الإثنين, 19-أغسطس-2013
الميثاق نت -   د.علي العثربي -

< قبل البدء في الحديث عن مراحل نشأة وتطور الحوار، كما وعدت في العدد السابق أجد لازماً عليّ التأكيد على أن الحوار منهج حياة وبدونه تصعب الحياة وتتعقد، ولذلك فإن حقائق التاريخ اليمني توضح هذه الحقيقة، والميثاق الوطني الدليل النظري السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي للمؤتمر الشعبي العام هو مبين لما هية الحوار في الحقائق الخمسة فالحقيقة الأولى تقول:
«إن شعبنا لم يصنع حضارته القديمة إلاّ في ظل الاستقرار والأمن والسلام، ولم يتحقق له ذلك إلاّ في ظل وحدة الأرض والشعب والحكم».
إن ثلاثية الاستقرار والأمن والسلام التي وردت في الحقيقة الأولى لا يمكن أن تتحقق إلاّ بالحوار الذي يقود الى رغبة السواد الأعظم من الشعب المتمثل في الاستقرار والأمن والسلام، لأن تحقيق هذه الثلاثية ضرورة من ضرورات الحياة السياسية، لأنها أساس الرضا والقبول والجماهير مصدر الاستقرار والأمن والسلام وعندما يتحقق الاستقرار والأمن والسلام فإن ذلك غاية الشعب الأمر الذي يؤدي الى تمكين نظام الحكم من امتلاك الشرعية الشعبية والسياسية والدستورية القانونية، وهذه الثلاثية التراتبية لا يمكن لها أن تتحقق بدون وحدة الأرض والانسان والدولة لأن عدم الوحدة يعني عدم الاستقرار وعدم الاستقرار يعني عدم الأمن وعدم الأمن يعني عدم السلام وعدم السلام يعني الفوضى الدائمة التي تمنع قيام الحضارة والتطور والتقدم والتحديث الذي ينشده المجتمع.
إن تحقيق ثلاثية الاستقرار والأمن والسلام التي تؤدي الى بناء الحضارة الانسانية لا يمكن أن تتم بدون الحوار الوطني الشامل الذي يستوعب الكل ويقبل بالكل من أجل عزة اليمن وخيرها القادم، ولذلك لم تقف الحقيقة الأولى عند الثلاثية السابقة، بل وضعت لها شرطاً أساسياً وجوهرياً فقد قالت:
«ولم يتحقق له الوحدة إلاّ في ظل حكم يقوم على الشورى والمشاركة الشعبية».
وهنا جوهر الحياة السياسية المعاصرة التي تتطلب الانطلاق نحو الشورى والمشاركة الشعبية.. فما المقصود بالشورى؟ وما المقصود بالمشاركة الشعبية؟ وفي هذا الموضوع سأترك للقارئ الكريم الفرصة للتفكير العميق في هذين المفهومين «الشورى، والمشاركة الشعبية» لكي نتناولها في العدد القادم بتفصيل علمي يتناسب مع الوضع الراهن للحياة السياسية ولكي يساهم معي القارئ الكريم في نقل هذه المفاهيم الى قواعد وأنصار المؤتمر الشعبي العام وحلفائه من أجل المزيد من الفائدة المعرفية.
ربما يقول البعض بأن هذا الشرح والتطويل موجود في مؤلفاتي المتعلقة بنظام الحكم في اليمن سواءً المؤلف الذي صدر في 1988م تحت عنوان «تقييم التجربة الديمقراطية في اليمن دراسة ميدانية» أو ما تلاه من المؤلفات التي بلغت حتى الآن أكثر من سبعة مؤلفات، وسيكون الرز من جانبي: نعم ولكن الهدف هو التوعية والدخول في ما هو جديد يتناسب مع الأحداث والظوهر السياسية والتي لمسناها في المشهد السياسي الراهن الذي اتصف بالتحقير والبعيد عن منهج الحياة «الحوار» ولكي نبرهن للقوى السياسية المصابة بجنون السلطة أن الوصول إليها لا يتم بالقوة مطلقاً، لأن هذا النهج لا يمكن أن يحقق الاستقرار والأمن والسلام، لأنه منهج فاقد للشرعية السياسية والشعبية التي أساسها القبول والرضا.. فإلى العدد القادم بإذن الله.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:30 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-34069.htm