الثلاثاء, 23-يوليو-2013
الميثاق نت -  كلمةالميثاق -
اليمن في ظل الظروف والأوضاع الصعبة التي يمر بها اليوم أحوج ما يكون إلى التسامح والتعايش والتوافق للخروج من تلك الظروف والأوضاع وهذا هو بالضبط مضمون التسوية السياسية للمبادرة الخليجية والتي وصلنا إلى المرحلة الأهم فيها وهو الحوار الوطني الذي تحققت نجاحات في مجمل مساراته باتجاه تحول هذا النجاح إلى تسوية تاريخية تضعنا على طريق المستقبل الآمن والمستقر والمزدهر.
هذا بالطبع ما نريده ومعنا كل أبناء شعبنا وقواه الوطنية الخيرة.. لكن هناك من يرى في الفتنة المبنية على التعصب والتطرف والعنف والإرهاب المُؤسس على ثقافة الكراهية التكفيرية وسيلته لفرض أجندته التي بكل تأكيد ستأخذنا إلى صراع مدمر نماذجه صارخة ومقززة في أكثر من مكان في محيطنا الإقليمي والعربي.. في العراق وسوريا وأخيراً مصر التي وصول خطر الفكر التكفيري إليها سيكون له انعكاسات مؤثرة سلبياً علينا جميعاً, وسيجعلنا أمام حالة مدمرة يعتقد المنتمون إليها والمؤمنون بها على اختلاف أشكالهم أنهم الفرقة الناجية أما بقية المسلمين فهم كفار وبالتالي مستباحة أموالهم ودمائهم لتلك الجماعة وتفريعاتها وهم لا يتوانون عن الكذب والنفاق من أجل الوصول إلى السلطة وعلى مبدأ التقية يؤمنون بالديمقراطية ما دامت ستوصلهم إلى غاياتهم وتمكينهم من إقامة الدولة الدينية وفقاً لتصوراتهم التي يدركون أكثر من غيرهم أنها غير صحيحة ومستحيلة في هذا الزمان، وهذا واضح في فتاويهم وممارساتهم وسلوكهم التي يغيرونها ويبدلونها وفقاً لمتغيرات واقع الحال وبما يلبي مصالحهم الدنيوية المتدثرة بثوب الدين زوراً وبهتاناً, وهو براء منها, لذا لا يتوانون عن سفك الدماء وتدمير الأوطان والتحالف مع أية قوى وأطراف حتى وإن كانت شيطانية, وبالنسبة لهم لا ضير في ذلك من أجل إعلاء كلمة الله وفقاً لما يسوقونه للمنتمين إليهم وأنصارهم ممن تم تدجينهم وغسل أدمغتهم بحيث لا تستوعب إلا ما تعبأ به من شيوخ وأمراء إسلامهم الجديد .
لقد عانى اليمن كثيراً ومازال في دائرة خطر تلك الجماعات التكفيرية وإرهابها, وهاهي فتنتهم تطل برأسها القبيح من جديد ومن داخل مؤتمر الحوار من قبل وأحد أطرافه البارزة لتهدد وجودنا التاريخي وانتمائنا الإسلامي الحضاري الوسطي المتسامح الذي غمر العالم بأنواره عدلاً وعلماً ومعرفة, وليس إرهاباً دموياً ودماراً, وهكذا فإن مواجهة فتنة التكفير قبل وقوعها هي مسؤولية دينية ووطنية شعبية مجتمعية خاصةً وأننا نرى نتائجها الكارثية تظهر في أكثر من دولة وبلد عربي وإسلامي وعلى حزب الاصلاح أن يحدد موقفاً واضحاً وشجاعاً يدين فيه حملة التكفير وألا يكرر مأساة 94م وتكفير جارالله عمر وقبلها ما حدث في حرب المناطق الوسطى ليؤكد للجميع اننا نتجه لبناء اليمن الجديد والذي يتطلع اليه الجميع.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 05:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-33513.htm