حاوره/ محمد أنعم - الشيخ سلطان البركاني ل«الميثاق»:سقوط «الاخوان» في مصر دفع «الإصلاح» إلى التلويح بتأجيل الانتخابـات
< قال الشيخ سلطان البركاني الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام إن سقوط الاخوان المسلمين في مصر وقرب سقوطهم في تونس وليبيا دفع حزب الاصلاح الى التفكير في تأجيل الانتخابات القادمة والتمديد لرئيس الجمهورية الأخ عبدربه منصور هادي لأنه يرى أن الانتخابات لن تقدم له شيئاً جديداً له وربما يخسر المقاعد البرلمانية الحالية. وأوضح البركاني في حوار مع «الميثاق» بمناسبة الذكرى الـ31 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام أن المؤتمر يراهن في الأساس على إجراء الانتخابات لأنه يرى ضرورة احترام المواعيد الزمنية للاستحقاقات الوطنية التي تعتبر التزاماً لا يمكن تأجيله وكل حزب ملزم بخوضها شاء أم أبى.. موضحاً أن المؤتمر استعد بشكل كامل للانتخابات المقررة في فبراير 2014م.
وأشار الأمين العام المساعد الى أن المؤتمر مر بظروف أصعب من ظروف الإنشاء لكنه استطاع تجاوزها وهو اليوم أصلب عوداً ومحط أنظار الجميع، ولذلك فإن كل المحبين المنتمين أو الانصار أو الحلفاء سيجعلون من يوم 24 اغسطس يوماً احتفائياً سواءً أقيمت الاحتفالات بشكل موسع أو مصغر.
ولفت البركاني الى أن المؤتمر لم يقم على مصالح بين أعضائه بقدر ما كان مرتبطاً بهم ومصالح اليمن واليمنيين وأنه خرج من هذه التربة، ولم يكن بمقدور أحد أن يلغيه أو يهدم بنيانه لأنه راسخ في أذهان الناس، كما أن منجزاته وتحولاته التي قادها راسخة على الأرض. وقال البركاني: إن الدورات الانتخابية القادمة للمؤتمر ستشهد تغيراً كاملاً لصالح الشباب والنساء وتفعيل اللامركزية التنظيمية، حيث ستنعقد اللجان الدائمة المحلية في مختلف المحافظات خلال الأسابيع القادمة على أن تنعقد اللجنة الدائمة الرئيسية عقب انتهاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل... فإلى التفاصيل..
♢ تأتي ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام في ظل ظروف وتحديات وطنية وتنظيمية صعبة.. ماذا أعد المؤتمر كتنظيم وطني رائد من فعاليات للاحتفال بهذه المناسبة على المستوى التنظيمي والوطني؟
- بداية نتوجه بأصدق آيات التهاني لكل أعضاء المؤتمر وأنصاره وحلفائه والى جماهير الشعب اليمني الوفي هذه المناسبة التي لها مكانة كبيرة في نفوسنا وفي نفوس اليمنيين جميعاً حتى أولئك الذين لا ينتمون الى المؤتمر ولكنهم تعاملوا معه خلال 31 عاماً كان فرس الرهان الذي استطاع أن يحقق للبلد ما لم يكن أحد يتوقعه في مختلف المجالات.. هناك بعض الإعداد للاحتفاء بالمناسبة ولا اعتقد أنه سيكون هناك احتفالات أوسع لأن الذكرى الـ30 أخذت الحيز الأكبر علماً أنه بدأ الاحتفال بهذه الذكرى منذ وقت مبكر حيث دشن ذلك في اللقاء الذي حضره الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام في اللجنة الدائمة منتصف رمضان ثم الامسيات الرمضانية التي أقيمت في معظم المحافظات كانت في نفس السياق وعبرت عن مشاعر كل المؤتمريين واحتفائهم وتأكيدهم أن المؤتمر اليوم مر بظروف أصعب من ظروف الإنشاء، لكنه استطاع تجاوزها وهو اليوم أصلب عوداً ومحط أنظار الجميع، ولذلك فإن كل المحبين والمنتمين أو الأنصار أو الحلفاء سيجعلون من يوم 24 اغسطس يوماً احتفائياً سواءً أقيمت الاحتفالات بشكل موسّع أو بشكل مصغّر، ومهمتنا في المؤتمر أن نعد للمستقبل وأن نأخذ من المناسبة عبراً وتتطور آراؤنا بتطور الزمن وهو ما نسعى اليه ونحن مرتبطون بشكل أكبر بموضوع مؤتمر الحوار الوطني لأننا سنبني على مخرجاته وما يتفق عليه الناس نظرتنا للمستقبل وسنتعامل وفقاً لتلك المخرجات وربما نصل الى الجانب التنظيمي والسياسي والثقافي والفكري ولا يقف العمل عند حد بغض النظر عن التطور الذي سيطرأ على المؤتمر، وهناك مجموعة من أصحاب التجربة داخل المؤتمر ومن الأكاديميين والمتخصصين يعملون بكل جهد في هذا الجانب.
