتمع في ظل هذا الفوران الكبير في الاسعار؟ أعتقد جازماً أن استقبال شهر رمضان هذا العام لدى اليمنيين رغم فرحتهم واحتفائهم الدائم والمتجذر في ثقافتهم - سيمثل فاجعة لدى معظم الأسر الفقيرة والأشد فقراً التي تعجز عن توفير السكر والعصائر والزبادي واللحوم والزيوت وحتى الدقيق والمهلبية وغيرها، كما أن هناك مصيبة أخرى تتمثل بتهريب نسبة كبيرة من السلع والمواد الغذائية التي تعرض في الدكاكين والأسواق دون أن يكون هناك أبسط إجراءات الرقابة من قبل الحكومة التي تبدو غائبة عن هموم ومصالح وأقوات الناس بالمهاترات والمماحكات والتسابق على الوظائف والمراكز القيادية غير مدركة أو مستشعرة معاناة وجوع القسم الأكبر من مواطنيها.
مشيراً الى أنه وبدلاً من أن يستقبل الناس رمضان بالروحانية والأمل صاروا يستقبلونه بالألم والإحباط والإحساس بالمصائب وأنهم وحدهم يصارعون الواقع لا عاصم لهم من قبل حكومة أو دولة تراقب الاسعار وصلاحية السلع وغيره.
واقع أمرّ من العلقم
♢ أما الشاعر زياد السالمي - عضو اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين فيقول: الحديث عن الأسعار في المواد الغذائية واستقبال الناس للشهر الفضيل في ظلها مليئ بالألم ومشاهد المآسي، فهناك أسر غير قادرة على توفير الخبز أو طبق البيض، وكيلو الخضار، ومن هذه الأسر من يكون عائلها موظفاً، فما بالك بالأسر التي ليس لديها موظف أو مصدر للدخل، ما يؤسف له حقاً وما يبعث على الحيرة في بلادنا هو أن المواطن لا يجد وخاصة خلال السنوات الاخيرة قرضاً ميسراً مثلاً ولا ضماناً اجتماعياً ولا تكافلاً مجتمعياً ولا حكومة تحترم مسؤولياتها والتزاماتها تجاه مواطنيها، حيث لا يعنيها ارتفاع الأسعار أو انخفاضها ولا يعنيها أن يموت الناس جوعاً أو يموتوا كمداً أو ببطء في بيوتهم في الشوارع والاسواق والطرقات، ولا ننسى هنا مئات الآلاف من اليمنيين المرحلين من السعودية الذين سيضيقون ويضاعفون المعاناة من عدة أوجه منها أنهم سينضمون للبطالة المرتفعة أولاً وثانياً، انهم كانوا يعيلون عشرات الآلاف من الأسر.
مؤكداً أن حكومة الوفاق عجزت عن تأمين القوت الضروري للمواطن ومراقبة الأسعار وتخفيضها ورفع المبالغ المالية التي تُمنح للأسر الفقيرة كضمان اجتماعي.
واختتم حديثه بالقول: شهر رمضان لهذا العام يحمل من المعاناة للأسرة اليمنية ما ينسيها روحانيته والفرحة به.
ثورة جياع
♢ قال الاستاذ خالد مطهر جبرة كاتب وقيادي تربوي:
يستقبل اليمنيون شهر رمضان الكريم هذه السنة وسط كم لا حصر له من التعب والعجز الحقيقي عن مواجهة التزاماتهم المعيشية التي أنهكت الأسرة اليمنية وكانت سبباً في تفكك بعضها وتوجه أطفالها للشوارع والأسواق بحثاً عن كسرة خبز وعلبة دواء وقطعة قماش يسترون بها عوراتهم.
وأضاف: أتحدث عن معاناة الأسرة اليمنية ويصعب عليّ تصوّر حجم وأشكال معاناة آباء وأخوة وأخوات وأمهات وأطفال اليمن الذين لم يكن لهم حظ وحيز في حكومة الوفاق أو رحمة لدى الأحزاب والنخب ورؤوس الأموال، حيث ترك الجميع المجتمع اليمني وبالأخص طبقته المسحوقة تماماً تحت مجنزرات الفقر، وذهب الجميع للبحث عن مصالحهم.
مشيراً الى أن الحكومة منفصلة بشكل كلي عن المواطنين وعن احتياجاتهم ومتطلبات حياتهم، بدليل عدم مراقبتها للارتفاع المهول في أسعار السلع الضرورية وكذا مراقبة السلع التي تدخل للبلاد بصورة غير قانونية وهي منتهية الصلاحية. وحذر الاستاذ خالد جبرة من أنه إذا لم تقم الحكومة بواجباتها وتخفض أسعار السلع الضرورية وتقدم تسهيلات للأسر الفقيرة فإن ثورة الجياع قادمة وحينها كما قال- لن تبقي ولن تذر ولن تستمر الحكومة في نهب المال العام أو حتى الاستمرار في عملها.
غائبة عن مسؤولياتها
♢ وتحدث رفعت حمود حسن عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات عمال اليمن قائلاً: ان جحيم الاسعار التي يعيشها المواطن هذا العام تفوق الوصف وتفوق قدرة الأسرة على مواجهتها، سيما وأن أزمة عام 2011م أثرت على الاقتصاد الوطني وسرحت عشرات الآلاف من العمال والموظفين الذين أصبحوا عاطلين عن العمل.
وأضاف: نستقبل شهر رمضان الفضيل وأكثر من نصف مجتمعنا لا يجدون ما يأكلون ولا يجدون قيمة تمر الافطار أو المتطلبات الاساسية التي اعتاد على توفيرها كل بيت يمني، اليوم الاوضاع صعبة والمعاناة تتزايد وقوافل الفقراء تتزايد والعاطلون عن العمل ايضاً، أما دور الحكومة في هذا الجانب فأنا أعتقد أنها مغيبة تماماً بل وكأننا بدون حكومة.. التاجر يرفع الأسعار بشكل جنوني ويحتكر السلع كيفما يشاء ويفصل من يشاء ويدخل البضائع والسلع المنتهية الصلاحية متى ما أراد وكيفما أراد.
واسمح لي أن أطرح في هذا الشأن سؤالاً أتمنى أن ينال حقه في الإثارة وهو: يا ترى هل سيصمد المواطن اليمني أمام هذا التسونامي المخيف في أسعار السلع؟ وهل ستصمد ايضاً حكومة الوفاق أكثر في ظل غيابها وانفصالها الواضح عن قضايا الناس ومصالحهم؟
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 05:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-33227.htm