أحمد الحسني -
بين التظاهرة التي حمل بها الصحفيون توقيعاتهم إلى القصر الجمهوري من أجل الزميل إبراهيم حسين والتظاهرة التي جمعتهم منذ أيام أمام وزارة الإعلام أربع سنوات حدث فيها وحدث وحدث.. ولم يحدث أن استطعنا أن نقنع مواطناً بالوقوف دقائق في أي من تظاهراتنا.. ومازال المواطن يمر بجوار حشد الصحفيين دون ان يسترعي تجمعهم من انتباهه ما يسترعيه جدلٌ في سوق القات أو رقصة برع في ميدان التحرير..
مازلنا كائنات خرافية لا حقيقة لها في واقع الجماهير ولا أثر لكل صخب أو جلبة نحدثها، سيان في ذلك من شتم ومن مدح، من برر ومن قدح، ولايوجد في زحامنا أحد غير تلك الصور أعلى الأعمدة، هذا يبحلق من خلف نظارته وذا يضع وجهه بين يديه، هذا ممسك بقلمه والآخر يتصنع التأمل دون شيء.. وحين نتساءل عن هذا الغياب ينفجر الأستاذ في وجهك يسب علي عبدالله صالح الذي لم يجعل منه وزيراً ويلعن الشعب الجاهل الغبي الذي لم يقدر مواهبه ويحمله إلى مبنى البرلمان على الأقل، المفترض أن تكون الكلمة هي محرك الفعل الجماهيري وأصحابها هم قادته.. فلماذا كل هذا الغياب؟ ولماذا نتناقص كلما زاد عددنا؟ سؤال نبرره دائماً بغباء الشعب وجهله وعدم تقديره لمواهبنا.. نقول ذلك ونحن نعرف تماماً أن هذا الشعب الذي نتهمه بالغباء هو فهم عمود عبدالحبيب سالم الديمقراطية كلمة مرة وحمله إلى مجلس النواب بكل احترام وإصرار دون قبيلة ولا جيش ولا ثراء، فقط قدرته على احترام هذا الشعب منحته احترام الشعب فعرف له حقه.. ونحن بحاجة لأن نحترم هذا الشعب أولاً حتى يحترمنا ونحضر معه حتى يحضر معنا ولا أقصد بحضورنا تصوير مظاهراته والاتجار بهمومه!! صحيح ان كتابتك في صحيفة سلطة كافية لأن تجعل بينك وبين المواطن سداً، ولكن لايكفي أن تكون كاتب معارضة لكي تكون قريباً من الشعب لأنه يفرّق بين الاحساس بهمّه والبلطجة باسمه.