الإثنين, 19-أغسطس-2013
الميثاق نت -   محمد انعم -

على الرغم من مضي بضعة اشهر على اعمال مؤتمر الحوار الوطني الا ان الشارع اليمني مازال متحفظا عن تسمية ما يمكن ان يطلق عليهم الابطال او قادة المستقبل والذين يجسدون امال وتطلعات الشعب .. وهذا شيء مؤسف جدا خصوصا وان العالم وليس اليمنيون فقط يراقبون باهتمام تفاصيل كل ما يحدث داخل فرق الحوار، خصوصاً وان قضاياه تعتبر معركة لمستقبل وطن وشعب ..
واضح جدا ان هناك مشكلة حقيقية وراء هذا الموقف الشعبي الذي لم يتنبه له احد او يلفت انتباه المتحاورين الى اتساع حجم الهوة بينهم وبين الشارع.. وهذا خطأ كبير قلما نجده في تاريخ الحوارات اليمنية او غيرها . اعتقد انه يجب على اعضاء مؤتمر الحوار التوقف بجدية امام هذه المشكلة ومراجعة خطابهم ومواقفهم وما يطرحونه من اراء ومقترحات عن ملامح المستقبل، وضرورة ان يعرفوا الأسباب التي تقف وراء هذا العزوف واللامبالاة الشعبية لما يدور في حوارهم..
من خلال متابعتنا لمجريات فعاليات مؤتمر الحوار ونشاط فرق عمله نعتقد أن السبب الحقيقي يرجع الى الخطاب المتعصب والعدمي الذي طغى على أعماله والذي في غالبه يبدد آمال واحلام الشعب اليمني ويكاد يعيد انتاج نفس خيارات الاطراف المتسببة بالازمة..
المواطن اليمني في الشمال او الجنوب.. صابر ويتحمل الفقر والجوع والامراض والبطالة والقتل ومصادرة الحقوق ونهب الممتلكات ..يقبل بضنك العيش والحرمان من ابسط الحقوق على امل ان مؤتمر الحوار الوطني هو قارب النجاة لإخراج شعبنا من هذا المستنقع وتوحيد الجميع والانطلاق صفا واحد نحو بناء الدولة المدنية الحديثة..
غير ان احلام وتطلعات الشعب تتبدد بذلك الخطاب المريض الذي يستفز الشارع ويربط حل الازمة والقضية الجنوبية تحديداً باشتراط السماح لهذا الحزب او تلك الجماعة او ذلك النافذ المتغطرس لان ينهب جزءاً من اليمن ويحوله الى اقطاعية خاصة له ولقبيلته او منطقته .. اصحاب هذه المشاريع نجدهم اليوم يتباكون ويولولون ويستغلون الشارع اليمني مع اخوانهم ابناء المحافظات الجنوبية الذين تعرضت اراضيهم للنهب، فيذهبون للمطالبة بنهب جزء من وطن وحق للشعب اليمني ويعتبرون ذلك حلاً عادلاً للقضية الجنوبية.
ويزداد السخط في الشارع اليمني عندما يجد اصوات وحوش الفيد وادعياء النضال ترتفع وتضع الحلول بنفس طريقة احكام قرقوش عندما يقايضون من اجل معالجة قضية نهب اراضي مواطنيين بالسماح لهم لنهب نصف وطن .. ليظهر مؤتمر الحوار اشبه بمكتب عقارات واعضاء فيه أشبه بسماسرة اراضي يقفون عاجزين عن اعادة حقوق المواطنيين المنهوبة.
القوى الجديدة عجزت عن صياغة ملامح المستقبل وفشلت عن تحمل هذه المهمة التاريخية الجسيمة واكتفوا باداء ادوار ثانوية.. كما ان عدم حرصهم على تبني خطاب جديد يجسد قيم التسامح والتاخي والحرص على وحدة الصف الوطني والسمو فوق الجراح وخلق الثقة بين أبناء الوطن الواحد وتهيئتهم للمشاركة في بناء المستقبل قد خيب امال الشارع ، خصوصاً وأن هناك من يتفننون في بث الاحقاد والكراهية وتمجيد العصبيات المقيتة وغيرها من الدعوات المريضة ..
وللإنصاف لابد من التوقف امام الانتصارات المدهشة للمرأة اليمنية والتي حققتها في مؤتمر الحوار الوطني والتي تستحق الاشادة والاعجاب .. فقد حددت عضوات الحوار أهدافهن القريبة والبعيدة بوضوح.. لذا فقد اتسم خطابهن بالموضوعية والعقلانية، وظل خطابهن موحداً ومتزناً وخالياً من التعصب ..نقول لقد استطاعت المرأة ان تكسب تعاطف الجميع داخل الحوار وخارجه .. وبذلك حصدت الكثير من المكاسب واسقطن بعبع اكثر الاحزاب رعبا واقتحمن اوكار اشباح القوى التقليدية بطريقة ناعمة ..ونجدهن لم يتشفين بتهاوي الخصوم ..وهاهن وحدهن يحلقن في فضاء احلامنا ويصنعن انتصارات يفخر بها كل يمني.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-34060.htm