تجاوزنا الأزمة
♢ شيخ سلطان.. الساحة الوطنية تشهد تطورات وحراكاً خطيراً وتغيرات في الخارطة السياسية هل المؤتمر قادر على تجاوز عقدة الأزمة والانطلاق نحو المستقبل وعدم ترك الساحة للآخرين؟
- أولاً استطيع القول إن المؤتمر تجاوز الأزمة في أصعب مراحلها وظروفها ولم تزل قدمه أو ينهار كما هو شأن الاحزاب في مصر وليبيا وتونس رغم عراقتها، المؤتمر لم يكن قائماً على مصالح بين أعضائه بقدر ما كان مرتبطاً بهم ومصالح اليمن واليمنيين وخرج من هذه التربة ولم يكن بمقدور أحد أن يلغيه أو أن يهدم بنيانه لأنه راسخ في أذهان الناس كما أن منجزاته وتحولاته التي قادها راسخة على الأرض.. ولذلك أقول بأن المؤتمر يزداد تألقاً ويزداد الناس به شغفاً وإجلالاً واحتراماً، فهو الحزب الذي قام على احترام الآخر وعلى الولاء الوطني المطلق ولم يكن في بنيانه إلغاء أو أنه حزب عقائدي وإنما كان مرتبطاً بالهم اليمني وعمل من خلاله وأشرك معه كل القوى منذ لحظاته الاولى، واعتبر نفسه يمثل الإرادة اليمنية ومرتبطاً بمصالح اليمن ولذلك من الصعب على أي طرف إلغاء المؤتمر أو النيل منه، وما شاهدته أنت كمتابع وإعلامي مرتبط بالمؤتمر أثناء الأزمة وفي لحظات الهجمات الإعلامية الشرسة والسهام التي وجّهت للمؤتمر وقياداته كان المؤتمر فارساً في الميدان وكان أعضاؤه وأنصاره وحلفاؤه رافعي الرؤوس.. وأعتقد اليوم أن أعداداً ضخمة من الناس الذي كانوا في الموقف المضاد أو الموقف الصامت قد انحازوا الى المؤتمر ورأوا فيه صمام الأمان وحتى خصومه يرون أن فيه صمام الأمان حتى لا تطغى أحزاب عقائدية على المسرح أو تلغي الآخرين، وكل يوم وأنامن خلال علاقتي سواء في مؤتمر الحوار أو على المستوى الشعبي أجد المؤتمر من يوم الى يوم يحصل على تميز ويعلن كثير من الناس أن المؤتمر الحزب أو التنظيم القادر على الانتماء لهذا الوطن والقادر على صيانته والتعايش مع كل الفئات.
♢ شيخ سلطان.. الآن التطور يفرض على المؤتمر القبول بإحداث تغييرات داخله فيما يتعلق بإعطاء مكانة للشباب والمرأة واستيعاب قدرات الجيل الجديد.. ما رؤيتكم في هذا الإطار؟
- أولاً التطور الزمني أمر في غاية الأهمية وأنا أشرت سابقاً الى أننا ننتظر مخرجات مؤتمر الحوار لنتكيف معها وبالتأكيد صارت قضية الشباب والمرأة قضية مهمة، المرأة كانت موجودة في المؤتمر ولها نصيب منذ زمن وهي موجودة في مختلف الهيئات القيادية بنسبة ربما أقل من النسبة التي هي قائمة الآن 30%، والشباب سيجدون نفس المكانة التي حظوا بها في مؤتمر الحوار رغم أنهم موجودون وهناك أمين عام مساعد لقطاع الشباب والطلاب لم يتعامل معهم المؤتمر بدونية وإنما باهتمام كامل، وحتماً موضوع التغيير والتطور هو سمة من سمات العصر وموضوع التجديد والتشبيب كما يقال ذو أهمية كبرى، وإن شاء الله تشهد الدورات الانتخابية القادمة للمؤتمر تغيراً كاملاً رغم أن من يتابعون الانتخابات في المؤتمر يرون أن عملية التغيير تحدث في كل مرة ربما تتجاوز 50% بل ربما وصلت في بعض الهيئات القيادية الى 60% ولم يكن المؤتمر حزباً جامداً أو محصوراً في فئة معينة، ولذلك فالمرأة أثبتت في مختلف المراحل ارتباطها بالمؤتمر ولا نستطيع أن ننكر دورها أثناء الأزمة وهي التي صمدت في كل الميادين حتى في اللحظات التي كان الرجال لا يتواجدون فيها، وهنّ من صمن وصلين وتوجهن بالدعاء وثبتن ثبات الابطال، ودائماً في انتخابات المؤتمر نجد أصوات النساء في المقدمة وأثناء الأزمة والى اليوم النساء فعلاً في المقدمة بكل إباء وشجاعة وصدق في التعامل.
ثقافة راسخة
♢ هناك دعوات تطالب بضرورة تفعيل أداء المؤتمر تنظيمياً وإنهاء حالة الجمود والبيروقراطية في عمل الأمانة العامة واستمرار الاعتماد على الآليات القديمة وعدم استيعاب متطلبات الحاضر والمستقبل وهو الأمر الذي تسبب بعزل المؤتمر عن جماهير الشعب وتراجعه عن تبني قضايا المواطنين؟
- الفهم القاصر عند بعض المؤتمريين هو السائد والا فإن المؤتمر منذ فترة طويلة قد اختار اللامركزية التنظيمية لم تعد الامانة العامة ممسكة بتحديد نشاط المؤتمر وحركته وسكونه، لكن للأسف تعوّد الناس على التوجيهات من أعلى والتعميم.. أنا في لقاءاتي كنت في تعز الاسبوع الماضي وسمعت نفس الأفكار وعندما تناقشنا قلت يا أخوة لم يعد الجانب التنظيمي مرتبطاً بالأمانة العامة للمؤتمر وإنما اللامركزية التنظيمية تجعلكم تتحركون وفقاً للنظام الداخلي واللوائح وان اجتماعات التكوينات الأدنى أو الوسطية ونشاطها محدد بالنظام واللوائح، لكن تعوّد الناس في الفترة الماضية على إصدار التعليمات مازالت ثقافة راسخة الى اليوم.
