استطلاع: هناء الوجيه - العيد فرحة تختلط في اليمن في الوقت الراهن بذكريات الاعياد قديما وبحاضر يرتبط بغلاء الاسعار وتدني مستوى الدخل وظروف تجعل الناس يستقبلون العيد بالحسرة.. تتحدث المرأة في هذه المساحة من «الميثاق» عن نكهة العيد وفرحته وعن طقوسه وعن دور المرأة في اضفاء نكهة السعادة والفرحة وعن غلاء الاسعار وعن الهم الذي يرافق العيد جراء الظروف الصعبة.. وهذه هي الحصيلة :
الأستاذة أمة الرزاق يحيى جحاف- رئيس مؤسسة بيتنا للتراث -تحدثت عن مظاهر العيد قائلة : تبدأ الأسرة اليمنية باستقبال عيد الفطر منذ دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك حيث إن المرأة دائماً تشكو من ضيق الوقت لأنها تقوم بتجهيز العشاء الرمضاني وفي نفس الوقت تجهيز الكعك الذي تتفنن النسوة في صناعته من خلال تزيين الكعكة بكتابة أجمل العبارات التي تعبر عن الفرحة والتهنئة بعيد الفطر، وكانت من الطقوس الجميلة لاستقبال العيد وعند صناعة الكعك تجتمع نساء الجيران، كل يوم في بيت أحد الجيران ويتبادلن الخبرات بالذات بين البنات والأمهات، فمنذ دخول العشر الأواخر يتم اختيار اليوم الأول من العشر في البيت الفلاني لصناعة الكعك الخاص بهم واليوم الثاني البيت الفلاني وهكذا حتى أنهن يشتركن في تجهيز الكعك في كل بيت، ويعتبر هذا الشيء فرصه للاجتماع والتآلف بين الجيران والأقارب.. اليوم مازلنا نحتفظ ببعض الطقوس الجميلة ولكن فرحة العيد تغيب وسط وضغوط يعاني منها المواطن ولكن رغم كل شيء يظل للعيد فرحة.
فرحة غائبة
وترى الاخت ايمان الجرموزي ان العيد مع غلاء الأسعار يبدو كفرحة غائبة وحلم مؤجل في ظل وجود طبقة من المجتمع لم تعد تبحث في العيد عن الكساء ووسائل البهجة بل تبحث كيف تجد لقمة عيش لأسرهم ومن يعولون ومع ذلك فإن استقبال العيد تظهر ملامحه قبل أيام من قدومه حيث تبدأ الضجة من الأسواق التي تنتشر فيها محلات الملابس الجديدة إلى البيوت التي تبدأ فيها ربات البيوت بالتنظيف والتجهيز للعيد ويتشارك الاب في هم توفير الملابس العيدية لابنائهم وحين تتوفر النقود عادة ما تخرج الأم لتشتري ملابس أبنائها ويخرج الأب لشراء أغراض العيد من حلويات،والمكسرات،,, وما إلى ذلك.
عادات وتقاليد
تقول الاخت انيسة المرتضى نستقبل العيد ونحن نقول بأية حال عدت ياعيد, الاسعار مرتفعة لا تطاق ولايتحملها المواطن سواءً أكانت مواداً غذائية او ملابس او كماليات في ظل انعدام الرقابة وحكومة لا يعنيها ما يعانيه المواطن من ظروف معيشية صعبة ولكن تظل العادات والتقاليد موجودة وتضيف الفرحة للقلوب ليتم التغلب على الهموم المرتبطة بغلاء المعيشة فالأمهات تحاول اضفاء الفرحة على الاسرة من خلال تنظيف المنزل وصنع الكعك ونقش الاطفال من الفتيات بالخضاب والحناء ابتهاجاً بالعيد، تحاول الامهات ان تصنع الفرحة داخل الاسرة .
هم وضيق
وتقول ام مصطفى الكاهلي: معظم الاسر تستقبل العيد بابتسامة خلفها هم وضيق من غلاء الاسعار، والرغبة في ادخال الفرحة في قلوب الاطفال، تتصارع في بعض الاحيان هذه المشاعر وتضطر الاسرة مرغمة ان تستسلم لضيق الحال ولا تتمكن من كساء اطفالها وبالذات من كان ذا دخل محدود ولدية عدد كبير من الاطفال .
نكهة العيد
وتقول الاخت لمياء السراجي : ان العيد يتميز بالزيارات بين الاهل والاصدقاء وتبادل السلام والهدايا بين أفراد الأسرة الواحدة، وجعالة العيد من الاشياء المهمة التي تضيف نكهة للعيد وتعتبر من أساسيات العادات والتقاليد في بلادنا ولا يخلو منها بيت خلال أيام العيد وتقدم لكل الزائرين من الأرحام والأقارب وهي بصفة عامة لها دلالات كبيرة وعظيمة في النفوس.. كما أن النساء في العيد ينتظرن الزيارة العيدية من الآباء والإخوة والأعمام والأخوال وإذا لم تكن المرأة موجودة داخل المدينة يخصص اليوم الثاني أو الثالث من العيد لزيارتها في القرية التي تسكن فيها وعند الزيارة يقدم الرجل (عسب العيد) فتخيلوا موقف رب الاسرة عندما لا يستطيع توفير ابسط ما يحتاج توفيره للعيد من كسوة اطفاله وجعالة العيد والاكثر من ذلك اصبح بعض الاقارب يتهربون من زيارات ارحامهم بسبب عسب العيد الذي لا يقدرون على توفيره لذلك فان العيد اصبح مع ضيق الاحوال المعيشية يفقد جزءاً كبيراً من نكهته وفرحته في قلوب المواطنين .
|