الثلاثاء, 23-يوليو-2013
الميثاق نت -   مطهر الأشموري -
الاخوان في مصر ومعهم بالطبع فضائية «الجزيرة» كانوا شرعوا قانوناً لعزل أحمد شفيق لمنعه من المشاركة في المرحلة الحاسمة من الانتخابات منافساً لمرشح الاخوان «مرسي».
وحين عجزوا عن منعه من ممارسة حق ديمقراطي له شنوا عليه أشرس حملة ومعهم بالطبع أيضاً «الجزيرة» على أنه من فلول مبارك وهي حملة استمرت حتى آخر خطاب لـ«مرسي الاخوان» قبل عزلة.
كل ذلك ينفي الديمقراطية ويتنافى مع أساسياتها ومع مضمونها ولكن إذا كان هذا رأي الاخوان ومعهم «الجزيرة» فالذين صوتوا لشفيق هم فلول لمبارك وعددهم يمثل نسبة كبيرة من الشعب المصري.
مبارك إذاً كان يستطيع إخراج خمسة ملايين من فلوله الذين صوتوا لشفيق مثلما مرسي والاخوان يستطيعون إخراج مائة أو مئات الآلاف ليطالبوا بعودة مرسي بعد عزله ورحيله.
أي حاكم كان لا يحتاج لاستدعاء الجيش أو الاستعانة به لقتل متظاهرين سلميين لأنه إذا القتل بات هو الحل من منظوره فهو يستطيع بعشرات الأفراد قتل عشرات الآلاف وقد يكون من حق أطراف أخرى أن تستفيد من خداع ومخادعة 2011م.
فإذا كان الجيش التونسي أعلن أنه سيمارس الحياد ولن يتدخل ضد المتظاهرين فهذا الموقف كان يكفي فيما الإعلان هدفه إضعاف الرئيس «بن علي» ودفعه لهروب هو متوقع.
الجيش المصري طور موقفه وخرج لحماية المتظاهرين ولكن الحماية لم تتحقق ووصل القتل للمئات، إذاً فالجيش المصري كان يكفيه ممارسة موقف وليس الإعلان للإعلام كما في تونس.
وإذا كان الشارع قد استطاع ايصال الاخوان الى الحكم في تونس دون حاجة لمساعدة وتعاون من البديل الانتقالي فيما تم إيصال الاخوان للحكم في مصر من خلال الانتخابات فلا يمكن أن يتحقق الا من خلال أدوار ومهام للبديل الانتقالي.
ليس أطراف أو اصطفاف الثورات هي التي رتبت للاكتفاء بحياد الجيش التونسي وأن يكون موقفاً بالإعلان أو لخروج الجيش المصري وتكليفه بأداء الفترة الانتقالية.
أطراف الثورة المصرية في ساحات التغيير ليست من كلف الاخوان كطرف في الثورة أن يقوم بحملة لتدمير أجهزة الأمن وأقسام الشرطة والسجون وفتحها، منذ أحداث 2011م.
لا أحد ينكر ديكتاتورية أنظمة المنطقة وخطاياها وليس فقط أخطائها ولكنه علينا بقدر ما نسلم أن ثورة مصر تمثل الإرادة المصرية وكانت ثورة يناير تحتاج لحزمة عوامل لتخرج وتنجح لأنها لو لم تكن في حاجة لذلك لكانت حدثت وخرجت حين آخر انتخابات في عهد مبارك بمستوى فاضح في تزويرها بما لم يحدث في أي انتخابات.
ولكن أمريكا كانت تريد تلك الانتخابات المفضوح تزويرها والإعلان عن ترشيح نجل مبارك لاحقاً كبديل له لتصبح من عوامل التثوير عام 2011م.
أمريكا لها أهدافها وتريد التعامل مع المنطقة كمحطة ثورات، وليس إيصال واقع مصر مثلاً بشكل أسهل وكلفة أقل الى ديمقراطية أفضل.
إنني بهذا لا ألوم أمريكا ولا أحملها المسؤولية لأن من حقها أن تعمل ما يخدم مصالحها بحساباتها ووفق أهدافها، وبالتالي فإني حين ذكر أمريكا فلضرورة معرفة الحقائق واستحقاقاتها في المتغيرات ليس أكثر.
الاخوان في مصر كانوا وظلوا يطرحون قبل وبعد أحداث 2011م بأن مبارك كان عميلاً لأمريكا ولكن لهدف صراعي هو إنكار علاقتهم بالاخوان.
نتفق مع الاخوان أنه لولا دعم أمريكا ماكان لمبارك أن يحكم ثلاثة عقود وبعيداً عن طرح وإدانات العمالة والتخوين، فالاخوان يعرفون ذلك مثلما يعرفون أمريكا هي من أوصلهم للحكم وهي من يدعم استمرارهم.
الموقف الامريكي المتذبذب من ثورة 30 يونيو المنحاز للاخوان والذي ظل يردد مفردة «الانقلاب العسكري» هو الذي جعل الاخوان يتشبثون ويسيرون بين ما يسيرون فيه بعد إزاحة مرسي في تفعيل العنف بتدرج أو عبر التصعيد فحكم الاخوان لعام واحد لا يمثل الحد الأدنى كثمن لدورهم في بتر الذراع الأمني لمبارك.
جحافل الشعب المصري التي خرجت في 30 يونيو 2013م ما كانت تستطيع بتر الذراع الأمني لمبارك فكيف يصبح لها اقتلاع حاكم منتخب ونظام لم يحكم سوى العام؟
بخبرات الاخوان في أحداث 2011م فإنهم التقطوا إجراءات ومعالجات الجيش على أنه انقلاب عسكري يتنافى مع الصفقة والتزاماتها التي أبرموها مع أمريكا قبل محطة 2011م!

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-33517.htm