ونحتاج الى كيف نجعل الناس يستوعبون المتغير الجديد باللامركزية التنظيمية، والامانة العامة بالتأكيد بحاجة الى إعادة نظر لكنها فيما يخص الأداء لا تتحكم فيه مطلقاً هو مازال الجانب المالي محدداً ويصدر عن الامانة العامة فقط كالموازنات السنوية، أما فيما عداه فالشأن فيه للمكونات التنظيمية المختلفة وإذا كان حدث جمود لانعقاد هذه التكوينات من تاريخ وقوع الأزمة أو بعضها انعقدت وبعضها لم تنعقد، فاعتقد أننا خلال الاسابيع القادمة نتجه الى عقد اللجان الدائمة المحلية في مختلف المحافظات وذلك ينعكس على انعقاد مختلف المديريات والدوائر بعدها مباشرة.. وموضوع انعقاد اللجنة الدائمة الرئيسية يحتاج الى تريّث لأن الانتظار حتى انتهاء مؤتمر الحوار من أعماله أمر في غاية الاهمية، وموضوع الجانب الذي نتحدث عنه كثيراً بأن هناك مجموعة من الشباب والراغبين في الدخول الى المؤتمر من خلال عمل استقطاب تنظيمي هذه قضية مشتركة بين فروع المحافظات والامانة العامة بالرغم من أن الاستمارات والبطاقات موجودة يعيقها بعض الخطوات ويعيقها أيضاً التفكير أو ما أشار اليه النظام الانتخابي السابق أن على الجميع أن يذهب الى المركز الانتخابي والنظر الى هذا الموضوع مهم جداً بأن يكون هناك تكوينات أخرى غير المركز الانتخابي والمركز التنظيمي وتحتاج الجماعات الموجودة في إطار المركز الانتخابي الى عمل مرادف له يستوعب أو يستطيع المؤتمريون التواصل والاتصال والمتابعة من خلال هذه التكوينات أينما وجدوا.
♢ لو عدنا الى موضوع آخر وهو الأهم في الساحة الوطنية والعربية كيف تقرأون المشهد السياسي الآن على مستوى الحوار الوطني أو ما تشهده الآن المنطقة العربية من أحداث؟
- بالنسبة للمشهد على الساحة اليمنية مازال أملنا كبيراً في أن نصل بمؤتمر الحوار الذي لم يبقَ له الا شهر واحد الى الاهداف التي انعقد من أجلها الحوار، ونبدأ الخطوات الاخرى سواءً الخطوة الخاصة بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد فبراير 2014م الذي يحاول البعض اليوم أن يجد لنفسه مخرجاً للهروب منها وعدم الالتزام بهذا الموعد فيما الاصل أن موعد إجراء الانتخابات البرلمانية أولاً ثم يأتي الحديث عن الانتخابات الرئاسية وفقاً لما ينص عليه الدستور أكانت رئاسية أم نظاماً برلمانياً، وأن تبدأ العجلة بالدوران، وأتمنى أن نصل الى توافق تام حول مختلف القضايا ونتجاوز ما هو قائم من إرهاصات سواء في موضوع القضية الجنوبية التي هي من أعقد القضايا أو أسس بناء الدولة التي اعتقد أن فريق العمل في مؤتمر الحوار قد قطع شوطاً كبيراً رغم تلكؤ البعض أو معارضتهم لبعض القضايا التي صوّت عليها الفريق.. اليمنيون في معظم الظروف يستطيعون خلال اسابيع فقط وليس أشهر أن يجدّوا في إنجاز المهام، وفي تقديري أن الجدية هي الأصل لأن البلد لم تعد تحتمل المرور بأزمات أو بحالة من الاسترخاء والتسيّب والسلبية القائمة وفقدان الأمن والاستقرار والحالة المعيشية وبناء الدولة لأن استمرارها يعني أن الخرق سيتسع على الراقع يوماً بعد يوم، وأية حكومة تأتي بعد فبراير 2014م سيكون أمامها صعوبة كبيرة في التعامل مع تلك الاوضاع والوطن مسؤولية الجميع ومسؤولية الاحزاب الرئيسية التي وقعت على المبادرة الخليجية وأن تكون هي عجلة الدفع للوصول الى الحلول بدلاً من الإعاقة عند البعض، قضية حساب المصالح أنا قد أخسر في هذا الظرف وأربح في ظرف آخر.. هذه تشكل خطراً على الأوطان لأن الوطن هو الأهم ومصالح الوطن هي الأهم وقضية أن أكسب في الانتخابات أو أحكم ليست هماً لأن 3 سنوات كانت موجعة بالنسبة لليمنيين ولم يعد أمامهم من أمل الا مؤتمر الحوار الوطني بعد أن فقدوا الآمال الأخرى.. أما ما نراه على الساحة العربية فهو تصحيح لوضع خاطئ أو كما يقال: الآن حصحص الحق.. هذه البلدان التي مر فيها ما يسمى الربيع العربي.. اليوم تشهد تغيراً كبيراً إما لأن نظرية «الاسلام هو الحل» سقطت ولحقت بمشروع الشيوعية والقومية، وعلى الناس أن يؤمنوا بأن الأصل هو ما يخدم وما يحقق الأهداف والطموحات وليس ما يجعل الشعارات هي السائدة دونما تحقيق أي نتائج إيجابية أو كما يقال: «أسمع جعجعة ولا أرى طحيناً» صحيح أن ما نراه اليوم في مصر وتونس وليبيا وسوريا من حمّامات دم يجعلنا نشعر بالحزن والعالم العربي كله يتألم لما يجري وفي الوقت ذاته نشعر بالزهو أن قيادة هذا البلد ممثلة بالزعيم علي عبدالله صالح والرئيس عبدربه منصور هادي استطاعا أن يعبرا بالسفينة الى بر الأمان، وأن يخرجا البلاد من دائرة العنف الى دائرة التسوية السياسية السلمية القائمة على المبادرة الخليجية.. ربما نحن اليمنيين أعقل من غيرنا ونعتقد أن هذه الروح التي بدأنا فيها بالوصول الى التسوية السياسية تفرض علينا أن لا نرفع فقط شعار التسوية دون تحقيق الاهداف.
