بقلم: جيني هيل - نزعت أفراح سترها المموهة لتظهر لي المسدس الموضوع في حزامها. بدلتها العسكرية مصممة لتناسب خصيصا عناصر الاحتشام الإسلامي ببلوزة طويلة فضفاضة وجلباب طويل. عند ذهابها إلى العمل في الصباح ترتدي برقع وبالطو أسود طويل، وهي عباءة تستر جسمها كله وهو رداء تقليدي لليمنيات عموما.
أفراح، 23 عاما، هي واحدة من عشرين يمنية تم تجنيدهن الصيف الماضي للانضمام إلى وحدة خاصة بمكافحة الإرهاب في اليمن. ثلاث عشرة مجندة فقط هن من واصلن الطريق، حيث تلقين برنامج تدريب قاس في كيفية اقتحام البيوت بالقوة وقيادة سيارات الهمر العسكرية والقنص.
قائد في قوات الأمن المركزي اليمنية، هو من تكفل بإنشاء وحدة النساء العسكرية والإشراف على وحدة مكافحة الإرهاب في اليمن.
يقول: إن الهدف الرئيسي من تجنيد النساء أن يتبعن زملائهن الرجال في عمليات الإغارة على المنازل والقبض على أي نساء يجدنه، مضيفا بقوله: "غالبا يتخفى الإرهابيون الرجال بملابس نسائية لتجنب الكشف عنهم واعتقالهم، لأن الخصوصية الاجتماعية الصارمة في اليمن لا تسمح بأن يمسك الرجال بالنساء المشتبه بهن".
جهاز الأمن السياسي اليمني هو الآخر يدير فريقا خاصا من النساء مدربات على جمع المعلومات الاستخباراتية والتحقق منها، لكن أفراح وزميلاتها في وحدة مكافحة الإرهاب هن اليمنيات الوحيدات اللاتي وضعن أنفسهن في هذا المصير القاسي.
تقول أفراح: "في بداية الأمر كنا خائفات، لكن الآن أصبحنا نعتاد على عملنا".
قيم العائلة
وحدة مكافحة الإرهاب عبارة عن ثكنة في مجمع خاص يتبع قيادة قوات الأمن المركزي في العاصمة صنعاء. القيادة محاطة بجنود يحملون أسلحة رشاشة والتنقل داخل القيادة مقيد بصرامة. سكن المجندات منفصل عن الرجال تعلمن تقديم المساعدة ودراسة اللغة الإنجليزية.
أفراح وسبأ وكفاية وفاتن يأخذن قسطا من الراحة في غرف مغلقة خلال استراحة الغداء. كلهن في بداية العشرينات من العمر. تسع من المجندات تم ابتعاثهن للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية لتلقي تدريب إضافي، لكن هؤلاء الأربع المجندات رفض أقاربهن السماح لهن بالسفر. اليمن مجتمع محافظ جدا، حيث ينعكس عفاف المرأة على أسرتها كاملة. فمغادرة البلاد بدون محرم من الأسرة تعد خطوة غير عادية تثير قلق الآباء الذين عارضوا في البداية القبول بعمل بناتهم في قوات الشرطة.
تقول سبأ: "في البداية، كانت أسرتي منقسمة في أمر عملي الجديد. أبي عارضني لكن والدتي ساندتني. وتدريجيا تمكنت والدتي من إقناع والدي بأننا سنكون بمعزل عن الرجال، وأننا لن نختلط بهم والآن راضي عن اختياري".
أفراح تقول انها رائدة في "مواجهة أفكار الناس حول ما هو ممكن للنساء في اليمن". ففي بلد تصل الأمية فيه إلى 40 بالمائة، هؤلاء النساء فخورات بأعمالهن وسعيدات بأن يكون لديهن دخل منتظم لتقديمه لأسرهن.
الاقتصاد ومكافحة الإرهاب
وحدة مكافحة الإرهاب تأسست في 2003 وقد قامت وحدة مكافحة الإرهاب مؤخرا باعتقال وبمواجهات مع الإرهابيين المُدانين في غارتين في صنعاء وعملية منفصلة في محافظة أبين الجنوبية.. وتحديداً مع الثلاثة الإرهابيين الذين كانوا فارين بعد أن تسللوا عبر نفق إلى خارج سجنهم في فبراير 2006م.
يقول نائب السفير الأمريكي في صنعاء، نبيل خوري: "إنها وحدة جيدة. هي أول مؤسسة أمنية نفضل العمل معها لأنها جديدة.. منتسبوها طموحون وعمليون وراغبون في تجربة طرق وتكتيكات جديدة. ويزدادون تدريجيا ويطورون قدرة إضافية".
الرئيس اليمني علي عبدالله صالح سلك مسارا رائعا في مكافحة الإرهاب. فاستراتيجيته التي يجب أن ترضي الرأي العام اليمني، الذي يعادي في الغالب أمريكا وإسرائيل. هي أيضا تسر الغرب.
الإصلاح والفساد
الخطوات الأولى لعملية الإصلاح المصممة لإخماد الفساد وتعزيز استقلالية القضاء، ولدت موجة من التفاؤل في أوساط الدول المهتمة بتنمية اليمن. ففي نوفمبر 2006، تعهدت بريطانيا والدول الخليجية المجاورة لليمن بتقديم قرابة 4.7 مليار دولار أمريكي كمساعدات للسنوات الأربع القادمة.
وفي فبراير الماضي، استعادت اليمن بدعم أمريكي أهليتها في صندوق الألفية وهي خطة إدارة بوش للمساعدة على انتهاج معايير الحكم الرشيد وبذلك يمكن لليمن أن تحصل على 500 مليون دولار كمساعدة طويلة الأمد.. يقول كيفن روسر، محلل اقتصادي في شركة الاستشارات للسيطرة على المخاطر: "من دون شك أن اليمن تواجه تهديداً حقيقياً ومتجدداً من الإرهاب الذي ينمو.. فلو نجحت محاولات الانتحاريين العام الماضي من تفجير منشأتين نفطيتين كان قطاع الصناعة النفطية في اليمن سيصاب بالشلل وسيعطل الاقتصاد". الانتحاريون فجروا سيارتهما المفخخة عندما كانا يقودانهما باتجاه أهدافهما المحددة مما أفشل المؤامرة. وقد أدعت جماعة جديدة سميت قاعدة اليمن مسئوليتها عن المحاولتين.
❊ عن موقع الشبكة الإخبارية البريطانية BBC
حقوق الترجمة محفوظة لـ «الميثاق»
|