عبدالفتاح علي البنوس -
< دعاة الفتنة الطائفية في بلد الإيمان والحكمة وأنصار الشر والمكر والخديعة ودعاة الخرفنة والحقد السياسي والحزبي البغيض يصرون على التأزيم وإدخال البلاد في بوتقة من الصراعات والمكايدات التي لا تنتهي، جاءت المبادرة الخليجية كحل وسط وكثمرة للتوجه الحكيم للزعيم علي عبدالله صالح الذي تنازل عن حقه القانوني وشرعيته الدستورية وأعلن قبوله بالتسوية السياسية، ولم يزايد باسم الشرعية الدستورية ولم يصر على إكمال فترته الرئاسية رغم حجم التأييد الشعبي الكبير الذي كان يتمتع به ولايزال حتى اللحظة، قدم التنازلات ودخل التاريخ من أوسع أبوابه وهذه هي الحقيقة التي سيسجلها له التاريخ وستتناقلها الأجيال المتعاقبة.
رغم كل ذلك لاتزال أبواق الفتنة ودعاة الشر يصبون جام غضبهم على النظام السابق لتبرير فشلهم الذريع في إدارة شؤون البلاد، وكأن النظام السابق هو من يقطع الكهرباء وهو من يرفض صرف إكرامية رمضان وهو من يأمر بتجنيد الآلاف من المليشيات الحزبية المسلحة، وهو من يمّول الجماعات والتنظيمات الارهابية والتخريبية وهو من يُسخر الوظيفة العامة والإعلام الرسمي والخزينة العامة للدولة من أجل تعزيز سطوته ونفوذه في السلطة، كلها مغالطات والكل بات على معرفة تامة بتصرفات إخوان اليمن الذين يعملون ضمن تيار عالمي يهدف الى أخونة المنطقة، اليوم الحديث عن اتهامات موجهة للزعيم ونظامه عبارة عن مغالطة فاضحة ودليل عجز، فالكل على معرفة تامة بأن الزعيم لو كان يريد دعم التخريب والارهاب كما يزعمون لما تنازل عن السلطة مهما كانت الأسباب والمبررات ومهما كانت الخسائر ولكنهم تربّوا على الكذب والتدليس والتلبيس وصار الكذب ديدنهم.
في الـ17 من يوليو تمر علينا كل عام ذكرى تولي الزعيم علي عبدالله صالح مقاليد الحكم في البلاد في العام 1978م عندما هرب وتذمر الجميع من تولي مهام قيادة الوطن وإعتلاء كرسي الرئاسة المفخخ، وحده علي عبدالله صالح من حمل كفنه على كتفه واعتلى هذا الكرسي واستطاع بحكمته وحنكته السياسية إبطال مفعول هذا الكرسي المفخخ وقاد سفينة الوطن طيلة هذه الفترة أنجز فيها الكثير ولم يسلم من الإخفاق والأخطاء ولكنها طبيعة البشر على اعتبار أن الكمال لله وحده، وفي هذه المناسبة تفاجأنا بالحملة الاعلامية المغرضة لصحف الاصلاح وعلي محسن الأحمر وحميد الأحمر ضد الزعيم، حيث نسفوا كل شيء وجردوه من كل إنجازاته التي حققها وجعلوا من فترته الرئاسية أشبه بالنكبة على اليمن واليمنيين في فجور سياسي غير مسبوق تكذبه تصريحاتهم وكتاباتهم السابقة عن الزعيم في احتفالات سابقة بهذه المناسبة، فلا يصدق عاقل أن علي عبدالله صالح لم يحقق شيئاً لليمن واليمنيين طيلة فترة حكمه، صدقوني هذا كلام فارغ، لأن التاريخ سينصف هذا الرجل مهما تحامل عليه الخصوم.
فتنة الاخوان في اليمن بعد أن أشعلوها محلياً ها هم اليوم يشعلونها عربياً من خلال إقحام بلادنا في الأحداث الدائرة في مصر وذلك بالتحالف مع جماعة الاخوان المسلمين ودعم اعتصاماتهم والإساءة للرئيس المصري المؤقت والجيش المصري وغيرها من الاتهامات التي تسيئ الى العلاقات اليمنية المصرية وكذا القيام بالقنوت في الصلاة لنصرة الاخوان الذين يصفونهم بأنهم يمثلون الإسلام وأنهم من يدافعون عنه ويذودون عن حمله، ويرفعون شعارات الوقوف مع الشرعية التي سبق لهم أن رفضوا الوقوف معها في بلدهم طمعاً في السلطة ومغرياتها، بل طالبوا بإسقاطها، رغم أن شرعية الزعيم علي عبدالله صالح لا تختلف عن شرعية الرئيس المعزول محمد مرسي من حيث طريقة الانتخاب مع فارق نسبة التأييد ونسبة الأصوات والتي ترجح كفة الزعيم علي عبدالله صالح، ولكنه الولاء الاخواني الذي لا يضاهيه أي ولاء آخر، هذا الولاء الذي وصل الى حدود إشعال الفتنة وإدخال الوطن في أزمة سياسية مع دولة شقيقة لطالما وقفت الى جانب بلادنا وقدّمت الكثير من التضحيات.
نسمع عن إرسال مليشيات اخوانية يمنية لمناصرة مليشيات الاخوان في مصر والإعلان عن حملات للتبرع لدعم صمود مخيمات الاخوان المطالبة بعودة مرسي الى السلطة في الوقت الذي شاهد فيه العالم الحشود المليونية التي خرجت الجمعة الماضية في مختلف المدن والمحافظات المصرية دعماً لخارطة الطريق وتأييداً للعناصر التخريبية والإرهابية التي تحاول تدمير مصر وتحويلها الى سوريا جديدة إرضاء لأعداء العروبة والإسلام.
لقد أراد اخوان اليمن أن يرمموا جبهتهم الداخلية بمساندة اخوان مصر لكي يحافظوا على مشروع أخونة المنطقة، لأنهم يدركون جيداً أن سقوط اخوان مصر، يعني سقوطهم وفشلهم في تحقيق مآربهم وأهدافهم ومصالحهم في الداخل اليمني، فأشعلوا فتيل الفتنة من جديد بهذه الممارسات الاستفزازية وحملة التحريض والأكاذيب والافتراءات ولكنّ وطنية الجيش المصري ووعي الشعب المصري أفشل كل ذلك، وأسقطت الاخوان في مستنقع الفتنة التي أرادوا أن يسقطوا مصر وشعبها ودول وشعوب المنطقة فيها، فأوقعهم الله فيها، لأن الله رؤوف رحيم بعباده ولن يرضى لعباده الظلم بتسلط هذه الجماعة عليهم.
إنه زمن كشف الحقائق وإسقاط الأقنعة، وإنكشاف المستور، ولم يعد هناك مجال للتدليس أو التلبيس والتخفي وراء الأقنعة، فقد جرّب المصريون الاخوان على مدى عام كامل ولنا معهم في اليمن تجارب عدة أثبتوا من خلالها بأنهم غير مؤهلين لإدارة شؤون البلاد، لأنهم ألفوا على الإقصاء والاستحواذ وإلغاء الآخر وهذا ما جعل الشعوب تنتفض عليهم وتتحالف ضدهم وترفض القبول بهم كحكام بعد أن تأكد للجميع بأنهم دعاة فتنة ولا خير منهم يرتجى لا للوطن ولا للمواطنين..
ودمتم سالمين