الحراك سيعود!
♢ شيخ سلطان.. هل هناك حقيقة مشكلة أمام الحوار فيما يتعلق بالتمديد؟ لأنه يلاحظ أن الحوار الآن بدأ يشهد نوعاً من الرتابة وعدم حضور وتغيّب الحراك واللجان لم تقدّم تقاريرها كاملة والمتبقي حوالى شهر فقط؟
- يفترض أن جميع اللجان قدّمت تقاريرها أمس «الأحد» ولا أدري بالنسبة لتقرير فريق عمل القضية الجنوبية هل هو جاهز أم لا.. لكن بقية فرق العمل حدد لها الى يوم الأحد.. هذا الشهر هو المفصلي في العملية وهو يشهد الجلسات العامة والحديث أو التفكير بأننا سنحل المشكلة في الجلسات العامة لا منطقي.. دائماً تحل القضايا الرئيسية خلف الكواليس بالمشاورات بتقديم التنازلات.. ذاك يتقدم خطوتين الى الأمام وهذا يعود خطوتين الى الخلف، واعتقد أن هناك خطوات مماثلة في هذا الاتجاه تجري الآن، ومعلوماتي أن الحراك سيعود الى مؤتمر الحوار..
أعتقد أن الشهر يكفي لكي ينجز ما تبقى من مهام بالرغم أن القضايا الثلاث الرئيسية هي بناء الدولةوالقضية الجنوبية وصعدة فيما عداها الفرق تكاد تكون قد أنجزت مهامها بالكامل، لم يعد هناك مشاريع أو قضايا مؤجلة.. وما تسمعه من تناقضات في موضوع القضية الجنوبية أو من تصريحات أخيرة دعنا نظل على أمل كبير ونأخذ بما قاله صاحب التصريح بأننا نحتاج الى حوار بين شمال وجنوب.. محمد علي أحمد في الجلسة العامة الثانية التي تحدث أن ما حقنا كجنوبيين أن نرفع السقف لكننا نعمل في إطار الوحدة اليمنية وسيقدم الجميع تنازلات واعتقد أن المؤتمر الشعبي العام كان برؤاه المتعلقة بالدولة الاتحادية والاقاليم يتفق عليها بين خمسة أو سبعة أقاليم والنظام البرلماني والنظام الانتخابي حققت توازناً كبيراً بين المطالبات والوصول الى حلول للمشكلات.
ثم أن القضية الجنوبية من خلال اعتماد النظام الاتحادي والاقاليم المتعددة أعتقد أن هذه الاشكالية حلّت .. يتبقى موضوع من ظلم ومن لم يظلم.. ما هي الحقوق.. هناك لجنتان شكلهما الرئيس تعمل على قدم وساق والمهم هو كيف نستطيع أن نجمع شتات القوى التي تدعي كلها تمثيل الجنوب ولا تؤمن بالآخر، وكل واحد يدّعي أنه الممثل الشرعي والوحيد كما كان يقول الفلسطينيون.. الصورة أو الحلول بدأت ولم يعد هناك تمترس حول أن يبقى شكل دولة الوحدة كما كان في السابق أومن كانوا يروجون الى أن أي شكل آخر هو خيانة للوحدة.
جميع القوى السياسية التي وجهت سهام النقد للمؤتمر في البداية وأنه خان انتقلت لتقدم نفس الأفكار وتسلك نفس الطريقة بما فيها الاصلاح والسلفيون لأن قضية الأوطان لا تحتمل التسويف فما هو ممكن اليوم قد لا يكون ممكناً غداً.. وكثير من الحلول تطرح اليوم ويقبل بها الجميع لكننا غداً قد لا تجدها، وبالضرورة أن تتطور الاشكال وأن نشرك الناس في موضوع الثروة والسلطة، نتفق عليها جميعاً بأن المشاركة هي الاصل وليس المركزية التي تتحمل جزءاً من الاخطار القائمة.
النظام الرئاسي هو المشكلة
♢ هناك مشكلة الآن حول نظام الحكم.. هل هناك خلاف حول هذا الموضوع رغم أن الجميع اتفق على نظام برلماني؟
- صوّت الجميع في فريق بناء الدولة على نظام برلماني بما فيهم من عادوا اليوم ليقولوا إن علينا العودة الى النظام الرئاسي هؤلاء كانوا يلعنونه بالأمس.. وكانوا يعتقدون عندما تقدموا بمشروع النظام البرلماني أن المؤتمر سيظل متمسكاً بالنظام الرئاسي ولم يخطر ببالهم أن المؤتمر حريص على هذا الوطن وهو يواكب التطورات ولا يتمترس عند قضايا معينة.. أعتقد أن النظام الرئاسي هو المشكلة الرئيسية في هذا البلد.. رأس الدولة أصبح مركز الصراع، الكل يريد أن يكون رئيس دولة وهو الذي أدى الى الانقلابات والقتل والدماء والدمار والأزمة التي حدثت مؤخراً.. فإذا ذهبت الى النظام البرلماني تجنبت نقطة الصراع الرئيسية وهي رأس الدولة، والنظام الاتحادي ينفع معه النظام البرلماني في الأصل لأن رئيس الدولة في النظام الاتحادي ليس له سلطات مطلقة وإنما كل إقليم يدير نفسه فيما عدا الصلاحيات الخاصة بالدولة المركزية والصلاحيات المشتركة بين الاثنين، وأعتقد أننا لا نريد أن نعود في لحظة معينة الى الاقتتال على مركز رأس الدولة أو نصل الى ما وصل اليه الفلسطينيون في الضفة وغزة.
♢ كيف يتعامل المؤتمر مع هذه القضية؟
- حتى هذه اللحظة نسمع عن ارتداد البعض عمّا صوتوا عليه لكنه لم يطرح علناً ولم يناقش وتطرح قيادات أخرى بأنه علينا أن نمضي في تحالف لفترة أطول، هذا الأمر أيضاً كله خلف الكواليس، لكنه فيه من العيوب ما لا يحصى لأن الفشل الذي تواجهه الحكومة اليوم إذا ما ذهبنا الى التحالف من جديد سنسير الى الفشل خلال السنوات القادمة، واعتقد أن البلد لا تحتمل صراعات داخل الحكومة وكل وزير ينفذ الأجندة الخاصة بحزبه واليوم يشهد أشقاؤنا وأصدقاؤنا بأن الحكومة عجزت عن تقديم أبسط الحلول وحتى استيعاب أموال المانحين وتقديم الخدمات للناس.. والسباق انحصر في التوظيف الاقصاء وكل حزب يعتقد أن هذه الوزارة ملكية خاصة، هذه الافكار التي بدأت تطرح الآن اعتقد أنه لا محل لها من الاعراب وهي لا تحل الأزمة بل تعقّدها.
الرئيس مع النظام البرلماني
♢ هل تعتقد أن هناك أطرافاً تسعى الى إيجاد وقيعة أو خلافات داخل قيادة المؤتمر خصوصاً وأنهم يظهرون أنهم بالتمديد يدافعون عن رئيس الجمهورية وأن المؤتمر يقف ضد هذا؟
- ما أكثر الحريصين على انقسام المؤتمر .. خصومه بالتأكيد يتمنون ألاّ يروه حزباً متماسكاً ويتمنوا أن يجد الخصام مجالاً أوسع داخله، لكن المؤتمريين أعقل من هذا بكثير وقيادة المؤتمر سواء ممثلة برئيس الدولة أو رئيس المؤتمر أو بقيادة مختلف التكوينات أعقل بكثير، وهي تدرك مخاطر الاحداث التي يسعى اليها الآخرون، رئيس الجمهورية الحالي كان - حسب علمي- ومازال مع النظام البرلماني ونحن في المؤتمر عرضنا رؤانا عليه، لم نتقدم برؤى الاّ بعد العرض عليه سواء فيما يخص أسس بناء الدولة أو القضية الجنوبية أو قضية صعدة.. القضايا الرئيسية الثلاث.
الذين يرفعون شعار التمديد إنما يذهبون الى الخيار الآخر أنه إذا أبقينا رئيس الجمهورية الحالي ومددنا له معناه أننا نمدّد للتحالف القائم، لأن الاصلاح اليوم يشعر بغبن وخسارة كبيرة .. جُرّب في اليمن وسقط نظام الاخوان المسلمين في مصر وعلى وشك السقوط في تونس وليبيا، فحظه الشعبي لم يعد كما كان في الشهور الأولى للأزمة، هو اتجه نحو الإقصاء حتى لحلفائه، ولذلك هو يرى أن الانتخابات لن تقدّم له شيئاً جديداً، وترى قياداته أن المقاعد البرلمانية الحالية لن تعود، ولذلك يسعون الى التمديد أو التحالفات وهي كلمة حق يراد بها باطل.. يفترض بعد أن نصل الى الأسس الرئيسية لبناء الدولة من خلال مؤتمر الحوار الوطني أن من يفوز في الانتخابات يتحمل مسؤوليته ويحاسبه الشعب بعد انتهاء فترته وعندها يعود إذا استطاع أن يفي بتعهداته وينقذ البلد أو أنه خسر الرهان، أما أن توزع المسؤولية بين أكثر الأحزاب باسم التحالفات ثم من سيدخلون التحالف؟! إذا ما ذهبت الانتخابات ثم تقول تحالفاً، ما قيمة هذه الانتخابات؟! لماذا يتم الانفاق عليها اذا لم تلتزم الأحزاب بنتائجها.
موضوع رئيس الدولة نحن في المؤتمر أكدنا له في كثير من الأوقات بأنه إذا اعتمدنا النظام الرئاسي فإنه مرشح المؤتمر ولن نتردد في هذا لحظة واحدة، لأنه جزء لا يتجزأ من المؤتمر ورجل أدّى دوره الوطني والتنظيمي خلال أصعب المراحل ويجب أن نعينه وأن ينجز مهمته.. اليوم أصبح رهيناً للتوافق الذي سمي بانتخابات الرئيس التوافقي يرضي الاصلاح .. يرضي المؤتمر.. يرضي الاشتراكي.. يرضي الناصريين.. غداً قد تبرز قوى أخرى ربما سيكون موزعاً بين الارضاءات وسيُعاق المشروع الذي يحمله للوصول باليمن الى بر الأمان ومن الأفضل أن نتنافس على الرئاسة واعتقد أن مكانة عبدربه منصور هادي محفوظة عند اليمنيين والمؤتمريين وحلفائهم وأنصارهم .. فلا داعي لأن نذهب بعيداً، اليمن أهم وأكبر وتجاوز الأزمات أهم وأكبر من الدعوة لأن نميّع المسؤولية الوطنية.
♢ الى أين وصلت التحضيرات فيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية؟ خصوصاً وأن هناك إقصاءً لكوادر المؤتمر أو للكوادر الوطنية بشكل عام في لجنة الانتخابات وكذلك أسلوب تشكيل اللجان ثبت فشله حيث أن أغلب المسجلين اتضح أنهم من حزب واحد وليس عبر الانترنت كما أعلن؟
- أنا معلوماتي بأن الآلية التي اعتمدت للاختيار.. اللجنة العليا رأت أن تعيد النظر فيها وأن تتركها للأحزاب وان اجتماعاً ستحضره جميع الأحزاب بحضور اللجنة العليا ويتم الاتفاق على آلية معينة تضمن ألا يصل حزب واحد الى لجان الانتخابات.. وأعلن عند كل الحاصلين على الحاسوب تقريباً بلغ العدد حوالى 200 ألف .. لا أعتقد أن كل هؤلاء إصلاح لكن كيف سيتم المفاضلة بين هؤلاء.. هذه هي النقطة الرئيسية، فإذا ما تم الاجتماع الذي اقترحته اللجنة العليا وأن يتم الاتفاق على الآلية بين الأحزاب وبحضور اللجنة العليا ومنظمة «ايفس» باعتبارها معنية بالانتخابات ستجعل العملية على أقل تقدير أقرب الى الحقيقة.
ليس من مصلحة اللجنة العليا أن تفشل العملية الانتخابية في مراحلها الاولى لأن أية منطقة أو مركز انتخابي سيرى أن القائمين على اللجنة جميعهم من حزب واحد لا اعتقد أنهم سيتفاعلون مع الانتخابات وسيرفضون ذلك رفضاً مطلقاً.
والذين كانوا يرفعون شعار التوازن في اللجان الانتخابية عليهم أن يظل هذا المبدأ قائماً اليوم عندهم.
كانوا يقولون إن تشكيل اللجان من مجموعة أحزاب يشكل توازناً واليوم يفترض أن يكون التوازن قائماً حتى لا يتم العبث بالانتخابات، نحن أمام مشكلة في الجنوب في موضوع الانتخابات، لأنك لا تستطيع أن تذهب الى حضرموت أو عدن، هذا الامر مستحيل ومن المفترض أن يكون أبناء تلك المحافظات هم من يديرون الشأن الانتخابي ويحدث التوازن.
♢ وهل سيتم إشراك الحراك في لجان الانتخابات؟
- ليس لدي فكرة حول الموضوع بشكل دقيق.. لكن كان الحديث أن شبوة ومأرب والجوف والمهرة هي المناطق التي لم تقدم العدد المطلوب من أبنائها لتغطية العدد المطلوب، لكن في بقية المحافظات الفائض كبير .. أنت تحتاج إذا ما كان العدد 3 أشخاص في كل مركز انتخابي فأنت عندك 3620 مركزاً تحتاج في حدود 16 ألفاً والمتقدمون قد تجاوزوا 200 ألف.
الاتفاق مطلوب
♢ فيما يتعلق بالأقاليم.. أنتم طرحتم في رؤية المؤتمر تشكيل دولة اتحادية من أقاليم.. هل وضعتم رؤية حول هذه الاقاليم وكيفية تقسيمها من وجهة نظر المؤتمر الشعبي العام؟
- بالتأكيد لكننا لا نستطيع الاعلان عنها اليوم.. نحن نرى أن من المصلحة أن تكون هذه الاقاليم موضع اتفاق الجميع، لأنه تبرز من وقت الى آخر إشكاليات، فالبعض يرى أنه لا يمكن دمج مناطق شمالية ومناطق من الجنوب، والبعض يرى أن ترسيخ الوحدة وقيام الدولة في الحقيقة يتمثل بعملية الدمج وفقاً للتناسق الجغرافي والمصالح الاقتصادية المشتركة والجانب الاجتماعي، لذلك تظل هذه واحدة من القضايا الرئيسية المطروحة أو التي الى هذه اللحظة لم يبدأ الحديث عنها بين الاطراف ككل.
♢ وتشكيل لجنة صياغة الدستور.. ماذا عنها؟
- جرت مشاورات أثناء زيارة بن عمر الأخيرة.. هل من المصلحة أن يكونوا سياسيين أو من المصلحة أن يكونوا فقهاء دستوريين.. تقريباً غالبية الآراء كانت تتجه نحو الدمج بين الاثنين لأن السياسيين يستطيعون أن يحلوا بعض الاشكاليات القائمة أثناء الصياغات لكن إذا أخذت الجانب الفقهي قد يكونون مترددين حينها لابد من التشاور .. وخلال الاسبوعين القادمين أعتقد أن اللجنة الدستورية قد حدد أسماؤها بحيث تعلن مع نهاية المؤتمر وتبدأ أعمالها مباشرةً لأن أمامها مواعيد زمنية محددة.
♢ هل المؤتمر الشعبي العام جاهز لخوض الانتخابات بعد أن أعلن رئيس الجمهورية النائب الأول لرئيس المؤتمر تشكيل لجنة للقيد والتسجيل؟ وما الذي قام به المؤتمر؟
- قضية الانتخابات من القضايا الرئيسية وأخذت في نقاشات الامسيات الرمضانية الحيز الأوسع وعملية القيد والتسجيل هي الأهم .. اليوم إذا ما أردت الوصول الى يوم الاقتراع.. المؤتمر يراهن في الأساس على قضية الانتخابات لأنه يرى أن احترام المواعيد، وقيام الانتخابات في موعدها وتحمل المسؤوليات الوطنية لا تأتي بتأجيل الانتخابات، لأننا سندخل في مشكلة من له حق التمديد ومن أصحاب القرار وهل المبادرة الخليجية والآلية ستظل قائمة أم لا.. لذلك نحن مستعدون في المؤتمر بشكل كامل للانتخابات ونلاحظ بأن الاطراف الاخرى استعدت كثيراً في هذا الجانب.. فقط المستجدات العربية التي حدثت اخيراً هي أعادت التفكير من جديد عند حزب الاصلاح بالذات لكن المعلومات السابقة كانوا في الاشهر الاولى يعملون بشكل كبير في بطاقة الرقم الوطني والتدريب للعاملين في الانتخابات .. يعني ما حدث في مصر أحبطهم كثيراً.. وحقيقةً أن الانتخابات التزام لا يمكن تأجيلها وكل حزب ملزم شاء أم أبى بدخول الانتخابات وبحصد نتائجها، وما كنا قد اقترحناه في موضوع النظام الانتخابي اتفق الجميع على أن نظام القائمة النسبية التي كانت رؤانا في المؤتمر أن تشكل العملية الانتخابية في ثلاثة أقسام قسم 50% على المستوى الوطني و50% الاخرى على المستوى المحلي حتى نضمن تمثيل كل المحافظات، ونضمن مكاناً للمستقلين الذين يستطيعون أن ينافسوا من خلال المحافظات، لكن على المستوى الوطني لا يستطيعون المنافسة، واقترحنا أن يأخذ الجانب الجغرافي مساحة أؤ نسبة معينة في كل المحافظات توزع بينها وفقاً لمساحة الجمهورية بشكل عام.
إلى اليوم لم يتم الاستقرار على التفاصيل وربما ستترك للجنة الدستورية طالما اتفق على نظام القائمة النسبية.. ما هي التفاصيل بعد ذلك أعتقد أن اللجنة الدستورية هي التي ستأخذ ذلك في الاعتبار في موضوع التفاصيل الاخرى وتنص عليها دستورياً.
قضية الانتخابات اليوم ستتبعها انتخابات أخرى وأي حزب ينتظر اللحظات الأخيرة قبل الانتخابات سيكون خاسراً فيها وأي حزب يقول ما هي اللحظة التي سأربح فيها واللحظة التي سأخسر فيها.. الآخرون لن يكونوا مرهونين به وهذا شأنه.. قضية خسارته وربحه مرتبط بأدائه ولا يلزم الآخرين بالارتباط بالتأجيل أو تقديم الانتخابات أو تأخيرها عن موعدها.. والوقت لم يعد متسعاً للخوض في هذا الموضوع.. فخمسة أشهر لا تسعفك للتلكؤ في هذا الموضوع أو التردد.
القضية المفصلية الوضع الداخلي
♢ هل تعتقدون أن تأثيرات الاحداث الاخيرة في مصر ستخدم المؤتمر فيما يتعلق بالانتخابات القادمة أو في مسألة الحوار؟
- اتضحت الحقائق للناس قبل أحداث مصر وفشل الآخرون في إدارة الدولة وعدم قدرتهم على ادارتها أو امتلاكهم الخبرات غلّبت كفة المؤتمر.. بالتأكيد ما جرى في مصر سينعكس إيجاباً لصالح المؤتمر وسلباً على أطراف أخرى.. لكن القضية المفصلية هي الوضع الداخلي ويرى الناس اليوم أن الحديث عن تنمية وأمن واستقرار كله حديث مثلما فعل مرسي برنامج المئة يوم عمله الاخوان المسلمون في اليمن وأحزاب اللقاء المشترك نفس الشيء هم نجحوا فقط في إقصاء المؤتمريين وإقصاء القوى الأخرى أيضاً، واستبدالهم بعناصر لا تمتلك الخبرة أو التخصص.. أمر محزن في هذا الجانب أن نتدنى في المستوى الإداري والبديل من المفترض أن يكون أفضل عندما تنقلب على الموجود وتؤثر على الأداء المالي والاقتصادي بمختلف أشكاله.
فالمؤتمر اليوم بشهادة حتى خصومه هو من يمتلك القيادات المؤهلة والكفؤة والقادرة على إدارة شؤون الدولة، وتصحيح الموقف الذي كان خاطئاً وسماع الناس الاشاعات اتضح عدم صدقها، فهو بالتأكيد الأجدر في هذه اللحظة كونه يتمتع بشعبية أوسع وكلما مر يوم انعكس فشل الآخرين لمصلحة المؤتمر.
نتمنى أن لا تستمر الأوضاع في مصر أو في تونس على ما هي عليه، لأن من يفشل في إدارة الدولة عليه ألا يذهب الى القتل، أقتل أو أحكم هذا خيار صعب وإرادة الشعوب وخياراتها يجب أن تحترم.. يعني ما قاله الاخوان المسلمون في مصر إما أن يبقى مرسي رئيساً أو نحرق مصر يصيب كل العرب بصاعقة.. هؤلاء الذين كانوا يتحدثون عن إرادة شعبية وعن الميادين والشرعية الثورية اليوم تحولوا الى قتلة في الشوارع ويحرقون الكنائس يدمرون مقدرات مصر ومنجزاتها، ماذا يهم أن يفشل حزب أو نظرية ، كثير من النظريات فشلت ولم يذهب الآخرون للقتال، ونتمنى على الاخوان في اليمن أن يستوعبوا الدرس ويعيدوا تفكيرهم وبرنامجهم من جديد لأن ما نشاهده اليوم في مصر من كذب وإشاعات وقتل المعتصمين وحمل السلاح هو ما كان يجري في اليمن وربما المخرج هو واحد لم يتغير فقط استطاعت اليمن أن تصل الى تسوية سياسية.. في مصر شعر الاخوان بأن الضربة لم تكن لحزب الحرية والعدالة . .الضربة للاخوان المسلمين بعد ثمانين سنة من الجهد والبناء الداخلي، لكنهم شعروا أن مشروعهم في العالم العربي والاسلامي كله انهار، ولذلك نجد مثلاً أن الحياة والموت بالنسبة لهم خيار صعب مع أنهم كان بإمكانهم أن يعيدوا النظر في مشروعهم الكامل ويعيدوا تربية الناس على الممارسة الصحيحة ويؤهلونهم لاستعادة مكانتهم بعد سنوات.. اليوم أصبح الشعب المصري كله ينظر الى أنه يواجه ارهابيين، وكل يوم يمر يخسر فيه الاخوان كثيراً حتى من المتعاطفين معهم، لأن هذه الاساليب التي اتبعت في مصر وما لا نتمناه أن يقع في تونس.. باعتبارها على فوهة بركان والفكر واحد في تونس ومصر وليبيا ليس فيه عقلانية على الاطلاق.
♢ ألا تخشون أن يتجه الاخوان المسلمون الى اليمن ويستولوا عليها لأنها الأضعف بالنسبة لهم؟
- اليمنيون أكثر تمييزاً، كنا نعتقد أن الاخوان المسلمين في مصر أكثر فهماً وثقافة واستيعاباً فاثبتوا عكس ذلك.. أما في اليمن فقد ظلوا يرفعون شعارات طيلة سنوات واستفادوا من تحالفهم مع النظام في فترة معينة، لكن الشعب اليمني تعامل معهم بموضوعية، إذا تابعت نتائج الانتخابات منذ عام 1993م ستجد أنهم يعودون الى الخلف.
♢ شيخ سلطان.. زرتم مؤخراً محافظة تعز.. كيف لمستم أوضاع المؤتمر الشعبي العام وتعامل المواطنين وما كان هدف الزيارة؟
- هي زيارة لقضاء إجازة العيد وعقدنا لقاءات موسعة على مستوى المحافظة وقيادة فرع المحافظة ولقاءات عامة.. تعز هي ثقل وعامل أساسي والذروة بالنسبة للانتخابات، وقاصمة الظهر، لذلك فموقع المؤتمر فيها متقدم، والناس في مدينة تعز بالذات يعيشون حالة من الألم لما وصلت اليه الاوضاع الأمنية وموضوع الدماء وترهل الأجهزة الأمنية، وأن من استبعدوا من المؤتمر وحل محلهم الاصلاح بالدرجة الاولى أو اللقاء المشترك إنما زادوا الاوضاع سوءاً ولم يتقدموا الى الأمام خطوة واحدة، ولذلك فالمواطن أكثر قدرة على التمييز، ولا نقولها من باب المبالغة ان المؤتمر يتقدم وهو أكثر كسباً اليوم.. اذهب الى الجنوب وسترى أن شعبية المؤتمر والزعيم علي عبدالله صالح في مقدمة الصفوف رغم التشويه الذي طالهم.. ورغم هذا يحتاج المؤتمر أيضاً الى عمل تنظيمي وسياسي بشكل أكثر فعالية مما هو موجود حالياً وأكثر اتساعاً ويذهب الى أوساط الشباب والمترددين وله أنصار سيجدهم في كل مكان.
لا تحالف مع الإصلاح
♢ لماذا يظل المؤتمر منعزلاً ولا يبادر بالحوار مع الإصلاح أو الحراك حول القضايا القضايا الخلافية الخطيرة بالذات؟
- نحن كنا طرحنا في لقاءات رسمية بحضور رئيس الدولة وجمال بن عمر وقيادة المشترك أن القضية الجنوبية تتطلب من الاحزاب الرئيسية الثلاثة بالدرجة الأولى المؤتمر والاصلاح والاشتراكي أن نعمل كفريق واحد وأن نذهب الى الجنوب بدلاً من أن نظل نصرف خصومة ونتلاعن في صنعاء ونوجه كل قنواتنا الاعلامية لبعضنا وكل واحد يلعن الآخر.
لم يجد هذا قبولاً عند الآخرين ولدينا الاستعداد للعمل في موضوع القضية الجنوبية أو القضايا الأخرى لكن قضية التحالفات مع الاصلاح نحن جربناه كثيراً وبعد الوحشية التي وصل اليها خلال عام 2011م وحتى اليوم بعد تدمير جامع الرئاسة بما فيه من قيادات وعلى رأسهم الرئيس علي عبدالله صالح الذي أحسن اليهم منذ 1972م الى 2011م هل ترى أننا سنصدقهم بعد اليوم.. وثبت بالدليل القاطع أنهم لا يرون الا أنفسهم ولا يقبلون بالآخر حتى من تحالف معهم في ظروف معينة.. لو قدر لهم أن يصلوا في الانتخابات الى الأغلبية لن يبقى معهم أحد.. اعتقد أن الحديث في هذا الجانب سيكون مجافياً للحقيقة ويجعل هناك ردة فعل كبيرة داخل المؤتمر.
♢ كلمة أخيرة..
- أدعو كل المؤتمريين أن يكونوا أكثر ثباتاً وتماسكاً وأن يعملوا بشكل جاد ويلتحموا بالناس بشكل كامل.. والى أولئك المؤتمريين الذين أقصوا من الوظيفة العامة نقول لهم كل إقصاء هو أشبه بأن يطلق الاصلاح رصاصة على صدره، لأنه يهدم عملاً إدارياً واقتصادياً وتنموياً بإخراج المتخصصين وأصحاب الخبرات وأن يأتي بمن لا يملكون خبرة ثم أن هذه الحالة تخلق ردة فعل عند من أقصوا وعند أقاربهم ويتحولون الى قوة دافعة في الانتخابات للرد على التصرفات غير القانونية، وعلينا أن نسعى الى الانتخابات وبيننا وبينها مسافة قصيرة.. اليوم لا نستطيع أن نفك الارتباط بالحكومة إذا ما أخذنا موقفاً متشدداً في موضوع من أقصوا وسيقولون عبر وسائلهم الإعلامية وهم قد تعودوا عليها إن المؤتمر هو من هدم المعبد وهو من دمر العملية السياسية، ولذلك عليهم أن يصبروا ونحن معهم وسيصحح الوضع.. وربما مخرجات مؤتمر الحوار ستعيد تصحيح الوضع بشكل كامل، وأعتقد أن فريق بناء الدولة أخذ في الحسبان هذه القضايا تم تحديد معايير للوظيفة العامة وكيفية الاختيار وحتى من هم في الوظيفة العامة وهم لا يمتلكون مؤهلات ولا خبرة ولا كفاءة لم يكن هناك إلزام بأن يظلوا فيها طالما نحن نتحدث عن بناء دولة تقوم على أسس الدستور والقانون والمواطنة المتساوية واحترام الكفاءات والقدرات.
|